الأزهر والأوقاف.. ومعركة "أخونة" مصر
الثلاثاء 23/ديسمبر/2014 - 08:42 م
طباعة


عباس شومان
تحدث الكثير من الكتاب والباحثين عن الحرب الدائرة الآن بين وزارة الاوقاف وعلى راسها الوزير محمد مختار جمعة، وبين مشيخة الأزهر وخصوصا الدكتور عباس شومان وأربعة أخرين من أهم القيادات في المشيخة لتعاونهم وتعاطفهم المستمر مع جماعة الاخوان الارهابية – حسب الحكم القضائي الصادر في حقها – واللافت للنظر في هذه المعركة، عدم وجود مواقف واضحة من شيخ الأزهر طوال الفترة السابقة إلا أنها مؤخرًا دخلت إلى تون المعركة واوضحت بعض المصادر أن الدكتور الطيب من المحتمل استخدام سلطاته والتهديد بالاستقالة حتى يغادر وزير الأوقاف منصبه فقد نشرت جريدة البوابة في عددها الصادر اليوم هذا الخبر" كشفت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر، عن أن الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر، أجرى عدة اتصالات هاتفية، مع مؤسسة الرئاسة؛ لمناقشة أسباب وتبعات الهجوم على المؤسسة الدينية، كما كلف عددا من قيادات المشيخة ومجمع البحوث الإسلامية بالتحقيق مع المتسببين في هذه الهجمة، ومتابعة تحركات العاملين في "الأوقاف".

المصادر ذاتها قالت: "الطيب لن يتراجع عن حل هذه الأزمة من خلال مناقشاته مع الرئاسة"، وأضافت: "شيخ الأزهر سيهدد بتقديم استقالته، إذا لم تتم إقالة الوزير محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بعد أن تأكد من تورطه في التحريض ضد وكيل الأزهر، الدكتور عباس شومان".
وأشارت المصادر إلى أن "الطيب" تعهد للرئاسة بأداء مجموعة من "الإصلاحات" الداخلية في الأزهر، عقب انتهاء الأزمة، وفي السياق ذاته، أعلنت جامعة الأزهر، عدم مسئوليتها عن البيان، الذي أصدره الدكتور حسين عويضة، رئيس نادي تدريس جامعة الأزهر، وهاجم خلاله "المشيخة"، وقالت إدارة الجامعة في بيان لها: "بيان عويضة لا يعبر عن الجامعة، ولا يعبر عن أساتذة الأزهر".
وشدد الجامعة على أنها ستتخذ ضد "عويضة" جميع الإجراءات القانونية اللازمة، بعد التحقيق معه، لمجاراته حملة الهجوم على الأزهر."
ومن المعروف انه طوال الاشهر الماضية ويقوم الدكتور مختار جمعة بعمليات تطهير لوزارة الأوقاف والمساجد ممن لا ينتمون للأزهر والفكر الديني المعتدل فقد شن هجوما على البؤر الاخوانية والسلفية في الوزارة والمساجد على حد سواء وكان اخر انجازاته قانون الخطابة وإمامة المساجد والذي لاقى بسببه وما زال هجومًا من التيار السلفي الذي يسعى جاهدًا لاحتلال مكانة الإخوان في الأزهر والأوقاف واحتلال المنابر بحكم أنها الوسيلة الاسهل للوصول الى الشارع المصري وبث فيه افكاره. وقد تطرق الدكتور مختار جمعة إلى مشيخة الازهر وما بها من قيادات اخوانية الا ان هذا الحديث قد فسره البعض بطموح الرجل في تولي منصب شيخ الازهر بعد الدكتور الطيب وشرط المشيخة ان يكون عضوا بهيئة كبار العلماء والمسيطر عليها الدكتور شومان والاقرب لتولي المنصب والمعروف عن الدكتور شومان تعاطفه مع جماعة الاخوان فقد قدم في وقت سابق الاعلامي ابراهيم عيسى مقطع فيديو يظهر فيه الشيخ عباس شومان وكيل الأزهر الحالي، وهو يخطب من فوق أحد المنابر ويدافع عن الإعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس الأسبق محمد مرسى في22 من نوفمبر من العام 2012، ويظهر في المقطع اعتراض المصلين على حديثه حول حق الرئيس الأسبق مرسي في هذا الإعلان، وشن "عيسى"، خلال برنامجه "25 / 30"، الذى يعرض على قناة "أون تي في"، هجومًا حادًا على الشيخ عباس شومان وقال: "هذا الرجل كان ينافق محمد مرسي، وكان يقول إن الإعلان الدستوري هو شرع الله، هذا الرجل هو القيادة الثانية في مشيخة الأزهر الآن، هذا الرجل الذى هو موضع ثقة شيخ الأزهر".. مضيفا: "هذه هي الأفكار التي تدير الأزهر".
نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر

