إدانة إسرائيلية للشيخ رائد صلاح.. والتهمة "الدفاع عن زوجته"!
الجمعة 11/أبريل/2014 - 10:24 م
طباعة


بعد ثلاث سنوات من الواقعة، أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية مؤخرا قرارا بإدانة الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية داخل إسرائيل، بتهمة إعاقة عمل الشرطة في معبر الكرامة ، الفاصل بين دولة الأردن والحدود الفلسطينية- الإسرائيلية، متهمة إياه بإعاقة عمل الشرطة على معبر الكرامة بتاريخ 16 أبريل 2011، لدى عودته من الأردن عندما طلبت شرطية اصطحاب زوجته للتفتيش الجسدي، وهو ما رفضته الزوجة، ورفضه الشيخ رائد صلاح أيضا.
هذا وقد واعتبر الناطق باسم الحركة الإسلامية، زاهي نجيدات أن هذه ملاحقة سياسية من الدرجة الأولى للشيخ رائد صلاح، بقوله: "من المضحك المبكي أن تدين المحكمة الشيخ رائد الذي أراد الدفاع عن شرفه وشرف زوجته".
ويعد هذا الحكم من قبل محكمة إسرائيلية هو الأول من نوعه على أحد القياديين البارزين في الحركات الإسلامية، حيث لم يسبق وأن حكمت على أحد الإسلاميين من قبل.
تعود القضية إلى 16 أبريل 2011 عندما دخل رائد صلاح معبر الكرامة قادما من الأردن برفقة زوجته، وتم تفتيش أغراضه، ثم أصرت شرطية على إخضاع زوجته للتفتيش العاري.
وقال الشيخ رائد صلاح عقب إصدار القرار "القضاء الإسرائيلي يريد أن يلغي الكرامة"، مشيرا إلى تصريحات القاضي الذي حكم عليه، حينما أكد أنه قرر إدانته رغم تفهمه لما قام به دفاعا عن كرامته.
واتهم صلاح القضاء الإسرائيلي، بـ"الظالم"، قائلا: "زوال الاحتلال يقترب يوما بعد يوم كلما زاد الظلم علي".
وكانت محكمة "الصلح" بالقدس أدانت أوائل نوفمبر الماضي الشيخ صلاح بتهمة "التحريض على العنف" وفق المحكمة والنيابة العامة، في الملف المعروف باسم ملف "خطبة وادي الجوز" من أحداث الجمعة في 16 فبراير 2007 على خلفية جريمة الاحتلال بهدم جزء من المسجد الأقصى، طريق باب المغاربة 6 فبراير 2007.

نشأة الشيخ رائد
الشيخ رائد صلاح سليمان أبو شقرة محاجنة، الملقب بـ "الشيخ رائد صلاح"، من مواليد عام 1958م بمدينة أم الفحم، وتعلم المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة أم الفحم، ثم أكمل تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بمدينة الخليل، يقرض الشعر منذ أكثر من عشرين عاما، ويتمتع بحس فني مرهف، حيث يمارس هواية الرسم.
ويعد الشيخ رائد صلاح رئيس "الجناح الشمالي للحركة الإسلامية" داخل إسرائيل من أشهر الشخصيات السياسية الإسلامية فيها، ومن أكثرها مواجهة للسياسات العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
النشاط المبكر
بدأ الشيخ رائد صلاح الدخول في النشاط الإسلامي في مرحلة مبكرة جدا من عمره، حيث اعتنق أفكار الحركة الإسلامية العالمية "الإخوان المسلمين"، ونشط في مجال الدعوة الإسلامية في داخل الخط الأخضر منذ كان في المرحلة الثانوية، وكان من مؤسسي الحركة الإسلامية في داخل الدولة العبرية في بداية السبعينيات، وظلَّ من كبار قادتها حتى الانشقاق الذي حدث نهاية التسعينيات بسبب قرار بعض قادتها- ومنهم الشيخ عبد الله نمر درويش رئيس الحركة- خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي.
وعقب تخرجه من كلية الشريعة، دخل السجن بتهمة الارتباط مع منظمة محظورة وهي "أسرة الجهاد" وكان ذلك عام 1981 ، ثم بعد الخروج من السجن فُرضت عليه الإقامة الجبرية لفترة طويلة، حيث كان خلالها ممنوعا من مغادرة المدينة طوال الوقت وممنوعا من مغادرة بيته خلال الليل، ثم كان ملزما بإثبات وجوده مرة أو مرتين كل يوم في مركز شرطة وادي- عارة.
والتحق الشيخ رائد صلاح بسلك التعليم كمعلم في مدارس أم الفحم، إلا أن وزارة المعارف رفضت طلبه فعمل في المهن الحرة وأقام أسرته في عام 1985.. انتقل عام 1986 للعمل كأحد محرري مجلة "الصراط" الشهرية الإسلامية حتى نهاية عام 1988.. تفرغ في مطلع عام 1989 لخوض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ونجح في تلك الانتخابات بنسبة تزيد على 70%، وأصبح رئيسا للبلدية وهو ابن 31 عاما، ثم خاض الانتخابات للمرة الثانية عام 1993، ونجح بنسبة تزيد على 70%، ثم خاض الانتخابات للمرة الثالثة عام 1998 ونجح بنسبة تزيد على 70% أيضا.
وحاز الشيخ صلاح على منصب نائب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ونائب رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب منذ انتخابه لرئاسة بلدية أم الفحم حتى استقالته.

