مع بدء مهام "هانس غروندبرغ".. تفاؤل بتحركات أممية جديدة لإنعاش عملية السلام في اليمن
السبت 11/سبتمبر/2021 - 11:03 ص
طباعة
المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ
فاطمة عبدالغني
سادت حالة من التفاؤل بشأن إنعاش عملية السلام في اليمن، تجسدت ملامحها في أول إفادة للمبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ والتي قدمها الجمعة 10 سبتمبر أمام مجلس الأمن منذ تعيينه مطلع أغسطس مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، وقال السويدي هانس غروندبرغ أنه منذ مطلع العام 2020 كثفت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا هجماتها العسكرية على محافظة مأرب، وهو الهجوم الذي حصد أرواح الآلاف من الشباب اليمنيين داعيا الى وقف هذا الهجوم.
وفي إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن اعترف المبعوث الأممي الجديد الى اليمن هانس غروندبرغ بصعوبة المهمة التي يتولّاها .
وقال: "إن تيسير استئناف عملية انتقال سياسي سلمية ومنظمة وتشمل الجميع، يقودها اليمن وتلبي المطالب والطموحات المشروعة للشعب اليمني، وفقًا للولاية الصادرة من هذا المجلس لن تكون سهلة".
وأكد المبعوث الأممي غروندبرغ: "أن هذا الحرب المستمرة بلا هوادة منذ أكثر من ست سنوات تسببت بقُتِل المدنيين، بمن فيهم العديد من الأطفال، وشردوا وأُفقِروا وتم استهداف البنية التحتية المدنية وتعرض الاف الأشخاص للاختطاف والإخفاء القسري .
وحول الوضع في المحافظات الجنوبية قال غروندبرغ أنّ السلام في اليمن لا يمكن أن يكون مستداماً على المدى البعيد إن لم يكن لأصوات الجنوب دور في صنع هذا السلام على نحو مسؤول.
وأكد على ضرورة وقف القتال في اليمن وفي هذا الصدد، دعا الجهات الخارجية الفاعلة على التشجيع على خفض التصعيد من خلال دعم تسوية سياسية يقودها اليمن.
كما أشار غروندبرغ إلى أنّ الحرب الاقتصادية من جانب كافة الأطراف مدمّرة بالنسبة إلى اليمن وشعبها، وكرّر موقف الأمم المتحدة الداعي الى ضمان حرية حركة الأفراد والسلع من وإلى اليمن، وداخل اليمن أيضًا.
وأقرّ غروندبرغ أن عملية السلام متوقفة منذ فترة طويلة، ودعا أطراف النزاع إلى الانخراط في حوار سلمي فيما بينها بتيسير من الأمم المتحدة بشأن بنود تسوية شاملة، بحسن نية ودون شروط مسبقة.
وأضاف: "لابد أن يشمل نهج الأمم المتحدة في إنهاء النزاع الجميع ولابد أن يسترشد الطريق الذي سيتم اتباعه بتطلعات الشعب اليمني". كما أعرب عن عزمه تقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح منها وما لم ينجح والاستماع إلى أكبر عدد ممكن من الرجال والنساء اليمنيين.
وأضاف: "الأمم المتحدة ملزمة بالسعي نحو سلام مستدام يحمي حقوق اليمنيين المدنية والسياسية، سلام يضمن الحكم الرشيد ومؤسسات دولة تخدم المواطنين بشكل عادل.
واختتم غروندبرغ إحاطته معلناً عن جولة قريبة له إلى المنطقة للقاء جهات فاعلة يمنية وإقليمية ودولية وقال: "لن أدخر جهدًا للجمع بين الجهات الفاعلة عبر خطوط النزاع وإشراك اليمنيين من جميع وجهات النظر السياسية والمكوّنات المجتمعية ومن كل أنحاء البلاد تحت رعاية الأمم المتحدة للتحاور وحل خلافاتهم من دون اللجوء إلى القوة".
وتحدث في مؤتمر صحفي عقب إحاطته أمام مجلس الأمن أنه أمضى الأيام الخمسة الماضية في اجتماعات داخلية في مقر الأمم المتحدة مع الأمين العام للأمم المتحدة والعديد من ممثلي بعض الدول الأعضاء الأكثر نشاطًا فيما يتعلق باليمن.
