ملكة الأردن: الأطفال والإسلام ضحايا أبرياء للإرهاب

الخميس 25/ديسمبر/2014 - 07:14 م
طباعة الملكة رانيا الملكة رانيا
 
الأطفال والإسلام  هما الضحايا الأبرياء للتطرف، ذلك محور المقال الذي كتبته الملكة رانيا العبد الله ملكة الاردن. باللغة الانجليزية في موقع هفنجتون بوست العالمي الإلكتروني- تعليقا على التفجير المروع الذى قامت به حركة طالبان وراح ضحيته 132 طفلا بباكستان، ومقتل 15 طفلا باليمن.
وجاء فيه  "إن الإسلام، الدين الذي نؤمن به ويتبعه 1.6 مليار، يرفض قتل الأطفال. إنه دين سلام، وتسامح، ورحمة. يحتفل بالأطفال علي أنهم نعمة من الله تعالى. لذلك عندما يقوم المتطرفون بالقتل باسم الإسلام، فإنهم يشوهون ديننا الحنيف، يهاجمون قيمنا الجوهرية، ويختزلون هوية الأغلبية المعتدلة".وبدأت الملكة مقالها  بوصف الروتين اليومي للأمهات حول العالم، وقالت: "صباح أول أمس حول العالم، قبّلت الأمهات أطفالهن ولوحن لهم وهم يغادرون بيوتهم للمدرسة، كما كل يوم، تملؤهن الطمأنينة بأنهم آمنين في صفوفهم وملاعبهم".وأضافت وبعد الظهر أيضاً، حول العالم، أسرع الأطفال إلى بيوتهم بلهفة. لا شك أن الروتين متشابه في العديد من البيوت. حقائب مدرسية، ملابس رياضية ومعاطف ملقاه وسؤال مألوف "ماما، هل يمكننا اللعب؟".. "الغداء أولاً"! وهو الجواب المعتاد. روتين مريح: غداء سريع، قصص عن يومهم، وأحياناً مشاحنات على طاولة الطعام. وأضافت الملكة: ولكن في بيشاور الباكستانية، 132 طفلاً ذهبوا الى المدرسة ولم يعودوا الى بيوتهم اليوم، أحضان أمهاتهم فارغة، وقلوب آبائهم مفجوعة، ودولتهم يملؤها الأسى، وعالم مصدوم يضع الإسلام في دائرة التساؤل مرة أخرى، في الوقت الذي يتفاخر قادة الحرب من طالبان بهجومهم الانتقامي الجبان على المدرسة، وأضافت: وفي اليمن أيضًا 15 طفلاً ذهبوا الى المدرسة ولم يعودوا الى بيوتهم، انفجار سيارة مفخخة أصاب حافلة مدرسية كانت تنقلهم، لم يضعهم أهلهم ليناموا في أسرتهم... بل دفنوهم تحت الأرض.
وذكّرت القراء بأطفال سوريا والعراق الذين قد يحالفهم الحظ للذهاب الى المدرسة ويواجهون تهديدات خلال رحلتهم وفي الصفوف المدرسية، وقالت قبل شهرين في حمص، قُتل 41 طفلاً في تفجيرين خلال دراستهم. أو طالبات المدرسة في نيجيريا، اللواتي اختطفن من قبل متطرفين، فقط لرغبتهن في التعلم.
وأضافت: يصعب علينا استيعاب تلك الأعمال الوحشية. ليس لدي أجوبة، لدي فقط تساؤلات: "متى أصبح الأطفال أهدافا مستباحة للمتطرفين؟ متى أصبحت اتفاقيات حقوق الإنسان العالمية التي أبرمت لحماية الأطفال، هامشية؟ متى أصبح رجوع الطفل سالماً الى بيته أمرًا يدعو للاحتفال؟ والى متى سيدفع الأطفال ثمن التطرف؟".
وخاطبت الملكة رانيا المجتمع الدولي بالقول: الإسلام لم يقتل الأطفال بل أفراد يملؤهم الشر والوحشية قاموا بذلك لنشر الخوف والفرقة وزرع بذور الكراهية. مؤكدة ضرورة عدم السماح لهم القيام بذلك، والعمل أكثر كعائلة عالمية لحماية أطفالنا ليعرفوا، ونعرف معهم أنهم عندما يخرجون من بيوتهم في الصباح، سيعودون فيما بعد إلى أحضاننا في ذلك اليوم.

شارك