عقب التقرير التلفزيوني .. الإخوان يصطنعون أزمة بين مصر والمغرب

الإثنين 05/يناير/2015 - 01:34 م
طباعة عقب التقرير التلفزيوني
 
العديد من التكهنات والسيناريوهات حول أسباب التغير المفاجئ في الخطاب الإعلامي بالتلفزيون المغربي "القناتين الأولى والثانية"، تجاه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفا إياه بقائد الانقلاب، والرئيس المعزول بالرئيس المنتخب؛ الأمر الذي أدى إلى تساؤلات حول أسرار وحقيقة التغير الذي شهده الخطاب الإعلامي المغربي تجاه النظام المصري، وسط تكهنات قوية.. إن جماعة الإخوان في المغرب تلعب دورا كبيرا في صناعة أزمة مفتعلة مع مصر.

الإخوان

الإخوان
وقد كشفت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر بالخارجية المصرية أن جماعة الإخوان في المغرب وراء تعكير العلاقة المصرية المغربية، عقب بث القناتين الأولى والثانية بالتلفزيون الوطني المغربي تقريرين يصف بهما الرئيس عبد الفتاح السيسي بقائد "الانقلاب".
وقال دبلوماسي مصري بوزارة الخارجية: إن التوتر المفاجئ بين البلدين جاء على خلفية بث التلفزيون المغربي الرسمي الخميس الماضي تقريرين وصف فيهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "قائد الانقلاب" والرئيس الأسبق محمد مرسي بـ "الرئيس المنتخب".
وأضاف الدبلوماسي المصري لصحيفة "العرب اليوم" الأردنية: إن التنظيم الدولي للإخوان يسعى لضرب علاقات مصر مع الدول العربية الشقيقة، وكل هذه المحاولات فشلت؛ ولذلك جاءت المصالحة المصرية القطرية ضربة موجعة للتنظيم الدولي الذي حرض جماعة "إخوان المغرب" وحزبهم "العدالة والتنمية" على افتعال أزمة، تسبب توترا في العلاقات بين البلدين، وبالتالي يستطيع التنظيم الدولي للإخوان الحصول على مأوى لعناصر وقيادات إخوان مصر في المغرب تحسبا لطردهم من الدوحة، فضلا عن أن المغرب يمثل بالنسبة لهم امتدادا لجماعة الإخوان في تونس وليبيا وموريتانيا.
وأكد المصدر أن هذه الأجواء لا تعد توترا بين مصر والمغرب، وإنما سحابة صيف عابرة، وهي مجرد "مناوشات إعلامية" لن تؤثر في العلاقات بين المغرب ومصر.
وكان مصدر مغربي ينتمي للتيار الإسلامي أكد أن سبب توتر العلاقات يرجع إلى إصدار كتاب "الصحراء الغربية بعيون مصرية" في القاهرة، وأن هناك تنسيقا مصريا جزائريا لدعم جبهة البوليساريو التي تُنازع المغرب على إقليم الصحراء، وتوجه وفد إعلامي مصري إلى الجزائر الأسبوع الماضي للمشاركة في لقاء دولي يدعم جبهة البوليساريو، ما أغضب الرباط، فضلا عن الهجوم المستمر من الإعلام المصري على الدولة المغربية.

ثناء إخواني

ثناء إخواني
قام الرئيس المعزول محمد مرسي  بالثناء على "الموقف الرسمي" للمغرب بوصف ما حصل في مصر بأنه "انقلاب عسكري" وذلك على خلفية تقرير بثه التلفزيون الحكومي للمملكة، داعيا سائر دول العالم إلى "تسمية الأشياء بمسمياتها."
وظهر موقف "مرسي" هذا على لسان مستشاره لشئون الإعلام، أحمد عبدالعزيز، الذي كان من أعضاء الفريق الرئاسي السابق، في بيان نشره "عبدالعزيز" على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك جاء فيه: "باسم السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية وفريقه الرئاسي، أثمن عاليا الموقف الرسمي للمملكة المغربية الشقيقة التي وصفت- بكل وضوح- ما وقع في مصر يوم 3 يوليو 2013 بأنه انقلاب عسكري على رئيس شرعي منتخب جاء بإرادة شعبية".. بحسب ما جاء في البيان.

