بعد القبض على عناصر في مصر.. بلاك ووتر وتجار الدين تاريخ أسود مشترك
الجمعة 28/نوفمبر/2014 - 05:12 م
طباعة

استطاع جهاز الأمن الوطني ان يلقى القبض على ثلاثة عناصر تنتمى الى شركة بلاك ووتر تسللوا الى مصر باعتبارهم سائحين وفي الحقيقة قد جاءوا لمعاونة الإخوان في نشر الفوضي يوم 28 نوفمبر وما بعدها لتكرار سيناريو 25 يناير في صورة اسوا وقد استطاع الامن الوطني ان يقبض على افراد ينتمون الى جنسيات فرنسية والمانية وانجليزية ومازال هناك 23 فردًا اختفوا بعد دخولهم مصر وجارى البحث عنهم وتعرف بلاك ووتر بلقب أكاديمي هي شركة تقدم خدمات أمنية وعسكرية أي أنها شركة مرتزقة وتعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة في امريكا تأسست وفق القوانين الأمريكية التي تسمح بمصانع وشركات عسكرية خاصة ورغم ذلك تعرضت لانتقادات واسعة بعد نشر كتاب "مرتزقة بلاك ووتر جيش بوش الخفي" الذي قال إنها تدعم الجيش الأمريكي بالعراق فيما يخضع جنودها للحصانة من الملاحقات القضائية تقدم الشركة خدماتها للحكومات والأفراد من تدريب وعمليات خاصة ويبلغ معدل الدخل اليومي للعاملين في هذه الشركة بين 300 و600 دولار.
قتلة مأجورين:

بحسب كتاب " بلاك ووتر أمريكا" قتلة مأجورين بزي أمريكي" وهو من ترجمة وتحرير إياد ونّوس: فإن "مؤسّس "بلاك ووتر" هو ميجا اريك برنس المتطرف اليميني الأصولي والضابط السابق في البحرية ، سليل أسرة غنية من المحافظين لطالما قامت بتمويل الحركات اليمينية المتطرفة
وتعتبر منظمة "بلاك ووتر أمريكا" إحدى أكبر وأقوى منظمات المرتزقة السرية في العالم ويقع مركزها في المناطق البرية المهجورة من شمال كارولينا، وتشكل الجيش الخاص الأكثر نموا على وجه الأرض، بقوات قادرة على القيام بعمليات قلب الأنظمة الحاكمة في أي بلد في العالم تقوم بلاك ووتر بحماية كبار المسؤولين الأمريكيين والكثير من العمليات العسكرية، وتمثل "بلاك ووتر" نموذجا لصعود جيوش المرتزقة القوية، التي تتراوح من القوات المدرعة المتعطشة للدم كالتي قادت العمليات العسكرية في الفلوجة، إلى القتلة الأفراد الذين ينفذون الاغتيالات الخاصة عن سطوح المنازل كما في النجف
و أظهرت تقارير معهد "ذي ناشين" عن سجلات الحكومة الأمريكية مؤخرًا أن حكومة بوش دفعت مبالغ تصل إلى 320 مليون دولار لهذه المؤسسة منذ يونيه 2004 من أجل تأمين خدمات "الأمن الدبلوماسي" للحكومة الأمريكية حول العالم ويعتبر هذا العقد هو الأكبر في ما هو معروف عن الصفقات التي قامت بها هذه المنظمة، ما يظهر حجم الاستفادة التي حققتها "بلاك ووتر" في ما يسمى "الحرب على الإرهاب"
تتألف "بلاك ووتر أمريكا" من تسع شركات: مركز تدريب "بلاك ووتر"
ويقدم مركز تدريب "بلاك ووتر" بتقديم برامج التدريب التكتيكي والتدريب على الأسلحة للجيش، والحكومة، وقوات حفظ النظام كذلك يقدم المركز عدة برامج تدريبية مفتوحة على فترات خلال العام، من القتال بالسلاح الأبيض (برنامج حصري) إلى برامج التدريب على القنص فضلا عن ذلك، يمكن لاحد ما التسجيل لدى "بلاك ووتر" في "بلاك ووتر أكاديمي"، حيث يجري تدريب المتقدمين، بشرط قدرتهم على استيفاء الشروط الصعبة التي تتناول خلفياتهم الاجتماعية والتدقيق في السجلات الإجرامية، واختبار البنية الجسدية ، واختبار الفحص النفسي وقد تقوم "بلاك ووتر" بالطلب من المتقدمين بالتوقيع على عقد يجعلهم في خدمة الشركة حصريا
منظومات "بلاك ووتر" للتدريب على الرمي وتحديد الأهداف، ويقدم هذا القسم منظومة من صالات التدريب على الرمي، والتدريب على الأهداف المختلفة المدى
عمليات سوداء:

