التغيير الديمغرافي.. ميليشيات إيران تزيد من وتيرة شراء العقارات في سوريا
لا تزال إيران مستمرة بتمددها وتغلغها ضمن الأراضي
السورية دون كلل أو ملل، وذلك عبر وسائل وطرق متعددة تقوم بها الميليشيات التابعة لها
من مختلف الجنسيات، و عبر أذرعها المنتشرين في عموم التراب السوري، فقد نشطت
الميليشيات الايرانية في شراء العقارات داخل مناطق نفوذها.
و أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في أواخر
يوليو، بأن الميليشيات الإيرانية بأوامر من القيادة عمدت إلى تجنيد شبان ورجال من أبناء
الميادين والبوكمال ومناطق أخرى في دير الزور، وأرسلتهم إلى مناطق نفوذ النظام في محافظة
الرقة، بغية استملاك العقارات من أراضي ومنازل ومحال تجارية هناك، وهو ما فعلته في
الغوطة الشرقية والغربية حين جندت أشخاص محليين من دير الزور وارسلتهم لهناك واستملكوا
عشرات العقارات فيها.
واستولت هذه الجماعات المسلحة
أيضًا على منازل وممتلكات لم يعود أصحابها بعد ، وتحاول إقناع السكان قدر الإمكان بالتحول
إلى الشيعة والانضمام إلى الجماعات المتشددة. لقد حولت الجماعات المسلحة المساجد إلى
مراكز للدعاية والتجنيد الشيعي.
وذكرت المرصد السوري أن المجندين الموالين
لايران تمكنوا خلال شهر يوليو الماضي من شراء 78 عقار على الأقل بين محال ومنازل وأراضي،
وذلك في معدان ومحيطها وبلدات وقرى خاضعة للنظام بريف الرقة، حيث قاموا بدفع الأسعار
دون أي مساومة تذكر، وطلبوا من أصحاب المكاتب العقارية اطلاعهم على أي عروض بيع تتم
في المنطقة.
وفي وقت سابق كشف مركز الشرق للدراسة والإعلام في لندن،
أن إيران تحفز مستثمريها على شراء عقارات في دمشق، بتسهيلات من النظام السوري، حيث
أرسلت طهران مستثمرين مقربين من التيار المحافظ إلى دمشق، فضلا عن عمال بناء لتأمين
الأملاك.
ولفت مركز الشرق للدراسة والإعلام في لندن إلى أن
معظم الأراضي والبنايات المحيطة بمزار السيدة، زينب تم شراؤها من طرف الإيرانيين المقربين
من النظام بمبالغ كبيرة، مما سبب ارتفاعا كبيرا في أسعار العقار بتلك المناطق.
وبحسب وسائل الإعلام ، فإن اهتمام إيران بسوق العقارات
في سوريا ليس جديدًا ، لكنه ازداد منذ 2011 ، عندما بدأت الانتفاضة ضد حكومة بشار الأسد.
لكن الآن لا تشجع الحكومة الإيرانية الإيرانيين على شراء العقارات في سوريا فحسب ،
بل تحث عمال البناء أيضًا على الذهاب إلى سوريا والعمل هناك.
ويتابع التقرير أن مصلحة الإيرانيين لا تقتصر على
دمشق ، بل أن رجال الأعمال والشركات الإيرانية يسعون أيضًا للاستثمار في مشاريع في
حمص. استعاد الجيش السوري وحلفاؤه مدينة حمص أواخر عام 2015.
وتقول التحليلات المرافقة لتلك التقارير إن إيران تسعى بخطواتها على
الطريق العقاري لإحداث تغيير ديموغرافي في دمشق تحديدا، فيما يشبه مشروعا
استيطانيا مستداما مستقبليا يقلب التركيبة السكانية في دمشق ومحيطها.
وتوجه اتهامات لإيران بمحاولة إحداث تغيير كبير
في التركيبة الديموغرافية لدمشق ومحيطها، لاسيما أنها وضعت اليد على أراض تابعة للدولة
السورية.
وبحسب خبراء في المنطقة ، تحاول إيران ربط طهران
بلبنان برا عبر العراق وسوريا ، وهو طريق يعرف بالهلال الشيعي ، من أجل نقل الأسلحة
والقوات المتحالفة معها. تعرضت قواعد وقوافل أسلحة للجماعات العسكرية الليلية التابعة
لطهران في محافظة دير الزور السورية بشكل متكرر للغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية.
ونقلت "اذاعة صوت امريكا" بالفارسي، عن
الخبير إلايراني، فريبرز صارمي، قوله إن "سياسة تملك العقارات من قبل الإيرانيين
في سوريا من شأنه أن يمكن طهران من بسط سيطرتها على سوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط".