استمرار التصعيد الحوثي يعرقل فرص الحل السياسي وإنهاء الصراع في اليمن

الجمعة 03/سبتمبر/2021 - 11:17 ص
طباعة استمرار التصعيد الحوثي فاطمة عبدالغني
 
بالتزامن مع دعوات أممية ودولية لوقف الهجمات واستئناف العملية السياسية، صعدت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا عملياتها العسكرية في مختلف الجبهات، الأمر الذي يعد تقويضاً لجهود التهدئة ورفض صريح للحلول السلمية.
وهو الأمر الذي أكدته تصريحات وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، حيث قال "إن ميليشيات الحوثي ترفض فكرة السلام من أساسها، وتعمل على عرقلة كافة الجهود المبذولة من اجل تحقيقه من خلال تصعيد العمليات العسكرية المستمر في عدد من المحافظات وفي مقدمتها مأرب التي باتت أكبر تجمع للنازحين من مناطق سيطرة الميليشيات".
جاء ذلك في محاضرة القاها بن مبارك، الخميس 2 سبتمبر، في معهد أسلو لأبحاث السلام (بريو) بعنون مستقبل السلام في اليمن، واستعرض خلالها مستجدات الأوضاع في اليمن، وأسباب وجذور الصراع، المتمثلة في انقلاب ميليشيات الحوثي على الحكومة الشرعية.
وأكد أن الحكومة اليمنية تنتهج السلام كأساس لإيقاف الحرب، وتتعاطى بإيجابية مع كافة الجهود والمبادرات الدولية والإقليمية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام الشامل والمستدام.. مشدداً على ضرورة قيام المجتمع الدولي بممارسة كافة الضغوط الممكنة لإرغام مليشيات الحوثي على الاستجابة لكافة مبادرات السلام وإنهاء الحرب.
في المقابل، تعهّد زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي في خطبة له، أمس الخميس، بذكرى مقتل "زيد بن علي" الذي يُنسب إليه المذهب الزيدي، بمواصلة القتال للسيطرة على جميع المناطق اليمنية.
وقال الحوثي في الخطبة التي بثتها قناة "المسيرة" (الذراع الإعلامية للميليشيات) إن جماعته حسمت خياراتها، واتخذت موقفها لمواصلة القتال حتى السيطرة على جميع المناطق اليمنية، وصولاً إلى تحقيق ما وصفه بـ«النتيجة الحتمية... وهي النصر بحسب وعد الله"، وفق زعمه.
وميدانيًا، شنت ميليشيا الحوثي الخميس، هجوماً كبيراً على مواقع القوات الحكومية والقبائل المساندة لها في جبهات محافظة الجوف، تكبدت من خلاله الجماعة الانقلابية خسائر بشرية وعسكرية.
وأكدت مصادر ميدانية أن أكثر من 10 مسلحين من ميليشيا الحوثي، لقوا مصرعهم، وأصيب آخرون، وتم تدمير عربات وآليات قتالية شرق الحزم عاصمة محافظة الجوف.
وأفادت المصادر بأن القوات الحكومية والقبائل كسرت هجوماً واسعاً لميليشيا الحوثي في جبهة الشهلا شرق مدينة الحزم.. لافتة إلى أن المعارك انتهت بفرار الميليشيا الحوثية نحو منطقة بير المزاريق بعد مصرع ما لا يقل عن 10 من عناصرها وجرح آخرين، إضافة إلى تدمير طقم وإعطاب آخر.
وبالتزامن، اندلعت اشتباكات عنيفة استخدم فيها مختلف الأسلحة مساء الخميس، في جبهة حيس جنوبي الحديدة، وذلك جراء محاولات تسلل واستحداث تحصينات للميليشيات الحوثية قرب خطوط التماس في مثلث العدين الحدودي مع محافظة إب.
وبحسب الإعلام العسكري في الساحل الغربي، استقبلت الميليشيات التابعة لإيران تعزيزات من محافظة إب، ومديرية الجراحي بمحافظة الحديدة وعاودت محاولاتها البائسة التقدم بعمليات تسلل انتحارية وغطاء ناري كثيف صوب مناطق استراتيجية تمكنها من التأثير على خطوط التماس شمال غرب مدينة حيس، ولكن دون جدوى.
وأوضحت مصادر ميدانية، أن الوحدات المرابطة من القوات المشتركة في المناطق المستهدفة كانت على أتم اليقظة والجاهزية وخاضت مواجهات استمرت ساعة وانتهت بالفشل الذريع للميليشيات ومصرع وجرح عدد من عناصرها.
وأكدت أن مدفعية القوات المشتركة ضاعفت خسائر ميليشيات الحوثي بإصابات مباشرة في أوكار لاذت إليها العناصر الفارة من الاشتباكات.
ولفتت أن تحركات وتعزيزات ميليشيات الحوثي كانت مرصودة لحظة بلحظة، الأمر الذي أفقدها عنصر المباغتة وجعلها صيداً سهلاً لأفراد القوات المشتركة المرابطين لتأمين حياة المواطنين في مدينة حيس البالغ تعداد سكانها نحو 40 ألف نسمة.
وفي مأرب، نفّذ الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، كميناً محكماً استهدف مجموعة من عناصر ميليشيات الحوثي في جبهة المشجح غرب محافظة مأرب، وأسفر الكمين عن مقتل كامل أفراد المجموعة، وعددهم 18 عنصراً حوثياً، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية أمس الخميس، كما شنت مدفعية الجيش اليمني قصفاً مركّزاً استهدف تحركات الانقلابيين في الجبهة، وألحقت بها خسائر في العتاد والأرواح.
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم الجيش اليمني العميد ركن عبده مجلي أن الجيش اليمني تقدم في مختلف جبهات القتال في مأرب، بعد صد هجوم حوثي، نافياً تقدم الميليشيات باتجاه مركز مديرية الرحبة. 
وأوضح مجلي، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن انتصارات الجيش والمقاومة الشعبية متوالية وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، بعد صد كل محاولات التسلل اليائسة للميليشيات الانقلابية الحوثية، مشيراً إلى أن طيران التحالف دك تعزيزات الميليشيات.
وأكد مجلي أن التقدم مستمر على جبهات الكسارة والمشح والمخدرة أمام انهيار كبير للميليشيات الحوثية. وأضاف أن المعارك على أشدها خاصة في مديرية رحبة والجيش الوطني يحقق المكاسب على الأرض، لافتاً إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثي بالإضافة لتدمير عدد كبير من المدرعات والعربات القتالية، واستعادة كمية من الأسلحة والذخائر.
ومنذ نحو أربعة أيام تحتدم المعارك في جبهات عدة من محافظة مأرب الغنية بالنفط، في إطار تصعيد حوثي واسع استؤنفت فيه هجمات الميليشيا باتجاه المدينة التي تضم أكثر من مليوني نازح.

شارك