اما الكاتب الأردني الدكتور أسامة الفاعور، في مقال "حقيقة البلاكووتر" يقول: "هذه المنظمة تملك أكثر من 2300 جندي خاص تم ترحيلهم الى تسع دول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وتمتلك قاعدة بيانات بـِ ما يقارب 21000 جندي من القوى الخاصة السابقة، وبما فيهم من عملاء قانونين سابقين تستطيع دعوتهم متى دعت الحاجة اليهم وعلى الفور، وتمتلك هذه المنظمة ما يقارب من 20 طائرة، بما فيها طائرات القنص الهليوكوبتر، وتقوم هذه المنظمة على مساحة من الأراضي مساحة مكاتبها الرئيسة فقط 7000 هكتار في مويوك في ولاية نورث كارولينا، وتعتبر أكبر مؤسسة عسكرية خاصة، التسهيلات التي تقدمها هذه المنظمة تشمل تدريب عشرات الآلآف من القوى والوكلاء المحليين والفدراليين في العام، وكذلك تدريب قوى من الدول الصديقة، والمنظمة تعمل بقسم إستخباري خاص بها، وتضم من خلال مدرائها التنفذيين العديد من موظفي المخابرات والعسكريين السابقين، ومؤخراً بدأت ببناء تسهيلات جديدة في كاليفورنيا ("بلاك ووتر وست") وفي الينوي (" بلاك ووتر نورث")، هذا بالإضافة الى غابات التدريب والتسهيلات الأخرى في الفلبين، والمنظمة تمتلك عقود حكومية موقعة تبلغ قيمتها أكثر من 500 مليون دولار ، هذا بالطبع لا يشمل عمليات ميزانيتها السوداء السرية لوكالات الاستخبارات الأمريكية، هذا بالإضافة الشركات الخاصة و الافراد والحكومات الأجنبية وكما ذكر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، فإن المنظمة بالمعني العسكري الحقيقي، تستطيع التخلص من الكثير الحكومات في العالم.
يميني متشدد:

إريك برنس
منظمة بلاك ووتر تعتبر جيش خاص، ويسيطر عيها رجل واحد هو إريك برنس، وهو مسيحي يميني متشدد، وهو ملياردير، ولعب دوراً رئيسياً في حملة الرئيس بوش ولكن من منطلق الأجندات المسيحية اليمنية، وواحد من الذين تكلموا كثيرا عن الأيدلوجيا التي يتبناها ويلتزم بها وهى عقيدة المسيحية الصهيونية التي تدافع عن وجود دولة إسرائيل من منطلق مسيحي انجيلي بحت وتشجع وتساعد على وجود جماعات ودول دينية موازية لإسرائيل لذلك تتعاون مع الجماعات المتأسلمة مثل الاخوان والسلفيين لان المنطلق العقيدي واحد سوا في تأسيس الدولة الدينية او امتلك الحقيقية المطلقة.
حرب بربرية:

جيريمي سكاهيل
وفي كتاب: بلاك ووتر أخطر منظمة سرية في العالم للمؤلف جيريمي سكاهيل، وعرض محمود ثروت أبو الفضل "حربٌ بالوكالة" هذا ما يُمْكن أن نطلقه على الأسلوب الجديد الذي اتَّبعَته الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة في حملاتها الصِّهْيَو - صليبيَّة على أفغانستان والعراق مطلعَ القرن الجديد، فقد استعاضَتْ عن جنودها وجيشها بشركات مقاولات خاصَّة ، لتزويدها بجيشٍ من المرتزقة السريِّين لتدعيم حربها البربريَّة على بلداننا الإسلاميَّة، والتي كان على رأسها شركة - أو منظَّمة - "بلاك ووتر"، ونجد أنَّ هذا الأسلوب ليس بجديدٍ في ذاته، فمنذ بدايات تاريخ الإمبراطوريات في العالم القديم نجد كثيرًا من الممالك استعانَتْ بقوَّات المرتزقة في جيوشها أثناء حملاتهم المستمرَّة على الشعوب الأخرى، كالرُّومان والفُرس من قبل، وحتَّى مرورًا بوقتنا الحاليِّ
لكن الجديد هذه المرَّة هو الاتِّجاه الإيديولوجيِّ اليَمِيني المُحافظ لهذه المنظَّمة، هذا إلى جانب نُفوذها في رسم خريطة السِّياسة الأمريكيَّة الجديدة في المنطقة ، أو كما يَصِفُهم "جيريمي سكاهيل" في بداية كتابه بأنَّهم "مرتزقة يقرِّرون مصائر دول وشعوب، وأيادٍ نافذة في غُرَف الحكم بواشنطن"
يحاول الصحفيُّ "جيريمي سكاهيل" كشْفَ اللِّثام عن منظمة "بلاك ووتر يو إس إيه"، ودورها في المَجازر التي ارتكبَتْها الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة في حربها على العراق بدون مُساءلة قانونيَّة أو خضوع لأيِّ محاسبة، أو تقيُّد بِمُعاهَدات دوليَّة، كذلك يبرز دور السَّاسة الأمريكيِّين و"البنتاجون" في جَعْل المقاولين الخاصِّين والمرتزقة السريين جزءًا لا يتجزَّأ من تركيبة الجيش الأمريكي، وعمليَّاته في حروبه المتعدِّدة بعد ذلك.
جنود للإيجار:

