الحوار مع طالبان ومستقبل السياسية الخارجية يتصدران برامج المرشحين لخلافة ميركل
الخميس 02/سبتمبر/2021 - 01:56 م
طباعة
برلين- هانى دانيال
فرضت حركة طالبان نفسها على محادثات القادة الأوروبيين فى المناقشات الجارية حول مستقبل أفغانستان وسط مخاوف من تفشي أزمة لاجئين ومهاجرين بسبب تغول حركة طالبان وسيطرتها على البلاد، وهو ما ترتب عليه من فتح قنوات اتصال بين العواصم الأوروبية وطالبان للحديث حول مستقبل البلاد، بالرغم من الانتقادات التى طالت التواصل مع هذه الحركة.
ورغم انتقاد تواصل برلين مع طالبان، إلا أن ألمانيا أكدت انه لا بديل عن التواصل مع طالبان، وهو ما عبرت عنه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقولها " طالبان هي الحقيقة الواقعة الآن في أفغانستان، واقع جديد مرير، لكن علينا التعامل معه".
كذلك صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أكثر من مرة أنه لا بديل على الإطلاق عن فتح قنوات اتصال مع طالبان من أجل حل عملي لقضايا مثل استمرار تشغيل المطار" في كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية ، مضيفا بقوله "نحن لا نبحث في مسائل الاعتراف الرسمي، لكننا نريد حل المشاكل القائمة فيما يتعلق بالأشخاص في أفغانستان والمواطنين الألمان ولكن أيضًا الموظفين المحليين الذين يرغبون في مغادرة البلاد".
شدد ماس بقوله " كان ذلك ممكنا على الصعيد السياسي وإذا سمح الوضع الأمني بهذا، فعندئذ ستكون لألمانيا سفارة خاصة بها مرة أخرى في كابول، معترفا ببأنه بدأ التشاور مع الشركاء الأوروبيين حول هذا الموضوع في الوقت الراهن، فى ظل الاحتياج لوجود دبلوماسي في أفغانستان".
من ناحية آخري سيطر الوضع فى أفغانستان والسياسة الخارجية الألمانية على برامج المرشحين خلافة انجيلا ميركل قبل الانتخابات البرلمانية المقررة 26 الشهر الجاري، وهو ما رصدته صحيفة "ى فيلت" الألمانية بشأن محاولات هايكو ماس الحد من الأضرار في الخارج ، يناقش مرشحو المستشارة السياسة الخارجية المستقبلية، والإشارة إلى انه رغم الانتقادات التى يتعرض لها ماس بسبب موقف برلين من إجلاء الجنود الألمان ، تري الصحيفة أن وزير الخارجية الاتحادي في المكان المناسب، لكن في ألمانيا داخليا لا يُفهم بشكل جيد، حيث يقف هيكو ماس في أحد شوارع أوزبكستان ويتحدث عبر الميكروفونات، وسبق أن سافر إلى دولة أفغانستان المجاورة للتفاوض بشأن الدخول الآمن للمواطنين الألمان والمحتاجين إلى الحماية.
اعتبرت الصحيفة أن هايكو ماس يقوم بما طلبه منتقديه فى ظل حملات محلية من أجل الأشخاص الذين خذلتهم الحكومة الفيدرالية، وتراوحت مهمتها للحد من الأضرار من تركيا عبر أوزبكستان وطاجيكستان وباكستان إلى الدوحة في قطر ، حيث يتفاوض الألمان مع طالبان، برلين تحت ضغط وعليها أن تتوسل، في بداية رحلته إلى أوزبكستان ، أكد ماس أنه لا يستطيع التحدث عن التفاصيل. لا بشأن احتمالات الهروب على الأرض ولا بشأن خطة إنشاء جسر جوي مدني قريبًا من مطار كابول بالتشاور مع طالبان. يقول عبارات مثل: "هناك جهود لإحضار الجميع إلى طاولة المفاوضات" أو: "لن أعلق بأي حال من الأحوال علنًا على هذا".
نوهت الصحيفة إلى أن الوزير الألمانى يقود الدبلوماسية في الخارج بنجاح ، فإن الخلاف في الداخل يتصاعد حول الإدارة المستقبلية لوزارته، بمن فيهم شريكه في التحالف حيث يراه البعض مسؤول عن الكارثة، وهى الاتهامات التى وجهها نوربرت روتجن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاج ، إلى صيغة جذابة مفادها أن الحكومة "ببساطة لم تفعل شيئًا" في المرحلة الحاسمة.
كما فرضت قضايا السياسة الخارجية نفسها على اول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين لخلافة ميركل، وفى سؤال حول دور ألمانيا المستقبلي في العالم، دعا مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت يدعو إلى "مجلس للأمن القومي" في المستشارية يتولى زمام الأمور في الأزمات، وهى فكرة ظهرت مرارًا وتكرارًا منذ التسعينيات ، ولم يقدم الحزب الديمقراطي الحر إلا طلبًا في مارس ، والذي رفضه الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي.
بينما تكرر مرشحة حزب الخضر أنالينا بربوك ، شعار سياستها الخارجية بأن ألمانيا يجب أن "لا تنحرف" ، بغض النظر عن المكان. وأن تقلل من تدخلاتها الخارجية بقدر الامكان.
فى حين وعد أولاف شولتز ، مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي بتقديم "مساعدة سريعة" للموظفين المحليين ويخلق انطباعًا بأن ماس ليس زميله في حزبه على الإطلاق.