"داعش في سيناء".. ومستقبل علاقات مصر وأمريكا.

الأحد 07/ديسمبر/2014 - 01:35 م
طباعة داعش في سيناء.. ومستقبل
 
ذكر تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن تنظيم "داعش" دخل رسميا إلى مصر في العاشر من نوفمبر الماضي، بعدما أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية المتمركزة بشبه جزيرة سيناء ولائها للتنظيم.
 وتوقعت المجلة أن يعطي الرئيس الأمريكي أوباما في نهاية الأمر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما وصفه بـ"شيك على بياض"-على حد تعبيرها - لمحاربة أنصار بيت المقدس وداعش.

توغل داعش

توغل داعش
وقال المجلة التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية، وهو من أكثر مراكز صنع القرار تأثيرًا ونفوذًا في أمريكا: إن حصول داعش على موطئ قدم لها في مصر يوفر فرصة الوصول إلى ملاذ آمن في شمال إفريقيا، وجنوب الصحراء الإفريقية وشبه الجزيرة العربية؛ حيث توجد أنظمة استبدادية، وأن هذا التحالف المتشدد سيشكل حافزًا لتشجيع الميليشيات المتشددة الأخرى في تلك المناطق للانضمام لداعش مثل أنصار الشريعة في ليبيا وبوكو حرام في نيجيريا.
جاء التقرير تحت عنوان "داعش تدخل مصر كيف يجب أن ترد واشنطن؟"، والذي أعده الباحث المصري بجامعة هوبكنز خليل العناني، مشيرا إلى أن بعض التقديرات تشير لوجود ما يقرب من 5 آلاف مقاتل مصري في صفوف داعش، أغلبهم من الجهاديين الذين قاتلوا في أفغانستان والبوسنة خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وقد عاد عدد منهم بالفعل لقيادة عمليات إرهابية ضد نظام الحكم الحالي في مصر، بحسب مسئولين مصريين.

الانضمام لـ"داعش"

الانضمام لـداعش
أثير الكثير من التساؤلات عقب إعلان بيت المقدس انضمامه لتنظيم داعش، ومدى احتمالية انضمام عناصر مصرية وتأثرهم بالتنظيم، أم لا، وكيف سيكون مصيرهم في مصر؟ حيث عبر محللون عن مخاوفهم من احتمالية أن يكون لدى التنظيم متعاطفون داخل صفوف الجيش المصري، ووفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام في مصر، فقد تم الهجوم الأخير المعروف بمذبحة كرم القواديس عن طريق 2 من ضباط الجيش السابقين اللذين تم استبعادهما من صفوف الجيش بعد تبنيهم أيديولوجيات دينية متشددة، وهما عماد عبد الحليم وهشام عشماوي.
وذكرت المجلة أن انضمام تنظيم "أنصار بيت المقدس" لـ"داعش"، أنهى الصراع الذى شهدته الأيام الماضية حول تنازع تنظيمي داعش والقاعدة على استقطاب التنظيم المصري ضمن صفوفها.
وخلال عامي 2011 و2012، قام التنظيم بتفجير خط الغاز بشمال سيناء عدة مرات، وبعد يوليو 2013، انتقل التنظيم لقلب مصر وبدأ استهداف المسئولين الحكوميين والمنشآت الأمنية، ووفقًا لتقرير أخير، فإن الهجمات التي شنها التنظيم في القاهرة أصبحت متكررة وأكثر عنفًا ودموية من مثيلاتها في سيناء.
وكانت تقارير صحفية مصرية كشفت السبت الماضي، عن وجود 1700 مصري في صفوف "داعش" يقاتلون في سوريا والعراق، فيما أشارت إلى أنه تم التعرف على شخصيات منهم.

دعم الكونجرس

دعم الكونجرس
وأضاف خليل العناني، في تحليله للأحداث التي تشهدها مصر، أن هذا التحالف المتشدد بين داعش وبيت المقدس يسبب المزيد من التعقيد على جهود إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجديد دعم الكونجرس للحملة العسكرية ضد داعش، ويثير مزيدًا من الشكوك حول فعالية الحملة وسط تآكل الدعم الشعبي لها في أمريكا، مشيرا إلى أن مصر تتميز بالأهمية بالنسبة لتلك الجماعات الإرهابية بوصفها موطنًا لعدد من الجهاديين المخضرمين كزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ويوضح العناني أن بيت المقدس الذي ظهر في أعقاب ثورة 25 من يناير عام 2011، واﻹطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، رسخت لنفسها مكانًا كلاعب مبهر بين التنظيمات المتشددة، ففي الأشهر الأخيرة شن التنظيم هجمات دموية على قوات الشرطة المصرية وأعلن مسئوليته عن سلسلة من الهجمات الانتحارية على منشآت تابعة للجيش في القاهرة وشبه جزيرة سيناء.
والجدير بالذكر أن المفاوضين في الكونجرس الأمريكي، وافقوا الأسبوع الماضي على تخصيص الميزانية العاجلة، التي طالب بها أوباما لتمويل العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ما يمهد للتصويت عليها في الأيام المقبلة.
ومن المتوقع كذلك تمديد خطة أوباما لتشمل تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، والتي كان الكونجرس أقرها لفترة تنتهي في 11 ديسمبر.

خطر التحالف على واشنطن

خطر التحالف على واشنطن
فيما يبدو أن خطر تحالف التنظيمين ستكون عواقبه مؤلمة على أمريكا، حيث يؤكد محللون أن التحالف يضر بواشنطن بنفس درجة تأثيره لدى مصر، والدليل أن داعش استطاع أن يستغل انتصاراته الأخيرة في العراق وسوريا لاستقطاب تابعين جدد له وكسب دعم جديد خارج الشام.. على الرغم من مواجهته للضربات المتتالية للتحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن
في هذا الصدد يؤكد العناني، أن سيناء- وهي معقل جهاديين مخضرمين، مثل قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري- أصبحت منطقة قائمة بذاتها لعمليات داعش، وبالنسبة لقادة التنظيم، تلعب مصر دورًا مركزيًا في رؤية داعش لإقامة خلافة إسلامية، ليس لمكانتها الرفعية اقتصاديًّا وسياسيًّا في العالم العربي فحسب، بل أيضًا لحدودها مع إسرائيل، فالمزيد من الهجمات على إسرائيل قد يساعد داعش على شرعنة عملياته وزيادة شعبيته بين المصريين.
وقال: إن التحالف الجديد بين "بيت المقدس" و"داعش" يسلط الضوء أيضًا على استمرار حالة عدم الاستقرار في مصر، فمن خلال حملتها القمعية على المعارضين السياسيين، خلقت حكومة القاهرة أرضًا خصبة لداعش والجماعات المتشددة الأخرى، وانضمام مزيد من الشباب للحركة؛ حيث بدأ التنظيم استغلال سياسات السيسي القمعية في سيناء.
وانتهى العناني إلى توقعه أن تمضي إدارة أوباما قدمًا نحو إعطاء الرئيس السيسي ما وصفه بـ"شيك على بياض" لمحاربة أنصار بيت المقدس وداعش.

شارك