تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 29 أغسطس 2021.
الاتحاد: تحرير مواقع استراتيجية في مأرب والجوف
حرر الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل وطيران تحالف دعم الشرعية أكثر من 75 كيلو متراً في جبهتي «مراد ورحبة» بمحافظة مأرب و«جبال قبيان» الاستراتيجية في جبهة «القعيف» شمال شرق محافظة الجوف، وقطع طرق إمداد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، كما كبد الميليشيات في محافظة تعز خسائر بشرية ومادية فادحة خلال محاولات تسلل فاشلة.
وأكد الناطق باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي أن المعارك الهجومية والتقدمات النوعية تتواصل في جبهات محافظة مأرب، بعد السيطرة على الهيئات المهمة والحاكمة والاستراتيجية.
جاء ذلك في إيجاز صحفي أمس، استعرض فيه نتائج معارك الأيام الماضية، التي خاضها الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في مختلف جبهات القتال، إضافة إلى استعراض جرائمها وانتهاكاتها المستمرة على المدنيين.
وقال: إن «التقدمات النوعية تتواصل في جبهتي مراد ورحبة، حيث تم تحرير أكثر من 75 كيلو متراً خلال الأيام الماضية، بعد السيطرة على مناطق استراتيجية وقطع طرق الإمداد على ميليشيات الحوثي».
وأوضح العميد مجلي أن المعارك أسفرت عن سقوط العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي، وتدمير معدات وأسلحة وعربات قتالية بغارات الطيران والمدفعية، كما استعاد الجيش أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة.
وأفاد بأن قوات الجيش في جبهات «المشجح والكسارة وصرواح»، وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، حققت انتصارات مهمة ضد ميليشيات الحوثي، وأن عمليات الجيش في هذه الجبهات تركزت في الهجوم المضاد والالتفاف والتطويق والكمائن والقضاء على الأنساق والهجمات والتسللات للميليشيات الحوثية، مما أدت إلى تحقيق أهدافها، وسقوط العديد من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح.
كما أوضح أن قوات الجيش تنفذ وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية هجمات نوعية، وحررت سلسلة «جبال قبيان» الاستراتيجية في جبهة «القعيف» شمال شرق محافظة الجوف.
وقال «إن قوات الجيش والقبائل، نفذت عمليات إغارة وكمائن محكمة في جبهات الجدافر والخنجر بمحافظة الجوف أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وان طيران التحالف نفذ عدة غارات استهدفت أسلحة ومعدات وعربات قتالية تابعة للميليشيات الحوثية».
ولفت إلى أن الجيش في تعز، صد تسللات وهجمات نفذتها الميليشيات الحوثية في الجبهات الغربية والشمالية الغربية لمدينة تعز، مؤكداً تمكن قوات الجيش من إلحاق الخسائر الفادحة في أرواح وعتاد الميليشيات الحوثية.
وأكد ناطق الجيش أن ميليشيات الحوثي مازالت تمارس أعمالها الإرهابية، وبصورة متعمدة وممنهجة، باستهداف الأعيان المدنية ومخيمات النازحين بمحافظة مأرب بالصواريخ الباليستية.
وفي سياق متصل، قصفت مدفعية الجيش اليمني مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في عدة جبهات قتالية، بأطراف محافظة مأرب.
واستهدف القصف، مواقع الميليشيات في جبهات «الكسارة» و«محزمات ماس»، و«المشجح»، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
كما أسقطت قوات الجيش، طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي في جبهة «الكسارة»، كانت في طريقها لاستهداف المدنيين.
في غضون ذلك، استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، مواقع للميليشيات الحوثية في جبهات «رحبة، والكسارة، والمشجح»، كبدتها خسائر في العدد والعدة.
وفي محافظة البيضاء، استهدفت مقاتلات التحالف بعدة غارات جوية، تجمعات للميليشيات في جبهة «نعمان»، وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى، علاوة على تدمير آليات قتالية تابعة لها.
وكالات:اليمن.. تفكيك خلية تجسس حوثية في «موزع»
أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، أمس، عن عملية تفكيك خلية تجسس تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في مديرية «موزع».
وكشف الإعلام العسكري للقوات المشتركة معلومات أولية عن الخلية، مؤكداً أن شعبة الاستخبارات العامة تمكنت من ضبط وتفكيك الخلية بعد أشهر قليلة من زرعها للعمل من قبل الميليشيات الحوثية، بعد عملية رصد وتحرٍّ دقيقة.
وأوضح أنه تم ضبط ثلاثة من أخطر أفراد الخلية جميعهم من أبناء مديرية «موزع» بمحافظة تعز بعد أن تم تجنيدهم من قبل قيادي حوثي من أبناء المديرية يدعى «عماد عبد السلام الحميري» ويعمل في مناطق سيطرة الميليشيات.
ولفت الإعلام العسكري إلى أن اعترافات الخلية كشفت عن مهمتين رئيسيتين لها في الساحل الغربي، الأولى رصد تحركات القوات المشتركة وقياداتها والشخصيات الاجتماعية في المحورين الجنوبي والشمالي للساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة، والثانية شراء أسلحة وذخائر من تجار في الساحل الغربي ونقلها إلى مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
ويعد ضبط وتفكيك الخلية إنجازاً أمنياً نوعياً جديداً لشعبة الاستخبارات العامة في القوات المشتركة والتي سبق أن فككت سلسلة خلايا في الساحل الغربي تابعة لميليشيات الحوثي أهمها خلية المخا، وخلية تهريب الأسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وخلية زرع العبوات الناسفة، الأمر الذي يشكل ضربة قاسية للميليشيات.
«مودرن دبلوماسي»: عنف «الحوثيين» يدمر حياة الأطفال
يبدو أنّ الحربَ الأهليةَ في اليمن دخلت مرحلة من التعقديات إلى درجة وصلت إلى اقتناع عدد من الخبراء والمسؤولين الأمنيين بأنه لا توجد نهاية للحرب في الأفق، وسط استمرار العمليات العدوانية لـ«الحوثيين»، التي تفاقم مأساة الأطفال وأسرهم.
ونقل موقع «مودرن دبلوماسي» عن مسؤولٍ كبيرٍ في الأممِ المتحدةِ لشؤونِ منطقة الشرق الأوسط: لم تحرز الأطراف في اليمن أي تقدم للتوصل إلى اتفاق سياسي لتسوية الحرب الأهلية، التي دخلت عامها السابع.
وقال خالد خياري، مساعد الأمين العام للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ: «من الضروري استئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع» في إشارة إلى خطة السلام لعام 2015، التي دعت إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وإعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود على تدفق الوقود والسلع عبر ميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات السياسية وجهاً لوجه.
وفي غضون ذلك، يواصل العدوان العسكري «الحوثي» عرقلة إحراز أي تقدم في الملف اليمني. وتظل مأرب محور التركيز الاستراتيجي الرئيسي.
ومن جانبها، أقرت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لصندوق الطوارئ الدولي للأطفال التابع للأمم المتحدة «اليونيسف»، بأن القليل قد تغير منذ آخر إحاطة لها حول الوضع قبل عامين. وشددت على أن «العنف والدمار يلحقان الخراب كل يوم بحياة الأطفال وأسرهم».
وأضافت إنه في عام 2021، نزح 1.6 مليون طفل داخلياً بسبب العنف، لا سيما في الحديدة ومأرب، في حين أن خدمات الصحة والصرف الصحي والتعليم الأساسية «هشة بشكل لا يصدق» و«على شفا الانهيار التام» بسبب هجمات الميليشيا الانقلابية.
وقالت فور: إن ما يقرب من 21 مليون شخص، بما في ذلك 11.3 مليون طفل، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. ويعاني حوالي 2.3 مليون طفل من سوء التغذية الحاد و400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وقال مارتن جريفيث: «الحرب تلقي بظلالها على كل شيء»، في إحاطة المجلس لأول مرة بصفته وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ.
