الشيعة والتشيع
تعد الشيعة
ثاني أكبر الطوائف الاسلامية ، وهم الذين عرفوا تاريخيًا بـ"شيعة
علي" أو "أتباع علي"، وغالبًا ما يشير مصطلح إلى الشيعة الاثنا
عشرية بأنها الفرقة الأكثر عددًا، حيث يرون أن علي بن أبي طالب هو وأحد عشر إماماً
من ولده (من زوجته فاطمة بنت النبي محمد) ويطلقون عليه اسم الإمام الذي يجب اتباعه
دون غيره طبقًا لأمر من النبي محمد في بعض الأحاديث مثل حديث المنزلة، وحديث
الغدير، وحديث الخلفاء القرشيين الاثنا عشر، وحديث الثقلين المنقولة عن النبي محمد
بنصوص مختلفة والذي يستدلون به على غيرهم من خلال وجوده في بعض كتب بعض الطوائف
الإسلامية التي تنكر الإمامة وهو كالتالي (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا
بعدي; أحدهما أعظم من الآخر; كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل
بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
تأريخ النشأة
يؤمن الشيعة أن التشيع هو الإسلام ذاته، ويتبناه
الشيعة أنفسهم حيث يرون أن المذهب الشيعي أصلا لم يظهر بعد الإسلام. ويرون أن
المسلم التقي يجب أن يتشيع ويوالي علي بن أبي طالب، وبالتالي فإن التشيع هو ركن من
أركان الإسلام الأصيل وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته، فعندما نزلت الآية
الكريمة "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ "سورة البينة آية 7. ورد في تفسير
الطبري بأن علي وشيعته خير البرية فقد جاء في تفسيره الجزء الأخير من الآية ما نصه:
يَقُول : مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ النَّاس فَهُمْ
خَيْر الْبَرِيَّة. وَقَدْ : حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد، قَالَ : ثنا عِيسَى بْن
فَرْقَد، عَنْ أَبِي الْجَارُود، عَنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ ﴿ أُولَئِكَ هُمْ خَيْر
الْبَرِيَّة ﴾ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْتَ
يَا عَلِيّ وَشِيعَتك "وأكده قبل موته في يوم غدير خم حينما حج حجة الوداع،
حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف، وأعلن الولاية لعلي من بعده حيث ورد في
الحديث بعبارات مختلفة أن النبي قال: "من
كنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه"
ومع بداية الصراع بين علي بن أبي طالب وبين الصحابة
أمثال طلحة والزبير بن العوام ومعاوية، والذين ينظر إليهم الشيعة كمؤمنين بمبدأ
إمامة علي، ومتبعين له من منطلق اعتقادي. ولكن بدأت في ظهور مجموعة في المقابل
أطلقت على نفسها شيعة عثمان أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر
بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب الذي تباطأ في رأيهم في الثأر لعثمان.
وعلى رأس شيعة عثمان كان معاوية بن ابي سفيان من جهة وعائشة زوجة النبي من جهة
أخرى
معركة الجمل
حدثت موقعة الجمل في عام 36 هـ بين علي بن أبي طالب
وكلٍ من السيدة عائشة وطلحة والزبير، ويرى الشيعة بأن سبب خروج طلحة والزبير
بأنهما بايعا الإمام طمعا في منصب وهو مالم ينالاه لذلك خرجا عليه واتخذا من
القصاص لمقتل عثمان حجة لعزله عن الخلافة أو قتله، ويرى السنة أن علي بن أبي طالب
لم يكن قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان مع علمه بأعيانهم، وذلك لأنهم
سيطروا على مقاليد الأمور في المدينة النبوية، وشكلوا فئة قوية ومسلحة كان من
الصعب القضاء عليها. لذلك فضل الانتظار ليتحين الفرصة المناسبة للقصاص ولكن بعض
الصحابة وعلى رأسهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رفضوا هذا التباطؤ في
تنفيذ القصاص ولما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ القصاص خرج طلحة
والزبير إلى مكة، والتقوا عائشة التي كانت عائدة من أداء فريضة الحج، واتفق رأيهم
على الخروج إلى البصرة ليلتقوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال،
وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان، وإنفاذ القصاص فيهم. ونتج عن المعركة هزيمة
أصحاب الجمل ومقتل الآلاف وقُتل فيها طلحة والزبير.
