الظواهري يهدد بيت المقدس.. وصراع وشيك بين "القاعدة" و"داعش"
الخميس 13/نوفمبر/2014 - 02:54 م
طباعة
كشف أبو عمر المصري، أحد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داعش، عن أن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة هدد أنصار بيت المقدس في سيناء بوقف تمويلها ومدها بالأسلحة لتنفيذ عملياتها، بعد مبايعتها داعش، خصوصاً أن القاعدة لم تعترف حتى الآن بتنظيم الدولة ولا بزعيمه "أبوبكر البغدادي".
كانت جماعة أنصار بيت المقدس في مصر، أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية داعش وانضمامها إلى صفوفه.
وقالت الجماعة، في بيان صوتي: "نعلن مبايعة الخليفة على السمع والطاعة في العسر واليسر"، في إشارة إلى زعيم داعش أبو بكر البغدادي.
ويبدو أن النزاع بين أكبر تنظيمين قتاليين، هما داعش والقاعدة على أنصار بيت المقدس، سيدخل الطرفين في صراعات قد تؤدى إلى عمليات قتالية فيما بينهما.
حيث إن جماعة أنصار بيت المقدس، هي من أكثر القوى الإرهابية على الأراضي المصرية المستهدفة من الجميع، ولذلك تمثل أهمية كبيرة للتنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
من جانبها، قالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية: إن تلك الخطوة تعني أن المسلحين الذين شنوا هجمات ضد قوات الأمن في سيناء في الأشهر الأخيرة، هم على الأرجح تنظيم جهادي ينضم لـ"داعش" في العراق وسوريا.
بيت المقدس، تعتبر أكثر التنظيمات الإرهابية نشاطا في مصر، بعد إعلان مسئوليتها عن الهجوم على المقرات الأمنية في شمال سيناء طوال الشهور التي خلت.
وتعد الجماعة حديثة العهد، فقد ظهرت في سيناء في العام 2011 بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق المخلوع مبارك وتراجع الحضور الأمني في شبه الجزيرة.
وتضم بيت المقدس، خليطا من جنسيات مختلفة أغلبهم من الفلسطينيين الذين وفدوا من غزة، والذين كانوا تحت لواء ما كان يعرف بجماعة "التوحيد والجهاد" التي تبنت عدة هجمات إرهابية استهدفت السياح الأجانب في سيناء بين عامي 2004 و2006.
وكان قد أسسها عام 2001 في العريش، خالد مساعد وهو طبيب أسنان من سيناء.
وبحسب الجهات الأمنية المصرية فإن عدد "أنصار بيت المقدس" لا يتجاوز الـ 150 عنصرا يعملون تحت قيادة شخص اسمه الحركي ''أبو أسامة".
وعماد التنظيم من شباب قبيلتي السواركة والترابين، وتعتبر قرى المقاطعة والمهدية والظهير- الخزان البشري لـ"أنصار بيت المقدس"، وتطلق الجماعة على عملياتها مسميات "فتح" و"غزوة".
ويقوم التنظيم الإرهابي الأم "القاعدة"، بتمويل أنصار بيت المقدس منذ نشأتها، حيث تمولها بالسلاح والذخيرة والأموال، فقد يصعب في المرحلة المقبلة، تنفيذ عمليات من قبل بيت المقدس وذلك حال نفذ الظواهري تهديده بعدم تمويل وتسليح بيت المقدس، وقد يكون البديل لهم "داعش".
وكان كلا التنظيمين داعش والقاعدة يسعيان إلى بسط كل منهما نفوذه على بيت المقدس.
كانت تحقيقات أمن الدولة أظهرت، أن عدداً من عناصر بيت المقدس، المؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية، بدأ التواصل مع البغدادي لمبايعته، حيث تم الاتفاق على تمويل البغدادي للعناصر المنشقة عن "أنصار المقدس" مقابل مبايعتهم له خليفة للمسلمين.
زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، عقب انشقاق عدد من أنصار بيت المقدس ومبايعتهم لداعش، حاول إعادة ترتيب أوراقه في سيناء مجدداً، في ظل اختراق "الدولة الإسلامية" للجماعات الجهادية، وكذا القبض على صاحب الكلمة العُليا على هذه الجماعات، شقيقه محمد الظواهري، حيث كشفت مصادر أمنية، آنذاك، رصد اتصالات بين "القاعدة" وقيادات في "بيت المقدس" لإثنائهم عن خطوة مبايعة البغدادي.
على الرغم من الغموض الذي أعقب مبايعة "أنصار بيت المقدس" لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلا أن هناك مؤشرات تلمح إلى أن فرص التلاقي كانت هي الأوفر، أولها رسائل علنية لافتة بين "داعش" و"أنصار بيت المقدس"، عززت الاعتقاد بتخطي العلاقة بين التنظيمين، حيث أثنى الناطق باسم "داعش" أبو محمد العدناني على "المجاهدين في سيناء"، وحضهم على مزيد من الهجمات والاستمرار في نهج الذبح الذي طفا على السطح في المنطقة، بالتزامن مع اتباع "داعش" ذات النهج.
وتعتبر أنصار بيت المقدس جماعة انتقامية لا تسعى لسياسات بديلة أو لقلب نظام الحكم، وإنما ما تقوم به هو الانتقام من سياسات المؤسسات الأمنية ضد الجماعة والتابعين لها رداً على جرائمهم الإرهابية ضد مؤسسات الدولة.
قد يكون أحد العوامل التي دفعت أنصار بيت المقدس لمبايعة "داعش"، أولها قضاء محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في 13 أبريل الماضي باعتبار جماعة "أنصار بيت المقدس" منظمة إرهابية، وقبلها تصنيف واشنطن لبيت المقدس على لائحة التنظيمات الإرهابية.
وقال أبو عمر المصري، أحد مقاتلي تنظيم داعش، في مقال له على أحد المواقع الجهادية: إن غالبية المواقع الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة امتنعت عن نشر الكلمة الصوتية التي بايع فيها أنصار بيت المقدس تنظيم داعش، مضيفاً: على بيت المقدس ألا تلتفت إلى تهديدات القاعدة وأن توسع من عملياتها في المرحلة المقبلة، مع نقلها إلى القاهرة، وسيوفر داعش كل الدعم لمقاتلي الأنصار، بعد بيعتهم.
يأتي ذلك في تحدٍّ صريح من داعش، لتنظيم القاعدة، والتلويح بأنهم قادرون على إمداد بيت المقدس بكافة الوسائل التي يحتاجونها أثناء عملياتهم الإرهابية.
يقول الكاتب عبد الفتاح عبد المنعم في أحد مقالاته: إن مبايعة بيت المقدس لـ"داعش"، عكس حقيقة وحيدة هو أن الإرهاب نجح في أن يتواصل وينتشر ويتفشى في مصر والعالم العربي، والدليل أن هذا الاندماج يعنى أن داعش وصلت رسميا إلى بر مصر المحروسة، وهذا يعني أن مشاهد قطع الرءوس وذبح ورجم الإناث سوف نراها في سيناء وفي محافظات مصر، وهو ما كنا نحذر منه، وكان البعض يسخر منا عندما كنا نطالب إما بقانون إرهاب جديد لحماية مصر، أو عودة قانون الطوارئ، وهو الحل الأمثل لحل مشاكل مصر وحمايتها من الإرهاب الذي دخل كل بيت في مصر، وأصبح لدينا ضحية كل أسبوع على يد هذه الجماعات الإرهابية التي باعت الله ورسوله وشوهت صورة الإسلام لمائة عام قادمة، وهو ما يؤكد أن كلا التنظيمين، داعش وأنصار بيت المقدس، صناعة غربية كاملة.
الجدير بالذكر أن أبو محمد العدناني، المتحدث باسم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، أو ما بعرف بـ"داعش" قد هاجم من قبل، زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري موجها له انتقادات لاذعة حول إحدى بياناته.
وأضاف: "عذرا أمير القاعدة.. إننا كنا ولحين قريب نجيب من يسأل عن علاقة الدولة بالقاعدة بأن علاقتها علاقة الجندي بأميره ولكن هذه الجندية يا دكتور لجعل كلمة الجهاد العالمي واحدة ولم تكن نافذة داخل الدولة، كما أنها غير ملزمة لها وإنما هي تنازل وتواضع وتكريم منا لكم ومن الأمثلة على ذلك عدم استجابتنا لطلبك المتكرر بالكف عن استهداف عوام الروافض في العراق بحكم أنهم مسلمون يعذرون بجهلهم، فلو كنا مبايعين لك لامتثلنا أمرك حتى لو كنا نخالفك الحكم عليهم هكذا تعلمنا في السمع والطاعة ولو كنت أمير الدولة لألزمتها بك ولعزلت من خالفك بينما التزمنا طلبكم بعدم استهدافهم في إيران وغيرها".
من جانب آخر، نشرت مواقع جهادية تابعة لجبهة النصرة، المعادي لداعش، تصريحات لأحد مقاتلي الدولة الإسلامية، يدعى صدام جمال، في حوار له مع صحيفة ديلي تليغراف، اعترف فيها بارتكاب مذبحة في حق عدد من الأطفال السوريين عندما أجبر عائلة سورية نازحة تعيش في إحدى المدارس على الخروج والاصطفاف بالترتيب من الصغير إلى الكبير، وبدأ قطع رءوس الأطفال، ومن بينهم طفل عمره 13 عاماً، أمام أعين الأب والأم واحداً تلو الآخر، ثم علق رءوسهم على جدار المدرسة.
ودشن داعش حملة بعنوان الحذر الحذر أخي المسلم، للرد على ما سمّاه دعوات تشويهه من قبل وسائل الإعلام العربية والغربية، واستعرض فيديو الحملة المؤسسات التابعة للتنظيم، مثل دواوين المحاكم وخدمات المسلمين، والدعوة، والحسبة، رداً على وصف كيانه بالتنظيم لا الدولة في الإعلام العربي والغربي، كما ضم الفيديو تقريراً مصوراً عن مصادر تمويل داعش، وعلى رأسها حقول النفط، والمؤسسات التي يسيطر عليها في العراق ومنها مبانٍ حكومية.
صحيفة ديلي ميل نشرت تقريراً عن أن داعش قرر سك عملة نقدية خاصة به في إطار خطته لإصدار عملة إسلامية يتداولها المواطنون، مصنوعة من الذهب والفضة، كما كان يحدث في عصور الخلافة.
ويعتبر مبايعة بيت المقدس لـ"داعش"، دلالة على تنامي نفوذ "داعش" إقليميا وربما يشجع الجماعات المسلحة الأخرى على أن تحذو حذوها.
يبدو أن هناك صراعا وشيكا بين القاعدة وداعش، في الفترة المقبلة، للسيطرة على الجماعات الإرهابية في سيناء، وستشهد المرحلة المقبلة تنافسا قويا بين داعش وتنظيم القاعدة في المنطقة، وقد تؤدي هذه المبايعة إلى زيادة الخطر والتحول نحو هجمات واسعة المدى في المناطق التي تشهد عمليات إرهابية في الوقت الحالي كالعراق وسوريا.