وأفادت التقارير بأن الهجوم الحوثي في محافظة مأرب والاشتباكات على طول ما يقرب من 50 من خطوط المواجهة الأخرى أسفرت عن مقتل أو إصابة أكثر من 1200 مدني، حيث يحرم انهيار الخدمات العامة الناس من المياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية، بجانب انتشار الكوليرا، وكوفيد- 19.
ومع احتياج 20 مليون شخص للمساعدات الإنسانية والحماية من الحوثيين، يدفع الاقتصاد المنهك البلاد إلى حافة الهاوية، وفقا لتحذيرات الخبراء.
الخليج: الجيش اليمني يحقق مكاسب نوعية في جبهة مأرب
قال الناطق الرسمي للجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي إن المعارك الهجومية والتقدمات النوعية لقوات الجيش تتواصل في جبهتي مراد ورحبة بمحافظة مأرب، شمال شرقي البلاد، مؤكداً تحرير أكثر من 75 كيلو متراً خلال الأيام الماضية. واستهدف طيران التحالف المعدات والأسلحة والمدرعات والأطقم القتالية التابعة للميليشيات الحوثية في مختلف جبهات المحافظة، فيما قتل أكثر من 20 حوثياً في غارات جوية لطيران التحالف استهدفت تجمعاً لميليشيات الانقلاب في محافظة الجوف شرقي اليمن.
واستعرض مجلي، في إيجاز صحفي، الجمعة، في مأرب، نتائج معارك الأيام الماضية، التي يخوضها الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية، ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية في مختلف جبهات القتال، إضافة إلى استعراض جرائمها وانتهاكاتها المستمرة على المدنيين، مرحباً بالحكم القضائي الصادر عن المحكمة العسكرية بمأرب الذي قضى بإعدام زعيم الميليشيات و173 من مساعديه.
وقال مجلي إن قوات الجيش والمقاومة ورجال القبائل تمكنت من تحرير جبال وتلال استراتيجية ووديان وقطع طرق الإمداد على الميليشيات الحوثية. وأضاف: «المعارك أسفرت عن سقوط العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية، إضافة إلى تدمير عددٍ من المعدات والأسلحة والعربات والأطقم القتالية بغارات الطيران المقاتل والمدفعية، كما استعادت قواتنا أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة».
وأفاد بأن قوات الجيش في جبهات المشجح والكسارة وصرواح، وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، حققت انتصارات مهمة ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، مؤكداً أن عمليات الجيش في هذه الجبهات تركزت في «الهجوم المضاد والالتفاف والتطويق والكمائن والقضاء على الأنساق والهجمات والتسللات للميليشيات الحوثية» ما أدى إلى تحقيق أهدافها وسقوط العديد من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح.
وأشار إلى أن العمليات الأخرى الناجحة والدقيقة، التي ينفذها الطيران المقاتل ومدفعية الجيش الوطني استهدفت المعدات والأسلحة والمدرعات والاطقم القتالية التابعة للميليشيات الحوثية في مختلف جبهات محافظة مأرب.
وتابع بأن قوات الجيش تنفذ وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية هجمات نوعية حررت سلسلة جبال قبيان الاستراتيجية في جبهة القعيف شمال شرقي محافظة الجوف.
وقال ناطق باسم القوات المسلحة اليمنية إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية، نفذت عمليات إغارة وكمائن محكمة في جبهات الجدافر والخنجر بمحافظة الجوف أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مضيفاً: «نفذ الطيران المقاتل عدة غارات جوية استهدفت أسلحة ومعدات وعربات قتالية تابعة للمليشيات الحوثية».
ولفت إلى أن الجيش الوطني في تعز، صد تسللات وهجمات نفذتها الميليشيات الحوثية في الجبهات الغربية والشمالية الغربية لمدينة تعز، مشيراً إلى أن قوات الجيش الوطني في مقبنة، نفذت عدة كمائن لعناصر الميليشيات الحوثية التي كانت تحاول التسلل باتجاه مواقع الجيش في جبهة الطوير بمحيط مديرية مقبنة وتم استهدافها وتكبيدها خسائر في الأرواح والمعدات.
