أحمد مسعود.. قائد المقاومة فى أفغانستان يدعو لانتفاضة فى وجه طالبان
الثلاثاء 07/سبتمبر/2021 - 03:09 ص
طباعة
أميرة الشريف
ذاع صيته علي مدار اليومين الماضيين كأحد أبرز رموز المقاومة في أفغانستان، حيث طالب قائد المقاومة المناهضة لطالبان في وادي بانشير الأفغاني أحمد مسعود الشعب الأفغاني بالانتفاضة في الداخل والخارج من أجل عزة وحرية الوطن، معلنا سقوط أفغانستان كاملة بيد طالبان.
وخرجت تظاهرات مناوئة لحركة طالبان ومساندة لقوات أحمد مسعود، مساء أمس، في العاصمة الأفغانية كابل وفي مدينة مزار شريف، في وقت تزايدت فيه الدعوات للخروج في مظاهرات أخرى، اليوم الثلاثاء.
ويعتبر أحمد مسعود هو نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، حيث ظهر في الحياة السياسية الأفغانية قادما من بريطانيا، عام 2016، بعد تخصصه في الدراسات العسكرية والسياسة الدولية، وهو الذي يعتبر انه عاد لوطنه ليعيد أمجاده.
بعد وفاة والده أنهى مسعود دراسته في إيران ثم انتقل إلى إنجلترا حيث التحق بكلية ساندهرست العسكرية ( كانت خياره الثاني بعد فشله في الالتحاق بكلية ويست بوينت الأميركية)، قبل أن يحصل على شهادتين في لندن.
قاد مسعود أتباع والده (التحالف الشمالي) بمساعدة القوات الأمريكية للإطاحة بحركة طالبان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وكان حينها طفلا يبلغ من العمر 11 عاما، ولكنه عاش في كنف حالة ثورية نسجت في مخيلة الأفغان، حسب تعبيره، رغم الاقتتال الذي اجتاح المجموعات الجهادية المسلحة في أكثر من مرحلة.
وفي 16 أغسطس عام 2021، أفادت تقارير اعلامية، بأن أحمد مسعود، غادر البلاد من ولاية بنجشير شمالي كابل على متن مروحية عسكرية يرافقه عدد من الشخصيات.
وأفادت المصادر بأن أحمد مسعود طالب شخصيا جميع المقيمين وإقليم بنجشير برفض الكشف في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة عن وجهته.
وقال زعيم جبهة المقاومة أحمد مسعود أمس الإثنين 6سبتمبر 2021: "اليوم أبعث برسالة محددة لشعبنا العزيز. أيها المواطنون أدعوكم إلى بدء انتفاضة في الداخل والخارج عامة من أجل عزة وحرية وعلو الوطن وكل شخص بأي طريقة ممكنة يقف وأن يهتف بشعار: هيهات من الذلة.ونحن نقف جنباً إلى جنب إلى مواطنينا والمقاومين حتى هذه اللحظة".
و طالب مسعود سكان مدينة كابل حركة طالبان بتوحيد الزي الرسمي لديهم كي يتمكنوا من التفريق بينهم وبين الجماعات الأخرى.
وأقرّ زعيم جبهة المقاومة ضد طالبان في ولاية بنجشير، مسعود، في تسجيل صوتي، بسقوط أفغانستان كاملة بيد طالبان، مؤكدا أن "المقاومة ضد طالبان مستمرة في بنجشير"، داعياً للتظاهر ضد طالبان في كل مناطق أفغانستان.
كما اعترف بمقتل عدد من قيادات المقاومة العسكرية، مضيفاً "أفراد من عائلتي قُتلوا في هجوم طالبان الأحد".
واتهم طالبان بالعمالة وعدم الاستماع لعلماء المسلمين، وأكد أن "طالبان تجلب الغرباء لقتل الشعب الأفغاني". كما رفض "أي تدخل خارجي في أفغانستان".
جاء ذلك في أعقاب إعلان سيطرة طالبان على إقليم بنجشير، حيث نشرت الحركة لقطات تظهر دخول عناصرها إلى ساحة النصب التذكاري للقائد الأفغاني التاريخي أحمد شاه مسعود، والذي يتولى نجله قيادة المعارضة ضد طالبان.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي إن مسلحي طالبان سيطروا على وادي بانشير شمالي كابل، الذي كان يعد آخر معاقل المعارضة للحركة في أفغانستان.
وأكد مجاهد أن "الحرب انتهت رسميا في أفغانستان" بعد السيطرة على بانشير، وسعى لطمأنه سكان الولاية، قائلا بأنه لن تكون هناك أي أعمال انتقامية تستهدفهم".
وأظهرت مقاطع فيديو عدد من مسلحي طالبان وهم يرفعون علم الحركة في بانشير، كما رصدت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء من طالبان يقفون أمام بوابة مجمع حاكم بانشير.
وكانت حركة طالبان قد خاضت في الأيام الأخيرة معارك مع "جبهة المقاومة الوطنية" بقيادة أحمد مسعود، وتتمركز هذه الجبهة في الوادي المعروفة بتضاريسه الوعرة.
وكتبت الجبهة الوطنية للمقاومة على "تويتر" أنها لا تزال تسيطر على "مواقع استراتيجية" في الوادي، مضيفةً أن "النضال ضد طالبان وشركائها سيستمرّ".
ويوفر وادي بانشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدمة، لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه الوادي.
ويمتد وادي بانشير الطويل والعميق لحوالي 120 كم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من العاصمة كابل، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3000 متر.
هذه الجبال هي حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي ما يجعله ثكنة عسكرية شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126واديًا كبيرًا وعشرات الأودية الصغيرة تجعله قادر على الصمود أمام الحصار الطويل.
ومن عناصر الأهمية الاستراتيجية للإقليم ارتباطه بسبع ولايات أفغانية، وهي "تخار" و"بغلان"، في الشمال، و"كابيسا" من الجنوب، و"نورستان" و"بدخشان" في الشرق والشمال الشرقي، و"لغمان" من الجنوب الشرقي، و"پروان" في غرب بانشير، ما يشكل تهديد لحركة طالبان في حالة بقاء الوادي خارج سيطرتها.