رغم اغتيال العديد منهم.. أبرز 7 قيادات بالقاعدة يؤرقون أمريكا في آسيا وإفريقيا
الجمعة 12/ديسمبر/2014 - 04:43 م
طباعة

مع نجاح الاستخبارات الأمريكية وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية في باكستان واليمن وعدد من الدول العربية والإسلامية في اعتقال واغتيال قيادات القاعدة والتنظيمات الإرهابية وكان آخرها "مقتل" عدنان شكري جمعة القيادي البارز بتنظيم القاعدة في باكستان- يُفتح الباب حول أبرز قيادات القاعدة الذين يتمتعون بحرية الآن في العمل والحركة، ويأتي في مقدمتهم زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري وزعيم التنظيم بالمغرب العربي زعيم "بوكو حرام"
أيمن الظواهري

يُعد جراح العيون المصري أيمن الظواهري، مؤسس تنظيم الجهاد الإسلامي في مصر، أبرز قيادات القاعدة الذين يتمتعون بحرية خارج نطاق السيطرة المخابرات الأمريكية، ويسببون لها قلقا كبيرا في ظل تأثير القاعدة على فروعها في منطقة الشرق الأوسط وقارات العالم القديم، وقد يهدد أمريكا نفسها كما حدث في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
اختير الظواهري زعيما لتنظيم القاعدة في 16 يونيو 2011، وذلك بعد أسابيع قليلة من مقتل سلفه أسامة بن لادن، ويعتقد خبراء للشئون الأمنية بأنه مختبئ في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
وأصدر التنظيم حينها بيانا تعهد فيه بـ"الاستمرار في جهاده تحت القيادة الجديدة ضد أمريكا الصليبية وخادمتها إسرائيل-على حد قوله- وكل من يعلن دعمه لهما".
وكان الظواهري بالفعل المُنَظر الرئيسي للتنظيم، وكان يصفه بعض الخبراء بـ"العقل التنفيذي" لهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.
احتل الظواهري الرقم الثاني- بعد أسامة بن لادن مباشرة- في قائمة "أكثر الإرهابيين المطلوبين" التي أعلنتها الحكومة الأمريكية في عام 2001.
وترصد الأجهزة الأمنية الأمريكية جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وتوارى الظواهري عن الأنظار بعدما أطاح التحالف الذي قادته الولايات المتحدة بحركة طالبان.
وكان الظواهري واحدا من أبرز المتحدثين باسم تنظيم القاعدة، وظهر في عشرات من مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية منذ 2003، كان آخرها في سبتمبر 2014 عندما أعلن عن عودة جديدة للإسلاميين في الهند.
وأدين الظواهري في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السفارة الأمريكية في إفريقيا عام 1998، كما حكم عليه بالإعدام في مصر غيابيا لنشاطاته مع الجهاد الإسلامي في فترة التسعينيات.
وفي يونيو 2013 دعا الظواهري تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى مغادرة سوريا والتركيز بدلا منها على العراق، وفي فبراير 2014، قطع تنظيم القاعدة كل العلاقات مع "داعش" بشكل كامل.
ناصر الوحيشي (أبو بصير)

