بسام المسالمة.. الإخواني في صفوف كتائب القسام
الإثنين 01/ديسمبر/2014 - 06:43 م
طباعة
بسام يونس مسالمة أحد أبرز مقاتلي كتائب عز الدين القسام، والذي اغتيل في الأول من ديسمبر 1995 القسامي
الميلاد والنشأة والتعليم:
ولد بسام يونس عبد الرحمن مسالمة عام 1965، وهو من سكان قرية بيت عوا غرب دورا الخليل، وقد تزوج مبكرا (16عاما) وله خمسة أولاد وثلاث بنات.
عاش بسام في كنف والديه كان الوالد يعمل في تجارة الأثاث القديم المستورد من داخل الأرض المحتلة عام 1948، والتحق بسام بمدارس قريته بيت عوا وكان طالبا متفوقا، وقد تخرج فن مدرسة بيت عوا الثانوية عام 1984.
دخل بسام جامعة الخليل عام 1984م والتحق بكلية الشريعة الإسلامية، ونشط في مجالات الأنشطة الطلابية التي كانت تقوم بها الكتلة الإسلامية ذات الحجم الأكبر في الجامعة والتي كان عمادها طلبة كلية الشريعة أمثال بسام.
وكان بسام مهتمًا بالدفاع عن الكتلة الإسلامية ومشروعها الإسلامي، خاصة وأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، حيث كان هناك ثقل للعلمانيين تقوده حركة الشبيبة الطلابية المحسوبة على حركة فتح وبعض اليساريين والشيوعيين المحسوبين على الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين والحزب الشيوعي الفلسطيني.
وفي كل عام كانت تنظم انتخابات لمجلس اتحاد الطلبة بحيث يحشد كل فريق قوته للفوز بالمجلس الأمر الذي كان يدفع بسام دوما للتنظير للكتلة الإسلامية واستقطاب عناصر جديدة للفريق الإسلامي.
اعتقاله:
عرف عن بسام ومنذ صغره بكرهه للاحتلال والعملاء، وكان هذا الشعور دافعًا قويًا للانخراط مع شباب قريته في مقاومة الاحتلال سلميا في البداية من خلال فعاليات انتفاضة عام 1987 والتي تمثلت في المظاهرات والاحتجاجات والكتابة على الجدران، ووضع المتاريس في الشوارع لمنع السيارات العسكرية اليهودية من دخول القرية ومطاردة واعتقال المجاهدين.
الانضمام لحماس:
انتمى الشهيد بسام إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، واعتقل عام 1988 على ذمة التحقيق في معتقل الظاهرية، ثم أفرج عنه بعد عدم إثبات التهم ضده. وفي العام 1989 واعتقل مرة أخرى حيث خضع لتحقيق قاس جدا تمثل في الشبح والهز والضرب والحرمان من النوم حتى إن شعر رأسه قد تساقط من جراء التعذيب وحكم عليه بالسجن سنتان ونصف السنة، وبعد خروجه من السجن عاد لإكمال الدراسة في الجامعة.
ثم أعيد اعتقاله عام 1993م واتهم بمساعدة ونقل المطاردين فحكم عليه بالسجن ثمانية شهور أمضاها في سجن الخليل المركزي، وبعد الإفراج عنه عاد مرة أخرى لإكمال الدراسة ومساعدة والده بالتجارة، ثم تخرج في الجامعة حاصلًا على بكالوريوس شريعة بتقدير عام جيد.
اغتياله:
شكل بسام بالنسبة لسجل المخابرات الإسرائيلية قنبلة متحركة قد تنفجر في كل حين، جند جهاز الأمن الإسرائيلي عملاءه لمتابعة بسام، ورصد تحركاته في المنزل وفي المحل في قريته في بيت عوا وفي محلات والده للمفروشات في الخليل وفي الجامعة حتى إنهم تابعوه في نشاطات القرية العامة التي يشارك فيها كالمخيمات الصيفية.
كما كانت ترد عليه تباعا تقارير واعترافات من زملاء داخل السجون تفيد بانتمائه إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام.
ليلة الاغتيال:
دخل بسام منزله الساعة الواحدة ليلا بعد أن أمضى سهرة مع زملائه المطاردين من كتائب القسام، حيث قام بتأمينهم قبل الرجوع لبيته، وإذا بالمنادي ينادي عليه أن سلم نفسك، وكان البيت محاصرا بقوات الاحتلال، فحمل مسدسه وانتظر على ما يبدو دخول مسؤول المخابرات المنزل أو أحد أفراد الجيش ليطلق عليه النار فيقتله قبل أن يستشهد.
إلا أن الجنود تنبهوا إلى ذلك ولم يدخلوا المنزل حتى مغادرته من الباب الخلفي، حيث استطاع أن يفلت من الجنود الذين يطوقون المنزل وركض باتجاه بساتين الزيتون المجاورة.
وعلى بعد مئات الأمتار من منزله اصطدم بكمين لقوات العدو حيث اشتبك معهم، وفي تلك الأثناء كانت بيت عوا قد أصبح ليلها نهارا وسماؤها مزدحمًا بالطائرات وكل نواحيها قوات من المشاة والدروع والإسعاف والوحدات الخاصة، فسقط بسام قتيلاً في الأول من ديسمبر عام 1995، أطلق الجنود الرصاص على جثة بسام، كما قاموا بتهشيم جمجمته ببلطة حتى خرجت الدماغ من الجمجمة.
وفي تلك الليلة وصبيحة اليوم التالي حوصرت قرية بيت عوا واستجوبت المخابرات ذوي بسام في ساحة المدرسة المجاورة واعتقل شقيقه أسامة على إثرها.