مقتل مسئول العمليات الخارجية..ومزيد من الأفول "للقاعدة"

الأحد 07/ديسمبر/2014 - 07:45 م
طباعة مقتل مسئول العمليات
 
إعلان  الجيش الباكستاني، قتل عدنان شكري جمعة، قائد العمليات الخارجية في تنظيم القاعدة المطلوب في الولايات المتحدة لتدبير اعتداء على مترو نيويورك في 2009- فتح باب التساؤلات حول تأثير مقتله على مستقبل العمليات الارهابية التي تنفذها القاعدة ضد اهداف غربية في دول عربية واسلامية.

قائد العمليات الخارجية للقاعدة:

قائد العمليات الخارجية
يعتبر القيادي بتنظيم القاعدة الإرهابي عدنان شكري جمعة، أحد أهم قيادات القاعدة، وله دور في رسم سياسية العمليات والتحركات الخارجية للقاعدة في عدد من الدول العربية والأجنبية، وتحديدا ضد الأهداف الغربية في الدول العربية والإسلامية، وهل باتت الولايات المتحدة والأمريكية والدول الغربية مطمئنة على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا وشمال إفريقيا حيث النفوذ القوي للقاعدة من خلاليا الخلايا والتنظيمات الموالية للقاعدة.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه: "من السابق لأوانه القول ما إذا كانت تلك العملية ناجحة. لكن يبدو لي أنها سمحت بتفكيك البنى التحتية الإرهابية في وزيرستان الشمالية".
وقال مدير مركز الأبحاث حول القضايا الأمنية في إسلام آباد امتياز جل: إن العملية ضد عدنان شكري جمعة "تعتبر تغييرا في موقف الجيش تجاه القاعدة والحركات الإسلامية المسلحة".
وأوضح أنه تطور "قد يكون" ناجما عن مخاوف من أن تعم "الفوضى" أفغانستان بعد انسحاب الحلف الأطلسي وجرها لدوامة عنف جديدة.

من هو عدنان شكري؟

من هو عدنان شكري؟
عدنان قل شير محمد الشكري جمعة، ولد في 4 أغسطس 1975 بالمملكة العربية السعودية، وقد وصل الرجل  إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا في بداية عام 1980 وعاش في بروكلين قبل أن تستقر عائلته في فلوريدا سنة 1995على ما أفاد محققون أمريكيون خلال جلسات استماع حول المؤامرة المحبطة على المترو.
كان والده يعمل إماما بمسجد في فلوريدا، وتوفي في 2001، وفي عام 1986 حصل عدنان جمعة على الجنسية الأمريكية، ودرس علوم الحاسوب والكيمياء بكلية بروارد في ولاية فلوريدا، وفي مايو 2001، توجه إلى ترينيداد بعد تلقي شهادته في هندسة الكمبيوتر من كلية بروارد.
وفي عام 1990، أصبح جمعة مقتنعا بضرورة الانضمام لصفوف المجاهدين في الشيشان، ومن ثم سافر للانضمام إلى أحد معسكرات التدريب في أفغانستان.
ويبدو أنه حزم أمتعته متوجها إلى أفغانستان قبل اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وقال مسئولون أمريكيون إنه لجأ إلى وزيرستان الباكستانية، معقل الحركات الإسلامية المسلحة التي تتعرض باستمرار إلى قصف الطائرات الأمريكية بدون طيار رغم احتجاجات باكستان الرسمية.
وأصبح جمعة أول قيادي بالتنظيم على علم بتفاصيل الحياة في المجتمع الأمريكي حيث عاش في الولايات المتحدة لأكثر من 15 عاما، واستغل التنظيم ذلك في جعله مسئولا عن تخطيط العمليات خارج أفغانستان.
في أواخر عام 2002 استقر فترة من الوقت بالمغرب وكان يتعلم اللغة الإنجليزية ليعيش بها.

تاريخه في صفوف القاعدة:

