هل تتحول خريطة الجماعات المسلحة في ليبيا إلى بؤرة جاذبة للإرهاب العالمي؟!

الأحد 28/ديسمبر/2014 - 07:19 م
طباعة خريطة الجماعات المسلحة خريطة الجماعات المسلحة في ليبيا
 
وزير الدفاع الفرنسي
وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان
اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دي ديمانش" أن جنوب ليبيا "تحول إلى معقل للإرهابيين وأن  توجيه ضربة من دون حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة
وشدد على أن "ليبيا بلد مستقل وتشهد اليوم ظهور نقاط ترابط بين داعش ومجموعات كانت مرتبطة حتى الآن بالقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، وخصوصا في درنة في ليبيا، حيث يحاول داعش الإمساك بزمام الأمور".
 وأضاف ما نخشاه هو اندماج بين حركات كانت حتى الآن تتقاتل في ما بينها، وأن من  نواجههم في الساحل، وهم منبثقون من القاعدة، ومن وحدوا صفوفهم منذ  يونيه تحت خلافة داعش".
واعتبر أن هذه الخلافة هي "جيش ارهابي" مع "عشرين الف مقاتل ودبابات تم الاستيلاء عليها من الجيش العراقي ووسائل مالية مصدرها عائدات النفط وتقنية في القتال واحتراف في استخدام وسائل اعلام محلية، كل ذلك في خدمة ارادة لاحتلال اراض".
وأضاف "إنه جيش يستطيع خوض حرب عصابات في المدن وممارسة  إرهاب كلاسيكي وحرب تقليدية نعم، ندخل في بعد جديد هو عسكرة الإرهاب وهذا يتطلب ردا عسكريا".
وتأكيدًا على تنامي هذا الخطر في ليبيا  دعت خمس دول في منطقة الساحل هي تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو الى تدخل دولي  لشل قدرات المجموعات المسلحة  في ليبيا، حيث تسهل الفوضى قيام معاقل جهادية تقوّض الجهود لتأمين استقرار المنطقة. 
ورحّبت الدول الخمس بمحاولات البلدان المجاورة لليبيا والامم المتحدة "لتأمين الظروف لحوار بين كل الاطراف الليبيين باستثناء المجموعات الارهابية  
ويبلغ تعداد الميليشيات المتقاتلة في ليبيا اليوم قرابة 2000 تنتشر في مختلف أنحاء البلاد  وقفز عدد الميليشيات المسلحة في ليبيا من 1700 إلى 2000 على الأقل.  ويترواح عدد حاملي السلاح  ما بين 200 ألف إلى 250 ألفًا عام 2013.
هل  تتحول خريطة الجماعات
وتتركز في العاصمة وحدها  8 ميليشيات رئيسية  أبرزها: 
1- درع ليبيا وهي تجمع لعدد من الكتائب التي شاركت في إطاحة القذافي وتسيطر على مصراتة وسرت، الجفرة، بني وليد، ترهونة، الخمس، مسلاتة وزليطن  وتصر قوات درع ليبيا  على  الحياد وعدم الانخراط في الاشتباكات بين قوات فجر ليبيا الاخوانية والاسلامية وقوات خليفة حفتر  ولها نفوذ كبير في طرابلس، وتتهم بأنها وراء اختطاف رئيس الوزراء السابق علي زيدان، وهي مقربة من الإسلاميين.
2- كتائب الزنتان وهى قبيلة جبلية في منطقة الجبل الأخضر و تقع في الجنوب الغربي لطرابلس،  وأبرزها القعقاع والصواعق  كانت لها سيطرة على المطار، وطرابلس الغربية بالكامل، وتوجهها وطنى وتحالفت مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وساهمت في تحرير طرابلس وسيطرت على المطار، وقبضت على سيف الإسلام القذافي، وهي التي اقتحمت مقر البرلمان الليبي  ، وهناك من يتهمها بأنها تتبع لمحمود جبريل رغم نفي هذا الأخير، وسبق لها دعم رئيس الحكومة السابق علي زيدان عند اختطافه 
3- كتيبة ثوار طرابلس و بدأت تفكيك نفسها والاندماج في الجيش  الليبي 
4- قوات فجر ليبيا وهي مليشيات من مصراتة ومدعومة من الاخوان  وكتائب إسلامية متحالفة معها وغرفة ثوار ليبيا وقوة درع ليبيا الوسطى، والمعسكر 27 وكتائب من غريان، وكتائب من مصراتة وكتائب من زليتن، ومن قاعدة معيتيقة والزاوية ومسلاته، إضافة إلى الحرس الوطني بقيادة خالد الشريف و سيطرت على مطار طرابلس الدولي، بعد نحو شهر من المعارك العنيفة مع ميليشيات الزنتان المدعومة من اللواء حفتر.
5- الجماعات السلفية  ويقدر عددها بالآلاف، وتنتشر في غرب طرابلس وضواحيها، الزاوية، ومصراته والخمس وزليتن. بعد سقوط القذافي حاولت الاندماج في الحياة السياسية وكونت حزب "الأصالة والتجديد" السلفي 
6- مليشيات متفرقة و تكونت بعد حرب التحرير في العاصمة منها مليشيا النواصي بقيادة عبد الرؤوف كارة وتعد من أشرس المليشيات. وتسيطر على قاعدة - معيتيقة وبعض السجون وعلى منطقة سوق الجمعة بالكامل ومحيطها. 
7- مليشيا صلاح البركي وتتبع إدارياً لميليشا غنيوة وهي تجمع لمجموعات ومزيج من الثوار السابقين واللاحقين والإسلاميين.
8- ميليشيا بشير السعداوي وتسيطر على محيط الهضبة الشرقية جامعة طرابلس وباب بن غشير.
هل  تتحول خريطة الجماعات
وتتركز  في بنغازي  وشرق ليبيا  9   ميليشيات رئيسية،   بالإضافة إلى قوات حفتر "الجيش الوطني"   التي استطاعت السيطرة على معظم مناطق  بني غازى وشرق ليبيا بالتحالف مع إقليم برقة الذى يهدف الى  إلى الحصول على الفيدرالية للمناطق الشرقية من ليبيا وتتركز القوات التابعة له  في حوض سرت وفي طبرق أقصى الشرق الليبي
ومن أبرز هذه الميلشيات والكتائب 
1- قوات الصاعقة وهي قوات خاصة انشقت عن نظام القذافي وانحازت للثورة وتعدادها 3 آلاف مقاتل،  وكان يفترض أن تكون نواة الجيش الليبي الجديد، لكنها اصطدمت بالكتائب الإسلامية وخاصة تنظيم أنصار الشريعة، وحتى تلك التابعة لقيادة الأركان،  وتدعم  قوات خليفة حفتر رغم إعلانها الحياد.
2- اللواء 319 ويسمى أيضا كتيبة شهداء 17 فبراير،  وهى من الكتائب القوية التي شاركت في الثورة الليبية، ومحسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، وانضمت إلى قيادة الأركان الجيش الليبي،  ولكن شكليا  فقط، خاصة بعد رفضها الانسحاب من مقرها في بنغازي بطلب من قيادة الأركان، مشترطة انسحاب كافة الكتائب المسلحة من المدن دون استثناء.
3- قوات اللواء حفتر ويطلق  عليها "الجيش الوطني" وهي مكونة من ضباط في الجيش وثوار شاركوا في الحرب ضد القذافي ويقودهم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر  وسيطر على بنغازي و يهاجم طرابلس حاليا  وانحازت له عدة قطاعات عسكرية في الجيش الليبي خاصة من القوات الجوية، وانضم إليه إقليم برقة  وقوات الصاعقة في بنغازي وكتائب القعقاع والصواعق في الزنتان وطرابلس، وشكلوا  تحالف عسكري ضد الكتائب الإسلامية سواء كانت محسوبة على الإخوان أو محسوبة على السلفية الجهادية.
4- جماعة "أنصار الشريعة وتقاتل "الجيش الوطني" بقيادة حفتر انصار الشريعة وتتركز أكثر في بنغازي ودرنة في الشرق الليبي، وتنتمي إلى السلفية الجهادية، صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية كمنظمة إرهابية رغم نفيها انتماءها إلى تنظيم القاعدة، تمتلك عدة مؤسسات خيرية وعيادات طبية والعلاج بالرقية الشرعية، سبق أن دخلت في اشتباكات مسلحة مع قوات الصاعقة، واتهمت بتصفية أفراد من الجيش والشرطة الليبيين.
5-  كتيبة شهداء بوسليم
6-  كتيبة راف الله سحاتي على صلة بتنظيم القاعدة  ويقودها إسماعيل الصلابي شقيق الداعية والمؤرخ علي الصلابي عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والمقيم في قطر، ومحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، 
7-  جماعة تحكيم الدين  وهى جماعة جهادية جديدة محسوبة على تنظيم القاعدة، تأسست حديثا، وتبنت التفجير الذي استهدف أحد مقرات قوات الصاعقة، وتتركز في بنغازي.
8-   مجلس شورى الشباب على صلة بتنظيم القاعدة.
9-  اللواء السابع عشر من فبراير على صلة بتنظيم القاعدة.
هل  تتحول خريطة الجماعات
يضاف كل ذلك إلى:
ـ كتائب مصراتة وتعد من أقوى الكتائب في غرب ليبيا، وتتميز بأنها الأكثر انضباطا، ولعبت دورا أساسيا في انتصار الثورة من خلال صمودها لأشهر أمام الحصار والقصف، ومدينة مصراتة الساحلية لا تبعد سوى 190 كم شرق طرابلس، وساهمت كتائبها بفاعلية في دخول طرابلس وإسقاط نظام القذافي، وتدعم هذه الكتائب شرعية المؤتمر الوطني العام، و تساند  أحمد معيتيق المنحدر من مصراته.
ـ غرفة ثوار ليبيا التي تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهي تحشد قواتها في محاولة لإعادة السيطرة على طرابلس بعد سيطرة لواء القعقاع عليها.
 وتعد منطقة  الصحراء الليبية الجنوبية، وأهم مدنها الكفرة في الجنوب الشرقي وسبها وغات في الجنوب الغربي،  من أخطر المناطق التي يسيطر عليها مجموعات قبلية مسلحة صغيرة،  والجماعات المسلحة العابرة للحدود مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة الموقعون بالدم و أعلنت جماعة ليبية مجهولة  تسمى «مجاهدي ليبيا» ، مبايعة أبو بكر البغدادي،  زعيم تنظيم "داعشط انضمامها إلى ما يسمى بـ«دولة الخلافة» 
وقال بيان صوتي تم نشره في وقت سابق على موقع «يوتيوب» إن «جمعا من الفصائل والكتائب على أرض ليبيا بولاياتها الـ3 برقة وفزان وطرابلس، تعلن مبايعة الخليفة البغدادي على السمع والطاعة ودعا البيان المسلمين في كل مكان لمبايعة البغدادي ونصرته، وهدد من وصفهم بـ«المترددين من العلمانيين وقوات الجيش» بالحرب، كما حث القبائل الليبية على اللحاق بهم.
وتعد  مدينة درنة الليبية أول مدينة تنضم لتنظيم «داعش» من خارج العراق وسورية، بعد إعلان مجموعة من المسلحين في المدينة ولاءهم للتنظيم،  وانتشرت المحاكم الدينية بالمدينة والتي تصدر أحكامها بالإعدام علنًا، وبجلد المواطنين المتهمين بخرق أحكام الشريعة،  فضلاً عن الفصل بين الذكور والإناث في المدارس والفصول للتحول إلى مركز قوي يتبع تنظيم «داعش» في ليبيا، ومن الممكن أن يصبح نموذجًا للتنظيم في محاولته للتوسع في مناطق أخرى خارج العراق وسورية خاصة بعد  ان قام  عددًا من المسلحين التابعين لتنظيم «داعش»  بالعودة  إلى ليبيا مرة أخرى هذا العام ، واستطاعوا توحيد معظم الفصائل الجهادية الموجودة في درنة، ومهدوا الطريق للسيطرة على المدينة عن طريق تصفية جميع معارضيهم سواء أكانوا مدنيين أو جهاديين من جماعات أخرى.

هل  تتحول خريطة الجماعات
وينتشر حاليا في ليبيا العشرات من قادة تنظيم القاعدة ، ومعهم المئات من أتباعهم  كانوا يفرضون سطوتهم بقوة السلاح على المدن الليبية قبل  عملية الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر ومن أبرزهم:
1- مختار بلمختار، وكان قائدًا لكتيبة "المرابطون" في مالي، وانتقل إلى ليبيا ليقود تنظيم القاعدة فيه.
