تضاربت الأنباء اليوم الاثنين حول مصير الأمين العام لحزب الله في العراق واثق البطاط، ففي الوقت التي أعلنت كتائب “جيش المختار”، إحدى القوات الشيعية،، مقتل زعيمها واثق البطاط ، الذي تبنى، في يناير الماضي 2014، هجوما بقذائف مورتر استهدف السعودية.

تشير معلومات إلى أن البطاط قتل في منطقة العظيم خلال اشتباكات مسلحة بين المتطوعين ومقاتلي الدولة الإسلامية، الذين يحتلون مناطق في محافظة ديالى.

من جهته، كشف مصدر مقرب من عائلة البطاط رفض ذكر اسمه لقناة السومرية نيوز، أن "الأنباء التي تحدثت عن مقتل البطاط عارية عن الصحة"، مبيناً أن "البطاط يوجد خارج العراق حالياً، وأنه كان في زيارة لأحد القطاعات في ديالى قبل فترة ولم يتعرض لأي حادث".

برز اسم الأمين العام لكتائب حزب الله في العراق، واثق البطاط، عقب تهديده للعرب السنة والكورد ودولة الكويت، فضلًا عن اعترافه باستهداف مخافر للمملكة العربية السعودية بقذائف هاون في 21 من نوفمبر 2013 مهددا بتنفيذه تفجيرات داخل الاراضي السعودية .

ولد البطاط لعائلة شيعية في ناحية المشرح في محافظة ميسان عام 1973 في مناطق الأهوار، التي جففها في ما بعد الرئيس السابق صدام حسين.

أكمل قائد مليشيات "جيش المختار" دراسته الابتدائية بمحافظة ميسان، ثم انتقل مع عائلته الي  مدينة العمارة،  وفي بغداد التي انتقلت إليها عائلته في تسعينات القرن الماضي، حيث كان أحد أشقائه يعمل في التصنيع العسكري، أكمل دراسته الإعدادية فيها.

وعقب هروبه إلى إيران انتمى إلى جامعة طهران وحصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية ثم الماجستير، وليسانس الحقوق من كلية القانون من جامعة الكوفة عام 2010.

خلال عام 1993، انتقل البطاط الي ايران  بعدما كان قبلها قد انخرط وبشكل سري في تنظيمات تقاوم النظام العراقي السابق، بدعم من القوات الإيرانية، وخصوصًا في الأهوار، وذلك في إطار تنظيمات حزب الله العراقي، وكتن يحمل اسمًا حركيًا هو “أبو أسد الله”.

وخلال مشاركته في الحرب ضد نظام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، انضم إلى تنظيم استطلاعات إيرانية وقد كلف بتنفيذ عمليات داخل العراق كان أبرزها عمليات ضد منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة ونتيجة لهذا أصدرت الحكومة العراقية حكما غيابيا بالإعدام عليه .

في 1993 بعد إصدار حكم الإعدام هرب إلى إيران لينتمي إلى فيلق بدر الجناح العسكري للثورة الاسلامية في العراق, وكلف عام 1998 اثناء انخراطه في فيلق بدر بعملية اغتيال علي حسن المجيد "علي كيماوي" يقول البطاط "دخلنا فعلا مكلفين من فيلق بدر الذي يعود للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية آنذاك، لاغتيال علي حسن المجيد، ولكنهم في الطريق اعتقلونا وقد سجنت لهذا السبب، ولكوننا لم نعترف فقد أطلق سراحنا بالعفو الذي أصدره صدام حسين".

ويقول البطاط في هذا المجال “كنت قد حملت اسم سيد علي سيد طاهر البطاط، وكان تنظيمنا يتكون من 300 شخص، وقد تمكنت السلطات آنذاك من اعتقال 270 شخصًا منا، وكنت أنا من بينهم”. ويؤكد أنه ارتبط بالمخابرات الإيرانية وقد كلف بتنفيذ عمليات داخل العراق، ثم اعتقل، وصدرت بحقه ثلاثة أحكام بالإعدام، لكن أطلق سراحه بعفو عام من النظام السابق.

لم تمض فترة طويلة قبل أن يتم اعتقاله من جديد بعد التعرف عليه وعلى شخصيته الحقيقية، بقي داخل السجن أكثر من سنة ونصف، وأصدرت بحقه ثلاثة إعدامات لم تنفذ جميعها، لأنه تم إطلاق سراحه نتيجة لقرار تبييض السجون الذي قامت به الحكومة العراقية عام 2002.