الدكتور محمد عمارة
من ناحية أخرى، طالب نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر - في بيان رسمى له في 22/12/2014 - بإبعاد، محمد محمود عبد السلام عضو الهيئة القضائية بمجلس الدولة ومستشار شيخ الأزهر القانوني بالانتداب، والدكتور محمد السليماني - المغربي الجنسية - وأحد مساعدي شيخ الأزهر، والدكتور محمد عمارة رئيس تحرير مجلة الأزهر، عن العمل بمشيخة الأزهر خشية تصعيد أعضاء النادي بعد تناول الإعلام ما يمس الأزهر بشأنهم مؤخرًا.
من جانبها، رحبت حركة استقلال الأزهر ببيان نادى أعضاء هيئة تدريس الأزهر، الذى طالب بإبعاد مجموعة من قيادات مشيخة الأزهر المنتمين إلى الإخوان، وعلى رأسهم الدكتور محمد عمارة رئيس تحرير مجلة الأزهر، والدكتور محمد السليماني المغربي الأصل، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر.

عبد الغنى هندي المنسق العام للحركة الشعبية لاستقلال الأزهر
وأضافت الحركة، في بيان صحفي، على لسان متحدثها الرسمي عبد الغنى هندي، أن هذه الأسماء معروف تعلقها وارتباطها الوثيق بالإخوان، وأن وسائل الإعلام ونادى الأزهر ليسوا متآمرين حتى يدعوا أمرا كهذا في وقت واحد مما سبب الحرج للأزهر إمامًا ومؤسسة.
وطالب مؤسس حركة استقلال الأزهر، في تصريح له، الأسماء المذكورة برفع الحرج عن الإمام الأكبر بالاستقالة دفاعًا عن المؤسسة التي تمتلك سمعة كبيرة ستتأثر ببقائهم فيها، متهما الدكتور محمد سالم أبو عاصي المسئول عن تطوير مناهج الأزهر بالولاء لقطر التي عاش ودرس بها وبقى بها حتى فصل من جامعة الأزهر حتى عاد ليشرف على مناهجها وعين عميدا لكلية الدراسات العليا أكبر كلياتها.
وناشد مؤسس حركة استقلال الأزهر، الإمام الأكبر بعقد مؤتمر صحفي لبيان موقفه من الإخوان في مؤسسة الأزهر وعلاقته بهؤلاء المتأخونين والحديث عن تطوير مناهج الأزهر أساليب ومناهج وطرق تدريس ومحتوى والاستراتيجية المتكاملة للأزهر لتطوير مناهجه ومواجهة الإرهاب