الإخوان: غير حقيقي

الإخوان: غير حقيقي
هذه الاتهامات رد عليها قيادي بحزب "العدالة والتنمية" الحاكم بالمغرب، المحسوب على جماعة الإخوان، خالد الرحموني عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية"، قائلا إنه "لا وجود لتنظيم الإخوان المسلمين بالرباط، حتى يتم الاتصال بهم، لافتعال أزمة بين مصر والمغرب".
وأضاف الرحموني في تصريحات لوكالة الأناضول: "حكاية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهم يسكن في أوهام الانقلابيين ومحاولة إقحام الإخوان المسلمين في التقرير التلفزيوني الرسمي المغربي استمرار لخطاب الشيطنة والاغتيال المعنوي للإخوان بعد الاغتيال المادي لهم من طرف الانقلابين في مصر".
وكانت القناة الأولى المغربية قد بثت في نشرتها الإخبارية لمساء الخميس تقريرا ناريا وصفت فيه ما حدث في 30 يونيو بالانقلاب العسكري والمشير عبد الفتاح السيسي بقائد الانقلاب، كما أظهر التقرير لقطات من فض اعتصامي رابعة والنهضة.
ورغم نفي حزب العدالة والتنمية إلا أن الموقع الإلكتروني للحزب أشاد بالتقرير التلفزيون الرسمي، واعتبر تغيرا جيدا في صالح الحقيقة التي تجري في مصر، وأن ما حدث هو انقلاب على أول رئيس منتخب.. وفقا لتقرير لموقع الحزب.

تقرير التلفزيون لا قيمة له

تقرير التلفزيون لا
في تصريح له لجريدة الرأي المغربية حول مجريات العلاقات المصرية المغربية الأخيرة، نفى الدكتور سعد الدين العثماني الوزير السابق في وزارة الخارجية والتعاون، أن تكون لتصريح القناتين الأولى والثانية حول موقف المغرب تجاه السيسي، أية علاقات تسيء إلى الجانب المصري، وأردف العثماني قائلا: "ليس هناك أي توتر لا من جهة المغرب ولا من جهة مصر"، وأن على المؤسسات الإعلامية التريث في انتظار صدور قرار رسمي عن المغرب.
وفي رده حول مدى تمثيل القناتين الأولى والثانية لمؤسسة رسمية أوضح العثماني أنه ليس كل ما يصدر من القناتين يمثل موقفا رسميا؛ لأن الدولة المغربية في مثل هذه العلاقات الدولية تعبر عن موقفها عن طريق بيانات وتصريحات لمسئولين.
وحول ما إذا كانت هذه الخرجات الإعلامية ستؤثر عن العلاقات المغربية مع دول الخليج أكد العثماني أن المغرب له علاقات تاريخية قديمة مع كثير من الدول لا تتأثر بمثل هذه الأحداث العابرة.
وفي رده على بعض الصحف المصرية والجزائرية التي قالت بأن المغرب قطع علاقاته مع مصر بعد وجود شركاء جدد، أوضح العثماني أن المغرب يربط علاقاته مع جميع دول العالم بناء على علاقات استراتيجية، وأضاف العثماني أن المغرب وقع اتفاقية شراكة مع كل من روسيا والصين وهذا لا يعني قطع العلاقة مع فرنسا وأمريكا. وأن ما قيل مجرد تكهنات إعلامية مصرية مغربية ليس إلا.

المشهد الآن

الأوضاع الآن بين مصر والمغرب طبيعية، فحتى الآن لا يوجد أي تعليق رسمي من قبل القاهرة والمغرب حول تقرير التلفزيون المصري، الأمر الذي اعتبره المراقبون من أجل عدم تطور الأزمة، إلى أكثر من ذلك عبر توسط دول عربية وخاصة خليجية لإنهاء الأزمة، الغير رسمية حتى الآن، وهو ما يشير إلى أن العلاقات بين المغرب ومصر لا زالت في مكانتها، ولكن الأيام القادمة سوف تكشف العديد من الغموض حول حقيقة التقرير التلفزيوني ودور الإخوان في ذلك؟

شارك