يعد ناصر عبد الكريم عبد الله الوحيشي (أبو بصير)، الرجل الأبرز في تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية، ومؤسس تنظيم أنصار الشريعة في اليمن، وهو من مواليد محافظة البيضاء اليمنية.
التحق بمعسكر الفاروق الذي أدارته القاعدة في أفغانستان لتدريب أعضائها خلال التسعينيات، حيث أصبح مع مرور الوقت سكرتيراً لـ"بن لادن"، لكن الوحيشي من غير ريب استغل صلاته الشخصية بـ"بن لادن"، الذي يبدو أنه بهر نسبياً الشباب، الذين يشكلون اليوم الجيل الثاني لـ"القاعدة" في اليمن. هذا الاتصال الشخصي بقيادات "القاعدة" الأوائل في نهاية التسعينيات، كان بمثابة مصادقة ضمنية على مؤهلاته كقائد، ويمكن أن يقال: إن سلطته صُدق عليها عن طريق مرافقته للجيل الأول للتنظيم.
بعد الهجوم الأمريكي على "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان، فرّ الوحيشي عبر الحدود إلى إيران، حيث اعتُقل هناك. وجرى تسليمه إلى اليمن مع ثمانية غيره في نوفمبر 2003، ولم يوجّه اليمن رسمياً أي تهم ضده، ولكنه بقي في السجن حتى هروبه في فبراير 2006، ويبدو أن الأعوام التي قضاها في السجون الإيرانية واليمينة، جعلته أشد قسوة.
تحت قيادته، أصبحت "القاعدة" في اليمن أكثر حدّة، وأفضل تنظيماً، وأكثر طموحاً من أي وقت مضى، ونفذت سلسلة من العمليات النوعية أبرزها الهجوم على السفارة الأمريكية في صنعاء عام 2008، وعمليات نوعية داخل السعودية.
ومنذ عام 2007، أصبح الوحيشي زعيما لتنظيم القاعدة في اليمن، الذي اندمج مع عناصر القاعدة في المملكة العربية السعودية ليشكل، في عام 2009، تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" وأعضاؤه مسئولون عن تخطيط وتنفيذ هجمات تستهدف سفارة الولايات المتحدة في اليمن، وسائحين، وموظفين عاملين في مجال تقديم المعونة، ومسئولين في مجال مكافحة الإرهاب، ومنشآت نفطية فيها، فضلاً عن أهداف في أماكن أخرى، وتورطوا في قتل العديد من الجيش اليمني والمدنيين.
وفي أواخر فبراير 2008، وصف أيمن محمد ربيع الظواهري- الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة- الوحيشي، مباركاً إمارته بأنه "أمير المجاهدين في اليمن".
وقد لعب دورًا كبيرًا في تقوية ما يعرف بفرع "القاعدة في اليمن"، وذلك بعد أن نجحت السلطات السعودية في إضعاف الجماعة داخل الحدود السعودية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وفي النصف الأول من عام 2011 أعلن ناصر الوحيشي تأسيس تنظيم أنصار الشريعة، ليؤسس الإمارة الإسلامية في اليمن، ويُمكن شرع الله وسنة نبيه.
ياسين السوري

هو عز الدين عبد العزيز خليل، من مواليد 1982 ومن أسمائه المستعارة الأخرى (عز الدين عبد الفريد خليل وزين العابدين)، ويعرف أكثر باسم ياسين السوري.. أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مكافأة بمبلغ 10 مليون دولار، ولكنه استأنف قيادة شبكة القاعدة الموجودة في إيران.
كرئيس ميسر لتنظيم القاعدة في إيران، فإن ياسين السوري مسئول عن الإشراف على جهود تنظيم القاعدة لنقل عملاء ذوي خبرة وقادة من باكستان إلى سوريا، وتنظيم وصيانة الطرق التي يستخدمها المجندون الجدد للسفر إلى سوريا عن طريق تركيا، والمساعدة في تحريك عناصر خارجية لتنظيم القاعدة إلى الغرب.
كما يقوم السوري بنقل الأموال وتجنيد أشخاص من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى إيران، ثم إلى باكستان، لدعم قيادة القاعدة العليا.. وتحتفظ السلطات الإيرانية بعلاقة مع السوري وسمحت له بالعمل داخل حدود إيران منذ عام 2005.
وهو أيضا شخص مهم لجمع التبرعات لتنظيم القاعدة وجمع الأموال من الجهات المانحة وجهات جمع التبرعات في جميع أنحاء الخليج. يقوم السوري بنقل أموال كثيرة عن طريق إيران إلى قيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق.
ونفى رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في 2011، الاتهامات الأمريكية المتعلقة بوجود عز الدين عبد العزيز خليل، أحد قادة تنظيم القاعدة في الأراضي الإيرانية، نقلا عن تقرير لوكالة فرانس برس.
عبد المالك دروكدال

