داعش تكتشف حيلة تهريب الكتب المسيحية على الحدود مع سوريا وتصادر مجلد (المسيحيون في العراق)

الجمعة 05/ديسمبر/2014 - 07:13 م
طباعة داعش تكتشف حيلة تهريب
 
داعش تكتشف حيلة تهريب
أكد الكاتب العراقي سعد سلوم أن تنظيم داعش اكتشف الحيلة التي حاول من خلالها تهريب كتابه  الجديد (المسيحيون في العراق) والذي طبعه في سوريا وحاول ان يهربه الى العراق عن الطريق البري القادم من سوريا، حيث اعتاد الناشرون تغطية منشوراتهم بالمصاحف لحمايتها من مصادرة عناصر التنظيم لتلك المطبوعات، وأضاف  سلوم  بأن الخدعة لم تنفع هذه المرة، حيث تم التفتيش  بدقة واكتشف التنظيم غلاف الكتاب الداخلي  وبالفعل صادروا كميته المشحونة بالطريق البري لبغداد ومن المرجح ان يكونوا أحرقوها.. مما تسبب في تأخير وصول الكتاب للقارئ العراقي رغم صدوره منذ حوالي شهرين .وتساءل الكاتب  الا يكفي المسيحيين قتلاً وتهجيراً، حتى يتم ذبح كتاب يوثق عمق جذورهم بهذا البلد اكمالاً لوحشية ذلك الارهاب ؟

المسيحيون في العراق:

المسيحيون في العراق:
وكان كتاب (المسيحيون في العراق) قد صدر عن مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية، ويعد  بمثابة مصدر مرجعي عن مسيحيي العراق بصفحاته الـ 900، وقام بإعداده وتحريره الباحث والاكاديمي العراقي "سعد سلوم" والذي قام بكتابة فصلين منه وجمع مادته الارشيفية ووثائقه التي تتيح للباحثين فرصة نادرة لمتابعة الحضور المسيحي الفاعل منذ تأسيس العراق المعاصر. وقد بدأ الكتاب بمقدمة انطوت على سؤال هو: هل يمكن تخيل الشرق الاوسط من دون مسيحيين؟ حيث تناول الفصل الأول الذي كتبته  سها رسام "جذور المسيحية في العراق" مؤرخة لنشوء الديانة المسيحية في بلاد ما بين النهرين. وانتشارها وتاريخ الاضطهادات التي تعرضت لها لا سيما الاضطهاد الروماني الكبير. وخلفيات تأسيس الكنيسة الشرقية ككنيسة مستقلة. وتأسيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. فيما حاول الفصل الثاني رسم خريطة الآثار المسيحية في العراق و قام بكتابته كل من الآثاريان "عبد الأمير الحمداني "زميل مجلس المدارس الأمريكية للدراسات الشرقية و"حكمت بشير الأسود "مدير المتحف الحضاري بالموصل ٢٠٠٤" واستكمل الآثاريون مهمة الفصل الأول بإعطاء مسحة أثارية لدخول المسيحية في العراق وانتشارها. واعطاء الامثلة على الأدلّة على انتشار المسيحية في بلاد الرافدين. فيما تناول خوشابا حنا الشيخ في الفصل التالي  رسم خريطة الطوائف المسیحیة في العراق مقسما الفصل الى حلقات تناولت كلا من: الكلدانيون. 2- الآشوريون.3 – السريان. 4. الأرمن. 5- البروتستانت و الطوائف الغربية الأخرى. اما في القسم الخاص بمسيحيي العراق في ظل الحكم الإسلامي  فقد تناول غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكوبطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مساهمة المسيحيين ودورهم في بناء الحضارة العربية الاسلامية سواء تحدثنا عن حركة الترجمة. والادب الغزير للمسيحيين ونهجهم اللاهوتي العلمي و أثره في الفكر الإسلامي، فضلا عن المقاربات اللاهوتية للتعريف بالمسيحية والتي نفتقر الى مثيلاتها للتقريب بين المسلمين والمسيحيين في الوقت الحاضر.