معركة صفين
هي المعركة التي دارت بين علي ومعاوية بن أبي سفيان
والي الشام في عهد عثمان بعد إن عزلهُ وبعد اعلان معاوية رفضه تنفيذ قرار الخليفة
بعزله كما امتنع عن تقديم البيعة لعلي،
وطالب بالثأر لابن عمه عثمان ويرى الشيعة
أن أهداف معاوية المعلنة كانت معارضت على
ولكن الخفية كانت لأطماع سياسية وكان
لشيعة علي دور في المعركة حيث ورد في المصادر الشيعية أن عليًا عندما سأله أبو
بردة بن عوف الأزدي وهو أحد المتخلفين عنه حيث قال «يا أمير المؤمنين، أرأيت
القتلى حول عائشة والزبير وطلحة، بم قتلوا» فرد عليه «قتلوا شيعتي وعمالي، وقتلوا
أخا ربيعة العبدي، رحمة الله عليه، في عصابة من المسلمين قالوا : لا ننكث كما
نكثتم، ولا نغدر كما غدرتم. فوثبوا عليهم فقتلوهم، فسألتهم أن يدفعوا إلى قتلة
إخواني أقتلهم بهم، ثم كتاب الله حكم بيني وبينهم، فأبوا علي، فقاتلوني وفي
أعناقهم بيعتي، ودماء قريب من ألف رجل من شيعتي، فقتلتهم بهم، أفي شك أنت من ذلك
؟» وأدت المعركة إلى مقتل 70 ألف رجل، منهم من أتباع علي عمار بن ياسر الذي قال
عنه النبي محمد «وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ
إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ»
معركة النهروان
حدثت في سنة 38 هـ بين جيش علي بن أبي طالب
والخوارج، انتهت المعركة بانتصار علي ومقتل جميع الخوارج البالغ عددهم 4000 ما عدا
أقل من 10، حيث ورد عنه في المصادر الشيعية قوله لهم عندما وصلوا حروراء «يا قوم.
ليس اليوم أوان قتالكم. وستفترقون. حتى تصيروا أربعة آلاف. فتخرجون علي في مثل هذا
اليوم وفي مثل هذا الشهر فأخرج اليكم بأصحابي فأقاتلكم حتى لا يبقى منكم الا دون
عشرة» وقد كان عددهم 12 ألف ثم تفرقوا.
الدولة الأموية
يعتبر الشيعة الأمويين مغتصبين للخلافة من ولدي علي
الحسن والحسين، وأجزاء من حكم علي بن أبي طالب. فعندما تولى عليٌ الحكم كان معاوية
واليًا على الشام (في خلافة عمر وعثمان) فعزله علي لكن معاوية رفض قرار العزل،
والذي قام بعد وفاة علي بأخذ الخلافة من ابنه الحسن بعد إن اضطر الحسن للصلح مع
معاوية حقنًا للدماء وبعدما علم بوجود خونة في جيشه الذي كان سيقاتل جيش معاوية
عام 41 هـ. ومن شروط الصلح في مصادر الشيعة: ألا يسمي معاوية نفسه بأمير المؤمنين،
وألا تجوز عنده الشهادة، وألا يتعقب شيعته، وألا يشتم عليًا، وأن يرجع الحكم بعد
معاوية له ثم لأخيه الحسين؛وقد نقض معاوية الصلح، فقد كان يسب عليًا ويأمر الناس
بذلك. ثم قتل حجر بن عدي واصحابه وكانوا من الشيعة،وقتل الحسن بن علي بالسم
معركة كربلاء
وفي سنة 61 هـ وبعد تولي يزيد بن معاوية الخلافة
وبذلك نقض أحد شروط الصلح وهو تولي الحسين للخلافة، فقام الحسين بالخروج مع أصحابه
وأهل بيته ليصل لمكان يسمى كربلاء، وليلتقي بالجيش الأموي وليقتل هو وأصحابه. وأدى
مقتل الحسين والطريقة التي قتل بها إلى حدوث
وتعد معركة كربلاء منعطفاً هاماً في تطور الفكر
الشيعي حيث أن مأساة كربلاء واستشهاد الحسين بطريقة مأساوية مفزعة ألهبت مشاعر
الشيعة وجعلت الأمر يتحول إلى اعتماد أسلوب الثورة على السلطة وإعلان الحسين
شهيدهم رمز المظلوم.
