صحيفة أمريكية :الانسحاب من افغانستان خالف" 30 "سيناريو !
لا تزال شماتة الصين في الولايات المتحدة وطريقة انسحابها من أفغانستان، موضوع رئيسي في اغلب منابر الاعلام الصينية التي وصفت الولايات المتحدة بالمتسرعة والمتهورة والفاقدة للمصداقية.
وكانت الولايات المتحدة
قد اعلنت عن إكمال سحب قواتها من أفغانستان اخر أغسطس الماضي وقد شابت عملية السحب حالة من الفوضى العارمة التي
استثارت استياء الحلفاء الأوروبيين.
يقول الحلفاء الأوروبيون
إن الولايات المتحدة هي المسؤول الرئيسي عن تلك الفوضى؛ واصفين "عودة الولايات
المتحدة" بأنها "وهم خطير"، فأفغانستان حسب قولهم هي أكبر فشل لحلف
شمال الأطلسي.
لكن تأثير أفغانستان
على الغرب لا يأتي فقط من انسحاب القوات الأمريكية. لقد تفاوض الرئيس الأمريكي السابق
دونالد ترامب مع حركة طالبان للتوصل إلى اتفاق لانسحاب قوات بلاده. كما قال بايدن بوضوح
شديد إنه سيسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. بالتالي فقد كان الانسحاب أمرا حتميا،
وهنا فإن الموقف والسياسة للولايات المتحدة مستمران.
لم تخلف الولايات
المتحدة وعدها هذه المرة، لكنها خانت ثقة حلفائها في قدراتها. وابرز الاعلام الصيني
تقرير نشرته مجلة ((بوليتيكو)) الأمريكية جاء فيه
إنه منذ أبريل الماضي عقد مجلس الوزراء ونواب بايدن أكثر من 30 جلسة "تخطيط
سيناريو" و"المزيد من الاجتماعات" في مؤسسات مختلفة. لكن ما حدث بالفعل
لم يتطابق مع أي مخطط تم طرحه في تلك الاجتماعات.
لقد أخطأ البيت الأبيض،
وأخطأ البنتاجون، وأخطأت وزارة الخارجية الأمريكية، وأخطأ مجتمع المخابرات الأمريكية،
وأخطأت الولايات المتحدة تماما.
وجاء بالتقرير انه
بعد . 20 عاما، و2 تريليون دولار أمريكي، و4 رؤساء، وأكثر من 100 ألف جندي مرابط، ناهيك
عن حجم الموارد الاستخباراتية المستثمرة، لكن الولايات المتحدة ظلت على جهلها. لقد
خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان بنفس الحال التي دخلتها بها لأول مرة: لم تكن تعرف
شيئا عن السكان المحليين وعن السياسة والثقافة المحليتين؛ دوت طلقات البنادق وسالت
الدماء أنهارا.
"كما جاء بالتقرير "أمريكا أولا"
و"أمريكا تعود"، بغض النظر عن الشعار، لا تزال الولايات المتحدة هي تلك الولايات
المتحدة المتسرعة والمتهورة والفاقدة للمصداقية.
اعتقدنا ذات مرة
أن حالة ترامب الخاصة جعلت الولايات المتحدة تنتهك وعودها أو تصبح غير قادرة على القيادة.
الآن، لسنا متأكدين بالفعل من ذلك. لقد حققت الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ
20 عاما نفس النتيجة.
عندما تدخلت الولايات
المتحدة، قالت إنها ستحقق الديمقراطية والازدهار في المنطقة. لكن كانت النتيجة، انها
عندما أرادت الانسحاب، لم تعر أي اهتمام لما
خلفته وراءها من دمار.
وعلقت صحف صينية
علي ذلك بالتاكيد علي ان الولايات المتحدة ربما لم تفكر أبدا في الوفاء بوعودها، أو ببساطة هي
لا تملك القدرة على فعل ما تقول "على أية حال، إذا كانت الولايات المتحدة على
هذا الحال، فكيف للآخرين أن يصدقوها؟ كيف يمكن التأكد من أن الأهداف أو الالتزامات
الاستراتيجية للولايات المتحدة في العراق وسوريا وأوكرانيا ودول أخرى موثوق بها؟ كيف
يمكن للدول الأخرى أن تثق في الولايات المتحدة عندما تتعهد برعايتها؟ كيف تصدق أن الولايات
المتحدة لن تتخلى عنها عندما تواجه الصعوبات؟"
إذا لم تستطع الولايات
المتحدة كسب الثقة، فلن تستطيع قيادة الدول الأخرى. ولكن، انطلاقا من سجلها التاريخي،
قد يكون من الأفضل للجميع ألا تكون الولايات المتحدة هي صاحبة القيادة وهذا ما تبحث
عنه الصين التى تغازل بشكل واضح حركة طالبان
الأفغانية ويتضح ذلك من تصريحاتها الرسمية حول تشكيل طالبان حكومة مؤقتة حيث قال المتحدث
باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين في مؤتمر صحفي دوري عقده اليوم الأربعاء إن
الصين تهتم بإعلان طالبان الأفغانية عن تشكيل حكومة مؤقتة وترتيباتها لعدد من الشخصيات
المهمة، مشيرا إلى أن ذلك أنهى "الفوضى" لأكثر من ثلاثة أسابيع في أفغانستان
وهو خطوة ضرورية لاستعادة النظام المحلي وإعادة الإعمار بعد الحرب.
وأضاف:"لاحظنا
أيضا أن طالبان الأفغانية قالت إن تشكيل الحكومة المؤقتة يهدف إلى استعادة النظام الاجتماعي
والاقتصادي في أسرع وقت ممكن ".
وأكد وانغ ون بين
أن موقف الصين من القضية الأفغانية يظل واضحا دائما. وتحترم الصين استقلال سيادة أفغانستان
وسلامة أراضيها، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، وتدعم الشعب الأفغاني في اختيار طريق
التنمية الذي يناسب ظروفه المحلية بشكل مستقل، وتأمل في أن تتمكن أفغانستان من تبني
هيكل سياسي واسع وشامل واتباع سياسة داخلية وخارجية معتدلة ومستقرة ومحاربة القوى الإرهابية
المختلفة بحزم والتعايش الودي مع الدول الأخرى وخاصة الدول المجاورة لها.