رغم التحذيرات بوقوع كارثة.. طالبان تتجاهل وتعلن عن تشكيل حكومة فى أفغانستان
الأربعاء 08/سبتمبر/2021 - 03:13 ص
طباعة
أميرة الشريف
فى الوقت التي حذرت فيه الأمم المتحدة من وضع كارثي في أفغانستان التي وقعت تحت حكم حركة طالبان، أعلنت حركة طالبان عن تشكيل حكومة تصريف أعمال جديدة في أفغانستان، واختيار الملا محمد حسن أخوند لتولي منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء، حيث قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي في كابول إن "الإمارة الإسلامية قررت تعيين والإعلان عن حكومة تصريف أعمال للقيام بالمهام الضرورية للحكومة".
فيما عبرت واشنطن عن "قلقها" إزاء حكومة طالبان، مؤكّدة في الوقت نفسه أنّها ستحكم على هذه الحكومة "بناءً على أفعالها وليس من خلال أقوالها"، وفق ما أعلنته الخارجية الأميركية.
وفي تصريح أدلى به في الدوحة حيث يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات تتمحور حول الوضع في أفغانستان، قال متحدّث باسم الخارجية الأميركية "نلاحظ أنّ قائمة الأسماء التي أُعلنت تتكوّن حصراً من أفراد ينتمون إلى طالبان أو شركاء مقرّبين منهم ولا تضمّ أيّ امرأة.. نحن نشعر بالقلق أيضاً إزاء انتماءات بعض الأفراد وسوابقهم".
وأوضح المتحدث باسم حركة طالبان أن هناك 33 عضوا في "الحكومة الإسلامية الجديدة"، وقال إنه سيتم الإعلان عن المناصب المتبقية "بعد دراسة متأنية".
وينتمي جميع الأعضاء المعينين في الحكومة إلى حركة طالبان ولديهم خلفية دينية، وكان أخوند، رئيس الوزراء الجديد في حكومة طالبان، تولى مناصب مهمة خلال حكم طالبان في تسعينيات القرن الماضي.
وينحدر أخوند من ولاية قندهار جنوب أفغانستان ويعتبر شخصية معتدلة. ويتردد أنه مقرب للغاية من زعيم الحركة هيبة الله أخوند زاده.
وعينت حركة طالبان الملا عبد الغني برادار ومولوي عبد السلام حنفي، وهما من الأعضاء البارزين في المكتب السياسي للحركة في قطر، نائبين أول وثانيا لمحمد حسن أخوند.
وتم تعيين مولوي محمد يعقوب مجاهد، نجل مؤسس طالبان الراحل الملا عمر، قائما بأعمال وزير الدفاع، في حين تم تعيين الملا سراج الدين حقاني، رئيس شبكة حقاني سيئة السمعة، قائما بأعمال وزير الداخلية.
من جهة أخرى، انتقد الحاكم السابق لإقليم بلخ عطا محمد نور الحكومة لافتقارها إلى المهنية وعدم تضمنها نساء، وقال إنها تتناقض مع روح الدستور الحالي للبلاد.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن البلاد تواجه انهيارا في الخدمات الأساسية، مع بدء نفاد إمدادات الغذاء وغيره من المساعدات.
كما أوضح ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب في إفادة بالأمم المتحدة أن ملايين الأفغان يحتاجون إلى المساعدات الغذائية والصحية، وحث المانحين على تقديم المزيد قبل مؤتمر للمساعدات متوقع عقده في 13 من سبتمبر .
وقال إن "الخدمات الأساسية في أفغانستان تنهار ويوشك الغذاء والمساعدات الأخرى اللازمة للحياة على النفاد".
وأطلق المكتب مناشدة عاجلة لجمع نحو 600 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية لنحو 11 مليون شخص خلال الفترة المتبقية من هذا العام وسط تحذيرات من الجفاف وانتشار الجوع.
فيما حذر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أن 18 مليون أفغاني أصبحوا في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية بسبب الصراع والجفاف والجائحة، داعيا إلى إجراء دولي عاجل.
وأضاف في بيان أن عشرات آلاف الأسر تركت منازلها طلبا للغذاء، والمأوى في مناطق الحضر حيث يقيم البعض في مخيمات إغاثة دون طعام أو دخل.
وجاءت التحذيرات بعد توقف العديد من المنظمات الأجنبية والحكومات الغربية عن إرسال المساعدات والأموال إلى البلاد، منذ سيطرة طالبان الخاطف على البلاد لا سيما كابل.
وأنهى العديد من الدول الغربية وجودها الدبلوماسي، مع انسحاب القوات الدولية وسقوط الحكومة أمام زحف طالبان.
ونزح أكثر من نصف مليون شخص داخل أفغانستان هذا العام مع اجتياح طالبان للبلاد، الذي توج بسيطرتها على العاصمة يوم 15 أغسطس.