إخوان ليبيا وعرقلة الانتخابات... تحركات مكثفة لحشد الميليشيات والمرتزقة في الغرب الليبي
الأحد 24/أكتوبر/2021 - 11:59 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
مساعي حثيثة يبذلها تنظيم الإخوان في ليبيا لعرقلة الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في ديسمبر المقبل، ونسف الجهود الدولية لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، وفي هذا السياق كشفت مصادر ليبية مطلعة عن تحركات مكثفة من جانب قيادات الإخوان، لحشد الميليشيات والمرتزقة في الغرب الليبي.
وأفادت المصادر إن قيادات بارزة من تنظيم الإخوان في ليبيا التقت قيادات الميليشيات على مدار الساعات القليلة الماضية لترتيب تنفيذ خطة مشتركة لمنع خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، تمهيداً لبدء خارطة الطريق السياسية بالبلاد، وإجراء الانتخابات البرلمانية، متوقعة أن تنفذ هذه المجموعات عمليات "إرهابية" مشتركة خلال الأيام المقبلة.
وأوضحت المصادر أن الجماعة تتمسك بوجودها في المشهد السياسي وتحارب من أجل عرقلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية لضمان بقائها في الحياة السياسية بالاعتماد على الميليشيات والمرتزقة، مؤكدة أن الجماعة المصنفة إرهابية بقرار من مجلس النواب الليبي تعاني أزمة طاحنة قد تكتب نهايتها في حال نجاح المسار السياسي الذي ترعاه القوى الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى، أكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية، "دعمه اللامحدود لإجراء الانتخابات المقبلة، والعمل على نجاحها دون أي صعوبات".
وقال الدبيبة أمس في كلمة ألقاها، خلال مشاركته في فعاليات الملتقى الأول، الذي نظمته وزارة الداخلية لقياداتها بطرابلس، تحت شعار "انتخابات آمنة" إن الاقتراع المرتقب "خطوة هامة في توحيد مؤسسات الدولة". وأضاف الدبيبة موضحاً "نحن نعتمد عليكم في فرض الأمن وحماية المواطن، ونعتمد عليكم في تنفيذ خطة تأمين الانتخابات".
ومن المقرر أن يناقش الملتقى، الذي يدوم يومين، خطة تأمين وحماية الاستحقاقات الانتخابية، من قبل اللجنة المكلفة من وزارة الداخلية.
ومن جانبها حذرت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، مما وصفته بـ"عواقب سلبية في حال خروج المرتزقة، والقوات الأجنبية من البلاد بدون خطة واضحة".
واستشهدت المنقوش بـ"التجربة الأفغانية"، ودعت في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس إلى الاستفادة منها، بعد انسحاب "المرتزقة" والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية. لكنها حذرت في المقابل من أن "يؤدي خروج هؤلاء بدون خطة واضحة إلى عواقب سلبية، بسبب عدم وجود توازن على الأرض"، مشيرة إلى أن "الإصرار على خروج جميع المرتزقة سيكون عقبة أمام الانتخابات... ولن يحصل في يوم واحد"، ومعتبرة أن "انسحاب 20 في المائة منهم قبل الانتخابات سيكون عامل ثقة بين مختلف الأطراف"، وأن الحكومة المنتخبة المقبلة "ستواصل استكمال تنفيذ هذا المسار".
وكان أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) قد أكدوا أن المراقبين الدوليين العشرة، التابعين للأمم المتحدة، الذين وصلوا مؤخراً لبدء مراقبة وقف إطلاق النار، سيعملون مع زملائهم المحليين التابعين للجنة بهدف تحديد أماكن خروج "المرتزقة"، ومراقبة خروجهم وفق نسب محددة من الطرفين.
وحددت اللجنة آلية لخروج المرتزقة، ستناقشها خلال اجتماع مطلع الشهر المقبل، بحضور ممثلي بعض الدول الأفريقية، للاتفاق على جدول زمني لسحب المجموعات المقاتلة المحسوبة عليها.