عبد المالك دروكدال والشهير بـ"أبو مصعب عبد الودود"، ولد في 20 أبريل 1970 بقرية زَيان التابعة لبلدية (ولاية البليدة) مفتاح بولاية البليدة. الطالب الجامعي في كلية العلوم سابقا والمشهور بصانع القنابل، أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي التي كانت تعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
وأصبح عبد الودود زعيم الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية، وفي منتصف 2004 خلف عبد الودود نبيل صحراوي الذي قتل في عملية موسعة للجيش.
كان عبد الودود- واسمه الحقيقي عبد المالك دروكدال- واحدا من الموقعين على بيان في عام 2003 لإعلان التحالف مع تنظيم القاعدة.
وفي سبتمبر 2006، قالت الجماعة السلفية للدعوة والقتال إنها انضمت لقوات تنظيم القاعدة، وفي يناير غيرت الجماعة اسمها إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"؛ ليعكس الاسم الجديد ولاءها لتنظيم القاعدة. وفي 24 يناير 2007 أعلن أبو مصعب عبد الودود دخوله في تنظيم قاعدة الجهاد، وتغير اسم تنظيمه من الجماعة السلفية للدعوة والفتال إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
في 27 أغسطس 2007 أُدرج عبد المالك دروكدال في القائمة الموحدة التي وضعتها لجنة مجلس الأمن بشان تنظيم القاعدة وحركة طالبان، عملا بالفقرتين 1 و 12 من القرار 1735 (2006)، باعتباره مرتبطا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، وذلك لمشاركته في تمويل أعمال وأنشطة يقوم بها [هذا الكيان]، أو معه أو باسمه أو بالنيابة عنه أو دعما له؛ أو في التخطيط لها أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها". ومؤخرا أعلنت السلطات الجزائرية مقر تواجد عبد المالك دروكدال أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
الأمريكي آدم غدن

آدم غدن مواطن أمريكي وعضو في القاعدة، ولد في كاليفورنيا بتاريخ 1 سبتمبر سنة 1978، واعتنق الإسلام وهو في السابعة عشرة من عمره وانتقل بعدها ليعيش في باكستان حيث يعتقد أنه لا يزال يقيم هناك حتى اليوم، وكان يعمل مترجما وناطقاً ومستشاراً إعلامياً لصالح التنظيم، وقد عمل وبرز آدم غدن، كأحد المسئولين البارزين عن الترويج لأفكار تنظيم القاعدة، وظهر في عدد من مقاطع الفيديو.
وأصبح مرافقا لقائد تنظيم القاعدة الميداني المعتقل "أبو زبيدة"، ويعتقد بأن غدن تلقى بعد ذلك تدريبات في أحد المعسكرات بأفغانستان.
وفي سبتمبر 2006، ظهر غدن في مقطع فيديو مع أيمن الظواهري، ودعا الأمريكيين إلى اعتناق الإسلام ودعم تنظيم القاعدة.
وبعدها بشهر، أصبح غدن أول مواطن أمريكي يتهم بالخيانة العظمى منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت لائحة الإدانة إنه "انضم عن علم كامل إلى عدو للولايات المتحدة... بقصد خيانة الولايات المتحدة". ورصدت جائزة قيمتها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
مختار بلمختار "الأعور"