وذكّر العميد مجلي في إيجازه الصحفي بأبرز الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، والتي بموجبها أصدرت المحكمة العسكرية حكماً قضائياً، قضى بالإعدام حداً وتعزيراً رمياً بالرصاص على المتهم عبدالملك الحوثي و173 آخرين ومصادرة جميع أموالهم بما نسب إليهم في قرار الاتهام.
كما قضت المحكمة بتصنيف «جماعة الحوثي منظمة إجرامية إرهابية، وحظر أنشطتها وحلّها ومصادرة جميع ممتلكاتها، ونزع جميع الأسلحة والذخائر والعتاد العسكري منها وتسليمه لوزارة الدفاع».
ميليشيا الحوثي تبدد فرص السلام في اليمن
مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن بفعل الحرب المتواصلة منذ ستة أعوام، تصر ميليشيا الحوثي التي أشعلت هذه الحرب على إهدار فرص السلام، وإفشال كل جهد يقترب من وضع حد لهذه الحرب، وإعادة الاستقرار، وإنهاء معاناة ملايين اليمنيين، وليس آخرها خطة الأمم المتحدة.
وفي حين تنتظر الأوساط الشعبية والسياسية تسلم مبعوث الأمم المتحدة الجديد مهامه مطلع الشهر المقبل لمواصلة الجهود التي قادها سابقه، إلا أن الميليشيا،
تستبق هذه التحركات بالتصعيد والاستعداد لهجوم جديد يستهدف مأرب بعد أن فشلت الهجمات السابقة التي تستهدف المحافظة منذ بداية العام الجاري، إذ أكدت مصادر عسكرية يمنية أن الميليشيا عرضت هدنة على قبائل المحافظة وهدفها إعادة ترتيب صفوفها وحشد المزيد من المقاتلين، وتجنيد المزيد من صغار السفن والدفع بهم إلى هذه الجبهات.
مناورات الحوثيين
المصادر تحدثت عن رفض القبائل لذلك العرض لإدراكها أنها مناورة جديدة هدفها إعادة ترتيب صفوف الميليشيا واستكمال تدريب دفعات جديدة من صغار السن والفقراء ثم دفعهم إلى محافظة مأرب في محاولة جديدة لتحقيق أي اختراق بعد أن فشلت كل محاولاتها السابقة، الخسائر الكبيرة التي منيت بها طوال الأشهر السبعة الأخيرة، إذ تعتقد الميليشيا أن بمقدورها أن تحقق شيئاً يمكنها من فرض شروطها التي كشفت عنها عبر ما سمتها مبادرة لوقف القتال في مأرب وهي مطالب بالمشاركة في إدارة حقول النفط والغاز ومحطة الكهرباء الرئيسة.
مأساة اليمنيين
وإذ تؤكد الأمم المتحدة أن إطالة أمد القتال يعقد الأوضاع أكثر ويوجد أطراف وقوى جديدة على الساحة اليمنية. ويزيد من العوائق التي تعترض طريق السلام، فإن ميليشيا الحوثي تراهن على فشل خطط السلام والعمل على استمرار الصراع على أسس مذهبية وسلالية وجغرافية، وهو أمر يكشف حاجة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عملية تجبر الميليشيا على القبول بخيار السلام وإنهاء مأساة اليمنيين.
ووسط هذه الظروف أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن المجتمعات المحلية في اليمن، لا تزال تكافح للتمييز بين الجهات الشرعية الفاعلة في مجال العدالة، والقبضة الكاسحة للميليشيا المسلحة. بعد أن فقدوا الثقة بنظام العدالة الرسمي وبدلاً من ذلك يعتمدون في كثير من الأحيان على قادة محليين موثوق بهم.
وذكرت في تقرير حديث أنه ومع الضعف المستمر للروابط الاجتماعية في المجتمع اليمني، فإنها تدعم مشروع دعم الأمن المحلي الذي يهدف إلى تحسين الوصول لخدمات العدالة والأمن الرسمية وغير الرسمية في جميع أنحاء البلاد على المستوى الفردي والمجتمعي والمؤسسي، إذ تولى البرنامج تدريب نحو 115 جهة فاعلة محلية موثوقاً بها (بمن في ذلك 40 امرأة) في مسح الصراع والحوار المجتمعي.
