استمرار لعبة المصالح في لبنان.."علماء المسلمين الإخوانية" تفاوض "داعش والنصرة"

الأربعاء 10/ديسمبر/2014 - 06:58 م
طباعة استمرار لعبة المصالح
 
استمرار لعبة المصالح
قام وفد  من «هيئة العلماء المسلمين بلبنان» بزيارة  لعدد من المسئولين في لبنان  لمتابعة التوسط لدى الخاطفين لإطلاق العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة .
 في الوقت الذى  تضاربت المعلومات حول إخلاء المحكمة العسكرية سبيل "سجى الدليمي"، مطلّقة زعيم "داعش"، مع ولديها وزوجة مسئول جبهة النصرة أبو علي الشيشاني "علا العقيلي" مع طفليها، فبعد الإعلان عن الإفراج عنهما وتسليمهما إلى الأمن العام بهدف ترحيلهما إلى سوريا، نفى رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن خليل إبراهيم، أن تكون المحكمة أخلت سبيل الموقوفة "سجى الدليمي" طليقة أبو بكر البغدادي، مؤكداً «أن مذكرة توقيف وجاهية صدرت في حق الدليمي وفي حق زوجها".
وأكدت المحكمة العسكرية "أن خبر الإفراج عن سجى الدليمي هو خبر مدسوس، ويأتي في إطار التصويب على المحكمة ودورها في هذه المرحلة".
ولعل التعقيدات المتفاقمة في ملف العسكريين المخطوفين، دفعت "هيئة علماء المسلمين في لبنان " إلى البروز  في صدارة الاهتمام وزادها إعلان قطر سحب وساطتها، دون أن تتبلور نهائياً الاحتمالات الأخرى، وسوف تتولى الهيئة ذات التوجه الإخواني فتح قناة تفاوضية جديدة  مع إرهابي "داعش". 
الشيخ سالم الرافعي
الشيخ سالم الرافعي
وأشار رئيس هيئة العلماء الشيخ سالم الرافعي إلى أن الهيئة أطلقت مبادرتين، الأولى تضمنت إطلاق سراح النساء والأطفال المعتقلين، مقابل عدم تهديد العسكريين بالذبح، أما الثانية، فكانت بعنوان (الكرامة والسلامة)، لحفظ كرامة الدولة وسلامة المخطوفين، وأن تدخل الهيئة كوسيط بين الدولة والمسلحين جاء نتيجة توتر الوضع وانسحاب الوسيط القطري، والهدف هو إفساح المجال أمام استمرار المساعي وتأخير التهديد بالقتل.
وقال "إنه  بعد مناشدة أهالي العسكريين للهيئة بالتدخل، أصبحنا ملزمين أمام الناس بالتحرك، لأننا لا نستطيع أن نقول للأهالي لا علاقة لنا، وفي المقابل لا نستطيع أن نقوم مقام الدولة دون استئذانها، ولذلك شئنا أن ندخل البيوت من أبوابها، فكانت زيارة الهيئة لدار الفتوى لإطلاق المبادرة من دارها.
وأعلن أن الهيئة ستلتزم ما تقوله الحكومة، فإذا قبلت بالتفويض، فإن لدينا شرطاً وهو ألا يدخل أحد آخر على خط المفاوضات إلا بعلمنا"،  وقامت بالمرور على  عدد من القيادات من بينهم وزير العدل اللواء أشرف ريفي  لأنه لابد من إحقاق الحق والعدل في سجن رومية، لأن الشباب السنة الموقوفين يعانون من معاملة سيئة وهذه المعاملة لا تكون إلا عليهم، فلو اعتقل شاب من طائفة أخرى لا يعامل الا باحترام.
وأوضح «ان المطالبة بهذه القضية يجب ان تكون مطالبة عامة من جميع السياسيين حتى يشعر ابناؤنا انهم شركاء حقيقيون في هذا الوطن نرى ان عرسال محاصرة وحواجز على الطرقات وهذا كله بسبب طول حل أزمة العسكريين المخطوفين".
وأكد الرافعي أنه «تبين بعد الاجتماع مع ريفي أن زوجة الشيشاني علا العقيلي ليس عليها اي ملف قضائي وستنتقل إلى الأمن العام وسيفرج عنها بعد ساعات، وكل ما حصل كان عبئاً على ملف العسكريين، كما أن على سجى الدليمي ملف بسيط وسيعالج أيضاً، وكل ما أشيع عن إرهاب وتطرف منهما كان خطأ، فمن يدفع ثمن دماء العسكري علي البزال؟".
هيئة علماء المسلمين
هيئة علماء المسلمين
ويأتي ذلك بعد استعادت «هيئة علماء المسلمين» في لبنان نشاطها السياسي بعد أن تجاوزت صدمة استقالة رئيسها السابق الشيخ مالك جديدة، وردت عليها بانتخاب فوري للشيخ سالم الرافعي رئيسًا جديدًا لها، وبإعادة تنظيم بيتها الداخلي ولذلك فأنها  تبذل جهودا مضاعفة لتبديل النظرة السياسية إليها، والتي تصنفها في خانة التطرف، وهي تدرك أن استمرارها في نهجها السابق سيؤدي حتما الى عزلها وخسارة تأثيرها، خصوصا بعد الارباك الذي أحدثته استقالة جديدة في صفوفها، 
الهيئة المشبوهة أرادت أن تجني ثمار وساطتها مع الإرهابيين مبكرًا، وذلك بالإعلان من خلال سالم الرافعي رئيسها الجديد، بأنها مستعدة للمضي بالمبادرة بناء على شرطين أساسيين هما: تكليف رسمي من الحكومة للهيئة، والقبول بمبدأ المقايضة، وأن ملف المخطوفين يشكل تهديدًا جديًا للسلم الأهلي والعيش المشترك.