فنجد الفكر الشيعي يتحول في بعض نواحيه إلى فكر ثوري
ويتحول الحسين إلى الشخصية التي يرى الشيعي فيها رمزا للمظلوم والغربة فتراهم
يستخدمون دائما جملة (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء). وبعد معارك مثل معركة الجمل
ومعركة صفين وظهور حزب جديد هم الخوارج ومعركة النهروان. قتل علي بن أبي طالب على
يد عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم أثناء صلاة الفجر في مسجد الكوفة وقال جملته
الشهيرة: "فزت ورب الكعبة".
ثورات الشيعة
بعد مقتل
الحسين قامت العديد من الثورات ضد حكم بني أمية. منها 1- ثورة أهل المدينة التي
خرج فيها الصحابة وأبناء الصحابة فاستباح يزيد المدينة المنورة وقتل فيها الآلاف
2- ثورة
التوابين التي قادها سليمان بن صرد الخزاعي وأتباعه الذين فاتتهم المشاركة في
كربلاء لأنهم كانوا في سجون الكوفة التي كانت عاصمة الخلافة في عهد علي والتي كانت
من أكثر المدن التي يتواجد بها أنصاره (بالرغم من قلتهم، وتهجير العديد من القبائل
الشيعية منها همدان في عهد معاوية). فقاتل التوابين الجيش الأموي بعين الوردة سنة
65 للهجرة، ورفعوا شعار يالثارات الحسين, حتى قتلوا
3- ثورة المختار الثقفي في سنة 66 هـ وكان هدف ثورته
الثأر لدم الحسين، والانتقام من قتلته ومن جميع المشاركين في المعركة فقتل ابن
زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن. وثورة زيد بن علي حفيد الحسين في الكوفة سنة
121 هـ ضد هشام بن عبد الملك، وتبعه ولده يحيى في سنة 125 هـ.
الدولة العباسية
اتخذ العباسيون من مظلومية اهل البيت شعار لهم
للوصول إلى سدة الخلافة.إلا أن الشيعة لا يرون فرق بينهم وبين اسلافهم من الامويين
حيث توارث كلاهما الحكم وانكروا احقية اهل البيت بالخلافة واستعملوا القتل وسيلة
للرد على كل من خالفهم
معتقدات الشيعة
يعتقد الشيعة أن أصول الدين خمسة هي: التوحيد -
العدل - النبوة - الإمامة – المعاد، ويؤمنون أن التشيع هو الإسلام ذاته، كما يرون
أن المسلم التقي يجب أن يتشيع ويوالي علي بن أبي طالب، وبالتالي فإن التشيع هو ركن
من أركان الإسلام الأصيل وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته.
وتؤمن الشيعة أن الكتاب الذي أنزل على محمد لا نقص
فيه ولا تحريف ولا زيادة وهو ما عليه الإجماع، ومن اعتقد أو ادعى النبوة أو نزول
وحي أو كتاب عليه بعد النبي فهو كافر، والإمامة هي الأصل الذي تتميز به الشيعة على
أهل السنة وسائر الفرق الأخرى وهي تعني أن النبي ينص على الإمام من بعده بوحي من
الله وهو قد نص على علي، وعلي نص على، الحسن، والحسن نص على الحسين، والحسين نص
على علي زين العابدين، وعلي نص علي الباقر، والباقر نص علي جعفر الصادق، والصادق
نص على موسى الكاظم، والكاظم، نص على علي الرضا، والرضا نص على محمد الجواد،
والجواد نص على علي الهادي، والهادي نص على الحسن العسكري، والعسكري عين الإمام
المهدي المنتظر، وتعتقد الشيعة بعصمة الأئمة وهي نتيجة منطقية لاعتقادهم أن
الإمامة منصب إلهي.
