العملية نايزا".. كيف واجهت كازاخستان الارهابيين في سوريا؟

الإثنين 22/نوفمبر/2021 - 03:08 م
طباعة العملية نايزا.. كيف علي رجب
 

 

نجحت استخبارات كازاخستان، في اعتقال ارهابي خطير في جماعة "الجهاد الإسلامي الكازاخستاني- KID" عبر عملية استخبارتية شددة السرية في سوريا.

وأوضحت لجنة الأمن القومي بكازاخستان (الاستخبارات الكازاخية)، انها نفذت خطة سرية تحت اسم "نايزا" لاعتقال ارهابي خطير لم تكشف عن اسمه بعد انخراط أحد رجال الاستخبارات في صفوف جماعة الجهاد الإسلامي الكازاخستاني، والتقرب منه ومن ثمم اعتقاله.

وبموجب الخطة، جرى إرسال إعداد عميلين من المخابرات "كاهارمان" و"سنكار"، في مهمة خاصة إلى سوريا للتسلل إلى صفوف الجماعة، العام 2015.

وتمكن "كاهارمان" (إسم حركي) بفضل التدريب والإعداد الدقيق، من شغل مكان مرموق في المحيط المباشر لزعيم الجماعة الإرهابية، وكذلك نجح "سنكار" (اسم حركي)، في الانخراط في صفوف الجماعة، بحسب "سبوتنيك".

وعند انتقال زعيم الجهاد الإسلامي الكازاخستاني (لم تكشف هن هويته) إلى أحد المواقع في سوريا برفقة "كاهارمان"، هجمت عليه مجموعة من القوات الخاصة الكازاخستانية، وتمكنت من أسره ونقله إلى مطار محلي حيث كانت تنتظرها طائرة خاصة نقلتها مع المخطوف إلى كازاخستان.

وحسب رواية "الأمن القومي" الكازاخستاني، فقد تمكن "كاخارمان" من شغل مركز قيادي في "KID"جعله ضمن الدائرة المقربة لزعيمها، كما استطاع زميله "سنكار" من الانخراط العميق في صفوف الجماعة.

وبحلول خريف 2015، شرع العميلان في تنفيذ خطة معدة لخطف زعيم "KID" داخل سوريا، وبالفعل نجحت الخطة وتم أسر الزعيم، وتلقى مقر الأمن الكازاخستاني رسالة مشفرة من سوريا مفادها "الخضار في الثلاجة"!

ومع القبض على زعيم "KID" وترحيله إلى كازاخستان، لم ينسحب العميلان المخابراتيان من سوريا، بل تلقيا أوامر بالبقاء وإكمال مهمتهما في تثبيط عزائم مقاتلي الجماعة وإقناعهم بعبثية استمرارها دون زعيم، ما ضاعف من عقابيل الاختراق وجعله يسدد ضربة قاصمة كانت نتيجتها تفكيك "الجهاد الإسلامي الكازاخستاني" واختفائها من الساحة، مع نهايات 2015.

جماعة "الجهاد الإسلامي الكازاخستاني" كانت تسعى لتجنيد مواطنين من كازاخستان وآسيا الوسطى من الموجودين في سوريا، مشيرة إلى أنها نفذت خطة سرية تحت اسم "نايزا" لمنع وقوع هذه الهجمات.

وفي عام 2014 نُشر على موقع يوتيوب "فيديو" يصور مواطنين كازاخستانيين يقاتلون إلى جانب داعش في سوريا. ومنذ ذلك الوقت -وفقًا لتقييماتٍ مختلفة- سافر أكثر من 1000 مواطن كازاخستاني إلى سوريا.

وتقدِّر الحكومة الكازاخستانية أن ما لا يقل عن 260 كازاخستانيًا قتلوا في سوريا منذ عام 2011 وما زال هناك ما لا يقل عن 150 شخصًا. ومع ذلك، وحتى قبل عام 2019، كانت الحكومة تعيد بعض مواطنيها بهدوء.

وقد نفذت استخبارات كازخستان “عمليات زوسان” لاعادة مواطنيها من سوريا، أُعيد قرابة 600 كازاخستاني من سوريا -33 رجلًا و156 امرأة و406 أطفال؛ من بينهم 32 يتيمًا- وقد التحق هؤلاء العائدون ببرنامج لإعادة التأهيل قبل عودتهم إلى مجتمعاتهم المحلية. وحُكم على عائدين آخرين -31 من الذكور و12 من الإناث- بأحكام سجن مختلفة لمشاركتهم في منظمة إرهابية. في ديسمبر 2019، حُكم على 14 شخصًا بالسجن لمدد تتراوح بين 8 و12 سنة.

لقد وضعت الحكومة الكازاخستانية نهجًا معقدًا متعدد المستويات، ويشمل مختلف مستويات أصحاب المصلحة لتنفيذ ما أطلق عليه سياسة “R3” التي ترمز للحروف الأولى بالإنجليزية من المصطلحات الآتية: الإعادة إلى الوطن، وإعادة التأهيل، وإعادة الإدماج. وبما أنها سياسةٌ جديدة، فإنها لم تضع بعد أفضل الممارسات. وفي الأساس، أصبح التعلم عن طريق الممارسة، الخيار الوحيد المتاح للدولة.

 

أنشأتِ الحكومةُ الكازاخستانية شبكةً من مرافق إعادة التأهيل، بالتنسيق مع المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء الدولة، وخصصت قرابة مليون دولار من الميزانية لدعم هذه المشاريع. وتم وضع المقاتلين الأجانب في مركز لإعادة التأهيل بالقرب من أكتاو (غرب كازاخستان) لمدة شهرٍ واحد، وخضعوا للفحوصات الصحية اللازمة، وجلسات مختلفة من قبل علماء الدين وعلماء النفس والأسر.

وفي 12 أكتوبر 2006 ، وافقت المحكمة العليا على قائمة منقحة للمنظمات الإرهابية المحظورة وأصدر المدعي العام القائمة. المنظمات الإرهابية التي حظرتها الحكومة هي الحركة الإسلامية في أوزبكستان ، وحزب التحرير الإسلامي ، وجماعة مجاهدي آسيا الوسطى ، والحزب الإسلامي لتركستان الشرقية ، وحزب العمال الكردستاني ، وبوز كورت ، وعسكر طيبة ، وجمعية الإصلاح الاجتماعي. (في الكويت ) ، عصبة الأنصار، القاعدة ، طالبان ، والإخوان المسلمون .  

وادت جهود كازاخستان في مكافحة الإرهاب إلى احتلال البلاد المرتبة 94 من بين 130 دولة في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2016 الذي نشره معهد الاقتصاد والسلاموكلما ارتفع الترتيب في الترتيب ، زاد تأثير الإرهاب في البلادتضع كازاخستان المرتبة 94 في مجموعة من البلدان الأقل تأثيرًا للإرهاب.

 

 

 

 

شارك