رئيس للحركة الإسلامية
تم انتخابه عام 1996 رئيسا للحركة الإسلامية، وأعيد انتخابه عام 2001، وخلال هذه السنوات أيضا تقلد مهمة رئيس بلدية أم الفحم، وكذلك تقلد مهمة رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية حتى عام 2002 ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية.
الاستقالة
قدّم الشيخ استقالته من رئاسة بلدية أم الفحم عام 2001، وكانت خطوة غير متوقعة فاجأت الوسط العربي وهو في أوج عطائه، خاصة أنه كان أول رئيس بلدية يقدم على مثل هذه الخطوة، في الوقت الذي أشارت جميع الاستطلاعات إلى أنه يستطيع أن يفوز بمنصبه لدورات قادمة.
الاهتمام بالمقدسات
وتطرق الشيخ صلاح إلى قضية المقدسات الإسلامية من مساجد ومقابر ومقامات، حيث شغلت حيزا كبيرا من اهتماماته؛ نظرًا لتعمد إسرائيل بالاعتداء عليها وتحويلها لأغراض أخرى بعد رحيل أهلها عنها، وانتخب في أغسطس 2000 رئيسًا لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية التي أسهمت بشكل فاعل في الدفاع عن المساجد في كافة أراضي فلسطين، ونجحت في إظهار محاولات الاحتلال المتكررة للحفر تحت المسجد الأقصى.
هذا وقد بدأ نشاط صلاح في إعمار المسجد الأقصى وبقية المقدسات يتعاظم منذ عام 1996، واستطاع أن يُفَشل المخططات الساعية لإفراغ الأقصى من عمارة المسلمين عن طريق جلب عشرات الآلاف من عرب الداخل إلى الصلاة فيه عبر مشروع مسيرة البيارق.
ونجح صلاح وزملاؤه في إعمار المصلى المرواني داخل الحرم القدسي الشريف وفتح بواباته العملاقة، وإعمار الأقصى القديم وتنظيف ساحاته وإضاءتها، وإقامة وحدات مراحيض ووضوء في باب حطة والأسباط وفيصل والمجلس، وعمل أيضًا على إحياء دروس المصاطب التاريخية، وأبرزها "درس الثلاثاء" الذي يحضره نحو 5 آلاف مسلم أسبوعيًا في المسجد الأقصى.

أسطول الحرية
شارك الشيخ رائد صلاح في أسطول الحرية يوم 31 مايو 2010 الهادف لفك الحصار الغاشم عن قطاع غزة؛ حيث تعرض الأسطول لعملية قرصنة بحرية في المياه الدولية من السفن الحربية الإسرائيلية، حيث قتل في هذا التعدي الصارخ أكثر من 16 من المتضامنين العزل، وأصيب أكثر من 38 جريحاً، وتم اعتقاله بعد محاولة اغتياله إثر وصول الأسطول قسراً إلى مطار أسدود أول يونيو 2010 هو وآخرون، وتم تمديد محاكمته لمدة أسبوع.
وفاز الشيخ رائد بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام يوم 28 يناير 2013؛ لما قدمه من خدمة لأبناء وطنه المسلمين وحماية المقدسات الإسلامية في إسرائيل.