شيماء ومريم .. الإرهاب لا يعترف بعيد الطفولة

الخميس 20/نوفمبر/2014 - 09:23 م
طباعة شيماء ومريم .. الإرهاب
 
يحتفل العالم اليوم 20-  نوفمبر  بعيد الطفولة . هذا اليوم الذى قدم العالم  فيه تعهدا إلى الأطفال: أن  يتم بذل قصارى الجهد لحمايتهم وتعزيز حقوقهم في البقاء والنماء والتعلم والنمو، ولإسماع أصواتهم وتمكينهم من استخدام إمكاناتهم كاملة، وعلى الرغم مما تحقق من إنجاز، فلم يزل هناك كثير من الأطفال ممن تخلفوا أكثر من أي وقت مضى،ولأننا إذ يوجعنا الإرهاب الذي يضرب بلا رحمة ولا تفرقة الاطفال والكبار .نعرض لحياة طفلتين من ضحايا الارهاب .لا يمكن ان ننساهما رغم مرور السنين .فالحزن عليهما ولد كبيرا .ولن يرحل من الوجدان ابدا

الطفلة «شيماء».. الحصة الأخيرة

الطفلة «شيماء»..
الزمان 26 سبتمبر 1993 . وكانت الحصة الأخيرة في مدرسة المقريزي بمصر الجديدة قد انتهت، وبدأ التلاميذ في الخروج من باب المدرسة.. عندما استقرت شظايا الانفجار الضخم  في جسد نحيف يحمل اسم «شيماء محمد عبد الحليم .. تلك الطفلة التي راحت ضحية محاولة أعضاء من تنظيم «الجهاد» لاغتيال الدكتور عاطف صدقي، رئيس الوزراء الأسبق.
الطفلة شيماء  مواليد 1981  ،.قتلها الارهاب وهي في السنة الثانية عشرة من عمرها، بريئة لم تؤذِ احدا،  كل ذنبها ان سيارة  الدكتور عاطف صدقي كانت تمر الي جوار سور مدرستها وهي في فصلها الدراسي بمدرسة المقريزي  عندما 
انفجرت  سيارة واقفة جوار المدرسة وكان المستهدف هو رئيس الوزراء الذي لم يُصب، وبدلا منه تستشهد شيماء وهي في فصلها تستعد لكي تجمع كراريسها وادواتها في الشنطة المدرسية   لكي تعود الي بيتها .ولكنها عادت جثة هامدة الى مثواها الاخير لتصبح حديث كل بيت مصري وعربي ظل يلعن الارهاب الملتحف بالدين حتي هذه اللحظة. 
الطفلة الشهيدة شيماء كان من المفترض ان يكون عمرها الان 31 عاما، لو قدر لها ان تعيش. .اما بالنسبة لمن قتلها فواحد من المتهمين الرئيسين في الجريمة وهو ابراهيم البنا تم قتله في اليمن في غارة جوية امريكية العام الماضي و متهم رئيسي اخر اسمه ياسر السري من مواليد السويس ومنتمٍ لتنظيم الجهاد وصادر ضده حكم غيابي بالإعدام , وعاش لعدة سنوات  في لندن وأسس ما يعرف باسم المرصد الاسلامي حتى تم القبض عليه مؤخرا.
 الشهيدة شيماء كانت تسكن في شارع عزيز المصري ، في جسر السويس الدور الأول وفي هذا المنزل يوجد  برواز به صورة لشيماء وسط ورقة كراسة.. وتحملها في فمها حمامة سلام.. وتحت هذه الصورة توجد بعض كلمات للشاعر الراحل صلاح جاهين.. وكأنها مكتوبة الآن لحالة شيماء.. فكلماتها تقول:
دمعها اسم زهرة
راسم وجهه مؤامرة
راسم عار
ع الدنيا اللي عليهم صابرة
وساكتة علي فعل الأباليس
الدرس انتهي لموا الكراريس

الطفلة مريم الفرحة الأخيرة

الطفلة مريم  الفرحة
اليوم الاحد 20 اكتوبر 2013 .وكانت الفرحة الاخيرة للطفلة مريم اشرف مسيحة البالغة من العمر ثماني سنوات . التي ارتدت فستان فرح ابيض  جميل يثير البهجة ولكنه لا يساوى شيئا مقابل البهجة التي تثيرها بابتسامتها الرائعة وعينيها الشقية .كان حفل زفاف .يستعد للدخول الي  كنيسة العذراء مريم والملاك ميخائيل  بالوراق .حوله مجرمان ملثمان علي دراجة بخارية الى مجزرة دموية .سقط فيها اربعة قتلي . و19مصاب .كان اصغرهم مريم التي تلوث فستانها الابيض بالدم بدلا من رائحة البخور .او بالزهور الحادث الارهابي جاء في اطار اعمال قذرة وجهت ضد اقباط مصر بعد ثورة 30 يونيه ودعم الاقباط الكبير لها وفض اعتصامي رابعة والنهضة حيث تم حرق نحو 80 كنيسة ومنشأة خدمية مسيحية.. مريم  ذهبت ضحية لإرهاب الاخوان البشع والمستمر، حيث قالت والدتها هويدا عاطف لم اصدق نفسى وانا اجدها غارقة في الدماء وجسدها النحيل قد صار كالمنخل .ولا ادري كيف احملها بين يدى .وتثير الام دهشة كل المتألمين  بإعلانها مسامحة القتلة  وان كانت لا تعلم الذنب الذى ارتكبته صغيرتها التي لم تفعل سوى الفرح ولم تجن سوى الدماء .

شارك