الطيار "الكساسبة" بالزي البرتقالي: "ستقتلونني"... هل وصلت رسالة "داعش" إلى الأردن؟
الثلاثاء 30/ديسمبر/2014 - 07:34 م
طباعة

فيما يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أراد أن يرسل رسالة إلى الحكومة الأردنية، بأن حسم مصير طيارها الأسير لد معاذ الكساسبة قد اقترب، مع ظهوره بالزي البرتقالي، وهو الذي ظهر فيه أغلب ضحايا التنظيم من الأجانب خلال الفيديوهات السابق، وأيضا خلال قتلها 13 عنصرا من عناصر كتائب فرسان العلم المعارضة للدولة الإسلامية بالعراق.
أول ظهور للطيار الأسير

عقب أيام من سقوط الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة الأربعاء الماضي، أسيرا في يد تنظيم "داعش"، نشر التنظيم في الإصدار السادس من مجلة "دابق" الإلكترونية التابعة له والتي تصدر باللغة الإنكليزية، صورة للطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة بالبزة البرتقالية، والتي ظهر فيها قبله الأجانب الذين قتلهم التنظيم ذبحاً، ما يرجح أن التنظيم قرر قتل الطيار.
الحوار الذي نشرته "داعش" يوضح أن الاستجواب كان عن نوعية الأسئلة والطائرات التي يستخدمها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والدول العربية المشاركة، وهو ما أفصح عنه الطيار، قائلا: "القواعد السعودية والكويتية والبحرينية والأردنية والتركية تُستخدم لاستقبال طائرات التحالف، وأن المقاتلات الأردنية تنطلق من الأردن والمقاتلات الخليجية تنطلق بشكل عام من الكويت والسعودية والبحرين، وهناك مطارات مهيأة لحالات الهبوط الاضطراري مثل الأزرق في الأردن وعرعر في السعودية ومطار بغداد الدولي والكويت الدولي ومطار في تركيا نسيت اسمه يبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود السورية".
كما أشار إلى أن بعض المقاتلات الأمريكية والفرنسية تنطلق من قاعدة موفق السلطي في الأردن، إلى جانب قواعد في تركيا.
وأضاف: "هناك قاعدة أمريكية في قطر، حيث يتم التخطيط للمهمة وتحديد الأهداف وتوزيع المهام، وترسم مهام كل دولة مشاركة في هذه الحملة قبل يوم من تنفيذها، ويقوم الأمريكيون بطلعات جوية من طائرات دون طيار تنطلق من الخليج ويستخدمون الأقمار الاصطناعية والجواسيس لتحديد ودراسة الأهداف، ويتم تزويدنا بخريطة وصور للأهداف".
وأوضح أن الأردن يشارك في الحملة مع التحالف الدولي بطائرات "إف 16" والإمارات والسعودية بطائرات "إف 16" المطورة والمزودة بقنابل موجهة عبر الليزر، أما الكويت فتشارك بطائرات لتزويد الوقود، البحرين والمغرب بطائرات "إف 16" المطورة، إلى جانب قطر وعُمان، لافتا إلى مشاركة أكثر من 200 جندي أمريكي في الحرب منهم 16 طياراً، والباقون مهندسون وتقنيون وآخرون يقومون بأدوار دعم.
وفي رده على سؤال حول مصيره بعد ارتدائه البزة البرتقالية، أجاب الطيار الأردني الأسير: "ستقتلونني".
الحوار الذي نشرته "داعش" يوضح أن الاستجواب كان عن نوعية الأسئلة والطائرات التي يستخدمها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والدول العربية المشاركة، وهو ما أفصح عنه الطيار، قائلا: "القواعد السعودية والكويتية والبحرينية والأردنية والتركية تُستخدم لاستقبال طائرات التحالف، وأن المقاتلات الأردنية تنطلق من الأردن والمقاتلات الخليجية تنطلق بشكل عام من الكويت والسعودية والبحرين، وهناك مطارات مهيأة لحالات الهبوط الاضطراري مثل الأزرق في الأردن وعرعر في السعودية ومطار بغداد الدولي والكويت الدولي ومطار في تركيا نسيت اسمه يبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود السورية".
كما أشار إلى أن بعض المقاتلات الأمريكية والفرنسية تنطلق من قاعدة موفق السلطي في الأردن، إلى جانب قواعد في تركيا.