وهؤلاء الوسطاء المحليون هم أعضاء فاعلون في المجتمع ملتزمون بناء السلام، إذ يُمكِّن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق التضامن من عمل هؤلاء الوسطاء المطلعين لتسهيل القرارات غير العنيفة، وربط أفراد المجتمع بالخدمات القضائية والأمنية عند الاقتضاء. وسيعملون من خلال العمل طرفاً محايداً، يساعد الوسطاء المطلعين على استعادة الروابط المجتمعية وتشجيع عمليات بناء السلام الشاملة، ودعم إنشاء أساس متين لتعافي الأمة من الصراع.
الشرق الأوسط: الحكومة اليمنية تعلن عن حزمة إجراءات لاحقة لأحكام القضاء ضد قادة ميليشيا الحوثي
أعلنت الحكومة اليمنية عن جملة من الإجراءات المترتبة على الأحكام القضائية التي أصدرتها محكمة عسكرية بمأرب، الأسبوع الماضي، ضد زعيم ميليشيا الحوثي الإرهابية، عبد الملك الحوثي، و173 من قيادات الميليشيا.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، لـ«وكالة الأنباء اليمنية الرسمية» (سبأ)، إن هناك كثيراً من الإجراءات المترتبة على تلك الأحكام القضائية، منها ترتيبات لتقديم دعاوى جديدة ضد قيادات وعناصر الميليشيا الحوثية المتورطة في ارتكاب الجرائم والانتهاكات.
وأضاف أن من ضمن الإجراءات التي جرى اتخاذها أثناء السير في المحاكمة إصدار النائب العام للجمهورية اليمنية قرار رقم 14، بشأن الحجز على أموال المتهمين في الداخل والخارج، ومنع التصرف بها أو إقامة أي دعاوى قضائية بشأنها، وإدراجهم ضمن «قائمة الحظر».
وأشار الإرياني إلى خطوات قانونية أخرى للسير في إجراءات تنفيذ الحكم القضائي، فيما يخص ملاحقة المتهمين المحكوم عليهم، والتعميم عليهم في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وعبر «الإنتربول الدولي» للموجودين منهم خارج البلاد، حيث قال إن هذه الإجراءات تخضع لقواعد محددة في قانون الإجراءات الجنائية العام والعسكري.
وأوضح المسؤول اليمني أن الحكم القضائي الصادر سيكون له تبعات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي، منها البدء في إجراءات على المستوى الداخلي بإصدار قانون تصنيف ميليشيا الحوثي «منظمة إرهابية»، وإدانة كل مَن يعمل أو يتعامل معها بالإرهاب، في حين سيتم مخاطبة المجتمع الدولي لإدراج الحوثيين ضمن قوائم الإرهاب.
كما كشف وزير الإعلام اليمني أن حكومة بلاده ستقوم بتقديم الشكاوى والبلاغات ضد حكومة طهران أمام مجلس الأمن ولجنة العقوبات الدولية الخاصة بإيران، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والصكوك والمعاهدات وقواعد القانون الدولي، وذلك بعد ثبوت اشتراكها مع ميليشيا الحوثي في الجرائم محل الدعوى.
اعتراف حوثي بخطف 140 مدنياً خلال أسبوع... بينهم نساء
اعترفت الميليشيات الحوثية قبل أيام باختطاف 140 مدنياً، بعد أن وجهت لهم تهماً ملفقة بالتخابر مع الحكومة الشرعية، في حين أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الميليشيات وسعت من عمليات الاختطاف لتطال أعداداً من النساء في عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وذكرت حقوقيون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحي الجماعة نفذوا، منذ مطلع الشهر الحالي، حملة اعتقالات واسعة طالت مدنيين رجالاً ونساء من مختلف الأعمار والتوجهات السياسية في العاصمة ومدن أخرى خاضعة لقبضتهم.