كما يرون أن الطوائف الإسلامية الأخرى هي المستحدثة
ووضعت أسسها من قبل الحكام والسلاطين وغيرهم من أجل الابتعاد عن الإسلام الذي
أراده النبي محمد في الأصل، إذ يرون أن التشيع لم يكن غربيا على الإسلام وليس كما
يرى بعض المؤرخين أن بذرته بدأت بعد وفاة الرسول محمد حيث اجتمع الصحابة في سقيفة
بني ساعدة لاختيار الخليفة في غياب وجوه بني هاشم أمثال علي بن أبي طالب والعباس
بن عبد المطلب اللذان كانا يجهزان النبي للدفن أثناء انعقاد السقيفة، وحسب
المؤرخين فإن السقيفة انتهت باختيار أبو بكر بن أبي قحافة خليفة حسب إجماع من
المجتمعين في السقيفة من المهاجرين والأنصار. بعد السقيفة بدأت مجموعة صغيرة من
الصحابة منهم أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو والزبير بن العوام
تجتمع في بيت علي بن أبي طالب معترضة على اختيار أبو بكر.
ويعتبر الشيعة أن الصحابة الذين يرون أحقية علي بن
ابي طالب هم أفضل الصحابة وأعظمهم قدرا، كما يرى البعض منهم أنه بعد أن تطور الأمر
في عهد عثمان بن عفان الخليفة الثالث أدت بعض السياسات التي يقوم بها بعض عماله في
الشام ومصر إلى سخط العامة وأعلن بعض الثائرين خروجهم على عثمان وبدؤوا ينادون
بالثورة على عثمان، وبالرغم من أن علي بن أبي طالب نفسه حاول دفعهم عن الثورة
وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة الدولة الإسلامية
إلا أنه قتل في النهاية على يد الثائرين. وبعد ذلك اجمع المسلمون على الالتفاف حول
علي بن أبي طالب يطلبون منه تولي الخلافة. وهنا يأخذ الفكر منعطفا جديدا حيث أن
علي بن أبي طالب أصبح حاكما رسميا وشرعيا للأمة من قبل أغلب الناس.
عقيدة الشيعة في الله
يعتقد الشيعه بأن الله تعالى واحد أحد ليس كمثله
شيء، قديم لم يزل ولا يزال، هو الأول والآخر، عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع
بصير.
ولا يوصف بما توصف به المخلوقات، فليس هو بجسم ولا
صورة، وليس جوهرا ولا عرضا، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا
زمان، ولا يشار إليه. كما لا ند له، ولا شبه، ولا ضد، ولا صاحبة له ولا ولد، ولا شريك،
ولم يكن له كفوا أحد. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
ومن قال بالتشبيه في خلقه بأن صور له وجها ويدا
وعينا، أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، (أو نحو
ذلك) فإنه بمنزلة الكافر به جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص، بل كل ما ميزناه
بأوهامنا في أدق
عقيدة الشيعة في القرآن
يعتقد الشيعة أن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من
الله على لسان نبيه فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن
مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه
التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا (مصحف المسلمين كافة) هو نفس
القرآن المنزل على النبي، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه،
وكلهم على غير هدى، فإنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
ومن دلائل إعجازه أنه كلما تقدم الزمن وتقدمت العلوم
والفنون، فهو باق على طراوته وحلاوته وعلى سمو مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ
في نظرية علمية ثابتة، ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية، على العكس من كتب
العلماء وأعاظم
الفلاسفة مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم
الفكرية، فإنه يبدو بعض منها على الأقل تافها أو نابيا أو مغلوطا، كلما تقدمت
الأبحاث العلمية وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة، حتى من مثل أعاظم فلاسفة
اليونان كسقراط وإفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوة
العلمية والتفوق الفكري.
