السبسي يؤدي اليمين الدستورية ومستقبل العلمانية التونسية ومبادئ بورقيبه في الميزان

الثلاثاء 30/ديسمبر/2014 - 11:37 م
طباعة السبسي يؤدي اليمين
 
ثورة الياسمين
ثورة الياسمين
يؤدى الباجي قائد السبسي اليمين الدستورية رسميًا أمام مجلس النواب التونسي في جلسته العامة غدا، بعد انتخابه رسميًا الأسبوع الماضي رئيسًا للجمهورية، خلفًا للرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، ليتولى السبسي مهامه رسميا في أول انتخابات رئاسية تشهدها تونس بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن على في ديسمبر 2010، فيما أطلق عليها ثورة الياسمين.
التغيير والهوية
التغيير والهوية
ويأتي المشهد التونسي بعد انتخاب السبسي والإطاحة بحكم النهضة مؤشرا على عودة العلمانية التونسية، أفكار الحبيب بورقيبه، خاصة أن السبسي لا يترك مقابلة إلا ويؤكد اعتزازه بالمبادئ التي صكها بورقيبة، واعتزازه بأنه  أحد تلاميذه.
ويري مراقبون أن سيطرة حركة نداء تونس على الأغلبية البرلمانية، وتشكيل الحكومة، إلى جانب تولى السبسي رئاسة الجمهورية التونسية، من شأنه وضع حد أمام حركة النهضة التي كانت تسعى للعودة للحكم تدريجيا، بعد خروجها من الحكومة التونسية بعد سقوط الإخوان في مصر، وتصاعد الغضب الشعبي ضد اخوان تونس، وما تبعه من تراجع واضح في الانتخابات البرلمانية السابقة، وكذلك الانتخابات الرئاسية، بعد أن حظي المنصف المرزوقي بدعم غير معلن من إخوان تونس.
وقف زحف حركه النهضة
وقف زحف حركه النهضة
ويأتي موعد تأدية اليمين الدستورية للسبسي بعد نجاح تونس في إعداد دستور لقى إجماعًا وطنيًا، وتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي في يونيه 2013، تحصل تونس بموجبة على 1.7 مليار دولار على مدار سنتين، إلا ان تردى الوضع الاقتصادي سيكون هو العبء الأكبر، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي 2.1 %، كما أن العجز بميزان المدفوعات شهد عجزًا بنسبة 29.3 %، وذلك بسبب العجز بالميزان التجاري الذى بلغ 18.2%، وتراجع إيرادات السياحة .
ونتيجة تشابه الأوضاع في مصر مع تونس، من حيث الاطاحة بالإخوان، ووقف زحف حركة النهضة، واستعادة الهوية المعبرة للدولة، والابتعاد عن تشدد الاخوان ومحاولتهم أخونة مؤسسات الدولة، يأتي دعم النساء فى كل من مصر وتونس للرئيس المنتخب ملاحظة جديرة بالاهتمام، ومثلما لعبت المرأة المصرية دورا مهما في الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، كذلك المرأة التونسية، لعبت دورًا مهما في الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، وكانت هذه الخطوة محل اهتمام شبكة دويتشه فيله الالمانية.
الدستور والمرأة
الدستور والمرأة
ونقلتا لشبكة عن سعيدة قراش، رئيسة لجنة المرأة في حزب حركة نداء تونس وناشطة سابقة في جمعية النساء الديمقراطيات قولها " فوز السبسي يعني في نهاية المطاف فوز النموذج المجتمعي التونسي الذي تأسس منذ بناء دولة الاستقلال وتميز خاصة بإصدار مجلة الأحوال الشخصية وهي الميزة التي انفردت بها تونس عن غيرها من دول المنطقة العربية، خاصة وأن النموذج التونسي يستمد جذوره من الحركة الإصلاحية ومن فكر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي كانت له إرادة شخصية وسياسية لتحرير المرأة،  ونداء تونس كان الأكثر استقطابا لأصوات النساء لكونه كان أكثر الأحزاب التي قدمت خطابا مطمئنا للناخبات حول الحفاظ على المكتسبات وتطويرها"
بورقيبه
بورقيبه
كان الحبيب بورقيبه خلال فترة حكمه عمل على منح المرأة حقوقا مدنية وقانونية عبر سن تشريعات استثنائية في المنطقة العربية ومن بينها مجلة الأحوال الشخصية التي صدرت عام 1956 والتي تكرس لمبدأ المساواة بين الجنسين في العمل وتمنع تعدد الزوجات وتمنح المرأة حق طلب الطلاق ومنح الجنسية لأبنائها وغيرها من الحقوق.
والتساؤلات تدور حاليا حول مستقبل الجمهورية التونسية في عهد السبسي، ومستقبل دول الربيع العربي بعد الإطاحة بالإخوان، وبدء دوران عجلة الهوية والاعتزاز بالقيم والمبادئ التي ترسخت لدى الشعوب العربية، سواء العلمانية التونسية أو الهوية الوطنية الجماعة في مصر، بعيدا عن محاولات الإخوان في تفسيخ المؤسسات، وبناء دولة متشددة قائمة على الإقصاء السياسي والاجتماعي والديني أيضًا.

شارك