وقال الحقوقيون إن «حملات الانقلابيين غير المبرَّرة التي استهدفت المنازل والأحياء السكنية والمدارس والجامعات والمعاهد ومساكن الطلبة والأسواق والمتنزهات والحدائق والمقاهي ومقار الأعمال الحكومية والخاصة ونقاط التفتيش، أسفر عنها اعتقال المئات من المدنيين».
وفي سياق اعتراف الميليشيات بشن الحملات القمعية، أكد موقع الإعلام الأمني التابع للحوثيين خطف مسلحي الجماعة أكثر من 140 مواطناً في صنعاء ومدن يمنية أخرى، خلال الأسبوع الثاني من أغسطس (آب).
وأرجعت الجماعة الحوثية ذلك إلى ما تسميه «التخابر» مع الحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها، وهي ذريعة كيدية كثيراً ما تنسبها الجماعة لكل الرافضين لفسادها وعبثها وجرائمها بحق المدنيين ومن يعارضون مشاريعها الإيرانية الدخيلة على اليمنيين بحسب مراقبين.
ولم يتطرق إعلام الميليشيات إلى أي تفاصيل أو معلومات تتعلق بهوية المختطفين المدنيين وأماكن خطفهم ومصيرهم بالوقت الحالي.
وترجح مصادر حقوقية أن أعداد المدنيين المعتقلين مؤخراً على يد الجماعة يفوق أضعاف ما أعلنته في وسائل أعلامها، وتعتقد أن «مئات السجون الحوثية، بينها السرية في صنعاء، ومدن تحت قبضتها باتت اليوم نتيجة تكثيف الجماعة حملات الملاحقة والاختطاف تعج بآلاف المعتقلين من الرجال والنساء».
ويُتهم انقلابيو اليمن بالزج بآلاف اليمنيين بسجون وأقبية سرية تابعة لها بسبب مواقفهم وآرائهم المعارضة لها. ويتحدث سكان في صنعاء المصادر عن مواصلة الحوثيين استخدام تُهم «الارتزاق والعمالة والانتماء للتنظيمات الإرهابية» وغيرها للبطش والتنكيل بمن تعتقد أنهم مناهضون لها ورافضون لمشاريعها، في حين تسخر سلطات القضاء والأمن وغيرها من السلطات الأخرى تحت قبضتها، في سبيل ممارسة أبشع الانتهاكات والتعسفات بحق المدنيين الأبرياء.
وعلى مدى السنوات القليلة المنصرمة توالت كثير من الاعترافات الحوثية بممارسة جرائم اختطاف متعددة بحق يمنيين، رافقها أيضاً تبادل للاتهامات بين قادة ومشرفي الجماعة بالوقوف وراء ارتكابها.
وفي أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، اعترفت الجماعة بأنها خطفت أكثر من 6 آلاف شخص بمناطق سيطرتها، بعد أن وجهت لهم تهماً بمساندة الحكومة اليمنية الشرعية وتحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك في معرض تباهيها بما أنجزته أجهزتها الأمنية من أعمال قمعية خلال 3 سنوات من الانقلاب. واقتصر ذلك العدد من المخفيين قسراً لدى الجماعة، كما ورد في اعترافها، على الذين خطفتهم الأجهزة الأمنية التابعة لداخليتها في حكومة الانقلاب، ولا يشمل، بحسب حقوقيين يمنيين تحدثوا في وقت سابق مع «الشرق الأوسط»، المعتقلين الآخرين الذين اختطفتهم الجماعة عبر أجهزتها المخابراتية الأخرى، الذين تُقدّر أعدادهم بالآلاف، وأغلبهم من المنتمين حزبياً والناشطين المدنيين.
وكانت تقارير محلية وأخرى دولية اتهمت خلال السنوات القليلة الماضية الميليشيات الحوثية بتصعيد جرائم الملاحقة والاختطاف بحق المدنيين بمدن سيطرتها، بينهم نساء وأطفال.
