مواجهة "داعش ليبيا" على طاولة قوات التحالف.. وتحفظ مصري جزائري

الخميس 27/نوفمبر/2014 - 08:21 م
طباعة مواجهة داعش ليبيا
 
فيما يبدو أن ساعات التدخل والحسم العسكري الدولي في ليبيا  قد بات علي الابواب ، وما هي الا اسابيع قليلة ويتم توجيه ضربات عسكرية  لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، وخاصة مدينة "درنة " الليبية التي ينتشر فيها التنظيم بشكل كبير جدا والتي نشر التنظيم فيديوهات وصور مبايعة لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة.

تواجد "داعش" في ليبيا:

تواجد داعش في ليبيا:
يتواجد تنظيم "داعش" في مدينة درنة في شرق ليبيا، واظهر شريط فيديو العشرات من اهالي المدينة يعلنون ولاءهم لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الذي يقاتل في سوريا والعراق، وأظهرت لقطات من الفيديو الذي بث على مواقع التواصل الاجتماعي نحو 50 شخصاً وهم يجتمعون في درنة تأييداً للبغدادي الذي نصب نفسه خليفة "للدولة الإسلامية" المنبثقة عن تنظيم القاعدة، وأكد مقيم في درنة صحة لقطات الفيديو التي التقطت الليلة الماضية.
وتحول ميناء درنة -الذي يقع في منتصف المسافة بين مدينة بنغازي الليبية والحدود المصرية- إلى نقطة تجمع للمتشددين والمتعاطفين مع القاعدة.
واعتبر بعض المراقبين الغربيين والمحللين مدينة درنة معقلاً تاريخياً فعلياً للمتشددين في ليبيا، خصوصاً وأن جماعات منها أعلنت تأييدها لتنظيم "داعش" على غرار جماعات متطرفة أخرى في شمال أفريقيا من بينها جماعة "جند الخلافة" في الجزائر و"أنصار بيت المقدس" في مصر.
وقبل أيام فقط، أعلن زعيم "داعش" أبوبكر البغدادي، في "رسالة صوتية"، أن "الدولة الإسلامية" التي يتزعمها تمددت لتشمل عدداً من الدول من بينها ليبيا، قائلاً: "نبشركم بتمدد الدولة إلى الحرمين واليمن ومصر وليبيا والجزائر وإعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية"، معلناً عن حكام على رأس هذه "الولايات الجديدة للتنظيم".

أمريكا تطلب تسهيلات:

أمريكا تطلب تسهيلات:
ومع ظهور "داعش" في ليبيا أعربت الولايات المتحدة الأميركية ، الأسبوع الماضي، عن "قلقها" حيال هذه المعلومات.
ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيفري راتكي "لقد رأينا تقارير بأن الفصائل المتطرفة العنيفة في ليبيا تتعهد بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية وتحاول الانضمام إليه".
كما أفاد تقرير إخباري بأن الولايات المتحدة طلبت من الجزائر ومصر وتونس ،الدول المجاورة لليبيا، تسهيلات عسكرية تتضمن فتح المجال الجوي وتسهيلات أخرى لإجلاء مصابين وجرحى، أثناء عمليات قصف جوي يتم التخطيط لتنفيذها حاليا ضد الجماعات في ليبيا التي بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وكشف مصدر مطلع أن الجزائر تلقت طلبًا من الولايات المتحدة لتقديم تسهيلات للتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش.
وأشار المصدر لصحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها الصادر الخميس إلى أن دول التحالف تخطط جديا لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم "داعش" في ليبيا، في حالة توسع نفوذ هذا التنظيم في هذه الدولة النفطية.
وتتضمن التسهيلات المطلوبة من الجزائر ومصر وتونس، السماح بمرور طائرات حربية والهبوط الاضطراري للطائرات الأمريكية في قواعد جوية جزائرية، في إطار عملية عسكرية أمريكية يجري التحضير لها منذ أشهر، تتضمن توجيه مئات الصواريخ الجوالة من نوع "كروز"، لأهداف تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وبعض الكتائب السلفية الليبية، وتدمير البنية التحتية للجماعات السلفية الجهادية في ليبيا، بحسب الصحيفة.
وتدرس الجزائر، حسب المصدر، نفسه طلبين أمريكيين، الأول هو تدخل عسكري محدود لقوات جزائرية ومصرية في ليبيا تحت غطاء من الأمم المتحدة، أما الطلب الثاني فهو تقديم تسهيلات لبوارج أمريكية وغواصات تحمل صواريخ كروز بالإضافة للطائرات الحربية الأمريكية، من أجل تنفيذ غارات جوية على أهداف مركزة داخل الأراضي الليبية.
وتتضمن خطة الانتشار الأمريكي في شمال إفريقيا، إمكانية التدخل في عدة مناطق في بعض دول المنطقة المهددة بالفوضى، من أجل إجلاء الرعايا الغربيين، والسيطرة على بعض المناطق الحيوية التي يمكنها تهديد سلامة التجارة البحرية الدولية عبر البحر الأبيض المتوسط.

