الطريق إلى المجهول.. اللاجئون الأفغان ضائعون بين تخوفات أوروبا ورفض تركيا

الجمعة 03/سبتمبر/2021 - 03:07 ص
طباعة الطريق إلى المجهول.. أميرة الشريف
 
تخشي أوروبا أن تحمل موجة اللاجئين الأفغان بداخلها إرهابيين متخفين، حيث  وصل الأمر ببعض المسؤولين الأوروبيين التأكيد أن بلادهم لن تفتح أبوابها أمام الأفغان.
وجاء الاجتماع الأخير لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، ليوضح ذلك حيث طالبت بعض الدول بمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا تجنبا لسيناريو عام 2015 الذي شهد تدفق اللاجئين السوريين، مع دعم دول الجوار لأفغانستان لاستضافة الفارين.
وشدد رئيس وكالة مراقبة الحدود الأوروبية فرونتكس، فابريس ليغيري، على أن تحمي أوروبا نفسها من استقبال أشخاص على صلة بحركات إرهابية.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء السلوفيني، يانيز يانشا، الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، أن أوروبا لن تفتح أبوابها أمام الفارين من أفغانستان لأنه "ليس من واجب الاتحاد الأوروبي أو سلوفينيا مساعدة أو الدفع لكل شخص على هذا الكوكب يفر في وقت بإمكانه القتال من أجل وطنه".
ووفق تصريحات بعض المسؤولين الأوروبيين المرحبة بالأفغان، فتخص من تعاونوا مع جيوش هذه البلدان في أفغانستان وبعض من يوصفوا بالنشطاء الحقوقيين فقط.
 وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون في بيان، "ندين بالكثير للذين عملوا مع القوات المسلحة في أفغانستان وأنا مصمم على منحهم مع عائلاتهم الدعم الذي يحتاجونه لإعادة بناء حياتهم هنا في المملكة المتحدة".
وفي الأشهر الأخيرة، ضبطت إيطاليا خلية تحول أموالا للتنظيمات الإرهابية في روسيا وألمانيا وتركيا وصربيا، وفككت فرنسا شبكة تحويلات مالية تدعم جماعات في سوريا، إضافة إلى رصد الدنمارك خلية تنتمي لداعش.
كذلك رصدت استخبارات فرنسا والنمسا وبلجيكا وألمانيا تحركات لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، ما دفعهم للتوصية بمراقبة المؤسسات الدينية والخيرية.
من جانبه أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، أن بلاده لا يمكنها إبقاء اللاجئين من الأفغان مؤقتاً على أراضيها.
وأوضح تشاوش أوغلو قائلاً: "التعاون مع الاتحاد الأوروبي غير ممكن إن كان يعتقد أنه سيدفع المال مقابل الاحتفاظ باللاجئين الأفغان على أراضينا".
وأضاف :"ليس بالإمكان إبقاء اللاجئين الأفغان مؤقتاً في تركيا وسنرفض أي عرض من هذا القبيل في حال وروده".
وأكد تشاوش أوغلو أنه يتعين تحديث اتفاقية الهجرة الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لتشمل السوريين والأفغان.
وأوضح : "نحتاج إلى تحديث هذه الاتفاقية لتشمل العديد من القضايا، بما في ذلك العودة الطوعية والكريمة للأفغان إلى بلادهم إذا استتب الأمن والاستقرار في أفغانستان غداً، وكذلك إعادة السوريين إلى سوريا بشكل آمن".
واستطرد: "لأن هذه المشكلة تكبر بمرور الزمن. وإذا كانت هذه المسألة تعد مشكلة في الاتحاد الأوروبي، فهي أيضاً مشكلة لتركيا".
ورداً على سؤال حول إجلاء الأفغان من كابل، قال تشاوش أوغلو إن تركيا ساعدت العديد من الدول في عملية الإجلاء، وأوفت بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية في هذا الصدد.
وقال الوزير التركي: "ليس من الممكن أن يجري إجلاء الأفغان من قبل أي دولة لإبقائهم في بلادنا لفترة معينة من الزمن، قلنا منذ البداية إننا لن نقبل مثل هذا العرض".
وأشار تشاوش أوغلو إلى أنهم لم يتلقوا عرضاً بهذا الخصوص من هولندا، مضيفاً : "مع ذلك، يمكن لدول مختلفة استخدام تركيا كنقطة عبور أثناء عمليات الإجلاء، للتزود بالوقود، وسنقدم أفضل دعم في هذا الصدد".
وتابع: "لكن منذ البداية قلنا للبلدان المعنية إننا لن نوافق على بقاء الأفغان في بلادنا سواء للفحص، أو للحصول على تأشيرة، أو لأسباب أخرى خلال عمليات الإجلاء".
وحسب معطيات مكتب حماية اللاجئين وعديمي الجنسية "أوفبرا" (OFPRA)؛ يحتل الأفغان المرتبة الأولى في عدد طلبات اللجوء المقدمة في فرنسا، بـ10 آلاف و221 طلبا عام 2018، و10 آلاف و364 طلبا عام 2020 رغم الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا.

شارك