وكشف تقرير حديث صادر عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية عن تعرض نحو 1635 من المعتقلين اليمنيين لعمليات تعذيب نفسية وجسدية جسيمة، بينما تُوفي نتيجة التعذيب نحو 350 سجيناً بينهم 33 امرأة.
هجوم حوثي على قادة «مؤتمر صنعاء» بعد رفع صور صالح
لم يشفع لقادة حزب «المؤتمر الشعبي» (جناح صنعاء) بقاؤهم تحت رحمة الميليشيات الحوثية ضمن تحالفهم الصوري بعد مقتل زعيم الحزب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2017، إذ شنت الجماعة في الأيام الماضية هجوماً غير مسبوق على هؤلاء القادة، على خلفية رفع صور لصالح أثناء احتفالهم بالذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيس الحزب.
وفي الوقت الذي تتعاظم فيه المخاوف من أن يكون هذا الهجوم تمهيداً من قبل الميليشيات الحوثية لشن عمليات تنكيل جديدة بعناصر الحزب وقياداته، وصولاً إلى اجتثاثه، يرجح مراقبون أن الجماعة الانقلابية تسعى من خلال هجومها سواء عبر وسائل إعلامها أو عبر تصريحات قادتها إلى إرهاب قيادات الحزب الذين ترى فيه عملاقاً جريحاً يمكن مع أول تسوية سياسية أن يعود إلى واجهة الحكم من جديد.
وكان القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي وابن عم زعيمها الذي يشغل أيضاً منصب عضو مجلس حكم الانقلاب إلى جانب رئاسته لما يسمى «المنظومة العدلية» عبّر في سلسلة من التغريدات على «تويتر» عن استياء الجماعة من قيام قادة «مؤتمر صنعاء» بتمجيد صالح، من خلال رفع صوره أثناء الاحتفال الرمزي بذكرى تأسيس الحزب.
وفي هجوم صريح على هذه القيادات قال الحوثي إن «تمجيد الخائن ضعف سياسي ورؤية معتمة وهراء في غير محله وتطبيل لا فائدة منه، لذلك كل حر سيواصل الحملة المفتوحة لإدانة التمجيد للخيانة».
وفي تغريدة أخرى، أضاف الحوثي بالقول في سياق هجومه على قادة الحزب: «ليست من الحرية والديمقراطية وإنما تمجيد لمن لا يستحق من مجرمي العمالة والارتزاق وأدعو كل الحكماء والعقلاء اليمنيين إلى إدانة تمجيد الخونة، فلن يقبل أحد بطعن الشعب الصامد ولن يستطيع لا من الداخل ولا من الخارج، والوعي واليقظة سياج شعبي ضد كل مؤامرة».
إلى جانب حملات هجوم أخرى شنتها وسائل إعلام الميليشيات ضد قيادات حزب «المؤتمر» في صنعاء، يفهم من تغريدات «الحوثي» أن الجماعة في سياق الإعداد لعمليات قمع جديدة بحق قيادات الحزب الذين لا يزالون يكنون الولاء لزعيم الحزب الراحل علي عبد الله صالح، الذي تصمه الميليشيات بـ«الخيانة» بعد أن قاد ضدها ما عرف بـ«انتفاضة ديسمبر» وأعلن فض الشراكة معها.
وكانت الميليشيات أقدمت على تصفية صالح ومعه الأمين العام للحزب عارف الزوكا بعد وأد الانتفاضة، كما أقدمت على قتل العشرات من حراسه وأعوانه وزجت بالآلاف في السجون والمعتقلات، قبل أن تصادر أمواله والمقربين منه وتحجز على أملاك الحزب نفسه.
وفي ظل حرص الميليشيات على الإبقاء على إرث صالح الحزبي والسياسي أداة سياسية في يدها، كانت سمحت بعد مقتله بإعادة ترتيب جناح الحزب في صنعاء، حيث أقر قادته حينها اختيار القيادي صادق أمين أبو رأس خلفاً لصالح، في مقابل جناح آخر يرأسه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.