تاريخه في صفوف القاعدة:
تولى عدنان شكري جمعة قيادة العمليات الخارجية لتنظيم القاعدة خلفا لخالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات سبتمبر، بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
وبدأ عدنان جمعة العمل في غسل الصحون في معسكر تدريب لـ"القاعدة"، ثم واصل الترقي في تنظيم أسامة بن لادن حتى أصبح ورود اسم عدنان شكري جمعة ضمن ثلاثة متهمين بالتخطيط لتفجير انتحاري في مترو نيويورك عام 2009. ويشتبه أيضا في أنه ضالع في التخطيط لهجمات للقاعدة في بنما والنرويج وبريطانيا.
في 26 مايو 2004، أعلن المدعي العام جون أشكروفت ومدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر أن التقارير أشارت إلى أن شكري جمعة كان واحدا من سبعة أعضاء لتنظيم القاعدة كانوا يخططون لأعمال إرهابية في الصيف أو الخريف عام 2004.
في نفس العام زعم مكتب التحقيقات الفيدرالي أن شكري جمعة كان على وجه التحديد "مستكشف المواقع" في مدينة نيويورك وحول قناة بنما لهجمات إرهابية محتملة. 
وفي 30 يونيو 2004 أعلن من قبل وزارة الأمن في هندوراس أن شكري جمعة عقد في هندوراس خلال الشهر السابق لقاء مع أعضاء الشارع عصابة مارا سالفاتروتشا.
وأشارت تقارير الـ "إف. بي. آي" إلى أن جمعة "بينما كان 19 من نشطاء القاعدة يضعون اللمسات الأخيرة لما سيعرف فيما بعد بهجمات 11 سبتمبر، قام- وهو مهندس كمبيوتر ضعيف البنية يعاني مرض الربو- برحلة جوية من ساوث فلوريدا حيث يقيم إلى بلدة (شارليفيل) في ترينداد وتوباجو التي عاش طفولته فيها قبل أن تهاجر أسرته إلى أمريكا.
وعام 2010 قال بريان لوبلانك، أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية لمكافحة الإرهاب ومقره ميامي: إن "جمعة تولى مهامه كمسئول التدريب في القاعدة في أعقاب إلقاء القبض على خالد شيخ محمد والمعروف بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، إنه يلعب الآن دوراً محورياً في تجنيد الشباب بهدف تكوين خلايا جديدة للقاعدة". وأضاف بريان وقتها: إن جمعة على اتصال مباشر ودائم بالقادة البارزين في القاعدة بما فيهم أسامة بن لادن.
ويشير إلى أن جمعة كان أحد أعضاء مجلس العمليات الخارجية في القاعدة ممن وافقوا على شن هجمات على أمريكا والدول الغربية الأخرى، وكان معه اثنان آخران لقيا مصرعهما في عمليات بطائرات أمريكية بدون طيار؛ مما جعله الأوفر حظًّا لاعتلاء قمة هرم العمليات الخارجية للقاعدة.
وفي يونيو 2007، نيويورك ادعى آخر أن شكري جمعة كان "زعيم عمليات القاعدة على مؤامرة الإرهاب النووي التي تستهدف الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن أسامة بن لادن قد اختاره "لتفجير القنابل النووية في وقت واحد في عدة مدن في الولايات المتحدة." 
وفي 2009 اتهمت السلطات الأمريكية "جمعة" بالضلوع في تخطيطه لهجوم على مترو الأنفاق في نيويورك في نفس العام.
وعقبه توليه منصب مسئول العمليات الخارجية للقاعدة، الذي يوجب التواصل المستمر مع قادة التنظيم وقادة العمليات حول العالم، شكري جمعة في صدر قائمة المطلوبين حيا أو ميتا في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي 8 يوليو 2010 أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وضعه على قائمة الإرهاب.
ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه عضو القاعدة الوحيد الذي سبق له الحصول على حق بالإقامة الدائمة بالولايات المتحدة أو على ما يعرف بـ "البطاقة الخضراء".

تفجير مترو نيويورك:

تفجير مترو نيويورك:
اتهم شكري جمعة بتدبير عملية تهدف إلى تفجير عبوات في مترو نيويورك في سبتمبر 2009 وأنه حاول استهداف قناة بنما وفق مسئولين أمريكيين. ويبدو أن عدنان شكري جمعة السعودي الأصل ارتقى لمراتب الواحدة تلو الأخرى في التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن بعد أن كان يغسل الأواني في معسكر تدريب للقاعدة.
وكان مدعون اتحاديون في الولايات المتحدة يزعم أن شكري جمعة جند ثلاثة رجال في عام 2008 لتلقي التدريب في المنطقة القبلية التي ينعدم فيها القانون في باكستان لهجوم مترو الأنفاق. الثلاثة سافروا إلى باكستان للثأر من الغزو الأمريكي لأفغانستان، ولكن عادوا إلى الولايات المتحدة للقيام بمهام انتحارية ضد أهداف كبرى مثل بورصة نيويورك، تايمز سكوير أو محطة غراند سنترال .
وفي 7 يوليو أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن القضاء الأمريكي وجه الاتهام لخمسة من قادة تنظيم "القاعدة" بالتخطيط من باكستان للمؤامرة التي كانت تستهدف مترو نيويورك وأحبطت في سبتمبر الماضي.
وجاء في بيان للوزارة أن "المؤامرة قادها صالح الصومالي ورشيد رءوف والسعودي شكري جمعة وهم الرجال الثلاثة الذين كانوا يتولون عندها قيادة برنامج (العمليات الخارجية) أي الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة ودول غربية أخرى".

مستقبل القاعدة:

مستقبل القاعدة:
يرى المراقبون أن تنظيم القاعدة بات منشغلا بصراعه مع تنظيم الدولة الإسلامية  "داعش"؛ الأمر الذي انعكس على نشاطه الجهادي في الدول التي يمتلك فيها أفرعا وأذرعا؛ الأمر الذي ينبئ بقرب تفكك التنظيم الأم في ظل تمدد "داعش" وحصول زعيمها "أبو بكر البغدادي" على العشرات من البيعات من أعضاء تنظيم القاعدة؛ الأمر الذي جعل هناك منافسا قويا في الميدان الجهادي للقاعدة، وليست تنظيما منفردا لوحدة.
ويضيف المراقبون أن نجم القاعدة في طريقه إلى الأفول في ظل وجود تنظيمات جهادية أخرى أكثر تطورا وحداثة منه، في وقت أصبح تنظيم "داعش" لديه القدرة على مغازلة تلك الجماعات بمغريات مختلفة مادية وإعلامية وعسكرية، مما جعله أكثر جاذبية للأفراد والجماعات الجهادية، مما يوضح أن تنظيم القاعدة الآن في مرحلة ما قبل الأفول.

شارك