5 آلاف مرتزق.. تركيا تجنيد وتنقل 55 طفلاً سوريّاً إلى ليبيا
قالت منظّمة "سوريّون
من أجل الحقيقة والعدالة" أنّها وثّقت حالات تجنيد جديدة لـ 55 طفلاً سورياً منذ
مطلع العام 2021 داخل معسكرات في طرابلس وأنّ
عمليّات تجنيد ونقل مقاتلين ومدنيّين سوريّين للذهاب بغرض الحراسة أو القتال كمرتزقة
إلى ليبيا لم تتوقّف، وتحديداً خلال العام 2021، لافته إلى أن هناك خمسة آلاف من المرتزقة السوريين مازالوا في طرابلس ولا بوادر للمغادرتهم
ليبيا.
ورصدت سوريون من أجل الحقيقة
والعدالة منذ بدء عمليات تجنيد المرتزقة عشرات الرحلات الجوية التي نقلت مقاتلين من
الجيش الوطني، خرجت من مطارات مختلفة في تركيا باتجاه ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة
الوفاق الليبية، لكن لم تكن أعداد المرتزقة الذين تم نقلهم معلومة بشكل دقيق، كما أن
العشرات منهم قتلوا هناك نتيجة الاشتباكات.
وقال قيادي رفيع المستوى
في الجيش الوطني السوري المعارض لـ"سوريون" إن هناك نحو 5 آلاف مرتزق سوري
ونحو 800 شخص من كوادر طبية وعناصر شرطة مدنية من الذين قلتهم تركيا، متواجدين في ليبيا
حالياً.
وذكرت المنظمة في تقرير
نشرته على موقعها أنّها استطاعت الحصول على مجموعة جديدة من الشهادات، تفيد برصد وجود
مجموعات جديدة من الأطفال، تمّ مشاهدتهم ابتداءاً من شهر مارس 2021 في العاصمة طرابلس.
وبحسب التقرير فقد توزّعت
عمليّات تجنيد الأطفال ضمن مواقع مختلفة؛ في
المناطق الخاضعة لسيطرة "حكومة الوفاق" سابقاً، منها "مطار معتيقة الدولي"
و"مخيّم النازحين" بالقرب منه، و "معسكر الصاحبة" و "مشروع
الهضبة" و "مخيم النعام".
وذكرت المنظّمة أنّ المصادر
التي اعتمدت عليها لتوثيق عمليّات تجنيد الأطفال تلك زوّدتها بأسماء عدّة مجموعات تمّ مشاهدة أطفال مُجنّدين
ضمنها، منها "القوّات الرديفة" و"وحدة الجبهات والاستنفار" و"وحدات
الاقتحام الخاصة"، وهي مجموعات تمّ تنظيم المقاتلين السوريّين فيها، وتمّ أنشأؤها
من قبل فصائل من الجيش الوطني السوري/المعارض ضمن المعسكرات التي يتخذونها مقرات عسكريّة
لهم في ليبيا.
وقال أحد المصادر التي
اعتمدتها المنظّمة وهو طفل تم تجنيده "تمّ فرزي مع 10 أطفال مقاتلين ضمن مجموعة
تسمّى (الوحدة المقاتلة)، وهو المكان الذي قابلت فيها هؤلاء الأطفال، وقد تمّ توكيلنا
بمهام الحراسة، براتب شهري قدره 800 دولار أمريكي لكل شخص. وتبعيتنا العسكريّة المباشرة
هي لفرقة الحمزة بقيادة أبو بكر."
وبحسب تقرير "سوريّون
من أجل الحقيقة والعدالة" فإنّ أحد العاملين في إحدى النقاط الطبيّة في العاصمة
طرابلس (المصدر الثالث)، تحدّث إليها حول عمليّات تجنيد لأطفال سوريّين، وأفاد برصده
ما بين 30 إلى 35 طفلاً، خلال ستّة أشهر (نهاية العام 2020 والأشهر الأولى من العام
2021)، وقال: “الأطفال الذين قمت بالكشف عليهم طبّياً، جاء معظمهم من معسكر الصاحبة
ومطار معتيقة ومشروع الهضبة، كانت أعمارهم غالباً لا تتجاوز الـ16 عاماً، لم أتمكن
من الاحتكاك بهم كثيراً أو الحديث معهم حول أوضاعهم والمعاملة التي يتلقونها، بسبب
الخوف من المسائلة”.
وبحسب التقرير الثالث الذي
صدر عن الامم المتحدة في 23 أبريل حول حالة الأطفال، والنزاع المسلح في
سوريا، والذي يغطي الفترة الواقعة بين 1 يوليو 2018 و30 يونيو 2020، تمّ تجنيد أو استخدام أكثر من 1,400 طفل من
قبل 25 طرفاً على الأقل من قِبَل أطراف النزاع.
وسلّط التقرير الضوء على
التجنيد العابر للحدود "الذي يثير القلق بشكل خاص"، حيث تمّ تجنيد الأطفال،
وتدريبهم في سوريا قبل تهريبهم إلى ليبيا للمشاركة في الأعمال العدائيّة، جميعهم على
يد مجموعات مسلّحة
.