الصراع بين الدعوة السلفية والتيارات الإسلامية: الطموحات .. والدوافع .. وموقف الشارع
السبت 05/أبريل/2014 - 09:39 م
طباعة
تشهد الحركات الاسلامية بعد 30 يونيو حالة من التناحر وخاصة بعد أن فقدت جميع مكاسبها من ثورة 25 يناير لتبقى الدعوة السلفية وحزب النور ذراعها السياسى هى الكاسب الوحيد من هذا الصراع وسرعان ما عادت حرب الاتهامات لتطل برأسها من جديد بين الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية وحزب النور، حيث طالب سامي العركي عضو المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية، بضرورة اجتماع كل العقلاء والشرفاء داخل التيار السلفي ليعلنوا رأيهم بصراحة في ياسر برهامي بل والدعوة السلفية بشكل عام وأن يعيدوا تحرير الفكر السلفي من السيطرة الرسمية والأمنية.
وشن هجومًا شرسًا ضد الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، حيث حمله مسئولية المستقبل "المظلم" للتيار السلفي كله، وأنه لا عذر هنا لأحد بأن السلفيين ليسوا سواء، فهذه فروقات لا يعرفها رجل الشارع ولا المواطن العادي.
ونبّه الى ضرورة تحرير العقل السلفي نفسه وتوجيهه صوب الملاءمة بين الظاهر والباطن والنص والعقل وفتح نوافذ المعرفة على جميع المدارس وعدم قصرها على "مشرب" واحد أو اثنين، وأن السلفية على يد برهامي في منعطف خطير وسيقودها إلى الهاوية.
ياسر برهامى يرد دائما على هذة الاتهامات بالنفى قائلا إن حزب النور لن يكون بديلا لجماعة الإخوان أو لأي تيار آخر بعد 30 يونيو، وأن الدعوة والحزب رفضا الوقوع في الحفرة «التي أصر البعض على الوقوع بها، وحاول جرنا معه، ولما رفضنا اتهمنا بالخيانة»، ووجه حديثه للتيارات الاسلامية الاخرى "لمن يتهمنا بالخيانة نقول: نحن الأصل ولسنا بديلا، وسنظل أصلا لأننا نتبع منهج أهل السنة والجماعة"
وشدد خلال ندوة له بأحد المساجد بالإسكندرية، أن خارطة الطريق بعد 30 يونيو هي أمر واقع فرض علينا، ونحن لا نمسك العصا من المنتصف، نحن نحرص على دماء المسلمين، ولا نشارك في أي شيء يؤدي لسفك الدم ةوتعاملنا مع الواقع بعد 30 يونيو مبكرا، للحفاظ على الدعوة وحمايتها واستمرارها، كى لا أدفع فاتورة لم أشارك فيها، وكان سيدفعها الإخوة الملتحون لولا موقف الدعوة والحزب الرافض لحدوث صدام وأن المظاهرات الحالية «لا تجلب إلا الضرر، مثل انتهاك حرمات أو سفك دماء أو تدمير أموال، وتعطيل مصالح
برهامى ايضا ينفى أن يكون حزب النور عرض على أمريكا أن يكون بديلاً عن حزب الحرية والعدالة فى النظام الحالي. قائلا "لا أظن أن أمريكا هى التى تقوم بتعيين الأنظمة والحكومات فى مصر، وأن من حق «النور» أن يجلس مع السفارات والقيادات السياسية فى الدول الأخرى باعتباره ثانى أكبر حزب بعد الحرية والعدالة، خاصة أن وفد «النور» ذهب إلى البرلمان الأوروبى بصفته الحزبية.
ولكن خبراء الإسلام السياسى يرجعون زيارات قيادات الدعوة السلفية إلى الغرب خاصة الولايات المتحدة إلى وجود صراعات سياسية خفية بينها وبين الإخوان، فى محاولة منها لتقديم نفسها كبديل للغرب وسحب البساط السياسى من تحت أقدام الجماعة التى تمارس الارهاب الان
الدكتور عبدالله بدران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشوري المنحل اكد على ان حزبه "يملك العديد من الآليات السياسية والرؤي والإمكانيات البشرية التي تؤهله على إدارة البلاد وحل الأزمات، فضلًا عن قوته على التحاور والمعارضة البناءة، وفي حال اختيار الشعب له فلا أحد يستطيع أن يعارض ذلك أو أن يمنعه من القيام بهذا الدور و في حال وصول حزب النور لسدة الحكم، لن ينفرد بإدرة البلاد، وإنما سيعتمد على سياسة المشاركة والتحاور بين كل الفصائل السياسية، حتي يتحمل الجميع المسئولية، مؤكدا أن البلاد ليست حكرا على الإخوان أو أي فصيل آخر.
