العالم ينتفض بسبب تقرير التعذيب ..ودعوات دولية لمنع افلات المسئولين الأمريكان من العقاب

الخميس 11/ديسمبر/2014 - 08:52 م
طباعة العالم ينتفض بسبب
 
العالم ينتفض بسبب
تداعيات نشر تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي حول ممارسات التعذيب لدى CIA  ما تزال مستمرة، والغضب يجتاح أنحاء العالم شرقا وغربا، والدعوات تتوالى بشأن ضرورة ملاحقة كل رجال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بعد تورطهم في عمليات التعذيب بشكل غير قانوني، وبالرغم من مخاطر ما ورد في التقرير، إلا أنه تم حذف  أكثر من 500 صفحة منه بزعم الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي وأسراره، وعدم تقديم "ذرائع" تستخدم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح أمريكية في الشرق الأوسط والدول الإسلامية.
التقرير كشف عن تورط أجهزة الاستخبارات العربية التي أقدمت على ممارسة هذا التعذيب في سجونها بتكليف من المخابرات المركزية الأمريكية باعتبارها تملك خبرة استثنائية في هذا المجال، وبتفاصيل ما يتعلق بالدول العربية في التقرير، ذكرت مصر ثلاث مرات بعد الحديث عن بلاغ الإرهابي المفترض جوسيه باديلا، المعروف كذلك باسم أبو عبد الله المهاجر، عن فقدان جواز سفره الأمريكي في القنصلية الأمريكية في كراتشي، وإشارته إلى دراسته علوم الشريعة الإسلامية في مصر، وما أكدته سجلات وزارة الخارجية الأمريكية بصحة المعلومات التي ذكرها أبو زبيدة، والحديث عن سفر الإرهابي أبو عبد الله المهاجر إلى مصر، والاشارة أيضًا إلى مدرب مصري في أحد معسكرات التدريب في أفغانستان.
العالم ينتفض بسبب
من جانبه أكد بيتر بيرجن، خبير شئون الأمن القومي ونائب رئيس مؤسسة أمريكا الجديدة، أنه مع كم المعلومات التي وفرها نشر التقرير حول أساليب الاستجواب التي اعتمدتها الولايات المتحدة ضد المشتبهين بالإرهاب، حسم تحليل المعطيات الواردة فيه الجدل بشأن سرّ نجاح واشنطن في العثور على الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في 2 مايو 2011،  حيث تبين أن ذلك لم يحدث باستخدام الأساليب القاسية وإنما بواسطة تعقب مقطع صوتي لشاب كويتي عام 2002 ثم إعادة التقاطه في مجاهل باكستان إثر ذلك بثماني سنوات كاملة.
أوضح بيرجن أن الأكثر مفارقة هو أن عددًا ممن خضعوا لبرنامج الاستجواب القاسي على أيدي محققي وكالة الاستخبارات المركزية أدلوا بمعلومات مضللة وغير صحيحة لإبعادهم عن بن لادن، وقللوا من أهمية خادمه الكويتي والذي تبين لاحقا أنه كان المفتاح الأبرز في مسلسل تعقب زعيم القاعدة، كما توفر المعلومات التي تضمنها تقرير التعذيب الربط المنطقي لكم المعلومات الاستخباراتية والتي تم تحليلها بنفس أسلوب قصص أجاثا كريستي لتقود في النهاية إلى قتل بن لادن، ويشير التقرير إلى أن أحمد الكويتي كان على اتصال بمهندس 11 سبتمبر خالد شيخ محمد، الذي كان أشرس معتقل في وجه أساليب الاستجواب القاسي، وذلك بعد تعقب مراسلات إلكترونية واتصالات هاتفية عام 2002.
من ناحية أخرى شن روبرت فيسك الكاتب المعروف هجومًا حادًا على الإدارة الأمريكية، وما كشف عنه تقرير مجلس الشيوخ، بتأكيده على أنه يجب أن يخشى القائمون على التعذيب سخطنا لا سخط العالم العربي. لقد اقترفوا ذلك باسمنا.
العالم ينتفض بسبب
وفى الإندبندنت البريطانية  أكد فيسك بقوله "كانوا يريدون لذلك أن يبقى سرًا، ويريدون الحماية لجلاوزة الشر الذين أشرفوا على مراكز التعذيب التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية باسمنا، بل يريدون لهم أن يحظوا بالإشادة نظير حفاظهم على سلامة حضارتنا، كانت أكاذيبهم في سبيل الحرية، لذلك لنتوقف عن الحديث عن مسلمين يقفون على أقدام مكسورة وأفواههم تزبد بعد 82 دورة من عمليات الإيهام بالغرق".
شدد فيسك على أن أقطاب نظام الرئيس السابق جورج بوش الذين أحرجهم التقرير لا بد سيقدمون تبريرات شبيهة بالذرائع التي قدموها قبل غزو العراق عن أسلحة الدمار الشامل والصلة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة، ساخرا من إعلان الحكومات خوفها من غضب العرب أو اعمال انتقامية وإغلاقها بعض السفارات هنا وهناك، فيقول إن العرب والمسلمين كانوا غاضبين طول سنين، فهم ضحايا عمليات التعذيب هذه، وقد عرفوا بعمليات التعذيب قبل نشر هذا التقرير بفترة طويلة.
العالم ينتفض بسبب
وتداعيات الأزمة مستمرة بشأن التقرير، والدول الغربية تهاجم، والمنظمات الدولية الحقوقية تطالب بملاحقة المسئولين، وعدم الاكتفاء بالكشف عن المعلومات فقط، فالأمر لم يعد ممكنا الصمت عليه، وعلى الدولة التي تدعى احترام حقوق الإنسان والحريات، أن تقدم النموذج والقدوة في منع إفلات الجناة من العقاب.

شارك