وأضاف: "هناك قاعدة أمريكية في قطر، حيث يتم التخطيط للمهمة وتحديد الأهداف وتوزيع المهام، وترسم مهام كل دولة مشاركة في هذه الحملة قبل يوم من تنفيذها، ويقوم الأمريكيون بطلعات جوية من طائرات دون طيار تنطلق من الخليج ويستخدمون الأقمار الاصطناعية والجواسيس لتحديد ودراسة الأهداف، ويتم تزويدنا بخريطة وصور للأهداف".
وأوضح أن الأردن يشارك في الحملة مع التحالف الدولي بطائرات "إف 16" والإمارات والسعودية بطائرات "إف 16" المطورة والمزودة بقنابل موجهة عبر الليزر، أما الكويت فتشارك بطائرات لتزويد الوقود، البحرين والمغرب بطائرات "إف 16" المطورة، إلى جانب قطر وعُمان، لافتا إلى مشاركة أكثر من 200 جندي أمريكي في الحرب منهم 16 طياراً، والباقون مهندسون وتقنيون وآخرون يقومون بأدوار دعم.
وفي رده على سؤال حول مصيره بعد ارتدائه البزة البرتقالية، أجاب الطيار الأردني الأسير: "ستقتلونني".
تركيا تتوسط لدى "داعش"

هاكان فيدان
اتجهت الحكومة الأردنية إلى حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ من أجل التواصل مع تنظيم الدولة الإسلامية للإفراج عن طيارها؛ نظرا لأن تركيا هي الدولة الوحيدة التي أفرج التنظيم عن أسرى لهم دبلوماسيين أتراك في المول، والذي بقوا أسابيع أسرى لدى التنظيم حتى تم الإفراج عنهم مقابل معتقلين وصفقات أسلحة، كما ذكرت التقارير والصحف التركية والعالمية.
ورغم خيار الصمت الذي تتوخاه عمان حول قضية الطيار الأسير، إلا أن معطيات بدأت بالتسرب خاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة، حول وجود طلب رسمي تقدمت به السلطات الأردنية إلى أنقرة للوساطة مع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بداعش.
وعلى ضوء ذلك بدأ جهاز الاستخبارات التركي والجهات المختصة بالعمل على الأمر، وسيتم إبلاغ الحكومة الأردنية في حال تم التوصل إلى شيء ما مع التنظيم المتشدد، والتي يؤكد مراقبون أن جهاز الاستخبارات التركي يتمتع بعلاقات قوية مع قادته.
وأرجع المراقبون ذلك إلى أن علاقة التنظيم بجهاز الاستخبارات التركي ظهرت في إطلاق سراح الأتراك الدبلوماسيين بالقنصلية التركية بالموصل، ثم لعبت تركيا دور الوساطة مع التنظيم المتشدد، في وقت سابق فقد طلبت الحكومة اللبنانية منذ فترة من أنقرة المشاركة في المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الجنود اللبنانيين الـ27 المحتجزين لدى كل من "داعش" وجبهة النصرة في القلمون، إلا أن الأخيرة لم تكن متحمسة لذلك.
وكان لأنقرة الدور البارز في إطلاق سراح راهبات معلولا المحتجزات لدى جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وقبلها عملية إطلاق لبنانيين مقربين من حزب الله لدى نفس التنظيم. وليست سرا خافيا العلاقة القوية التي تجمع تركيا بتنظيمي داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات المتشددة، حتى إن بعض التقارير الاستخباراتية تؤكد وجود تنسيق على مستوى عال بين قيادات هذه المجموعات وجهاز الاستخبارات التركي.
وأكد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة أن "جهات مختصة" تعمل "بصمت" للإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة الذي أسره تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" الأربعاء الماضي، تجنباً لـ"الإضرار بجهود التفاوض" التي تبذلها جهات عدة.
وقال الطراونة، في تصريحات خلال جلسة لمجلس النواب مساء أمس: "هناك جهات مختصة تعمل للإفراج عن البطل الطيار معاذ الكساسبة وتعمل بصمت تام للحفاظ على سرية الإجراءات التي يعملون بها للإفراج عنه، مضيفا: "أعرف أن هناك الكثير من النواب لديهم ما يقولونه في هذا الموضوع، لكننا لا نريد الإضرار بجهود التفاوض التي تبذل من قبل جهات مختلفة"، مؤكداً أن "هناك جهوداً سنسمعها في القريب العاجل".
