صراع المعابر بين "داعش" والمليشيات المسلحة في سوريا
الإثنين 05/يناير/2015 - 09:21 م
طباعة

كشف الصراع على معابر الغوطة الشرقية بريف دمشق بين جيش الإسلام وجيش الأمة الأهمية الكبيرة للمعابر في كافة أنحاء سوريا والعراق، والتي تدر مليارات الدولارات من خلال فرض «ضريبة» على البضائع التي تدخل إلى سوريا والعراق وتخرج منها، وهو ما انطبق على منطقة الغوطة المحاصرة، وقيام زهران علوش زعيم جيش الأمة بإطلاق ما يعرف بحركة «تمرد» لمنع جيش الإسلام من محاصرة الغوطة في الداخل، ولفرض «ضريبة » على البضائع التي تدخل إلى الغوطة المحاصرة، عبر معابرها.
ولكن جيش الإسلام حافظ على نفوذه على الغوطة الشرقية معقل زهران علوش «عقب تمكن القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، التي يعد (جيش الإسلام) فصيلا أساسيا فيها، من الاستيلاء على معظم مقرات جيش الأمة في مدينة (دوما)، واعتقال كثير من عناصر وقيادات جيش الأمة، بعد اشتباكات بين الطرفين.
صراع دموي بين الميلشيات السورية على أموال المعابر

وكشفت تقارير من الداخل السوري عن أن الحرب الأخيرة التي دارت بين «جيش الإسلام» و«جيش الأمة» بقيادة أحمد طه جاءت في سياق محاولة السيطرة على المعابر، حين أقدم جيش علوش على محاولة السيطرة على معبر حرستا تعويضا عن خسارته لمنفذ مخيم الوافدين الذي أغلقه النظام من جهته في 13 أكتوبر الماضي، وذلك في ظل اتهامات لـ«جيش الإسلام» بأنه «يتقاضى من خلاله نسبة 30 في المائة تقطع من كميات البضائع والأغذية.
في المقابل، يقول مقاتلو جيش الأمة إن حركة تمرد كانت تهدف إلى السيطرة على المعابر، لتقليص نفوذ جيش الإسلام وضرب مصداقيته.
وأجبرت فصائل «جيش الأمة» في الفترة الأخيرة، عناصر «جيش الإسلام» على الخروج من مدينة دوما، بعد أن كانت قد سيطرت على المركز الثقافي وبعض النقاط في المدينة، بعد أيام على المعارك التي اندلعت بينهما في 23 ديسمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل 14 عنصرا من «جيش الإسلام». لكن «جيش الأمة» اعتبرهم شهداء «فتنة علوش»، وأن هذه الحرب الأخيرة ضد علوش تأتي استجابة للاحتجاجات الأهلية الواسعة التي نظمها سكان دوما ضد (جيش الإسلام) في المدينة، وفي أعقاب محاولاته انتزاع السيطرة على معبر حرستا، الذي تتولى إدارته قوة مشتركة من فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.
ويقول ناشطون في الغوطة إن سيطرة علوش على معبر مخيم الوافدين فيما مضى «تعود عليه بمكاسب خيالية، تساعده في تغطية النفقات العسكرية لمقاتليه الذين باتت أعدادهم تتضاءل، بحيث أصبح (جيش الإسلام) القوة الثالثة في الغوطة الشرقية.
"داعش" واستغلال المعابر في دعم مقاتلى التنظيم