2-  مفتاح الدوادي،  وهو ليبي من صبراته، رئيس المجلس العسكري لصبراتة، كان سجينًا سياسيًا في سجن بوسليم على ذمة قضية "أمير معسكر الأنصار في أفغانستان"، وهو مؤسس هذا المعسكر، وأمير هذه الجماعة، ويمتد تنظيمه لتنظيم المدعو عوض محمد الزواوي الذي مات في سجن بوسليم من سنة 1996 - ثم هرب الدوادي إلى أفغانستان، حيث أسس معسكر الأنصار هذا بتوجيهات من زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، واشتهر الدوادي بين أفراد تنظيمه في أفغانستان بـ" أبو عبدالغفار۔
3-  صلاح البركي، أحد أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة، واسمه الحقيقي صالح عمران البركي، وهو الآن رئيس المجلس العسكري لمنطقة "بو سليم" وضواحيها من العاصمة الليبية طرابلس، وهو الآمر الفعلي لأغلب كتائب ميليشيات طرابلس حتى المدعو غنيوة الككلى، يتلقى التوجيهات منه، وكان البركي سجينا في معتقل بوسليم، منذ سنة 1989 في قضية العائدين من أفغانستان، وكان معروفا هناك باسم "القعنبي " وكنيته "أبو أيوب"، وله أخ مات في سجن بوسليم سنة 1996 اسمه عبدالحكيم البركي.
4- إسماعيل الصلابي من بنغازي، أمير أكبر الكتائب في المنطقة الشرقية المعروفة باسم "شهداء 17 فبراير" و"سرايا راف الله السحاتي" و"أنصار الشريعة"، بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي، ولهم محل أدوات منزلية بالمدينة.
5- ناصر طيلمون، أحد أعضاء الحرس الوطني، وأحد أبرز قادة سجن الهضبة، وهو السجن الذي تسلم له كل رموز نظام معمر القذافي، خرج في عفو المصالحة التي سعى فيه سيف نجل القذافي، وهو من مجموعة تنظيم القاعدة الذين تسلمتهم ليبيا من دولة الأردن، عندما نزل بها هو ومجموعة ليبيين قادمين من أفغانستان، وكان سائق أسامة بن لادن في أفغانستان.
6- حسن الحمر، تكفيري، أحد قادة المعسكرات، وكان سجينا في أبوسليم لمدة 12 سنة.
7- عبدالوهاب القائدي، ليبي من الجنوب ويقطن مدينة طرابلس، أحد العائدين من أفغانستان، وكان الذراع اليمنى لأسامة بن لادن.
8- سفيان بن قمو، أمير كتيبة أنصار الشريعة في درنة بشرق ليبيا، والذي كان سائقا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل، وهو مطلوب دوليا.
9- سالم البراني دربي، ناشط في تنظيم القاعدة، وتمت ملاحقته من طرف النظام الليبي السابق، وكان مختفيا في الجبال منذ عام 1996، والآن خرج ليقود كتيبة الشهداء في بنغازي.
10- محمد الدربوكي، واسمه محمد سليمان الدربوكى، من مواليد 1971، شارك في محاولة اغتيال القذافي، وهو الآن أحد القادة الميدانيين لأتباع تنظيم القاعدة في الجبهة الشرقية.
11- عبدالباسط عزوز، من أشرس أعضاء تنظيم القاعدة،  وهو المستشار الأول لأيمن الظواهري، والقائد الميداني للتنظيم في ليبيا، وهو موجود في مدينة درنة، ومسئول عن إدخال مجموعات مقاتلة من أفغانستان لليبيا.
12- عبدالحكيم بلحاج، واسمه عبدالحكيم الخويل دي بلحاج، أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة.
13- عبدالحكيم الحصادي، عضو في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وهو من مدينة درنة أيضًا، وهو أكبر القواد وأخطرهم، وزعيم الكتائب في درنة.
14- مصطفى خليفة الساعدي، من أتباع القاعدة، وخطيب في عدة مساجد بطرابلس.
15- الصديق الغيثي، كان أحد كوادر القاعدة في أفغانستان، ومن المقربين من ابن لادن، وصديق لعبد الحكيم بلحاج.

شارك