رغم مقتل 115 إرهابيا منهم.. محافظة مأرب على وشك السقوط في أيدي الحوثيين
الخميس 04/نوفمبر/2021 - 02:53 ص
طباعة
أميرة الشريف
تستعد القوات الموالية للحكومة في وسط اليمن للدفاع عن مدينة مأرب، معقلها الشمالي الأخير، في مواجهة تقدم مقاتلي جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تعتزم السيطرة الكاملة على إحدى المناطق الرئيسية المنتجة للطاقة في اليمن.
وأعلن التحالف العربي، مقتل 115 عنصرا من جماعة الحوثي بغارات جوية خلال الساعات الـ24 الفائتة قرب مدينة مأرب شرق العاصمة صنعاء.
وقال التحالف، في بيان نقلته وكالة واس السعودية إن قواته نفذت "26 عملية استهداف لآليات وعناصر" تابعة للحوثيين في منطقتي الجوبة على بعد نحو 50 كيلومترا شمال غرب مأرب والكسارة الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا شمال غرب المدينة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف التحالف: "عمليات الاستهداف شملت تدمير 14 من الآليات العسكرية والقضاء على 115 عنصرا إرهابيا".
ويسعى التحالف إلى منع الحوثيين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب
وتشير تقارير إعلامية إلي أن سقوط محافظة مأرب في أيدي الحوثيين، سيوجه ضربة للحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية والذي يقاتل الجماعة المتحالفة مع إيران منذ أكثر من ست سنوات وستشكل أيضا ضربة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
ووفق التقارير ستُعَرّض المعركة الوشيكة للسيطرة على مدينة مأرب سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص للخطر، ومنهم ما يقرب من مليون نازح من أماكن أخرى من اليمن منذ بدء صراع إقليمي على السلطة بين السعودية وإيران.
وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أنهم سيطروا على مديريتي الجوبة وجبل مراد في مأرب، بعد أن استولوا الشهر الماضي على العبدية وحريب، قائلا "يتقدم الآن في هذه اللحظات مجاهدونا الأبطال باتجاه المدينة (مأرب)".
وتقدم الحوثيون في معظم مناطق مأرب المحافظة الوحيدة المنتجة للغاز في اليمن والتي تضم أحد أكبر حقول النفط في البلاد في منطقة الوادي التي لا تزال مع مدينة مأرب تحت سيطرة الحكومة بالكامل.
ولم يتضح ما إذا كان الحوثيون سيشنون هجوما مباشرا على عاصمة محافظة مأرب أم سيتحركون للسيطرة على منشآت النفط والغاز القريبة ومحاصرة المدينة.
وتأتي مكاسبهم لأراض في مأرب وكذلك في شبوة الغنية بالنفط في الجنوب، على الرغم من الضربات الجوية للتحالف والمعارك الشرسة التي تسببت في خسائر فادحة للطرفين، لكنها أودت أيضا بحياة مدنيين.
وتقع مأرب شرقي العاصمة صنعاء التي سيطر عليها الحوثيون مع معظم شمال اليمن في 2014 عندما أطاحوا بالحكومة المدعومة من السعودية، مما دفع التحالف العربي لدعم الشرعية إلى التدخل.
وتبذل الأمم المتحدة والولايات المتحدة جهودا من أجل التوصل إلى هدنة ضرورية لإحياء المحادثات السياسية الرامية لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الألوف وجعلت الملايين يواجهون الجوع.
وأوقعت المعارك منذ فبراير، حينما كثف الحوثيون حملتهم للسيطرة على مأرب، مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وتقود السعودية، منذ مارس 2015 التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014.
وقتل حوالي 130 ألف شخص، بينهم أكثر من 12000 مدني في النزاع المستمر منذ 6 سنوات والذي خلق حسب الأمم المتحدة، أسوأ أزمة إنسانية في العالم في بلد يعد أكثر دول العالم العربي فقرا.
وما زال نحو 3.3 مليون شخص نازحين بينما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة.