طالبان تؤجل الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة.. وتعلن سيطرتها على معقل المعارضة الأفغانية
السبت 04/سبتمبر/2021 - 06:54 ص
طباعة
اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات المقاومة وعناصر الحركة الذين يحاصرون وادي بانجشير معقل المعارضة الافغانية، وأعلن كلا الجانبين إحراز تقدم ميداني على حساب الأخر في معارك الليلة قبل الماضية.
وفي هذا السياق صرح المتحدث باسم طالبان، بلال كريمي، أمس الجمعة، بأن الحركة تسيطر حالياً على نحو 20% من أراضي بانجشير وتأمل في الاستيلاء على الولاية بالكامل قريباً.
وأضاف كريمي قوله: "المعارك في بانجشير مستمرة، ووصل مقاتلونا إلى مناطق متعددة في بانجشير، ونعتقد أننا سنسيطر على الولاية بأكملها في غضون الأيام القليلة القادمة".
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ثلاثة مصادر من الحركة، أنها باتت تسيطر على إقليم وادي بانجشير الذي لجأت إليه قوات من المعارضة، وبسيطرتها على وادي بانجشير، باتت الحركة تبسط نفوذها على كامل أنحاء أفغانستان.
وانطلقت الاحتفالات بإطلاق كثيف للنيران في العاصمة كابول بعد إعلان الخبر.
وأفادت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لطالبان بأن 31 من المعارضة في بانجشير قتلوا.
وقال أحد قادة طالبان "بفضل الله عز وجل، نسيطر الآن على كل أفغانستان. هزم مثيرو المتاعب وبانجشير تحت سيطرتنا حالياً".
من ناحية أخرى وبحسب وكالة فرانس برس أفادت الجبهة الوطنية للمقاومة في البداية عن خسائر كبيرة في صفوف طالبان مؤكدة أنها صدت الهجوم.
وذكر فهيم دشتي، المتحدث باسم الجبهة في بانجشير على حسابه في "تويتر" أن قوات المقاومة بعد مواجهات عنيفة دامت أربع ساعات صدت هجوماً شنته مجموعة تضم ثمانية آلاف من مسلحي طالبان و350 مركبة عسكرية من طراز "هامفي".
وأشار المتحدث إلى أن قوات الحركة وقعت في كمين وتكبدت خسائر ملموسة، حيث أسفرت المعارك عن مقتل 450 عنصراً في طالبان، وأسر 130 آخرين.
ولفت المتحدث إلى أن قوات المقاومة تمكنت من انتزاع منطقة خواجه غار في ولاية طخار، وتتقدم نحو ولايات بدخشان وكابيسا وباغلان.
وقالت منظمة "إميرجنسي" الإيطالية غير الحكومية على تويتر إنها استقبلت في مستشفى تابع لها في العاصمة كابول "أربعة جرحى وأربعة قتلى (...) نتيجة القتال في غلبهار" عند مداخل وادي بانشير.
وكتبت مارتن فان بيجلرت من شبكة المحللين الأفغان أن "قوات طالبان تجمعت حول مدخل الوادي لكنها تعرضت لكمين وتكبدت خسائر".
وأضافت "فيما بدا أن الجانبين يسعيان بشكل أساسي إلى توجيه ضربات لتعزيز موقفهما في المفاوضات، دون بدء معركة شاملة، بدأت طالبان تستدعي تعزيزات من ولايات أخرى".
وتعهّدت الجبهة الوطنية للمقاومة، التي أعربت عن أملها في الحوار مع طالبان بالدفاع عن الوادي، لكن هذه المحادثات فشلت، بحسب طالبان التي دعت الأربعاء مقاتلي المقاومة إلى الاستسلام دون قتال.
وقال السفير الروسي دميتري جيرنوف في كابول، في حوار مع وكالة "نوفوستي" الجمعة إن "جبهة المقاومة الوطنية" في بانجشير طلبت، منحها حصة "مفرطة"، حسب وجهة نظر "طالبان"، من المقاعد في مؤسسات الحكم الجديدة. وأوضح أن "طالبان" تعتقد أن هذه الحصة لا تتناسب مع نسبة الطاجيك في المجتمع الأفغاني.
وأشار إلى أن هناك أيضاً مزاعم مفادها بأن "جبهة المقاومة" طلبت تنسيق كافة تعيينات المسؤولين في مؤسسات الحكم معها ومنح الحكم الذاتي ضمن الدولة الأفغانية ليس إلى بانجشير وحدها، بل إلى عدد من ولايات أخرى.
وكان أحمد مسعود صرح الأربعاء بأن "طالبان عرضت تخصيص مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي يريدون تشكيلها فيما نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان". وتابع "لم نفكر حتى في" عرضها، مقدرا أن طالبان "اختارت أن تسلك طريق الحرب".
هذا وكانت مصادر في حركة طالبان، كشفت أمس الجمعة، معلومات عن الحكومة الأفغانية الجديدة التي ينتظرها العالم والأفغان.
وقالت مصادر في الحركة إن الملا بردار، رئيس المكتب السياسي للحركة والمشارك في تأسيسها، سيقود الحكومة الأفغانية التي سيعلن عنها قريباً.
وذكرت ثلاثة مصادر أن الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، وشير محمد عباس ستانيكزاي سيتوليان منصبين مهمين في الحكومة.
وقال مسؤول في الحركة، طلب عدم نشر اسمه لرويترز "وصل جميع القادة الكبار إلى كابول حيث وصلت الاستعدادات لإعلان الحكومة الجديدة إلى مراحلها الأخيرة".
وصرح مسؤول آخر من طالبان بأن هبة الله آخوند زاده، زعيم الحركة، سيركز على الأمور الدينية.
أما عن موعد إعلان الحركة، فقد أوضح ناطق باسم الحركة لوكالة فرانس برس أنه ليس من المقرر الإعلان عن الحكومة الجديدة الجمعة، مشيراً إلى أنه يجب عدم توقع أي تطور في هذا الشأن قبل السبت.