لترد عليه الجبهة السلفية الحليف السلفى للجماعة الارهابية المتطرف بأن حزبه النور يسعي لأن يكون بديلا عن الاخوان منذ ذهب للتحالف مع جبهة الإنقاذ بعد أن فقد شعبيته السياسية، رغبة منه في كسب أصوات أخري غير أصوات الإسلاميين، كما أنه يحاول أن يطرح نفسه كبديل معتدل سياسي عن جماعة الإخوان، رغم أنه لا يملك الآليات أو الكفاءات الحقيقية التي تمكنه من هدفه أو من إدارة البلاد سياسيا ولن يكون بديلا للإسلاميين وإنما بديلا معتدلا للعلمانيين.
مواقف الدعوة السلفية وحزب النور تؤكد على كلام سعيد بقدر ما تنفيه حيث انها تحالفت مع جبهة "إنقاذ مصر" لإسقاط المعزول مرسى بمبادرة تضمن بنودها مطالب الجبهة وعلى رأسها إقالة النائب العام وقتها والكشف عن (أخونة الدولة) ليرد الاخوان بإقالة مستشار الرئيس لشؤون البيئة وهو السلفى علم الدين ، هذا الامر سبقه دعم الدعوة السلفية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق، في انتخابات الجولة الأولى للرئاسة ضد مرشح الإخوان محمد مرسي، وأجتماع قياداتها المركزية وحزب النور مع المرشح الرئاسي أحمد شفيق، قبيل ظهور النتائج، لترتيب أوضاع الدعوة السلفية، وضمان استمراريتها، والحيلولة دون احتسابها مع جماعة الإخوان في انتقام أحمد شفيق المتوقع في حال فوزه!
ولكن ذلك ينسجم مع المخاوف الغريزية للدعوة السلفية لأسباب تتعلق بتبرير الوجود المختلف بين الجماعة المستحدثة والجماعة السابقة وكان طبيعا ان انقلبت الجماعة المستحدثة على بعض مقولاتها التبريرية التأسيسية، لتحقيق المصلحة السياسية، بالانحياز عن مركب يظهر أنه يتعرض للغرق، كما انحازت الدعوة السلفية عن الإخوان المسلمين لصالح أبو الفتوح، بالاضافة الى الروح السياسية التي لا تزال تحكم الدعوة السلفية، المهيمنة عليها رؤية ياسر برهامي المحافظة، فقد قبلت الدعوة السلفية و الحفاظ على كيان الجماعة التنظيمي وذا ما ينقلنا للسؤال الاساسى م علاقة الدعوة السلفية بدولة عربية نافذة ذات تأثير مادي ومعنوي على التيارات السلفية في العالم الإسلامي، لنجد الاجابة ان هذا التمول من هذه الدولة العربية، يتفق مع مواقف حزب النور الأخير، لكن تبقى الحقيقة الراسخة بأن الدعوة السلفية لا تشمل كل الجمهور السلفي في مصر، فضلًا عن أن الكتلة السلفية التي صوتت لحزب النور ليست شيئًا واحدًا تابعًا بكليته للدعوة السلفية، كما إن السلفيين عمومًا في اجتماعهم الحركي لن يكونوا كما الإخوان في وحدتهم التنظيمية وإجماعهم السياسي،
ليبقى السؤال معلقا هل الدعوة السلفية ومن خلفها حزب النور السلفى بالطموح المحموم الذى يتملكهم يملكون القدرة على ملئ الفراغ السياسى والاجتماعى ،بعد غياب الاخوان عن صدارة المشهد ، وتقديم مشروع سياسى يقبله المواطن المصرى فى ظل أفكارهم المتشددة خاصة و ان المصريين سبق وأزاحوا جماعة الاخوان من الحكم ،على الرغم من أنها مشروعها كان أقل تطرفا من المشروع السلفى ،ويتماس بقدر ما مع مدنية الدولة،وأن جمعهما نفس التشدد وأستغلال الدين لتحقيق مصالحهم ؟!