ويؤمن البطاط بالولاء المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي وفقا لنظرية ولاية الفقيه في المذهب الاثني عشري والتي اسست للدولة الخميني في يران عقب ثورة 1979، قائلا إنه سيقاتل إلى جانب إيران إذا ما دخلت في حرب مع العراق على اعتبار أن خامنئي ولي الفقيه العادل ونائب الامام ومن الناس "المعصومين عن الخطأ".

ويرى المراقبون أن البطاط أحد أهم رجال الحرس الثوري الإيراني في العراق، وقام بعمليات تصفية وتهجير لصالح المخططات الإيرانية في بلاد الرافدين، من خلال رفعه لشعاراته الطائفية، وهو من أبرز التنظيمات الدموية في العراق والتي قامت بعمليات تصفية وتهجير على خلفية مذهبية وعرقية.

ومع بدء الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش "بوش الابن" حربه علي العراق وإسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، بدأ واثق البطاط وبتعاون استخباراتي  بالحرس الثوري الإيراني، بتأسيس تنظيمات ثأر الله عام 2002، وبعد سقوط النظام عام 2003 انخرط في جيش المهدي بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر واستمر تحت راية الصدر حتى عام 2006 نتيجة لقرار السيد مقتدى الصدر بتجميد جيش المهدي.

 بعد ان ترك البطاط جيش المهدي انتقل الى عصائب اهل الحق ليكون جزء من كادرها "مقالة للمحامي اكرم عبد الصاحب"، ثم حين سافر إلى لبنان، وهناك شكل حزب الله، وهو المنظومة المرتبطة بالولي الفقيه في إيران. 

وعقب عودته من لبنان  بدأ في تشكيل مليشيات جديدة  كانت بداية لوجود تنظيم وحزب الله وهي “جيش المختار”، ومن بين عملياته التي قام بها خلال العامين الماضيين.

وفي 2010 اسس واثق البطاط، حزب الله العراقي، ويعتبر تنظيمه امتداد لحزب الله اللبناني، ويرفع مثله رايات صفراء لكن بشعارات مختلفة عما يرفع في لبنان، وتشير تقديرات إلى أنها تضم نحو 40 ألف مقاتل غالبيتهم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاما، ومن الأحياء الفقيرة في بغداد وجنوبي العراق، وتتلقى دعما مباشرا من إيران.

ويدعو شعارات تدعو لقتل أعضاء حزب البعث المحظور ومن تصفهم بـ"النواصب والوهابيين"، في إشارة إلى المتطرفين من السنة، وبتاريخ 8/1/2013 قال الأمين العام للحزب واثق البطاط خلال مؤتمر صحفي عقده ببغداد ان "المطالبة بإلغاء قانون اجتثاث البعث الذي تم الاتفاق عليه في السابق يمثل انقلاب على القانون مهددا بإبادة البعثيين بشكل تام في حال الغي هذا القانون.

وفي وقت يقول فيه البطاط إن أولى العمليات التي قام بها حزبه في العراق في تسعينيات القرن الماضي، تنفيذ عمليات ضد منظمة مجاهدين خلق الإيرانية، في 15 يونيو2013، مسئوليته عن عملية قصف مخيم عناصر منظمة مجاهدي خلق غربي بغداد، والتي أدت إلى مقتل وإصابة 13 من عناصر المنظمة، وأكد أنه اطلق 18 صاروخا من أصل 120 صاروخا كانت معدة للأطلاق، متوعدا بالمزيد من الهجمات على المعسكر "لأنه بات يأوي عناصر إرهابية".

ولذلك يراه المراقبون انه أحد اهم تنظيمات الشيعية المرتبطة بإيران في ظل وجود العشرات من التنظيمات التابعة لهان ولكن هو من التنظيمات التي تعلن الولاء المطلق لولاية الفقيه، والتي يمثلها علي خامئني المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران.

ومع اتساع نفوذ البطاط ومليشيات جيش المختار ، اعترف البطاط  بقصف معسكر مجاهدي خلق، في ضواحي بغداد، بأكثر من 50 صاروخًا، وهو ما أكد المخاوف من امتلاك هذا الحزب للقوة العسكرية اللازمة، طالما هو يجاهر بارتباطه بإيران.

كما لعبت مليشات جيش المختار دورا كبير في عمليات التهدير التي طالت السنة العراقيين في بغداد، بالإضافة إلى ارتكابه العديد من عمليات القتل علي اساس مذهبي وعرقي في عد من المحافظات العراقية ذات الاغلبية الشيعية، وفي مقدمتها العاصمة.

