عبد المالك قوري زعيم "جند الخلافة" بالجزائر
الخميس 23/ديسمبر/2021 - 09:54 ص
طباعة
تمكنت وحدة مختصة لمكافحة الإرهاب تابعة للمخابرات الجزائرية، ووحدة من قوات الجيش الجزائري، مساء الثلاثاء 23 ديسمبر 2014، من القضاء على زعيم تنظيم "جند الخلافة في الجزائر الموالي لداعش، عبدالمالك قوري المكنى خالد أبو سليمان وذراعه اليمنى "طرفي رابح" وإرهابي ثالث، في منطقة يسر بولاية بومرداس شرق العاصمة الجزائرية.
وقتلت الوحدة المختصة الإرهابي الثالث الذي كان برفقة زعيم جند الخلافة، وهو انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً جاهزاً للتفجير، حيث كانت المجموعة الإرهابية على متن سيارة سياحية في مدخل مدينة يسر، بصدد تنفيذ عملية انتحارية.
يذكر أن تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر" انشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في سبتمبر الماضي 2014، وأعلن ولاءه لداعش ومبايعة البغدادي.
وقالت الوزارة إن من بين القتلى رجلاً وصفته بأنه "مجرم خطر" فار منذ 1995 خلال الحرب الأهلية في الجزائر التي قتل فيها 200 ألف شخص خلال 10 أعوام، فيما تمت مصادرة متفجرات وبنادق وكمية كبيرة من الذخيرة، بحسب الوزارة.
وتبنت "جند الخلافة في أرض الجزائر" خطف وقتل الفرنسي إيرفي غورديل (55 سنة) في جبال جرجرة، حيث كان يقوم بجولة مع 5 جزائريين أطلق الخاطفون سراحهم.
أول عملية لجماعة "جند الخلافة"
يذكر أنه في وقت سابق أعلن الجيش الجزائري أنه تمكن من تحديد هوية خمسة جهاديين شاركوا في إعدام الرهينة الفرنسي، وينحدرون في غالبيتهم من مدينة بومرداس الواقعة شرقي الجزائر العاصمة وولاية البويرة، محسوبون جميعا على جماعة "جند الخلافة".
وكانت جماعة "جند الخلافة" بزعامة "قوري عبد المالك" المدعو "خالد أبو سليمان"، أعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش" في نوفمبر 2014، في مقطع فيديو نشر على موقع يوتيوب، قبل أن تقدم على جريمة خطف وإعدام الفرنسي إيرفيه غورديل.
وتنشط الجماعة داخل ما يعرف بـ"مثلث الموت"، رءوسه الثلاثة تيزي وزو، بومرداس والبويرة، المعقل الرئيس لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لزعيمها عبدالمالك درودكال، بمنطقة الوسط، قبل بروز "جند الخلافة".
زعيم التنظيم المتحول
عبدالمالك قوري أو خالد أبو سليمان كان أحد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال قبل أن ينشق عنه، وهو يقف وراء هجمات انتحارية على قصر الحكومة ومقر الأمم المتحدة في العاصمة الجزائرية في 2007.
ويقف أبو سليمان أيضا خلف هجوم قتل فيه 11 جندياً جزائرياً في أبريل 2014، في قرية بودرارن على بعد 40 كيلومتراً من تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية.
من السجن إلى "الجهاد"
قوري كان عنصرًا بسيطا، في جماعة دعم وإسناد، للتنظيمات المسلحة في الجزائر، في فترة التسعينيات من القرن الماضي التي شهدت قتالا دمويا، بين إسلاميين، وقوات الجيش، في ما عرف فيما بعد بـ"العشرية الحمراء.
وفي فبراير 1995، دخل قوري، السجن وكان شبه أمي، وغادره بعد أقل من 5 سنوات، وبالتحديد في نوفمبر 1999، قائدا لتنظيم سري من السلفيين "الجهاديين"، حسب أحد زملائه في السجن.
قوري، الملقب بأبو خالد سليمان (37 عاما)، ولد في منطقة سي مصطفى، بمحافظة بومرداس، شرقي الجزائر، واستمر في مراحل التعليم 7 سنوات، قبل أن يغادر مقاعد الدراسة من أجل العمل.
وقضى عبد المالك قوري جزءا كبيرا من طفولته في حي باب الواد الشعبي في العاصمة الجزائرية، ثم انتقل إلى مسقط رأسه بولاية بومرداس، ونشط في بداية شبابه بجماعات دعم وإسناد الجماعات المسلحة، قبل دخوله السجن وهو يبلغ من العمر 18 عاما، في 1995، بتهم متعلقة بـ"الإرهاب".
منطو وعنيف
ويقول رفيقه في السجن، توفيق محجول، الذي تخلي عن السلاح منذ فترة طويلة، "نقل عبد المالك قوري عبر عدة سجون بسبب نشاطه السري في السجن.
ويضيف: كان قوري شديد الانطواء على نفسه وكان يقرأ دائما كتب التفسير خاصة تفسير ابن كثير وقد أضرب عن الطعام لأكثر من شهر في عام 1997، عندما قامت سلطات سجن الحراش في الجزائر العاصمة بحجز كتاب تفسير عنه.
وأقر توفيق بأن "قوري أصبح أميرا على مجموعة كبيرة من السجناء في قسم شديد الحراسة في سجن الشلف غرب العاصمة الجزائرية نهاية تسعينيات القرن الماضي.
ويتابع زميل قوري في الزنزانة أن "قوري كون نفسه بنفسه ودرس في السجن وحفظ نصيبا من القرآن، وكان دائم الحضور لحلقة محاضرة كانت تعقد في زنزانة في سجن الشلف يلقيها إمام سلفي.
وفي عام 1999، أُفرج عن عبد المالك قوري، في وقت كان يتردد اسمه في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في الجزائر على أنه "شخصية محورية في التنظيم السري للجماعات الجهادية في السجون"، حسب توفيق.
ونقل قوري عدة مرات قبل الإفراج عنه لـ"التحقيق" حول دوره في تنظيم سلفي "جهادي" سري في سجون الجزائر، وفق المصدر ذاته.
الانشقاق عن القاعدة
بعد مغادرته السجن، عاد قوري، النشاط مجددا، حيث التحق بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي أُسس في نهاية التسعينات على انقاض الجماعة الإسلامية المسلحة في البلاد.
في 13 سبتمبر 2014، قرر عبد المالك الانشقاق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وإعلان مبايعته لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، ومعه 15 عنصرا، ليصبح زعيما لفرع داعش بالجزائر باسم "جند الخلافة في الجزائر.
وتقلد في التنظيم الجديد مناصب قيادية بسبب دوره القيادي داخل السجن، قبل أن يعرف على نطاق واسع في العالم، بعد نشر مقطع فيديو لإعدام الرهينة الفرنسي "بيار أرفى غوردال" الذي خطفته جماعته نهاية سبتمبر الماضي بجبال تيزي وزو شرق العاصمة.
مقتله
نشرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية، الثلاثاء 23 ديسمبر، 2014، صورا لجثة قوري وبعض الأسلحة التي كانت بحوزته لحظة قتله.
وقالت الوكالة الجزائرية: "تم التعرف على هوية المجرم الخطير قوري عبد المالك الذي تبنى اغتيال الرعية الفرنسية هيرفي قوردال".