المعابر هي الكنز الثمين بالنسبة لكافة الميلشيات المسلحة في سوريا التي تمتلك تسعة عشر معبراً حدودياً برياً رسمياً تربطها بدول الجوار؛ تركيا، العراق، الأردن، ولبنان، بالإضافة إلى عدد آخر من المعابر غير الرسمية التي تم افتتاحها خلال الأعوام الثلاثة الماضية عقب الثورة بداية من داعش والنصرة وحتى جيش الاسلام وجيش الامة فداعش تسيطر على
معابر طريبيل والوليد الحدوديين في محافظة الأنبار غربي البلاد، ومعبر القائم على الحدود العراقية - السورية، مما يعنى انها تسيطر على كل المعابر الحدودية للعراق مع سوريا والأردن.
سيطرة التنظيم على المعابر مع سوريا مكانه من سهولة تحرك عناصره إلى الاراضي السورية ومعهم العتاد الحديث الذي استولوا عليه من مخازن الجيش العراق مما سيدعم دعم صفوفه في قتال الحكومة السورية.
واختلفت صفات القائمين على المعابر الحدوديّة الشمالية لسوريا والمتّصلة بتركيا منذ قيام الثورة وحتّى الآن، حيث يشهد جميع أهالي المناطق الشمالية المحاذية للحدود السورية التركيّة أنّ كلّ مرحلة زمنيّة كانت هنالك جماعة معيّنة حملت أهدافاً اختلفت عن غيرها من الجماعات، وفي كلّ مرحلة تأثّر الاقتصاد في المنطقة بسبب الاحتدام العسكري أو طبيعة القائم على المعابر وتوجّه فصائلهم ومن أهم هذه المعابر معبر باب الهوى الذى يقع عند منطقة سرمدا بريف ادلب ويُعرف بأنّه الممر الدولي الرئيسي الذي كان يصل الدول العربيّة بدول أوربا شمالاً و يسيطر عليه حاليا عدّة فصائل عسكريّة مثل حركة حزم وجبهة ثوّار سوريا والجبهة الإسلاميّة وصقور الشام وجيش الإسلام وقد عاد المعبر للعمل اليوم بعد إغلاقه لمدة ستّ ساعات من الطرف التركي، أمّا عن توقيت افتتاح المعبر فيتم افتتاحه للمارة وسيارات الشحن في الساعة التاسعة صباحاً وحتّى الساعة الخامسة عصراً يتخللها ساعة إغلاق عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بسبب ذهاب موظّفي المعبر من الجهة التركيّة لتناول وجبة الغداء.
وتعد منطقة حارم التي تبعد نحو 60 كم عن سرمدا من مناطق التهريب الرئيسية حيث يجتمع السوريّون شباباً وعائلات عند نهر العاصي العاصي كلّ يوم حتّى ينسحب العساكر الأتراك من أجل تسهيل التهريب لذلك يعد معبر باب الهوى الممر الرئيسي للسيّارات الأوربيّة وفي مدينة سرمدا يلاحظ المشاهد كثرة السيّارات الأوربيّة التي يعرضها التجّار للبيع ويأتي الزبائن من مختلف مناطق سوريّا.
تركيا والتعاون المشبوه مع المليشيات المسلحة

وتسيطر فصائل تابعة للجبهة الإسلامية المعارضة والجيش السوري الحر على معبري باب السلامة وهو ثاني المعابر في الأهمية و الذى تسيطر عليه من الجانب السوري الجبهة الإسلاميّة وهو المقابل لمدينة اعزاز والأقرب لأهالي الريف الحلبي الشمالي والشرقي ويقابل اعزاز في تركيا مدينة كلّس المكتظّة اليوم بالسوريين وهو مزدحم دوماً بسبب قربه من مناطق تركيّة معروفة بشهرتها بالصناعة مثل عينتاب التي تبعد عن المعبر نحو 80 كم وشهد معبر باب السلامة أكثر من تفجير مستهدف من قبل داعش عبر السيّارات المفخخة
وتسيطر داعش على معبر جرابلس الواقع بريف حلب الشرقي بالقرب من مدينة منبج وكان له الدور الأكبر في إنعاش المنطقة الشرقية لحلب بالتجارة من جهة وإنعاش مدينة جرابلس التي كانت راكدة اقتصاديّاً من جهة أخرى حيث بدأت البضائع تدخل بالجملة وأصبح المعبر المغذّي الرئيس لبعض المناطق حتّى مدينة الحسكة ولكن منذ طردت داعش لواء التوحيد منه أغلق المعبر بوجه السوريين الراغبين بالذهاب نحو تركيّا منذ دخول داعش على مدينة جرابلس وسيطرتها بالكامل على المعبر والمدينة.
وقد اشتهر هذا المعبر في الوسط الإعلامي بعد أن دخل إلى سوريا عن طريقه رتلان تركيّا لتبديل الحرس التركي الموجود عند قبر سليمان شاه بعد الاتفاق مع شيوخ تنظيم داعش في المنطقة.
وأخيرا معبر تل أبيض الذى كان مشهوراً لدى التجّار بسبب سماحه للشاحنات السوريّة التجاريّة بالمرور نحو تركيا قبل أن يسيطر عليه تنظيم داعش الذى تسبب في أغلاق المعبر من الجانب التركي باستثناء دخول الجرحى والحالات الإنسانيّة الحرجة حيث يفتتح الأتراك الباب الحدودي للحالات الإنسانيّة، أمّا بالنسبة للقادمين من تركيا فيقول ميلاد بهنو مراسل مجلة عين المدينة "إنّ الباب الحدودي في تل أبيض يفتح أبوابه للسوريين الراغبين بدخول تركيا في ثلاثة أيّام محددة بالأسبوع، وهي الاثنين والأربعاء والجمعة وفتح المعبر أبوابه منذ فترة وجيزة إذ كان مغلقاً إغلاقاً تامّاً، أمّا عن شروط الدخول فأيضاً عن طريق البطاقة الشخصيّة".
الأوضاع الحرجة في سوريا على امتداد المدن الشمالية القريبة من الحدود التركيّة جعلت الأتراك يفتتحون معابراً إنسانيّة في أكثر من منطقة ففي مدينة عين العرب الحدوديّة افتتح الأتراك معبراً إنسانيّاً من أجل تسهيل دخول الأكراد نحو بلدهم بسبب المضايقات التي يتعرّض لها الأكراد أثناء مرورهم من حواجز تنظيم داعش عند دخولهم من معابر أخرى.
في حين آخر افتتح الأتراك معبراً إنسانيّاً للسوريين الراغبين بدخول سوريّا عند منطقة الدرباسيّة ذات الأغلبيّة الكرديّة والتي يقابلها في تركيا مدينة قزلتبه.
المعابر "تهريب وتجارة سلاح "

