لاجئو سوريا والعراق بين تعاطف الفاتيكان ومحاولة الألمان لاحتوائهم

الأحد 30/نوفمبر/2014 - 08:18 م
طباعة معاناة مستمرة معاناة مستمرة
 
معاناة اللاجئين
معاناة اللاجئين
الحديث عن عنف الجماعات الإسلامية المتطرفة حديث الساعة في الأوساط العالمية، ويسيطر على مناقشات الحوارات بين الرؤساء والمنظمات الدولية، ومع تساقط الضحايا قتلى أو مصابين بسبب جرائم هذه الجماعات، وبالرغم من انتقاد ممارسات تنظيم داعش الإجرامية في حق السوريين والعراقيين،  وخاصة الأقليات، إلى جانب اتهام داعش وبقية الجماعات الإرهابية بارتكاب جرائم غير إنسانية، إلا أن اتهام بابا الفاتيكان لهذه الجماعات بارتكاب خطيئة كبرى أمر حظي باهتمام المتابعين.  
ففي زيارته الأخيرة لتركيا أكد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان ، أن المتشددين الإٍسلاميين يقترفون "خطيئة كبرى بحق الرب" في سوريا والعراق، والتأكيد على أن أتباع كل العقائد لا يمكن أن يواصلوا تجاهل صرخات ضحايا "الحرب غير الإنسانية والوحشية" التي تحدث بالجوار.
بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
وللمرة الثالثة خلال أيام قليلة يشير البابا إلى جرائم تنظيم داعش، والحديث عن الذين قُتلوا أو طُردوا شيعة ومسيحيين وأصحاب عقائد أخرى.
أضاف بقوله "سلب السلام من الناس وارتكاب كل أفعال العنف أو القبول بهذه الأفعال ولا سيما ضد الأكثر ضعفا ممن لا حول لهم ولا قوة هو خطيئة كبرى بحق الرب."
وعلى هامش زيارته إلى تركيا اجتمع البابا مع نحو 100 لاجئ من الشباب معظمهم من العراق وسوريا بينهم مسيحيون ومسلمون، واستمع إلى فتاة من هؤلاء اللاجئين عن محنة المسيحيين الذين أُرغموا على الفرار من العراق.
دعا بابا الفاتيكان إلى أهمية التصدي للفقر أمر ضروري لأنه يساعد على تجنيد الإرهابيين، وانه رغم مشروعية استخدام المجتمع الدولي للقوة للتصدي لمعتد ظالم فانه ينبغي التوصل إلى حل دائم.
العالقون على الحدود
العالقون على الحدود
وسبق وأن أعرب بابا الفاتيكان عن تضامنه مع المسيحيين النازحين من مدينة الموصل بسبب تهديدات تنظيم "داعش" بقتلهم،  قائلًا: " وندعو رب السلام أن يبث في كل إنسان رغبة حقيقية في الحوار والمصالحة، لا يمكن أن تغلبوا العنف بالعنف، يمكنكم أن تغلبوا العنف بالسلام".
أضاف البابا "يتعرض إخواننا للاضطهاد، يطردون، ويضطرون لمغادرة منازلهم مع عدم إمكانية أخذ أي شيء معهم".
يذكر أن مدينة الموصل من أكثر المدن العراقية التي تتمتع بتنوع ديني وقومي منذ آلاف السنين، إذ يتواجد في المدنية القوميات العربية والكردية والتركمانية والآشورية والكلدانية والسريانية والأرمنية، والمكونات الكاكائية والشبكية وأتباع الديانات الإسلامية والمسيحية والإيزيدية والصابئة وتعتبر الموصل مركزا آثاريا للحضارة الآشورية وشهدت المدينة موجات من الهجمات على المسيحيين منذ عام 2003، أدى إلى تقلص سكانها من المسيحيين وخاصة من الآشوريين والكلدانيين والشبك وغيرهم.
الاطفال في ورطة
الاطفال في ورطة
يأتي ذلك في الوقت الذى يشتكي فيه سكان مخيمات اللاجئين السوريين والعراقيين من تردي ظروف العيش وتدني درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة، إلى جانب استيائهم من طول مقامهم في المخيم بسبب الحرب الدائرة في بلادهم.
وتعاطفا معهم طالب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان باستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين في ألمانيا ومنحهم فرصة العيش في وطن جديد، مشيرا بقوله "لابد أن يجد هؤلاء الناس وطنا لهم في ألمانيا، وهناك أيضا حاجة للقوى العاملة بسبب التغيير الديموغرافي في تركيبة السكان.
وليست هذه التصريحات الأولى من نوعها، حيث سبق وأن أكد وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزييه، عزم بلاده على العمل من أجل توزيع أكثر عدلاً للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنه "إذا كانت دولة ما مثقلة بعبء اللاجئين، فيجب أن تساعدها الدول الأخرى.

شارك