وفكرة تأسيس الشركة نبتت بين عامي 1995 و1996 حين كان صاحبها يتدرب في أحد معسكرات البحرية الأميركية، لكنها ظلت حتى عام 2003 - تاريخ غزو العراق- غير معروفة
ولدت بلاك ووتر - ومعناها المياه السوداء نسبة إلى المستنقعات الكئيبة التي تأسست الشركة في قلبها- في ذات الوقت الذي كانت فيه القوات المسلحة الأميركية في خضم مسيرة الخصخصة على نطاق هائل وغير مسبوق.
وكانت بلاك ووتر من أعظم المستفيدين من الحرب على الإرهاب ، وكما عبر عنه أحد شركاء إريك برينس قائلا: لقد حوّل بن لادن بلاك ووتر إلى ما هي عليه اليوم
وفى عام 2002 تأسست شركة "بلاك ووتر للاستشارات الأمنية" فاقتحمت عالم الجنود المعروضين للإيجار ، وفي عام 2003 حصلت بلاك ووتر على عقد بالغ الأهمية في العراق لحماية بول بريمر الذي هو أكبر شخصية من إدارة بوش في بغداد ، حيث كان يُشار إليه بصفته "المندوب السامي."
وربما كان أهم إرث خلّفه بريمر في العراق هو الإشراف على تحول البلد إلى بؤرة المقاومة المعادية للولايات المتحدة في العالم، بالإضافة إلى ترأسه لنظام في العراق أنتج فساداً وابتزاز أموال كبيرين في عالم التعاقدات الخاصة المدرة للأموال الهائلة
وبنهاية عهد بريمر كانت ثمة تسعة مليارات من الدولارات من تمويل إعادة التعمير قد اختفت ، دون وجود وثائق عن أوجه صرفها
"بلاك ووتر وغيرها من شركات المقاولات الأمنية تعمل في منطقة قانونية رمادية، تترك الباب واسعاً أمام الانتهاكات ، ولا تكاد توجد قوانين جادة لمحاسبتها على الجرائم التي يمكن أن ترتكبها"
ويؤكد المؤلف أن بلاك ووتر وغيرها من شركات المقاولات الأمنية تعمل في منطقة قانونية رمادية، تترك الباب واسعاً أمام الانتهاكات، ولا تكاد توجد قوانين جادة لمحاسبتها على الجرائم التي يمكن أن ترتكبها
وبالرغم من الاعتماد غير المسبوق على المقاولين الأمنيين المنتشرين في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى، فقد فشلت الحكومة الأمريكية حتى في إحصائهم ناهيك عن ضبط سلوكهم.
التعاون مع الإخوان والأنظمة القمعية:

وعن إمكانية تعاون الاخوان والسلفيين مع هذه الشركة، فالإخوان تلفظ أنفاسها الاخيرة وتريد سيناريو الفوضى بأي ثمن، وهدف البلاك ووتر الأموال فحسب وتحقيق الأجندة الأمريكية الإخوانية، ومن الناحية الشكلية يتشابه الإخوان مع البلاك ووتر، فلم يمر وقت طويل على واقعة مظاهرات طلاب الاخوان بالأزهر بالملابس السوداء والأقنعة، ومن ناحية التأجير في تاريخ الاخوان الممتد على مدى 80 عاما كان يتم استئجارهم واستخدامهم لضرب التيارات المناوئة لصالح السلطة فاستخدمهم الملك فاروق لضرب الوفد واستخدمهم الرئيس السادات لضرب اليسار، تبعًا لفلسفة المصالح المتبادلة والاستخدام، والتي استخدم فيها نظام مبارك الإخوان كفزاعة لأمريكا في الخارج والمعارضة في الداخل.
هناك إذًا التقاء فكري وفعلي كبير بين تجار الدين والقتلة المأجورين، لذلك فالتعامل من كل هذه المنطلقات يؤكد خطورة تواجد هذه العناصر في مصر.