الموقف المصري والجزائري:

الموقف المصري والجزائري:
الطلب الأمريكي بتقديم الجزائر ومصر ودول الجوار الليبي تسهيلات عسكرية او تقديم دعم عسكريي بمختلفة صورة سواء عبر التدخل البري أو تقديم دعم لوجسي، لم يكن الأول من نوعه فقد كان هماط طلبا متماثلا للطلب الفرنسي الذي قبلته الجزائر في نهاية عام 2012 لفتح ممرات جوية أمام الطيران الفرنسي لقصف مواقع الجهاديين في شمال مالي، وتتدرب قوات أمريكية منذ سنتين، على مخطط طوارئ للتدخل في بعض المناطق الحساسة في ليبيا ودعم قوات ليبية صديقة للولايات المتحدة الأمريكية لإجلاء رعايا غربيين من دول في شمال إفريقيا، والسيطرة على بعض المواقع الحيوية التي يمكنها الإضرار بطرق التجارة البحرية الدولية، أو الملاحة الجوية أو تدفق النفط والغاز.
ورغم الرفض الجزائري بتقديم دعم وتسهيلات لجيش الفرنسي ، بالإضافة الي تأكيد مصر المتكرر علي رفضها التدخل العسكري ف ليبيا ، الا ان الجانبين "مصر والجزائر" متفقين علي انه في حالة تطور الامور في ليبيا وتهديد الامن القومي للبلجين يكون هناك قرارا أخر.
وكانت تقراير إعلامية أشارت إلى وجود تنسيق بين مصر والجزائر  لمواجهة ظهور "داعش"، وأن البلدين على استعداد لمواجهة أي احتمالية لظهور "داعش" في ليبيا بشكل يهدد الأمن الحدودي لمصر والجزائر.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الزيارات المتبادلة بين كبار  المسئولين في مصر والجزائر  زيارة الرئيس السيسي  للجزائر وزيارة رئيس الحكومة الجزائرية إلى القاهرة، تمخضت عن تشكيل لجنة أمنية مكونة من ضباط مخابرات من الجانبين للتعامل مع أي تهديد أمني ومحاولة تهدئة الوضع في ليبيا التي تشهد حربا أهلية فعلية.
وأضافت المصادر أن مجموعة من ضباط المخابرات الجزائرية زارت بالفعل مصر وفقا لأوامر من الرئيس "بوتفليقة"، بهدف وضع خارطة طريق بالتعاون مع القاهرة للتصدي للتهديد الجهادي في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك ليبيا والعراق وسوريا ومراقبة عملية تهريب السلاح من قبل الجماعات الجهادية المسلحة.

المشهد الآن:

المشهد الآن:
يبدو أن قرار  الحرب علي "داعش"  في ليبيا، موضوع علي طاولة الخيارات للدول الجوار الليبي وايضا دول الاتحاد الأوربي وأمريكا، ولكن التدخل يتوقف على حجم الخطر الذي تشكله الجماعات الإرهابية  في ليبيا على الأمن القومي لدول الجوار والمصالح الغربية، وحتي الأن ورغم التكهنات العديدة بالتدخل العسكري الامريكي في ليبيا يبقا قرار التدخل بيد القاهرة والجزائر، والحكومة الليبية المنتخبة.
ولكن التطورات على الساحة الليبية  وحسم الجيش الليبي لصراع في بن غازي ووجود انشقاقات بمليشيات فجر ليبيا ووجود تضيق علي حكومة الاخوان في طرابلس وعدم الاعتراف الدولي بها، وفي ظل إصرار كل من الجزائر ومصر على تقديم الدعم للحكومة المنتخبة برئاسة عبد الله الثني والجيش الوطني الليبي، فإن خيار التدخل العسكري في الأراضي الليبية رغم تواجده على الطاولة، فإن تنفيذه في الوقت الحالي لن يتم إلا بموافقة الحكومة الليبية ومصر والجزائر، فهل  قرار التدخل العسكري الدولي في ليبيا بات وشيكا؟

شارك