كما أدت العديد من المشاكل السياسية للعراق مع الدول العربية وفي مقدمتها  دولة الكويت والمملكة العربية السعودية، وفي تاريخ 26/8/2011 أعلن واثق البطاط عن استهداف ميناء مبارك الكويتي قيد الإنشاء بثلاث صواريخ كاتيوشا، بيد أن الصواريخ سقطت في البحر ولم يحصل أي ضرر في الميناء.

ولكن وزارة الدفاع نفت هذه الحادثة على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع محمد العسكري قائلاً "إن مجموعة مسلحة أطلقت عددًا من الصواريخ كانت محمولة على عجلة باتجاه سجن بوكا ولم تستهدف ميناء مبارك الكويتي"

وبتاريخ 1/2/2012 أعلنت محكمة استئناف ذي قار أن محاكم التحقيق بالمحافظة أحالت ستة أشخاص إلى محكمة جنايات ذي قار بتهمة التخطيط لقصف ميناء مبارك الكويتي.

وبتاريخ 20/8/2012 قررت محكمة جنايات ذي قار الافراج عن ستة من المتهمين بالتخطيط لقصف ميناء مبارك الكويتي وذلك لعدم كفاية الادلة ضدهم.

وعلى خلفية نفس الموضوع تم اعتقال شقيقي البطاط يوم 27/8/2012 في العماره وخرج البطاط من على شاشة قناة الشرقيه في اليوم التالي ومهدداً الحكومة المحلية والقضاء بإطلاق سراح أشقائه خلال 24 ساعة وقال بالنص "اوعزنا الى حزب الله وخصوصا الجناح العسكري في الحزب بان يستعد لتوجية ضربات الى كل المسؤولين عن هذا الموضوع وستكون الضربات قاسية جدا والسلطة القضائية ستدفع الثمن الاكبر والسلطة التنفيذية كذلك والاعتداء على كعائلتي يعني أنها حرب مفتوحة، والحرب المفتوحة تعطيني الشرعية أن أتوجه إلى عوائل المسئولين.

وأعلن جيش المختار عن قصف المخافر الحدودية السعودية بتاريخ 20/11/2013 بست صواريخ غراد، وقال السيد البطاط إن الصواريخ ضربت من داخل العمق السعودي.

في بداية 2013، خرج البطاط، ليعلن على الملأ تشكيل جيش طائفي مسلح ينفذ عمليات قتل واختطاف بحق كل من يتظاهر ويعارض رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الذي اعتبره "مختار العصر"، ثم قامت عناصر ميليشيا البطاط بتوزيع أكثر من 800 ألف استمارة تطوّع لمن يريد الانتساب إلى جيش المختار، ومع اتساع عمليات هذه الميليشيا وإعلان أمر الانتساب بشكل علني، لم يجد المالكي سوى التبرؤ من هذا الجيش.

ومع اختلاف بين المالكي والبطاط وبدا مرحلة الصراع بينها،  هددت مليشيات "جيش المختار" في فبراير  2013، بان جيش المختار سيقتص من كل مفسد وقاتل وحارم لحقوق المواطنين العراقيين، وان "حزب الدعوة الاسلامية وزعيمه رئيس الوزراء نوري المالكي يتربع على مكامن الفساد ويحمي كبار البعثيين الملطخة ايديهم بالدماء لضمان بقائه على رأس هرم السلطة في العراق". 

ومع اتساع نفوذ مليشيات "جيش المختار" والتي أثارت قلقًا لدى الشارع  ومكونات الشعب العراقي وخاصة لدي السنة والأكراد، بالإضافة إلى الاقليات الدينة الأخرى، وفي ظل الهجوم علي سياسة المالكي وقتها، أصدر المالكي مذكرة القاء القبض بحق البطاط في التاسع من فبراير 2013، بعد ان وجه المالكي القيادات الامنية باعتقاله على الفور بزعم إثارته للفتنة الطائفية غير ان زعيم مليشيا "جيش المختار" ظهر وبشكل لافت عبر وسائل اعلام عراقية مختلفة متحديا قيام السلطات العراقية باعتقاله ما اثار استياء شعبي واسع، في وقت اتهم نواب عراقيين وساسة معارضين ان يكون البطاط وميليشياته أحد الاذرع المسلحة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي .

كما هدد واثق البطاط  الأكراد بحرب شرسة في ظل صراع بغداد واربيل علي مدينة كركوك النفطية، والتي شهدت جدلا واسعا انتهي بسيطرة البشمركة الكردية علي المدينة، اثار واثق البطاط استياء الكورد عندما قال ان " كركوك خط احمر لا يمكن دخولها بأي مساومات، وإن أراد الكرد الاستقلال عن العراق فلن تكون لهم".

