سيوف "داعش" في مواجهة حاملات الطائرات الدولية.. فهل يتراجع نفوذ التنظيم؟

الأربعاء 07/يناير/2015 - 01:32 م
طباعة سيوف داعش في مواجهة
 
بعد مرور نحو 6 أشهر على شن التحالف الدولي الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، واستمرار الهجمات من جانب الطرفين، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "جون كيربي"، أن قوات التحالف تمكنت خلال الأسابيع القليلة الماضية من وقف تقدم تنظيم داعش الإرهابي في العراق، وأن التنظيم بات الآن في وضعية دفاعية.
سيوف داعش في مواجهة
ومع توالي الهجمات من جانب التحالف الدولي الذي تقوده الإدارة الأمريكية، ويشارك فيه العديد من الدول الأوروبية، لم يفلح التحالف خلال الفترة الماضية في القضاء على التنظيم "الإرهابي" ويزيد من توغل "داعش" في العراق وسوريا، إلا أن واشنطن أعلنت اليوم الأربعاء 7 يناير 2015 أن التنظيم الإرهابي في وضعية دفاعية؛ مما يؤكد أن داعش بدأ يتراجع، في ظل الضربات المتوالية من جانب التحالف، وكان مؤتمر صحفي عقد في البنتاجون لإعلان نتائج الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي على التنظيم خلال الفترة الماضية.
وقال كيربي: إن قوات التحالف الدولي تمكنت من قتل مئات العناصر المنتمين لداعش، ودمرت الكثير من معداته، والمباني التي يتحصن بها، وألحقت ضربة ثقيلة بالمنشآت التي يستخدمها لاستخراج النفط، مشيرًا إلى أن داعش لا يزال يسيطر على الموصل، وأن معارك شرسة تدور ضد التنظيم في مناطق الأنبار والرمادي، فيما لا يزال داعش يهدد مناطق "اليزيديين"، وبيجي، لافتاً إلى أن قوات التحالف تتوقع قيام التنظيم باعتداءات شرسة في الأيام القليلة المقبلة. 
كما قتل 17 مسلحاً من "داعش" بينهم القياديان "أبو حارث التونسي" و"محمد الشيشاني" في غارة لطيران "التحالف الدولي" استهدفت رتلاً للتنظيم قرب الحدود العراقية السورية، فيما أكدت مصادر أمنية عراقية أن طيران التحالف الدولي واصل قصف مواقع وتجمعات وآليات تنظيم الدولة الإسلامية داعش ودمر جسرا بعد قيام التنظيم بتعزيز وجوده بمناطق جنوب وغرب مدينة كركوك، موضحة أن القصف شمل مناطق مكتب خالد والمرة والمنزلة وملا عبد الله ومريم بيك جنوب وغربي كركوك؛ مما أدى إلى مقتل 26 من عناصر داعش وإحراق أربع دراجات كانوا يستقلونها بالإضافة إلى تفجير دراجة مليئة بالمتفجرات 
وذكرت أن الطيران الدولي قصف أحد الجسور التي يسيطر عليها التنظيم بالقرب من قرية فاخر؛ ما أدى إلى مقتل 12 من عناصر التنظيم وإصابة 9 آخرين وهو من الجسور الحيوية للتنقل بين المدن والقرى وتعد طريقا استراتيجيا لنقل المؤن والإمدادات، مشيرا إلى أن استمرار القصف الجوي بهذه الكثافة والدقة سيحجم قدرات داعش ويمنع تجمعاتهم وإعادة بناء قواتهم من جديد.
فى ذات السياق، أكد كيربي، أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال دفعة جديدة من العسكريين الأمريكيين نهاية هذا الشهر، لتدريب القوات العراقية، مشيراً إلى وجود مجموعة من العسكريين في بعض القواعد الجوية العراقية، وإلى أن مسألة تدريب القوات العراقية لا تعني عزم الولايات المتحدة إعادة إنشاء جيش عراقي من نقطة الصفر.
وفيما يخص تعاون بلاده مع تركيا لتدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة، أوضح كيربي أن التنسيق والتخطيط لا يزال مستمرا مع تركيا حيال تلك المسألة، قائلاً: لا أستطيع الإدلاء بأي تصريح حيال ذلك الموضوع في الوقت الحالي، إلا أنني أتفق مع التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية التركية في هذا الصدد.
سيوف داعش في مواجهة
والجدير بالذكر أن أمريكا وتركيا تعاونا في تدريب المعارضة السورية في المرحلة الماضية، حيث قال مسئول في وزارة الخارجية التركية: إن أنقرة وواشنطن ستوقعان اتفاقا حول تدريب وتزويد عناصر ما يسمى بـ "المعارضة السورية المعتدلة"، مشيرا إلى أن هذا المشروع الذي يُتوقع تنفيذه في أواخر شهر مارس المقبل يهدف إلى تدريب حوالي خمسة آلاف من مقاتلي المعارضة سنويا وعلى مدى ثلاث سنوات، فيما لم يؤكد الجانب الأمريكي حيث قال مسئول أمريكي: إن المحادثات الرامية إلى إنجاز مثل هذا الاتفاق لا تزال مستمرة.