وقال غروندبرغ أنه سوف يتوجه قريبًا إلى مكتبه في عمّان من أجل الاجتماع بفريقه ومواصلة نقاشات هامة معهم بشأن كيفية المضي قدمًا والقيام بجولة أولى من المشاورات مع الحكومة اليمنية ومع الحوثيين ومع جهات سياسية يمنية فاعلة أخرى.
وأكد الحاجة لمناقشات جدية وصريحة بشأن مستقبل اليمن ينبغي أن تجري دون شروط مسبقة وهذا أمر طال انتظاره.
وأشار الى أن النزاع في اليمن طالت فترته كثيرًا وهي فترة طويلة للغاية وقال "هناك حاجة لنستغل بداية مهمتي لإعادة تقييم المحاولات السابقة وفهم ما نجح منها وما لم ينجح في الجمع بين الأطراف من أجل الوصول لحل سلمي.
وحول ناقلة النفط صافر قال غروندبرغ: بصفتي السابقة كسفير للاتحاد الأوروبي إلى اليمن، تابعت بكثير من القلق موضوع صافر، فهو موضوع ليس بجديد عليّ. أنا على دراية بالتعقيدات. وأنا على دراية أيضًا بمستوى الإحباط من المجلس، وأيضًا من المجتمع الدولي ككل بخصوص عدم القدرة على حل هذا الأمر حتى الآن.
وأضاف، وهو الأمر الذي سأنظر فيه وأتمنى أن يتم ذلك بأكبر قدر ممكن من السلاسة، إلا أنه أمر معقد ويتطلب حل سريع.
ومن جانبه، وفي إحاطة قدمها في جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، الجمعة، ذكر نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، إن "الإجماع الدولي واضح فيما يخص اليمن يجب أن يتوقف العنف واستئناف عملية سياسية واسعة وشاملة، فنحن بحاجة إلى تخفيف الأزمة الإنسانية".
وأضاف ميلز: "أود اليوم أن أناقش ثلاثة جوانب للصراع في اليمن: هجمات الحوثيين التي تقوض جهود السلام، والاحتياجات الإنسانية الملحة للبلاد، ومعالجة الدوافع الاقتصادية الكامنة وراء الصراع".
وتابع: “كما أكدنا الشهر الماضي، فإنه يمكن أن يساعد تعيين المبعوث الخاص غروندبرغ في إضفاء زخم جديد على هذه الجهود.
وشدد، على وجوب "تعامل الطرفين التعامل بجدية مع المبعوث الأممي الخاص، ودون شروط مسبقة، ووقف القتال، والجلوس على الطاولة، ومناقشة الشكل الذي سيبدو عليه اليمن بعد الحرب".
وختم ميلز إحاطته بالقول: “على الرغم من الوضع الرهيب، تعتقد الولايات المتحدة أن لدينا سببا للشعور بالأمل. الشعب اليمني يريد السلام ووضع حد لخراب الحرب. لا يزال لدى الحوثيين وأطراف النزاع الأخرى فرصة لتغيير سلوكهم، والمشاركة بجدية مع المبعوث الخاص غروندبرغ، وخلق مستقبل أكثر إشراقًا لليمن. ندعوهم إلى اختيار هذا الطريق.. طريق السلام والأمل”.
وتسود حالة من التفاؤل بشأن إنعاش عملية السلام في اليمن، وهو ما أكدته بريطانيا التي شددت على أن تسلم المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ مهامه هذا الأسبوع، تعد فرصة لإنهاء الصراع المستمر منذ سبعة أعوام.
وقال السفير البريطاني في اليمن، ريتشارد أوبنهايم، في تسجيل مرئي إنه التقى بغروندبرغ واتفق معه على أهمية الوصول إلى تسوية سياسية وشاملة في اليمن، مؤكداً على الاستمرار بالعمل مع المبعوث الأممي عن قرب لدعم جهود في تحقيق السلام في اليمن.
وحض أوبنهايم جميع الأطراف اليمنية للمشاركة بشكل إيجابي مع عملية السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة باعتبارها الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع وإنهاء معاناة اليمنيين.