 وبذلك تلعب الهيئة مجددًا بورقة الدين والتطرف والمزايدة بالقول "أننا لا نرضى أن تُعتقل امرأة بجريرة أن زوجها مطلوب، لأن ذلك مخالف للشرع والقانون ولا نتمنى، ونحن في بلد الحريات، أن تتكرر سيرة النظام القمعي السوري". 
وأن أهالي العسكريين طلبوا أن يكون لـ"الهيئة" دور في المفاوضات، ونحن لا نريد أن نتخلف عن واجبنا، ولا نريد أن نتعدى على صلاحية الحكومة.
الهيئة المزعومة لها تاريخ مشبوه في الوساطات مع الارهابين منها التوسط في أغسطس الماضى بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار" في عرسال، و"فتح المجال أمام سعاة الخير للبحث عن حل سلمى للمشكلة تضمن إطلاق سراح أبناء الجيش وعودة المسلحين إلى سوريا قبل أن ينزلق لبنان بكامله الى أتون الحرب السورية".
استمرار لعبة المصالح
وأعلنت الهيئة في بيان لها اليوم وضع قدراتها "وإمكاناتها كافة لأى مساع تخدم وقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى مجاريها"، وانها بصدد التشاور من أجل إرسال وفد كبير من العلماء إلى عرسال بصورة عاجلة". كما طالبت "الدولة اللبنانية بفتح طريق عرسال لمرور المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة"، وبـ"إطلاق الموقوفين والمحتجزين من لبنانيين وسوريين ممن لم يقترفوا جرائم على الأراضي اللبنانية". 
ووصف فريد الخازن عضو "تكتل التغيير والإصلاح وساطات هيئة العلماء المسلمين بأكبر فضيحة في تاريخ المفاوضات مع طرف ثالث، حيث فاوضت في معركة عرسال من أجل خروج المسلحين من البلدة، لكنّها انتهت بخروج الإرهابيين ومعهم العسكريين المخطوفين، وأنّ الهيئة حاولت أن تقوم بخطوتها هذه أثناء معركة عبرا في صيدا، لكنّها لم تلقَ آذاناً صاغية"، لافتاً إلى أنّه “أثناء معركة عرسال أدّت الوساطة الى خطف رهائن عن طريق التفاوض وليس بسبب المعركة”.
ةتسأل: “لماذا لا يتم الافراج عن العسكريين المخطوفين بدل الافراج عن نساء القياديين في "جبهة النصرة" و"داعش"؟ لماذا علينا إظهار حسن النية في ما يقوم المسلحون بقتل العسكريين"، وقال "عيب الحديث عن مبادرة كهذه بينما سقط العديد من الشهداء والضحايا، نحن نتعامل مع إرهابيين، و"هيئة العلماء" هي المسئولة عما حدث، وعليها أن تعالج قضية العسكريين المخطوفين أولاً قبل اللجوء الى طروحات جديدة، وذلك بعد الإفراج عن كلّ العسكريين المخطوفين ليتم الإفراج عن نساء الإرهابيين".
يذكر أن رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ مالك جديدة قدم استقالته من الهيئة والإعداد لإنشاء هيئة جديدة بسبب محاولات السلفيين والجماعة الإسلامية اللبنانية (الإخوان المسلمين) السيطرة عليها لصالح أهدافهم ومصالحهم ومحاربة خصومهم.
الشيخ مالك جديدة
الشيخ مالك جديدة
وقال الشيخ مالك جديدة في بيان  له بعنوان "لهذا استقلت مما يسمى بهيئة العلماء" - "لقد كان هناك توجه عند بعض العلماء لتأسيس لقاء ما يجتمع فيه العلماء وخصوصا مع غياب الدور للمرجعية الدينية (دار الفتوى) وانشغالها في دوامة الخلاف مع المرجعيات السياسية وغيرهم، وكان الاتفاق على إنشاء هذه الهيئة وأن تكون مستقلة تعمل على القاسم المشترك.
وتابع: إلا أن الحقيقة التي لا تخفى على من عاش في الهيئة أن محاولة السيطرة على الهيئة من الجماعات وبعض الجمعيات كان واضحًا ولأهداف متعددة، فهذا يريد أن يدخل من خلالها ليكسب الشارع السني وآخر يريدها ليحارب بها المرجعيات الدينية (دار الفتوى) أو أن يتخذها وسيلة ليضعوا اليد على دار الفتوى تحت ذريعة دور العلماء".
وأضاف أن "البعض رأى في الهيئة غطاء ومكسبا يستغله في الخارج لجمع الأموال، وأصبح هذا يجمع حوله بعض الشباب المتحمس يشغل حماسهم ويجعل لنفسه عليهم زعامة وذلك يستغل الهيئة والثورة السورية يجمع لنفسه ويبني مدرسة خاصة له تكاليفها مليون دولار، وأنه تبين أن الموضوع هو محاولة لاقتسام النفوذ والمكاسب بين بعض هذه الأجنحة السلفية والجماعة الإسلامية". 
واتهم الجماعة الإسلامية بأنها "تراعي السلفية ولو على حساب ما يخالف فكرها وقناعاتها إما لأن الجماعة تشعر بالضعف وتراجع دورها أو هو اتفاق المصالح الذي كان في مصر وانتهى أن السلفية باعوا الإخوان"،  ولقد اكتشفنا أن هناك لوبيا في هذه هيئة علماء المسلمين يريد من خلالها أن ينفذ دورا في الهجوم على دار الفتوى والطعن والتشهير برجالها بالإشاعة والظن والتخمين".

شارك