كما يعتقد الشيعة وجوب احترام القرآن الكريم وتعظيمه
بالقول والعمل، فلا يجوز تنجيس كلماته حتى الكلمة الواحدة المعتبرة جزأ منه على
وجه يقصد أنها جزء منه، كما لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمس كلماته أو حروفه
(لا يمسه إلا المطهرون) سواء كان محدثا بالحدث الأكبر كالجنابة والحيض والنفاس وشبهها،
أو محدثا بالحدث الأصغر حتى النوم، إلا إذا اغتسل أو توضأ على التفاصيل التي تذكر
في الكتب الفقهية.
كما أنه لا يجوز إحراقه، ولا يجوز توهينه بأي ضرب من
ضروب التوهين الذي يعد في عرف الناس توهينا، مثل رميه أو تقذيره أو سحقه بالرجل أو
وضعه في مكان مستحقر، فلو تعمد شخص توهينه وتحقيره بفعل واحد من هذه الأمور وشبهها
فهو معدود من المنكرين للإسلام وقدسيته المحكوم عليهم بالمروق عن الدين والكفر
بالله
افترقت الشيعة إلى عدة طوائف تمثلت فيما يلى
الإثناعشرية
وتعد أهم وأكبر الفرق الإثناعشرية الذين يؤمنون بأربعة عشر إماماً،
منهم اثنا عشر إماماً معصوما، ويعتقدون بأن محمد المهدي ابن الحسن العسكري وهو
عندهم الإمام الثاني عشر هو المنتظر الموعود الذي غاب عن الأنظار ثم سيعود ليملأ
الأرض عدلا.
وتعتبر الطائفة الإثناعشرية أكبر الطوائف الشيعية من
حيث عدد السكان، حيث يقدر عددها بحوالي 85% من الشيعة، وتحتوي إيران والعراق
وأذربيجان على أكثر من ثلثي عددها.
الطائفة الإسماعيلية
الطائفة الإسماعيلية نشأت بعد وفاة الإمام جعفر
الصادق الذي التف الشيعة حول ولده موسى الكاظم ولكن أعلن بعضهم أن الإمام كان
إسماعيل بن جعفر الصادق وان مات في حياة أبيه فإن الإمامة في نسله ورفضوا إمامة
موسى الكاظم.
واشتهر الإسماعيليون بنشاطهم بل استطاعوا ولأول مرة
بعد مقتل علي بن أبي طالب تأسيس دولة شيعية بخلافة شيعية يرأسها أئمة ظهروا بعد
نجاح دعوتهم السرية قائلين إنهم من ذرية علي بن أبي طالب وهي الدولة الفاطمية،
بدأت في شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر.
الزيدية
وظهرت الزيدية بعد مقتل الحسين بن علي وبعد وفاة
ابنه علي زين العابدين الذي كان له ولدان محوريان هما زيد بن علي ومحمد الباقر،
وخرج زيد بن علي على الأمويين والتف حوله جمع من الناس من الشيعة وغيرهم، وقضي
أيضا أنفاسه الأخيرة بعد قصة مأساوية لا تختلف كثيرا عن قصة جده الحسين، وبعد
وفاته تنفصل طائفة عن الشيعة لا ترى الإمامة لمحمد الباقر الذي كان الشيعة
يعتبرونه إمامهم حتى في حياة زيد وعرفت هذه الطائفة بالزيدية نسبة إلى زيد بن علي
واختلفت هذه الطائفة الموجودة إلى يومنا عن باقي الشيعة انها رأت أن الإمامة ليست
بالنص على شخص محدد وإنما الإمامة هي لأي شخص من نسل علي بن أبي طالب يخرج طالبا
لها ويعتبر من ائمتهم يحيى بن زيد بن علي وأيضا محمد النفس الزكية وغيره.