ورغم خيار الصمت الذي تتوخاه عمان حول قضية الطيار الأسير، إلا أن معطيات بدأت بالتسرب خاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة، حول وجود طلب رسمي تقدمت به السلطات الأردنية إلى أنقرة للوساطة مع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بداعش.
وعلى ضوء ذلك بدأ جهاز الاستخبارات التركي والجهات المختصة بالعمل على الأمر، وسيتم إبلاغ الحكومة الأردنية في حال تم التوصل إلى شيء ما مع التنظيم المتشدد، والتي يؤكد مراقبون أن جهاز الاستخبارات التركي يتمتع بعلاقات قوية مع قادته.
وأرجع المراقبون ذلك إلى أن علاقة التنظيم بجهاز الاستخبارات التركي ظهرت في إطلاق سراح الأتراك الدبلوماسيين بالقنصلية التركية بالموصل، ثم لعبت تركيا دور الوساطة مع التنظيم المتشدد، في وقت سابق فقد طلبت الحكومة اللبنانية منذ فترة من أنقرة المشاركة في المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الجنود اللبنانيين الـ27 المحتجزين لدى كل من "داعش" وجبهة النصرة في القلمون، إلا أن الأخيرة لم تكن متحمسة لذلك.
وكان لأنقرة الدور البارز في إطلاق سراح راهبات معلولا المحتجزات لدى جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وقبلها عملية إطلاق لبنانيين مقربين من حزب الله لدى نفس التنظيم. وليست سرا خافيا العلاقة القوية التي تجمع تركيا بتنظيمي داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات المتشددة، حتى إن بعض التقارير الاستخباراتية تؤكد وجود تنسيق على مستوى عال بين قيادات هذه المجموعات وجهاز الاستخبارات التركي.
وأكد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة أن "جهات مختصة" تعمل "بصمت" للإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة الذي أسره تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" الأربعاء الماضي، تجنباً لـ"الإضرار بجهود التفاوض" التي تبذلها جهات عدة.
وقال الطراونة، في تصريحات خلال جلسة لمجلس النواب مساء أمس: "هناك جهات مختصة تعمل للإفراج عن البطل الطيار معاذ الكساسبة وتعمل بصمت تام للحفاظ على سرية الإجراءات التي يعملون بها للإفراج عنه، مضيفا: "أعرف أن هناك الكثير من النواب لديهم ما يقولونه في هذا الموضوع، لكننا لا نريد الإضرار بجهود التفاوض التي تبذل من قبل جهات مختلفة"، مؤكداً أن "هناك جهوداً سنسمعها في القريب العاجل".
رسائل "داعش"

يبدو حتى الآن بالرغم من نشر صور للطيار الأردني بالزي البرتقالي، لم ينشر التنظيم كعادته فيديو لـ"الكساسبة" كعادته في نشر فيديوهات للأسرى، فنشر صورة وعبر مجلته باللغة الإنجليزية، قصد توجيه رسالة بأن قرار الإعدام لم يتخذ بعد، ولكن من الممكن قتله في أي وقت، إذا لم تنفذ الحكومة الأردنية مطالب التنظيم والتي تتم فيما يبدو عبر وسطاء مختلفون سواء عبر جهاز الاستخبارات التركية، أم عبر قيادات العشائر السنية، أو عبر قيادات السلفية الجهادية بالأردن.
الرسالة الأخرى التي يريد توصيلها التنظيم، هي رسالة الخوف والفزع للمقاتلين الأجانب والعرب الذين يشاركون في الغارات الجوية اليومية على معاقل التنظيم، ضمن الحرب النفسية التي تتبعها الدولة الإسلامية في صراعها مع القوى المعادية لها سواء قوات التحالف أو الدول العراقية والسورية، أو الجماعات المسلحة الأخرى في العراق وسوريا.
الرسالة الأخرى تشير إلى أن التنظيم، قادر على أسر مقاتلين من أي قوات برية تابعة لأي جيش ستحارب مقاتلي التنظيم وستواجه بقوة وشراسة وسيكون مصيرها القتل كما كان في مقتل العميد في قوات الحرس الثوري الإيراني حميد تقوي؛ مما يتيح للتنظيم الحفاظ على مقاتليه، وعدم وجود قوى برية تستطيع أن تهزمه على الأرض مع وجود العشرات من رسائل الحرب النفسية ضد أعدائه.