واثار واثق البطاط استياء الكورد عندما قال ان " كركوك خط احمر لا يمكن دخولها بأي مساومات وان اراد الكرد الاستقلال عن العراق فلن تكون لهم".

وقال ان "قرار الكرد بتنظيم استفتاء في الإقليم حول استقلالهم قرار غير مدروس وليس من حقهم ضم كركوك لدولتهم المزعومة حتى وان كان الاستفتاء الشعبي لديهم عكس ذلك "، مضيفا ان" كركوك بعد عام 2003 لم تكن قبلها فقام الكرد بتغيير واضح في ديموغرافيتها عبر استهدافهم المكون العربي وضاعفوا من اعداد الكرد فيها " مبيناً ان " كركوك عراقية وان ارادوا ضمها فبيننا وبينهم بحور من الدماء".

وأوضح " سنواجه الكرد كما نواجه داعش ونحن مع استقلال الكرد دون ان تكون كركوك والمناطق المتنازع عليها ضمن دولتهم المزعومة فعليهم التفكير مراراً قبل قرارهم ضم كركوك في ظل مايمثلونه كمكون صغير في البلاد ".

وعقب مقتل الشيخ حسن شحاته احد كبار الشيعة في مصر علي يد سلفيين بقرية ابو النمرس بالجيزة اعلن واثق البطاط، ان له تنظيم داخل مصر سيقوم بالانتقام من قتلة الشيخ حسن شحاته.

وأعلن البطاط في يوليو 2013 عن تشكيل (جيش المختار المصري) "لحفظ الأمن ودرء المفاسد وأخذ ثأر الشهداء"، ودعا المصريين الى الانتماء لهذا الجيش من دون تمييز، فيما أكد أن جميع "التكفيريين هم أهداف لجيش المختار وفي مقدمتهم سبعة مطلوبين ابرزهم الرئيس المصري محمد مرسي ورجل الدين يوسف القرضاوي.

وقال واثق البطاط، إن "القيادة العامة لجيش المختار تعلن عن تأسيس جيش المختار المصري وتدعو أبناء محمد وعلي في أرض الكنانة الى الانتماء الى هذا الجيش العقائدي الشريف"، مبينا أن "من واجبات هذا الجيش حفظ الأمن للشعب وصيانة الحقوق ودرء المفاسد وأخذ ثأر الشهداء المغدورين".

وأضاف البطاط الذي اطلق على نفسه لقب القائد العام لتنظيمات جيش المختار في عموم العالم، أن "أولى عمليات الجيش ستكون أخذ ثار الشهيد الشيخ المجاهد حسن محمد شحاتة ورفاقه الأوفياء"، مشيرا إلى أن "جميع سفهاء الجيش التكفيري هم أهداف لنيران جيشنا وعلى رأس المطلوبين الجلف الجافي محمد مرسي وشيخ المنافقين محمد الزغبي وشيخ الدجالين محمد حسان وشيخ المرتدين ناصر رضوان وشيخ المارقين رامي عيسى وشيخ القاسطين وليد إسماعيل وشيخ المنافقين والدجالين والكذابين يوسف القرضاوي".

شارك البطاط بمليشياته "جيش المختار" في محاربة ما يسمى بـ(تنظيم الدولة الإسلامية "داعش")، تحت دعوي مواجهة التكفريين والارهابيينن ولكن في ظل محاربته ضد "داعش" مارس البطاط حرب مذهبية وتطهير عرقي ضد السنة في عدد من المحافظات، الأمر الذي أدى لإدانة حقوقية عراقية وإقليمية ودولية واستنكار للخروقات التي ترتكبها المليشيات الشيعة وفي مقدمتها مليشيات جيش المختار. 

وأعلنت مليشيات جيش المختار الأحد الماضي 21 ديسمبر الجاري، عن مقتل واثق البطاط، الأمين العام لحزب الله العراق وقائد ميليشيا المختار المتطرفة، في منطقة العظيم خلال اشتباكات مسلحة بين المتطوعين ومقاتلي داعش، الذين يحتلون مناطق في محافظة ديالى، ليسدل السترا عن ابرز  قادة المليشيات الشيعية في بلاد الرافدين.

فيما من  نفت مصادر مقربة من عائلة البطاط، أن "الأنباء التي تحدثت عن مقتل البطاط عارية عن الصحة"، مبيناً أن "البطاط يوجد خارج العراق حالياً، وأنه كان في زيارة لأحد القطاعات في ديالى قبل فترة ولم يتعرض لأي حادث".