ولفت كيربي، إلى أن تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية قبلت استضافة نشاطات تدريب عناصر المعارضة المعتدلة في سوريا، مشيراً إلى أن استمرار الجهود المبذولة في هذا المجال، سيمكن الأطراف من بدء عمليات التدريب بداية الربيع المقبل.
من جانبه أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية، أن القوات طردت مقاتلي "تنظيم الدولة" من عدة مناطق جنوبي وغربي الموصل التابعة لمحافظة نينوي.
وقال الناطق سعد: إن مركز شرطة تل الشعير التابع لمديرية شرطة القيارة جنوبي الموصل، ومركز شرطة الشمال ضمن قاطع سنجار غربي الموصل- يقومان بممارسة أعمالها اليومية الخدمية للمواطنين، بعد أن تم تحريرها والمناطق المحيطة بها من قبل شرطة نينوي والحشد الشعبي وباسناد من البيشمركة.
وأكد مصدر محلي في محافظة نينوي، أن "تنظيم الدولة" قتل 20 شابا بحجة أنهم انتحلوا صفة عناصر بالتنظيم وقاموا بعمليات سرقة وابتزاز للأهالي في المحافظة، وأكد أيضا أن مسلحي التنظيم قتلوا 3 محاميات وسط مدينة الموصل.
وكانت الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، من أولى المدن التي سيطر عليها "تنظيم الدولة" الصيف الماضي، في هجومه على مناطق واسعة شمالي العراق وغربهن، وتستعين القوات العراقية بمقاتلي "البيشمركة" الأكراد، في القتال الدائر في مناطق شمالي البلاد، كما تشن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد.
سيوف داعش في مواجهة
في سياق مواز، تستعد حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ومجموعتها البحرية للتوجه إلى منطقة الخليج، حيث ستشارك في المعارك ضد تنظيم داعش.
وسيتم إعلان مغادرة المجموعة الجوية البحرية رسميا أثناء الحفل الرسمي السنوي بمناسبة أعياد رأس السنة الذي سيوجه خلاله الرئيس فرانسوا هولاند في 14 يناير تمنياته للجيوش من على متن السفينة قبالة سواحل تولون (جنوب) حيث مركز رسوها.
وستتمركز حاملة الطائرات شارل ديغول وطائراتها الثلاثون تقريبا وخصوصا القاذفات رافال وسوبر ايتندار، في مياه الخليج، كما ستشارك في حملة القصف الجوي التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، وفقا للموقع الإلكتروني المذكور.
ويتوقع خبراء أن ترسو حاملة الطائرات في تولون في 13 يناير، وبحسب مصادر متطابقة مقربة من الملف، فإن مهمة السفينة والسفن التي ترافقها وبينها غواصة هجومية، وستستمر حتى منتصف مايو.
وتمتلك فرنسا التي تشارك في الحملة ضد داعش على الأراضي العراقية فقط، في المنطقة حاليا وفي إطار العملية التي انطلقت في 19 سبتمبر، تسع طائرات رافال وطائرة تموين سي 135 وطائرة رصد مراقبة مجوقلة اي-3 اف أواكس وطائرة دورية بحرية اتلانتيك 2. وتتمركز ست قاذفات من نوع ميراج في الأردن منذ أواخر العام الماضي.
سيوف داعش في مواجهة
وفي الوقت ذاته، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني بعض الدول الإسلامية بدعم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم داعش، قائلا: باسم الإسلام يعدم بعض المجرمين أشخاصا ويدمرون كنائس، وبعض الدول الإسلامية تدعم هؤلاء الإرهابيين بالمال والسلاح، وكانت طهران اتهمت أكثر من مرة السعودية وقطر وتركيا بدعم داعش في سوريا.
والمشهد الحالي يؤكد أن التحالف الدولي بدأ يفرض سيطرته على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عقب استعدادات داعش في وضعية الدفاع، وكذلك حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول والتي تستعد للمشاركة في الهجوم على التنظيم الإرهابي، مما يؤكد على اقتراب نهاية توغل داعش في سوريا والعراق، فيما تشهد المرحلة المقبلة تراجعا في نفوذ التنظيم الدولي في ظل الهجمات العنيفة التي يشنها التحالف.

شارك