ينشط مسعود عبد القادر مختار بلمختار أو "إلياس أبو العباس" أو "الأعور" في منطقة الساحل منذ أكثر من 15 سنة، وتفيد مصادر المركز الفرنسي للأبحاث الاستخبارتية، أن كتيبته، "الملثمون"، تنشط أساسا في شمال مالي وفي موريتانيا.
ويعيش الرجل، المتزوج منذ سنوات من ابنة عائلة مرموقة من طوارق مالي، في ترحال دائم.. ولد مختار بلمختار في العام 1972 في غرداية (في جنوب شرق الجزائر).. قاتل في صباه في أفغانستان، ذاع صيته في الجزائر لقيامه بقتل رجال الجمارك وحرس الحدود خلال قيامه بعمليات تهريب عبر الحدود.
يقول أنيس رحماني: "لقد استغل جماعة الدعوة والقتال السلفية واليوم يستغل تنظيم القاعدة لتهريب البضائع باسم الإسلام ولكنه لا يسعى في الواقع إلا لكسب المال".
ويسمى بلمختار بـ"الأعور" بعد أن فقد عينه أثناء تعامله مع المتفجرات، ويسمى أيضا "السيد مالبورو"؛ كونه يشرف على عمليات تهريب السجائر والمخدرات والأسلحة... وقد أقام الرجل علاقات طيبة مع السكان المحليين الذين يوفرون له الحماية ويسهلون نشاطه في التهريب.
في نوفمبر عام 2003 أدرج بلمختار بالقائمة الموحدة التي وضعها مجلس الأمن بشأن تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وفي عام 2004 أصدرت محكمة جزائرية حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة على بلمختار لتشكيل جماعات إرهابية وارتكابه أعمال سطو ولحيازة أسلحة غير مشروعة.
وانشق بلمختار عن تنظيم القاعدة بعد إنزال رتبته من رئيس كتيبة الملثمين، وفي عام 2012 أنشأ كتيبة "الموقعون بالدم" المكونة من انتحاريين في شمال مالي، ويرى خبراء أن انشقاق بلمختار عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليس سوى قضية خيبة طموحات ونزاعات بين أشخاص وصراع مصالح.
وتسعى قوى دولية غربية لمطاردة بلمختار، وتقوم قوات خاصة فرنسية بالبحث عنه تزامنا مع استعدادات لإرسال قوات أمريكية خاصة إلى الدول الصديقة بشمال إفريقيا للغرض نفسه، وفقا لصحيفة التليجراف.
زعيم بوكو حرام

ولد زعيم حركة "بوكو حرام" أبوبكر محمد شيكاو- وفقا لوزارة العدل الأمريكية- في قرية من المزارعين ومربي المواشي قرب الحدود مع النيجر في ولاية يوبي (شمال شرق).
وقد درس الفقه لدى رجال الدين المحليين في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو المجاورة. وفي تلك المرحلة تعرف إلى مؤسس حركة "بوكو حرام"، الداعية محمد يوسف قبل أن يلتحق بها.
وترأس شيكاو "بوكو حرام" عام 2009 بعد أن أعدمت الشرطة زعيمها السابق محمد يوسف. ويعرف بعنفه الكبير إلى درجة أن بعض حلفائه الإسلاميين السابقين فضلوا قطع الصلة معه.
ومع الاعتداء على مقر الأمم المتحدة في أبوجا في أغسطس 2011 الذي أوقع 23 قتيلا، انتقلت "بوكو حرام" إلى تنفيذ عمليات نوعية؛ ما أشاع مخاوف من إلتحاق الحركة بمجموعة جهادية على المستوى العالمي.
ويعتقد البعض أن "كوادر" "بوكو حرام" تلقوا تدريبات في الجزائر والصومال، لكن العلاقات التي أقامتها الحركة في الخارج لم يتسن التأكد منها بعد.
ومنذ 2011 استهدف الإسلاميون الكنائس والمساجد ورموز السلطة وأيضا المدارس والجامعات ومساكن الطلاب حيث قتلوا تلاميذ أثناء نومهم.
وتعتبر الولايات المتحدة شيكاو "إرهابيا على المستوى العالمي"، ورصدت مكافأة قيمتها سبعة ملايين دولار (5,3 ملايين يورو) لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وأعلنت قوات الأمن النيجيرية مرتين مقتل شيكاو قبل أن يظهر مجددا في أشرطة فيديو.
المشهد الآن
فيما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم النجاحات التي حققتها في مواجهة قاعدة تنظيم القاعدة- إلا أن هناك العديد من القيادات التي تؤرق أجهزتها الأمنية، وتفشل في التوصل لهم رغم علاقتها القوية بالسلطات الأمنية في العديد من البلاد، بالإضافة إلى قوة جهازي الاستخباراتي، وهو ما يضع تساؤلا: متي تنجح أمريكا في إنهاء تنظيم القاعدة الذي تخوض حربا ضدها منذ سنوات طويلة؟