من العثمانية لسقوط صدام

من العثمانية لسقوط
كما تناول الدكتور سامي المنصوري في فصل تالي  مسيحيي العراق في ظل الدولة العثمانية  راصدا وضع الطائفة المسيحية في ظل التشريعات العثمانية، وموقف السلطات العثمانية من المسيحيين في العراق وطبيعة اعترافها بالطوائف المسيحية و تمثيل مسيحيي العراق في مؤسسات الإدارة العثمانية المختلفة، فضلا عن دور السلطات العثمانية في تنظيم العلاقات بين الطوائف المسيحية وحمايتها والأوضاع التعليمية والثقافية لمسيحي العراق في العهد العثماني.
أما محرر الكتاب "سعد سلوم"  فسلط الضوء من خلال فصل خاص عن المسيحيين في العراق الجمهوري مقدما خريطة انتشار جديدة للمسيحيين بعد الحرب العالمية الثانية.  وتناول . وضع المسيحيين  بين الادماج والتوظيف  في فترة البعث. وكيف هيمنت الدولة على شؤون الطوائف الدينية المسيحية.
وتناول الباحث "وليم وردا" في فصل مستقل وضع المسيحيين  في أعقاب سقوط حكم صدام  2003والدورالوطني  للمسيحيين  ورفضهم للحماية الدولية، وناقش الفصل بشكل مستفيض  دعوات الحماية الدولية والحكم الذاتي للمسيحيين.
وكتب "سعد سلوم" الفصل الذي يقدم رؤية مستقبلية للوجود المسيحي تحت عنوان "نحو تعزيز الحضور المسيحي في العراق والشرق الأوسط"  مفصلا وضع المسيحيين وحيادية الدولة  بعد العام 2003.  وعرج على العنف والذمية والهجرة وسط خيارات مريرة للمسيحيين وتناول الأساطير والأوهام والعنف المنفلت ضد المسيحيين. 
وغاص في سوسيولوجيا التمييز بوصفه جزءاً من الثقافة الطاردة للمسيحيين، ثم تناول طروحات المنطقة الخاصة بالمسيحيين لينهي الفصل في رسم علامات ولادة جديدة لمسيحيي العراق في  جسم موحد للوجود المسيحي في العراق، وانطلاق حوار مسيحي إسلامي في مواجهة التمزق الطائفي، وخلفية الدعوة لرابطة  كلدانية تمهد لوحدة مسيحيي العراق.  وطبيعة الاصلاحات الكنسية في مواجهة التحديات. ودور الاوقاف في خدمة تعزيز الوجود المسيحي. وجاءت كلمة أخيرة في نهاية الكتاب رسم فيها "سعد سلوم" علامات شرق أوسط من دون مسيحيين؟.

وثائق

وثائق
وتناول القسم الأخير من الكتاب تشريعات واحصائيات ووثائق عن مسيحيي العراق  جمعها محرر الكتاب في جهد متميز سوف يوفر للباحثين فرصة لرصد الحضور المسيحي في القرن العشرين.
وتضمن الكتاب عددًا ضخمًا من  الوثائق الخاصة  بكنائس الطوائف المسيحية في العراق بما فيها كنائس طائفة الكلدان، كنائس الطائفة الآشورية،  كنائس الطائفة الاشورية الجاثيليقية، كنائس طائفة السريان الارثوذكس، كنائس طائفة السريان الكاثوليك،  كنائس طائفة الأرمن الارثوذكس، كنائس طائفة الارمن الكاثوليك، كنائس طائفة الروم الأرثذوكس، كنائس طائفة اللاتين، كنائس الطائفة القبطية الارثوذكسية، الكنائس الانجيلية في العراق.
وقدم القسم الوثائقي إحصائيات خاصة بالذاكرة الجريحة للمسيحيين خلال فترة الحكم البعثي مثل القرى المسيحية المدمرة 1963-1988، وكنائس تم تدميرها خلال الفترة 1976-1997. ورجال دين مسيحيون تم تصفيتهم 1972-1989، والمختفون في عمليات الأنفال من المسيحيين عام 1988. والمسيحيون المفقودون اثناء النزوح الجماعي من كردستان العراق. عام 1991.
وأيضًا جزء خاص بالوثائق والتشريعات الخاصة بالمسيحيين في النصف الاول من القرن العشرين .

شارك