مؤتمر دولي بـ "أبو ظبي" يضع 4 أسس لمواجهة الإرهاب.. ويؤكد أهمية دور دول الخليج في القضاء عليه
الخميس 18/ديسمبر/2014 - 07:31 م
طباعة

في ظل استمرار ظهور الجماعات الجهادية المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، مع الفكر حول تهديد الأمن العربي بشكل خاص، والخليجي بشكل عام نظم مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات بأبوظبي، المنتدى الأول حول مستقبل امن دول مجلس التعاون الخليجي تحت عنوان "محاربة التطرف".
وحضره عدد كبير من المسئولين الإماراتيين في الجهات الحكومية إلى جانب سفراء وخبراء في المجال العسكري والأمني والعربي والدولي، من أجل دراسة التوجهات الممكنة لمحاربة التطرف بالاستناد إلى المعطيات والوسائل المتواجدة على أرض الواقع.
يأتي ذلك مع التحولات الإقليمية والعالمية ألقت بظلالها على دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تجعل من عملية التكاتف بين العواصم والقادة الخليجيين أمر حتميا من اجل مواجهة التطرف والإرهاب للحفاظ علي استقرار وأمن دول الخليج.
الجغرافيا تحتم المواجهة:

رأى الخبراء خلال الندوة التي نظمها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات بأبوظبي، أن دول الخليج تدفع ثمن جغرافيتها الإقليمية ومكانتها الاقتصادية والسياسية المؤثّرة، في مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وهوما يجعلها مركزا من مراكز القرار الرئيسية في المساعي الدولية لمحاربة التطرف والإرهاب وكل ما يهدّد أمن المنطقة والعالم.
وقد أكّد على ذلك الخبراء والمسئولون الذين شاركوا في منتدى "مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي 2014"، في أبوظبي تحت موضوع "محاربة التطرف".
وتحدث أحمد ثاني الهاملي، رئيس مركز "تريندز للبحوث والاستشارات"، موضحًا أنه انطلاقا من أن المنطقة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج تشكل دورا بارزا في السلام العالمي، واليوم في ظروف متغيرة ومعقدة، ثمة مستجدات تطرح على طاولة منظومة الأمن العربي الشيء الذي استدعى عقد هذا المؤتمر لتقديم تحليل عميق لمضامين المفاهيم السياسية من قبل أصحاب الاختصاص.
ويضيف الهاملي: أن الظروف التي تمر بها المنطقة تجعلها تطرح نفسها كمتغير أصيل وفاعل على مستوى الأحداث وأنماط صياغتها خصوصا في جزء مهم وحيوي هو الخليج العربي ـ الذي بات يشكل وربما أكثر من أي وقت مضى ـ محورًا مهما لصنع السياسات وإعادة هيكلة وبناء التحالفات وتحديد مسارات الفعل الاستراتيجي وضروراته في المنطقة والدور الذي يمكن أن يلعبه في صياغة منظومة الأمن القومي العربي، لافتا ان المركز يولي اهتماما استثنائيا لمنطقة الخليج العربي وما تواجهه من تحديات استراتيجية من أجل تطوير سياسات قادرة على احتوائها ومؤهلة على مواجهتها خصوصا تلك التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي.
وتخوف الهاملي من "استيلاء طالبان على القوى السياسية في أفغانستان، كما فعل الإخوان في مصر، إذ نجحوا في تهميش 80% من الشعب المصري عيشوا مصر في جو من التطرف والإرهاب على مدار عامين متتالين، وتطرق الهاملي في حديثة إلى الدول الصغرى إذ ينظر البعض إلى دول الخليج على أنها من الدول الصغرى"، مؤكداً أن "دول الخليج كافة تشكل وحده جغرافية تعادل مساحتها ثاني أكبر ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تملك قوة سياسية واقتصادية مؤثرة في العالم".
السياسية الأمريكية:

رأى الجنرال بيتر بيتس، القائد السابق للقيادة العليا لحلف الناتو، انه على الحكومات الغربية الإصغاء للمسئولين في دول الخليج متى أرادت المساعدة في حل إشكالية الإرهاب۔
ويؤكد الرئيس السادس عشر لهيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي، أن مواجهة الإرهاب أمر يخص الجميع، مضيفا:ورغم أن كل واحد يرى الخطر من وجهة نظره الخاصة، إلا أن الإرهاب في النهاية خطر مشترك يهدد دولنا ونمط عيشنا. ويجب الاعتراف بأن حكومتي "الولايات المتحدة الامريكية" اقترفت بعض الأخطاء. إلا أنه من الضروري تعلم الدروس. فما من أمة أو دولة تستطيع أن تقوم بكل شيء بمفردها".
ويضيف: وإن هدفنا هو تحرير شعوب العالم من خطر الإرهاب وهذا لا يعني أنه في استطاعتنا القضاء على الإرهاب.. نحن نسعى إلى إبقاء الإجرام تحت السيطرة وهو مؤشر للنجاح، ويمكن تحقيقه بوجود عناصر متكاملة أحدها الجانب العسكري، لكن بالطبع ليس من الصحيح أبدا وضع استراتيجية تقوم فقط على القتل، علينا أن نفهم البيئة الحاضنة للإرهابيين ونعمل على تفكيكها فكريا وثقافيا. لذا من الضروري أن نتحلى بالصبر”.
وشدد الجنرال الامريكي، علي لزوم أن تصغي الحكومات الغربية للمسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي. إذا ما أرادت المساعدة في حل الإشكالية التي ظهرت منذ زمن وستمتد إلى عقود أخرى، لأن حكومات الخليج أعرف بطبيعة العلاقات في منطقتها.
ظهور داعش داعم للجماعات:

تناول عبدالقادر فهمي، مجموعة من الأسباب التي أدت لظهور "داعش" ونموها في العراق، من بينها الممارسات التي قامت بها حكومة نوري المالكي وقبلها مراحل من الانشطار في الدين الإسلامي الذي تمّ تشويهه، حيث تركّز نشاط هذا التنظيم في المناطق السنية، بينما خلت منه المحافظات الشيعية.
وهنا أضاء على صعوبة القضاء عليه باعتباره ليس جيشا نظاميا بل مجموعة من الخلايا لا يمكن رصدها جميعا، أيضا أشار إلى نظرية الضد النوعي، والتي شرحها أن خطر العراق لا بد له من ضد نوعي أي مقاومة في الداخل، مؤكدا على أن الأمن يبدأ من الفرد ثم المجتمع ثم الدولة.
ولفت أستاذ الاتصالات ومدير مؤسسة أورفيلا للدراسات القومية والدولية في جامعة كاليفورنيا والمتخصص في حقوق الإنسان والإرهاب الدكتور "مايكل ستول" إلى أن التعويل دائماً يكون على طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية مع الأحداث الإرهابية.
واستشهد ستول بحادثة سيدني الأخيرة في أستراليا والتي حاول تنفيذها أحد الأشخاص مدعياً أنه تابع لتنظيم داعش، حيث اعتبرت الحكومة الأسترالية الحادثة إجرامية جنائية في حين اعتبرتها المملكة المتحدة حادثاً إرهابياً.
وبيّن ستول أن المجتمعات لن تركع للإرهاب وعلى المسؤولين الأمنيين أن يتواصلوا مع الجمهور في تلك الحوادث بكل شفافية على نحو يزيل الخوف من صدورهم.
الدور المصري:

في ظل الصراعات الدائرة والحرب الارهابية، راي مسؤولون خليجيون أن "أمن الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن أمن مصر من أمن دول الخليج العربي، فهم يعتبرون ان مصر من اول الدول التي واجهت وحاربت خطر التطرف والإرهاب، واقامت بدور كبيرة في مواجهة الجماعات المتطرفة لذلك هي جزء من الحرب الشاملة علي الارهاب.
وأكّد الفريق ضاحي خلفان، أنه كلما اهتز الأمن القومي المصري، اهتزّ الأمن القومي الخليجي، موصيًا هذا المؤتمر بإيجاد تحالفات قوية مع الحكومة المصرية في مواجهة الإرهاب، إذا ما أردنا التطلع إلى أمن الخليج العربي.
ويؤكد رئيس الوحدة السياسية الاستراتيجية للمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط طارق فهمي، خلال مداخلته في منتدى أمن دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تمحورت حول "التجربة المصرية في مواجهة الإرهاب والتطرف مع تداعيات الظروف في دول مجلس التعاون الخليجي"، أن فشل الإخوان أربك القيادات الأمريكية في تعاملها مع الجماعات الإرهابية، الأمر الذي جعل مصر اليوم "تخوض حرب وجود" كما قال رئيسها عبدالفتاح السيسي.
ويضيف فهمي، أن هناك العشرات من الجماعات الإرهابية في مصر، بعضها خرج من عباءة الإخوان المسلمين، وقد برزت تصرفاتهم العدائية بعد عزل محمد مرسي، وصدور قرار بحل حزب العدالة والتنمية الذراع السياسية لجامعة الإخوان المسلمين والتنظيمات العسكرية التي تنضوي تحت لوائها، لافتا الي ان المواجهة المصرية للإرهاب لم تقتصر على الخيار الأمني، ففي 3 أبريل 2014، وافق مجلس الوزراء على ضرورة تشديد العقوبات وأصدرت السلطات المعنية الكثير من القوانين والمراسيم التي من شأنها أن تجعل المواجهة أكثر حزما. كذلك ثمة مواجهة أخرى تقوم بها المؤسسات الدينية الرسمية ومنها مؤسسة الأزهر بنشرها للخطاب الديني المعتدل كردّ على الخطاب المتطرّف والمتعصب.
وأوضح أن التجربة المصرية في الوقوف في وجه الإرهاب تميّز بين الجماعات الإرهابية وجماعات الكفاح المسلح مثل المقاومة الفلسطينية في وقوفها في وجه الكيان الإسرائيلي.
موقف دول الجور العربي في مواجهة الارهاب:

يظل الموقف الإيراني التركي حول "داعش" مثيرًا للجدل في ظل الحرب الدولية علي الإرهاب، ورأى أدميرال "جيمس ستافريدس"، على سؤال حول التوصل إلى اتفاق مع إيران بخصوص قلق دول الخليج منها فقال: “أنا لا أثق في إيران.
ثم بيّن أن العلاقة بين مصر وتركيا، باعتبارها عضوا في حلف الناتو، تؤثر على السياسة العالمية ككل، خاصة أن هاتين الدولتين تضمان عددًا هائلا من السكان، يمكنه أن يكون محوريا وفاعلا في الحديث عن الإشكاليات الراهنة في المنطقة والعالم.
وخلص القائد السابق للقيادة العليا لحلف شمال الأطلسي، في نهاية مداخلته إلى عدة نقاط من شأنها أن تحد من جذور الإرهاب في المنطقة والعالم، وقد حدد هذه النقاط في: القوة العسكرية وضرب الموارد الاقتصادية للإرهابيين، عبر التحكم في العنصر المادي الذي يمولهم.
المشهد الحالي:

يرى خبراء المنتدى الأول حول مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي بمركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، أنه مطلوب تنسيق قوي واستراتيجية طويلة المدى لاجتثاث الإرهاب والقضاء عليه، ووضع الخبراء أربع شروط لاجتثاث الإرهاب وهي القوة العسكرية: والتي تحارب التنظيم في عددا من المناطق سواء القوات الدولية أو الإقليمية أو المحلية داخل الدولة الواحدة.
- ضرب الموارد الاقتصادية للإرهابيين، من خلال تجفيف منابع تمويل الإرهاب ومحاربة والقضاء على كل طرق تمويل ونمو الجماعات الإرهابية.
- مهام اجتماعية توعوية
شدد المنتدى على المواجهة الاجتماعية والتوعية للشباب من خطورة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ومواجهة الفكر المتطرف في مناطق التي ينفذ منها الي شباب المسلم، ويجعلهم وقودًا لأفكارهم ومخططاتهم.
- نشر الأفكار المناهضة للإرهاب
شدد المنتدى على محاربة الإرهاب والفكر المتطرف بإنتاج ثقافة مواجهة للأفكار المتطرفة والفكر الظلامي.