وفيما يبدو أن التنظيم نجح في توصيل رسالته، من خلال ظهور أصوات من نشاطين سياسيين بالأردن تطالب بالانسحاب من التحالف الدولي، فقد أصدر أعضاء بالبرلمان الأردني، بيانا تحت شعار "ليست حربنا" لإعادة تقييم دور الأردن في التحالف ومصلحته في المشاركة بحرب بعيدة عن الأردن خصوصا أن أدبيات تنظيم "داعش" لم يسبق لها أن أعلنت أية أهداف في الأردن.
البيان البرلماني، أثار جدلا واسع النطاق لكنه أسهم في امتصاص حالة احتقان شعبية وضعت مكانة التحالف الدولي في الشارع الأردني أمام اختبارات حادة خصوصا بعد واقعة إسقاط الطائرة.
الرسالة الأخرى التي يريد توصيلها التنظيم، هي رسالة الخوف والفزع للمقاتلين الأجانب والعرب الذين يشاركون في الغارات الجوية اليومية على معاقل التنظيم، ضمن الحرب النفسية التي تتبعها الدولة الإسلامية في صراعها مع القوى المعادية لها سواء قوات التحالف أو الدول العراقية والسورية، أو الجماعات المسلحة الأخرى في العراق وسوريا.
الرسالة الأخرى تشير إلى أن التنظيم، قادر على أسر مقاتلين من أي قوات برية تابعة لأي جيش ستحارب مقاتلي التنظيم وستواجه بقوة وشراسة وسيكون مصيرها القتل كما كان في مقتل العميد في قوات الحرس الثوري الإيراني حميد تقوي؛ مما يتيح للتنظيم الحفاظ على مقاتليه، وعدم وجود قوى برية تستطيع أن تهزمه على الأرض مع وجود العشرات من رسائل الحرب النفسية ضد أعدائه.
وفيما يبدو أن التنظيم نجح في توصيل رسالته، من خلال ظهور أصوات من نشاطين سياسيين بالأردن تطالب بالانسحاب من التحالف الدولي، فقد أصدر أعضاء بالبرلمان الأردني، بيانا تحت شعار "ليست حربنا" لإعادة تقييم دور الأردن في التحالف ومصلحته في المشاركة بحرب بعيدة عن الأردن خصوصا أن أدبيات تنظيم "داعش" لم يسبق لها أن أعلنت أية أهداف في الأردن.
البيان البرلماني، أثار جدلا واسع النطاق لكنه أسهم في امتصاص حالة احتقان شعبية وضعت مكانة التحالف الدولي في الشارع الأردني أمام اختبارات حادة خصوصا بعد واقعة إسقاط الطائرة.
مصير الطيار والرسائل

فيما يبدو أن "داعش" سيذهب إلى استثمار أسر الطيار الأردني لأقصى مدى، مع حالة القلق والتخبط التي أصابت القوى الدولية في مواجهة التنظيم، وعدم فك شفرة التنظيم، مع استمرار حالة "اللا نصر" و"اللا هزيمة" بين التحالف والجيش العراقي ومقاتلي التنظيم في عدد من مناطق الصراع بالعراق وإقليم كردستان، بالإضافة إلى تحقيق التنظيم تقدما ضعيفا على الساحة السورية.
رسائل التنظيم من خلال فيديوهات قتل الرهائن الأجانب، وإعلانه عن مسئوليته عن قتل العميد بالحرس الثوري الإيراني، وأسر الطيار الأردني هي رسالة لعدم إرسال قوات برية لمقاتلة، في ظل تألق التنظيم مع الغارات الجوية.. فهل وصلت رسالة "داعش" إلى الأردن ودول التحالف الدولي؟
رسائل التنظيم من خلال فيديوهات قتل الرهائن الأجانب، وإعلانه عن مسئوليته عن قتل العميد بالحرس الثوري الإيراني، وأسر الطيار الأردني هي رسالة لعدم إرسال قوات برية لمقاتلة، في ظل تألق التنظيم مع الغارات الجوية.. فهل وصلت رسالة "داعش" إلى الأردن ودول التحالف الدولي؟