محاولة تصفية
وفي سياق التعليق على هذا الهجوم الحوثي على قادة حزب «المؤتمر» في صنعاء، يعتقد الإعلامي اليمني أحمد عباس، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة تمهد لتصفية الحزب.
ويقول عباس: «برأيي أن هذا الهجوم الذي يتبناه قادة الحوثي ضد حزب المؤتمر هو الصورة الحقيقية للحركة الحوثية التي لا تريد أحداً حتى لو كان حضوره صورياً لا يقدم ولا يؤخر ولكنه يجمل المشهد القاتم الذي يمارس فيه الحوثي سطوته على البلاد، ولكنها تستشعر خطورته».
ويضيف: «تغريدات محمد علي الحوثي وهو القيادي البارز في الحركة دليل على انزعاج شديد من (المؤتمر) مع أن هجومهم هذا يأتي على التيار الذي يحسبه الكثيرون متهاوناً مع الحوثيين بسبب وقوع قادته ومقراته تحت سلطتهم، ومع هذا لم يسلم من سخطهم الذي يمكن أن تتبعه تحركات أكثر دراماتيكية».
ويلاحظ الإعلامي اليمني أحمد عباس أن الحزب «بكل أجنحته يتعرض لمحاولات التصفية وليس الإقصاء فقط، ذلك أن التيارات المتشددة تخاف من حزب وسطي يحمل أجندة وطنية ولديه خبرة واسعة في إدارة الدولة»، وفق تعبيره.
كما يلاحظ أن الحركة الحوثية وأطرافاً سياسية أخرى تحاول إخراج المؤتمر من المشهد. ويقول: «الغريب أن الحوثيين يبدون تهاوناً ملحوظاً مع مَن يحسبون أنهم أعداء في الآيديولوجيا، لكنهم يدركون أن الخطر الحقيقي هو فيما يمثله (المؤتمر) من قيم وطنية وطرح غير آيديولوجي تلتف حوله معظم شرائح المجتمع، ويرون في أعدائهم الآخرين ربما سبباً في بقاء الصراع وديمومته».
«جماعة إقصائية»؟
يقول المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر إن الهجوم الحوثي الأخير على حزب «المؤتمر الشعبي العام» أثبت أنها جماعة إقصائية وترفض أن يشاركها أحد، ويثبت صحة أن التعايش معها سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً صعب.
ويضيف الطاهر لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «الجماعة لا يمكن أن تحل الحزب لكي تحافظ على منظرها أمام الرأي العام الدولي، على أنها جماعة ديمقراطية، لكنها تريد أن يكون (المؤتمر) حزباً مفرخاً، وقياداته يدينون بالولاء لإيران قبل أن يكون الولاء للجماعة، والهجوم عليهم هو بقصد ترهيبهم وإذلال من في الداخل».
ويرى الطاهر في الحملة الحوثية «رسالة عكسية لكل (المؤتمريين) الذين ينتظرون من الجماعة أنها ستسلك مسلك الديمقراطية، أو أنها ستمنحهم حقهم السياسي أو سترضى عنهم».
ويؤكد أن الجماعة الانقلابية لن تسمح بحدوث ذلك، داعياً هذه القيادات إلى ترك هذه التمنيات والتفاؤل، خصوصاً من وصفهم بأنهم «لا يزالون في موقف الحياد أو من يدعون للسلام بوضعه الحالي خدمة للحوثيين».
ويطلب الطاهر من هذه القيادات «الوقوف في صف الجمهورية وتوحيد صفوفهم لاستعادة دور المؤتمر الشعبي العام في استعادة الدولة» ويرى أن «موقف بعضهم الحالي لا يساعد المؤتمر على استعادة دوره».
يشار إلى أن قادة بارزين في الحزب كانوا ولا يزالون يتبنون تحركات في الخارج على أمل لملمة صفوف الحزب تحت قيادة واحدة، مع ضمان أن يشمل ذلك منح دور رئيس لأحمد علي صالح، النجل الأكبر للرئيس الراحل الذي تمسك بزعامة الحزب حتى مقتله على يد الميليشيات الحوثية.