هذا وتعتبر الزيدية قريبين من المذهب السني لأخذهم
بفقه المذهب الشافعي، الذي يعد بدوره أقرب المذاهب السنية للشيعة.
دول الشيعة
1- دولة الادارسة في المغرب (194 - 305 ه ).
2-
دولة العلويين
في الديلم (205 - 304 ه).
3-
دولة البويهيين
في العراق وما يتصل به من بلاد فارس (321 - 447 ه).
4-
دولة
الحمدانيين في سورية والموصل وكركوك (293 - 392 ه).
5-
دولة
الفاطميين في مصر (296 - 567 ه).
6-
دولة
الصفويين في إيران (905 - 1133 ه).
7-
دولة الزنديين
(1148 - 1193 ه)
إضافة إلى بعض الإمارات التي لم تدم طويلا مثل امارة
المختار بن أبي عبيد على العراق.
الشيعة فى العصر الحديث
انتشار المسلمين الشيعة في العالم.
تعتبر الإثنا عشرية هي الطائفة الأكبر، وتليها
الإسماعيلية، ثم الزيدية بنسب صغيرة. ويتراوح عدد الشيعة في العالم ما بين 154
و200 مليون نسمة، بنسبة 10% إلى 13% من إجمالي عدد المسلمين في العالم. يعيش منهم
ما بين 116 و147 في قارة آسيا بما يعادل ثلاثة أرباع عدد المسلمين الشيعة الكلي.
ويعيش الربع الباقي في شمال أفريقيا، ويتراوح عددهم ما بين 36 و44 مليون نسمة.
يتركز معظم الشيعة -حوالي 68%:80%- في اربعة دول هي إيران (66:70 مليون)، وباكستان
والهند والعراق وبهم قرابة 90 مليون نسمة مجتمعين.
قائمة انتشار الشيعة في دول العالم:
النسبة إلى عدد
الشيعة العالمي |
النسبة إلى عدد سكان البلد المسلمين |
عدد الشيعة |
البلد |
37–40 |
90–95 |
66,000,000 – 70,000,000 |
إيران |
11–12 |
60–65 |
19,000,000 – 20,000,000 |
العراق |
10–15 |
10–15 |
19,000,000 – 28,000,00 |
باكستان |
9–14 |
10–15 |
16,000,000 – 24,000,000 |
الهند |
5 |
35–40 |
8,000,000 – 10,000,000 |
اليمن |
4–6 |
10–15 |
7,000,000 – 11,000,000 |
تركيا |
3–4 |
65–75 |
5,000,000 – 7,000,000 |
أذربيجان |
3 |
2.7 |
5,000,000 – 6,000,000 |
اندونسيا |
<2 |
19 |
6,000,000~[ |
أفغانستان |
<2 |
12 |
3,000,00[ |
سوريا |
<2 |
<5 |
<4,000,000 |
نيجيريا |
<1 |
15–22 |
3,000,000 – 4,000,000 |
السعودية |
<1 |
30-35 |
1,000,000 – 1,600,000 |
لبنان |
<1 |
<10 |
<2,000,000 |
تنزانيا |
<1 |
5–10 |
700,000 – 900,000 |
عمان |
<1 |
30–35 |
500,000 – 700,000 |
الكويت |
1> |
1> |
830,000> |
مصر |
<1 |
10–15 |
400,000 – 600,000 |
ألمانيا |
<1 |
66–70 |
375,000 – 400,000 |
بحرين |
<1 |
7 |
400,000 |
طاجكستان |
<1 |
10 |
300,000 – 400,000 |
الإمارات |
<1 |
10–15 |
200,000 – 400,000 |
الولايات المتحدة الأمريكية |
<1 |
10–15 |
100,000 – 300,000 |
بريطانيا |
<1 |
10–15 |
100,000 |
بلغاريا |
<1 |
10 |
100,000 |
قطر |