ميليشيا الحوثي تستخدم تجويع اليمنيين كأسلوب من أساليب الحرب

الإثنين 06/سبتمبر/2021 - 08:21 ص
طباعة ميليشيا الحوثي تستخدم فاطمة عبدالغني
 
منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في سبتمبر عام 2014، تنوعت جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا بحق اليمنيين، ما بين القتل والتعذيب والاختطاف والاعتقال التعسفي، وتجنيد الأطفال وحصار المدن وتفجير المنازل، وتهجير السكان.
وتكشف التقارير الحقوقية عن هول ما يتعرض له سكان اليمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات المتشددة، وفي هذا السياق أكد تقرير حقوقي جديد أن ميليشيا الحوثي استخدمت تجويع السكان في مناطق سيطرتها كأسلوب من أساليب الحرب، وجزء من استراتيجياتها لتوسيع سيطرتها على المؤسسات والموارد.
وقال تقرير " صناع التجويع" الصادر عن منظمة مواطنة ومركز الخليج للأبحاث، إن سلوك ميليشيا الحوثي أعاق وصولَ المدنيين إلى الغذاء والماء، مؤكداً أن الميليشيا منعت وصول الغذاء وهي تعلم أن الأطفال، يموتون من الجوع. 
وأشارت المنظمة والمركز  إلى أنهما وثقا القيود التي فرضتها ميليشيا الحوثي على أعمال الإغاثة الإنسانية في محافظة صعدة، وانتشار استخدامها للألغام الأرضية في محافظة تعز التي منعت الناس من الوصول إلى مصادر عيشهم. 
وأكدت منظمــة مواطنــة أنها خلال الفترة بين مارس 2015 ومارس 2021، وثقت عرقلة الميليشيا ما لا يقل عن 216 واقعة للمساعدات الإنسانية في مناطق سيطرتها. 
وذكر التقرير أن الميليشيا قامـت بعرقلـة وتقييـد وصـول المسـاعدات الإنسانية إلـى المدنييـن والتدخـل فيهـا فـي جميــع المناطــق الخاضعــة لســيطرتها، مــن خــلال المجلــس الأعلى لإدارة وتنســيق الشــؤون الإنسانية، الهيئة الوطنية سابقاً.
وقال التقرير، إن قيود وعراقيل ميليشيا الحوثي حرمت المدنيين من تلقي المساعدات التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك الغذاء.
ويعتبر تعمّد تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمّد عرقلة إمدادات الإغاثة على النحو المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف، يعتبر جريمة حرب، بموجب القانون الجنائي الدولي
وكانت منظمة "أنقذوا الطفولة" الدولية حذّرت من أن 90% من الأطفال اليمنيين المقيمين في مخيمات النازحين، يفتقرون للاحتياجات الأساسية اللازمة لهم، مثل الطعام والتعليم والمياه النقية.
وأشارت المنظمة في تقرير نشرته منتصف يوليو الماضي، على موقعها الإلكتروني، إلى أنه مع دخول الصراع في اليمن عامه السابع، أصبح حوالي 1.71 مليون طفل يمني في عداد النازحين، قائلة، إن ما لا يقل عن نصف مليونٍ من هؤلاء الأطفال، لم يعد بوسعهم تلقي أي تعليم نظامي.
وأكد تقرير المنظمة، أن نحو 115 ألف طفل يمني، أُجبروا على الفرار من منازلهم خلال عام 2020 خاصة في مناطق مأرب والحديدة وحجة وتعز، بينما بلغ عدد النازحين منذ بداية العام الجاري من الأطفال والبالغين، قرابة 25 ألف يمني.
ومن جانبه، قال خافيير جوبرت المدير القُطري لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في اليمن، إن الصغار "هم أول من يعاني عواقب النزوح عن الديار بفعل القتال، وهم الأكثر تأثراً بذلك، خاصة في ظل تزامن الهجمات الحوثية الحالية مع تفشي وباء كورونا، وتدهور الأوضاع المعيشية، بما لا يجعل بوسع الكثير من الآباء والأمهات، توفير المتطلبات الأساسية لأطفالهم".
ودعت المنظمة مختلف أطراف النزاع في اليمن إلى الوقف الفوري لجميع الهجمات التي تُشن ضد المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، واحترام القانون الدولي الإنساني، وطالبت الجهات الدولية المانحة في الوقت نفسه، بزيادة دعمها المالي والدبلوماسي للأطفال اليمنيين وأسرهم.
وسبق واتهمت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية ميليشيا الحوثي بمفاقمة أزمة التعليم في اليمن وحرمان أكثر من 30 ألف طفل من العملية التعليمية في تعز وصنعاء. 
ولفت المنظمة إلى تورط الميليشيا في الهجمات الإرهابية على المدارس، مؤكدا أن غالبية الهجمات وقعت في محافظة تعز، إذ تعرضت 4 مدارس للهجوم ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً بينهم 4 أطفال إضافة إلى استهداف مدرسة في صنعاء.
وأكدت أن تصاعد العنف في تعز أدى إلى قتل وجرح 50 طفلاً منذ يناير إلى مارس من العام 2020، معتبرا أن ما تعرضت له المدارس أكثر من ضعف عدد الهجمات على المرافق التعليمية التي تم الإبلاغ عنها في الربع الأخير من عام 2020. 
وأشارت المنظمة إلى أن هناك أكثر من مليوني طفل خارج التعليم في جميع أنحاء اليمن مع تأثر ما لا يقل عن 2500 مرفق تعليمي جراء الحرب، مضيفة "يمكن أن تؤدي مثل هذه الهجمات إلى انتكاسة تعليم الأطفال في المنطقة لسنوات، أو حتى بقية حياتهم". 
فيما رأى المدير القُطري للمنظمة خافيير جوبرت أن الهجمات على المدارس لا تعرض حياة الأطفال للخطر فحسب، بل تدمر أيضا أحلامهم في حياة أفضل. 
وطالب جوبرت  بأن تكون المدارس ملاذاً آمناً للأطفال وليست ساحة معركة.
ويرى المراقبون أنه منذ انقلاب الميليشيات على الشرعية، تعرضت الطفولة اليمنية لأسوأ الانتهاكات في تاريخها، نتيجة تسخير الجماعة كل طاقتها لاستهداف الأطفال من خلال عدة جرائم وانتهاكات متعددة.

شارك