مع سيطرة طالبان والجيش الأمريكي.. مطار كابول بين فكي الاحتلال والمنافسة
السبت 28/أغسطس/2021 - 02:44 ص
طباعة
أميرة الشريف
مع تسارع وتيرة الأحداث التي تشهدها العاصمة الأفغانية كابول، أكدت وسائل إعلام أفغانية أعلنت حركة طالبان أن مقاتليها سيطروا على أقسام من مطار كابل الجمعة، إلا أن واشنطن نفت ذلك.
وذكرت تقارير محلية أن عناصر "طالبان" يستعدون لتسلم السيطرة على الجزء الأكبر من المطار ومسؤولية تأمين هذه المنطقة من قبل قوات الولايات المتحدة الجمعة، قبل 3 أيام من انتهاء عمليات الإجلاء.
وتعرض محيط مطار كابل أول أمس لهجوم بتفجير انتحاري أودى بحياة نحو 200 شخص حسب مصادر إعلامية، بينما أكدت الولايات المتحدة مقتل 13 أمريكيا، فيما أعلنت بريطانيا مصرع 3 من مواطنيها.
وجاء الهجوم تزامنا مع تنفيذ الولايات المتحدة ودول متحالفة معها عمليات إجلاء واسعة لمواطنيها والأفغان المتعاونين معها عبر مطار كابل.
وكتب المتحدث باسم طالبان، بلال كريمي، عبر "تويتر: ، أخلى الأمريكيون ثلاثة مواقع مهمة في القسم العسكري من مطار كابل وباتت تحت سيطرة الإمارة الإسلامية" في إشارة للحركة، مضيفًا "يبقى الآن قسم صغير جداً (من المطار) مع الأميركيين".
إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت إن التقارير التي تفيد بأن حركة طالبان سيطرت على مطار كابول "كاذبة".
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في تصريحات صحفية : "لا تسيطر طالبان على أي جزء من مطار حامد كرزاي الدولي، إنهم ليسوا مسؤولين عن أي من البوابات. إنهم ليسوا مسؤولين عن أي من عمليات المطار".
وأضاف المتحدث أن المطار "لا يزال تحت سيطرة الجيش الأمريكي"، مٌشيرًا إلى التقارير المنشورة حول سيطرة طالبان على المطار بأنها "كاذبة".
في سياق متصل، قال مسؤول آخر من طالبان أنه "بمجرد رحيل الأميركيين سنكون بانتظار إشارة منهم ثم سنتولى الأمر (في مطار كابل)، وهذا يمكن أن يحدث خلال مطلع الأسبوع".
وأضاف: "فريقنا مستعد لتولي السيطرة الكاملة على مطار كابل بمجرد رحيل الأميركيين، إنها مسألة مزيد من الوقت" فقط.
هذا وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن فرنسا ستبقي على الاتصالات مع مسؤولي طالبان في أفغانستان لضمان السماح للأفراد المهددين بالخطر بمغادرة البلاد.
وأوضح الوزير في بيان مشترك مع وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي أن عملية الإجلاء الفرنسية من مطار كابل انتهت مساء الجمعة بسبب تعذر توفر الأمن ومسارعة القوات الأمريكية للرحيل.
وأفاد بأن موظفي السفارة الفرنسية في كابل موجودون حاليا في الإمارات.
وأوضحت وزيرة الدفاع أن باريس ستواصل مساعدة الراغبين في مغادرة أفغانستان وأضافت أن نحو ثلاثة آلاف فرد منهم 2600 أفغاني، نقلوا إلى فرنسا خلال العملية.
كما قامت دولة الإمارات بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو 39.827 من الأجانب و الأفغان من أفغانستان وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أنه وبناء على طلب من الولايات المتحدة، ستستضيف دولة الإمارات المواطنين الأفغان قبل توجههم إلى دول أخرى، وفق بيان صادر عن الوزارة.
وقامت دولة الإمارات بدور رئيسي في تسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، حيث سهلت بتاريخ 26 أغسطس إجلاء أكثر من 28000 شخص، بالإضافة إلى 8500 قدموا إلى الدولة عبر الناقلات الوطنية ومطارات الدولة منذ بداية أغسطس، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.
وأنشأت دولة الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة مركزا في أبوظبي يخضع فيه المسافرون من أفغانستان لفحوصات صحية وتدقيق أمني قبل المتابعة إلى الولايات المتحدة أو دول ثالثة، وذلك بتنسيق من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، كما تعمل دولة الإمارات مع السفارة الأميركية، إلى جانب طاقم القنصلية وموظفي الجمارك وحرس الحدود، للتعامل مع المسافرين على مدار الساعة.
وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نقطة محورية في جهود الإجلاء من أفغانستان، ويأتي ذلك في إطار جهودها الإنسانية للتيسير على كافة الأطراف في ظل تلك الظروف.
يأتي هذا بينما تستمر في مطار كابل عمليات إجلاء الأجانب والأفغان المهددين بعد سيطرت طالبان على البلاد.
وقد شددت السلطات الأمريكية على أنها ستنهي هذه العمليات بحلول الموعد المحدد في 31 أغسطس الحالي.