أمّا عن الحركة الاقتصاديّة في مناطق الريف الحلبي فقد تأثرت كثير منذ دخول تنظيم داعش لمدن الريف الحلبي الشرقي، حيث أنّ إغلاق المعابر بوجه التجار بسبب تخوف الأتراك من داعش من داعش في البداية مما جعل العديد من التجّار ذوي التجارة المحدودة أنّ يتوقّفوا عن العمل ولكن التهريب يختلف من منطقة لأخرى حيث يكلّف الراغب بالذهاب عبر التهريب نحو تركيا من طرف الحسكة أو القامشلي يكلّف وسطيّاً من 200 دولار إلى 300 دولار فيما يكلّف التهريب من مناطق الريف الحلبي الشرقي نحو 4000 ل.س مع تأمين متضمّنة أجرة عنتاب في حين يكلّف الفرد قرب نهر العاصي نحو 100 ل.س.
كذلك يسيطر التنظيم على معبرالراعي على الحدود السورية التركية،هوعبارةعن معبرإنساني تدخل منه المواد الإغاثية فقط،وهومغلق أيضاً من الجانب التركي منذ سيطرة تنظيم الدولةالإسلامية في العراق والشام على بلدةالراعي.
أما على الحدود السورية العراقية فيسيطر التنظيم على معبر واحد، هو معبر البوكمال في ريف دير الزور، كما يسيطر على جانبي المعبر والمناطق القريبة منها، وهو يستخدم المعبر لنقل عناصره والأسلحة بين سوريا والعراق.
كما تسيطر فرقة 18 آذار التابعة للجيش السوري الحر على معبر الجمرك القديم في درعا، والذي يقابل معبر الرمثا في الأراضي الأردنية، وقد تم استخدام هذا المعبر لإدخال مساعدات إغاثية مقدمة من منظمة الأمم المتحدة إلى درعا في السادس من شهر آب الماضي وذلك بموجب القرار الأممي الذي صدر خلال شهر تموز، والذي يقضي بإدخال مساعدات أممية عبر معابر حدودية تسيطر عليها المعارضة دون موافقة النظام السوري، علماً أن المعبر كان مغلقاً من الجانب الأردني قبلها.
بالإضافة إلى معبر الجمرك القديم، هناك معبرين غير شرعيين فتحتهما السلطات الأردنية لإدخال المساعدات من المنظمات الإغاثية، ويتم استخدامها أيضاً كمدخل ومخرج لضباط الجيش الحر وبعض الشخصيات الثورية والجرحى، وذلك بالتنسيق بين المجلس العسكري بدرعا والسلطات الأردنية، وأحد هذه المعابر موجود غرب درعا بالقرب من بلدة تل شهاب الحدودية، والآخر شرق درعا بالقرب من بلدة نصيب الحدودية.