الدكتور جمال عبد الحى
وفي السياق نفسه، طالب الدكتور جمال عبد الحي، عضو هيئة تدريس نادي جامعة الأزهر، قيادات مشيخة الأزهر الذين يصفون 30 يونيه بالانقلاب بالاستقالة، مستغربًا من تقاضيهم رواتب من دولة يصفونها بالانقلاب، ومنهم الدكتور محمد عمارة المشرف على مجلة الأزهر.
وأشار عبد الحي، إلى أن بعض كليات جامعة الأزهر لا تفتح الباب لقيادات الإخوان بتولي مناصب العميد والوكيل ورؤساء الأقسام، وعلى رأسها كلية الزراعة التي ينتمى إليها.
ولفت، إلى أنه من الصعب تحديد من هو الإخواني من عدمه في ظل عدم وضوح اتجاهات بعض الأساتذة، حيث من الصعب تحديد هويتهم، مضيفًا أن تصنف الإخوان لأنفسهم بهذا الشكل أمر يضر الوطن والإسلام والأزهر، حيث لا انتماء إلا لمصر وللأزهر.
وكان نادى أعضاء هيئة التدريس بالأزهر قد أصدر بيانًه بناء على طلب عدد كبير من أعضائه بعد استيائهم من هيمنة الإخوان على أكبر مناصب المشيخة، وتضامن معهم أعضاء الإدارة رفضًا لأخونة المشيخة، مؤكدين اعتزامهم إزاحة أي إخواني بالأزهر.
رغم كل ما سبق من تأكيدات على انتماء وتعاطف قيادات بمشيخة الأزهر للإخوان وعلى رأسهم شومان ومحمد عماره مما يؤكد ما يثيره وزير الأوقاف إلا ان الشيخ الطيب يصر على اتخاذ موقف ضد وزير الاوقاف ويطالب باقالته والسؤال الذي يراود الجميع الآن وينتظر لإجابة من الشيخ الطيب شخصيا لماذا يحافظ على قيادات اخوانية داخل مؤسسة الأزهر ويحارب وزير الأوقاف؟
السلفيون والمعركة

عبدالله بدران أمين حزب النور
لم يفوّت الفصيل السلفي فرصة الخلاف بين الأزهر والأوقاف، حيث انتهز الفرصة وارتمى في أحضان الأزهر وشن هجومًا على الأوقاف ووزيرها بسبب منعهم من الخطابة على المنابر التي كانوا يريدون احتلالها وموقف وزير الأوقاف منهم، فسرعان ما تشكل وفد من حزب النور والدعوة السلفية للاجتماع بالدكتور الطيب أمس، وكان نتيجته أن صرح عبدالله بدران أمين حزب النور بالإسكندرية، وعضو المجلس الرئاسي بالحزب، أن الزيارة التي قام بها وفد الحزب أمس، برئاسة الدكتور يونس مخيون للأزهر، تأتي في إطار سلسلة اللقاءات الدورية مع شيخ الأزهر ووكيل الأزهر، التي تحرص عليها قيادات الحزب، من أجل إطلاع فضيلة اﻹمام اﻷكبر على جهود الحزب، في الحرص على وحدة الشعب وعدم تعميق اﻻنشقاق.
كما تناول اللقاء التأكيد على حرص الحزب على تقوية دور اﻷزهر، كمؤسسة هامة نص عليها الدستور، للحفاظ على هوية الدولة، مشيرًا إلى أن وفد حزب النور، أكد على مساندة اﻷزهر ورموزه ضد الحملة الحالية، التي اتضح أن الهدف من ورائها زعزعة اﻻستقرار والسلم اﻻجتماعي، والنيل من ثوابت الدين.
حضر اللقاء وكيل اﻷزهر، وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وعدد من مستشاري الشيخ أحمد الطيب، وعدد من هيئة كبار العلماء.

نادر بكار
على اعتبار ان اقالة القيادات الإخوانية بالأزهر يؤدي إلى زعزعة الاستقرار والسلم الاجتماعي ليس هذا فقط بل أيضا النيل من ثوابت الدين وكأن النور السلفي يدافع عن الوجود الإخواني داخل مؤسسة الأزهر.
ليس هذا فقط، بل قام أكثر من واحد من حزب النور والدعوة السلفية بالهجوم الشرس على الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف أخرهم نادر بكار فقد شكك في المستوى العلمى لوزير الاوقاف كما اتهم الوزارة بإقصاء دعاة سلفيين لهم باع في الدعوة لصالح دعاة "ربعاوية" – بحسب تعبيره، كما اتهم الوزير أنه لم يذاكر المادة التي يريد مواجهة التكفيرين بها. وقال بكار: "هناك مشكلة كبيرة لدى وزارة الأوقاف حيث يوجد اهتمام كبير بشخص وزير الأوقاف، فعند كل مناسبة للرد الشخصي على وزير الأوقاف – بصفتي رجل سياسي- تجد بيانا من الوزارة على موقعها الرسمي للدفاع عنه.
فهل هناك تنسيق بين مشيخة الأزهر والدعوة السلفية وزراعها السياسية حزب النور لإسقاط وزير الأوقاف والهجوم عليه لا لشيء سوى محاولة حفاظه على منابرنا والتأكيد على أزهريتها؟