حوثنة التعليم.. ميليشيا الإرهاب تزيف وعي الطلاب وتغذي عقولهم بالأفكار الطائفية
السبت 28/أغسطس/2021 - 09:54 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
وسط مخاوف من تفتيت النسيج الاجتماعي وتفخيخ عقول الطلاب وتغذيتها بالأفكار الطائفية، قامت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بتغيير المناهج الدراسية، بالإضافة لتغيير أسماء المدارس والكليات واستبدالها بأسماء طائفية.
كما أجبرت الميليشيا الإرهابية، المدارس الحكومية، والخاصة في العاصمة المختطفة صنعاء على إقامة فعاليات طائفية خلال الإذاعات الصباحية.
وقالت مصادر تربوية: "إن ميليشيا الحوثي ألزمت المدارس الحكومية، والخاصة، بإقامة فعاليات طائفية وتخصيص الإذاعات المدرسية للحديث عن ذكرى الحسين وكربلاء، وذلك ضمن إطار الفعاليات والأنشطة الطائفية التي تقيمها الميليشيات للاحتفاء بذكرى عاشوراء بمناطق سيطرتها".
وأشارت المصادر، "إلى أن الميليشيات الحوثية حددت نهاية انتهاء إقامة الفعاليات الطائفية في المدارس الحكومية، والخاصة في نهاية شهر محرم وتوعدت باتخاذ عقوبات صارمة بحق المخالفين".
يشار إلى أنه منذ سيطرة الميليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء إبان انقلابهم على السلطة في 21 سبتمبر 2014، عمدت الميليشيات إلى إقامة الفعاليات الطائفية في المدارس والجامعات، لاستهداف الطلاب وتغذية عقولهم بالأفكار الطائفية المتطرفة، بالإضافة إلى ثقافة العنف والكراهية.
ومن جانبه، أكد الأمين العام لنقابة المعلمين اليمنيين، حسين الخولاني أن التعليم في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بات أداة للتعبئة الطائفية ورافداً ثرياً للحرب وجبهات القتال.
وقال في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع اليمنية "26 سبتمبر" إن النقابة قامت خلال الفترة الماضية، بعملية مسح كاملة لمضامين المناهج للتحقق من وجود تغييرات ودراسة تأثيرها.
وأوضح الأمين العام لنقابة المعلمين بأن محاولات تغيير المناهج الدراسية لخدمة أجندة طائفية ستغير النسيج الاجتماعي، وتعمق الفجوة الثقافية والفكرية في البلاد، كما ستنتج جيلًا من ملايين الأطفال المحاصرين بالأفكار الطائفية والإقليمية، بالإضافة إلى ثقافة العنف والكراهية.
وأشار الى ان النقابة حذرت جميع المكونات والمجتمع الدولي من خطر تغيير المناهج.
وأضاف "دعونا في مذكرة للمبعوث الأممي لليمن بأنه يجب على المجتمع الدولي التحدث علناً ضد تسييس التعليم، وأن يعمل على جمع الأطراف للاتفاق على أن التعليم يجب أن يظل ذا طابع مدني ووطني، مع منهج دراسي يبني السلام والاستقرار للأجيال المقبلة في اليمن".
وأفاد بأن النقابة وجهت نداءً دولياً لتوفير حماية قانونية أقوى مع تعاون مؤسسي أكبر في شكل شبكة تضامن بين المؤسسات في جميع أنحاء العالم، لردع من يستهدف تسييس المناهج والتعليم ومؤسساته في اليمن.
وأشار إلى أنه تم إطلاق مبادرات مع مجموعة من المنظمات الدولية والوطنية والشركاء المحليين لوقف تسييس المناهج والتعليم.
وقال "ناشدنا الميليشيات المسلحة في اليمن الالتزام بالقانون الدولي واحترام المدنيين والمؤسسات المدنية وليس مهاجمة المعلمين والطلاب والمرافق التعليمية.
وأضاف "نسعى لاتخاذ إجراءات ملموسة لمنع الهجمات ضد التعليم في اليمن، والاستجابة بشكل أكثر فعالية لمثل هذه الهجمات".
من ناحية أخرى، ندد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، بسلوك الميليشيات المدعومة من إيران واستمرارها فيما وصفه بـ"العبث بالمناهج التعليمية لمختلف المراحل الدراسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
وقال الإرياني في تصريحات رسمية، إن "عبث ميليشيا الحوثي بالمناهج التعليمية يأتي في سياق مساعيها لتزييف وعي الأجيال القادمة، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية الدخيلة" على البلاد والمجتمع، مشيرا إلى أن هذه الممارسات "تهديد خطير للسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، ونسف لفرص الحوار وإحلال السلام والتعايش بين اليمنيين".
وتابع بالقول: "هذا العبث الخطير بالمناهج امتداد لنهج ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة في توظيف العملية التعليمية في الصراع، وتحويل فصول ومقاعد الدراسة إلى مصائد لمسخ عقول الأطفال واستدراجهم وتجنيدهم في جبهات القتال، وتحويلهم إلى أدوات لقتل اليمنيين ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة".
كما انتقد وزير الإعلام ما وصفه بـ"صمت المجتمع الدولي وتغاضيه عن الممارسات الحوثية الخطيرة التي تهدد بنسف حاضر ومستقبل اليمن، وتقويض أي فرص للحلول السلمية للأزمة، وتجاهل عمليات تجنيد الميليشيا للأطفال والتي تهدد بخلق جيل من الإرهابيين، وتحويلهم لقنبلة موقوتة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي". وفق تعبيره.
ويرى مراقبون أن الميليشيات الحوثية تطمح إلى تغيير هوية المجتمع اليمني وتشكيل جيل جديد يدين لها بالولاء ويعتنق أفكارها المتطرفة، فضلا عن المساعي لتحويل نحو خمسة ملايين طالب وطالبة إلى مخزون بشري تستغله في عمليات التعبئة والتجنيد للقتال ونشر الأفكار الخمينية.