تقرير استخباراتي يرصد أدلة متزايدة على إرسال إيران أسلحة إلى ميليشيا الحوثي
الأحد 29/أغسطس/2021 - 07:58 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
لم تتوقف إيران للحظة عن تزويد ميليشيا الحوثي بالأسلحة من الصواريخ والطائرات المسيرات مستخدما شبكات تهريب متخصصة.
ولم تخف طهران يوما دعمها للميليشيات في اليمن، بل أكدت ذلك على لسان عدد من مسؤوليها، ففي إبريل الماضي أقرت إيران بمشاركتها في حرب اليمن من خلال تقديم الدعم العسكري لحلفائها الحوثيين، وذلك لأول مرة بعد سنوات من إنكار الاتهامات المتكررة الموجهة لها من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف السعودي في دعم انقلاب جماعة الحوثيين وإطالة أمد الحرب.
وأفاد مساعد قائد فيلق القدس الإيراني للشؤون الاقتصادية رستم قاسمي، بتقديم الحرس الثوري الإيراني السلاح لميليشيات الحوثي في اليمن وتدريب عناصرها.
وفي حديث له لوسائل الإعلام العربية، كشف القيادي في فيلق القدس عن وجود ضباط إيرانيين مع الحوثيين في اليمن، مضيفا بأن "ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة هو بفضل مساعدات إيران".
وعلى صعيد متصل، تناول تقرير حديث لموقع استخباراتي أمريكي، العلاقات الرابطة بين ميليشيا الحوثي وإيران والميليشيات الأخرى التابعة لسلطة ولاية الفقيه، راصدا منابع السلاح الحوثي، وخدمة الأجندة الإيرانية على المستوى الإقليمي والدولي.
وأرجع تقرير موقع "وار أون ذا روكس"، نشأة الحركة الحوثية، كاتجاه إمامي طائفي، إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مرجحا أن الدعم الإيراني النشط بدأ العام 2009، وتزايد منذ 2011 ولعب الدور الأهم في مساعدة ميليشيا الحوثي على الانتشار وتوسيع نطاق سيطرتها منذ العام 2014.
ورغم أن إيران تمثل مركز التبعية للميليشيا المسلحة في المنطقة، لكن حزب الله والحوثيين ومختلف الميليشيا السورية والعراقية يطورون بشكل متزايد العلاقات مباشرة مع بعضهم البعض، بتشجيع نشط من السلطة الإيرانية حسب التقرير.
وفي هذا الصدد تطورت علاقات الميليشيا الحوثية بشكل خاص مع ميليشيا حزب الله اللبناني، حيث يتعاون الجانبان بشكل متزايد في مجالات تتراوح بين التدريب وتهريب الأسلحة.
وعن مصادر التسليح الحوثي قال تقرير الموقع الاستخباري الأمريكي، إنها تمثلت بما نهبته الميليشيا من أسلحة وعتاد عسكري من معسكرات الجيش اليمني منذ إعلان تمردها لأول مرة على الحكومة اليمنية العام 2004، إضافة إلى أن أجزاء كبيرة من ترسانتها العسكرية أتت من السيطرة على مخزونات الجيش اليمني عقب الانقلاب مباشرة، ومن إقامة تحالفات مع مسلحين قبليين، وإجراء عمليات شراء في السوق السوداء.
غير أن الدعم الأهم، وفقا للتقرير، كان من إيران التي زودت الميليشيا بعدد متزايد من الأسلحة المختلفة، بينها أسلحة أكثر تقدماً وفتكاً.
وأكد الموقع الأمريكي أن إيران تستخدم شبكات معقدة للتهريب والمشتريات لتوفير أجزاء أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية يجمعها الحوثيون بعد ذلك مع أجزاء أخرى تم الحصول عليها أو إنتاجها محليا، بمساعدة تقنية من مستشاري حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
وتطرق تقرير "وار أون ذا روكس" إلى بعض الخدمات التي تقدمها ميليشيا الحوثي لصالح الأجندات الإيرانية، ذكر منها استخدام اليمن بشكل متزايد كمنصة إيرانية لإرسال أسلحة إلى جماعات مسلحة أخرى تدعمها إيران، واستخدام الميليشيا الحوثية ضمن كوكبة من الجهات أو الميليشيا المسلحة التي تقودها إيران للإحاطة بالمملكة العربية السعودية، كما أنها توفر لإيران خيارات جديدة لاستهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وتهديد الملاحة والتجارة في البحر الأحمر.