هل تنجح ضربات الحكومة الصومالية وحلفائها في القضاء على "شباب المجاهدين"؟

الأربعاء 07/يناير/2015 - 01:57 م
طباعة هل تنجح ضربات الحكومة
 
أكد "عبدو إلى محمد علي" زعيم منطقة "بونتلاند"، أن قوات أمنية تابعة لمنطقته المتمتعة بحكم شبه ذاتي مع قوات حكومية شنت هجوماً ضد معاقل حركة الشباب على مدى أسبوع في "جالجالا" الجبلية الواقعة على بعد 50 كم إلى الشرق من ميناء "بوساسو".
عبدو إلى محمد علي
عبدو إلى محمد علي
وأشار إلى أن قواته قتلت 54 وأصابت 46 آخرين، علاوة على أسر عدد منهم، بينهم قادة ميدانيون في التنظيم المسلح، معترفاً في الوقت نفسه بمقتل خمسة جنود وإصابة أربعة آخرين أثناء الهجوم.
 ويعد هذا الهجوم ردا مباشرا من قبل الحكومة الصومالية وحلفائها على هجوم الحركة وقيام مهاجم انتحاري منها باقتحام قافلة لوحدة مكافحة الإرهاب أثناء سيرها على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى مطار «عدن عدي» بمقديشيو، وأصاب مدرعتين للأمن الصومالي؛ ما تسبب في إلحاق أضرار بالغة بإحداهما، وتناثر الحطام على الطريق السريع وأعلن العضو البارز بجماعة «الشباب»، شيخ محمد عبده عبدالله مسئولية الجماعة عن الهجوم عبر محطة الأندلس الإذاعية المؤيدة لهم.
هل تنجح ضربات الحكومة
المواجهات بين الحركة من جهة والقوات الحكومية وقوة حفظ السلام الإفريقية العاملة بالصومال «أميصوم» من جهة أخرى- مستمرة منذ سنوات في العديد من المناطق الصومالية، خاصة في جنوب البلاد في بلدة «راب دوري»، التي دارت في مناطقها مواجهات عنيفة، استخدم الطرفان فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين وفر العديد من المدنيين، إلى قرى مجاورة، للنجاة بحياتهم من القصف المتبادل بين القوات المتحالفة ومقاتلي حركة الشباب. 
مصير حركة شباب المجاهدين والتي تريد تأسيس دولة إسلامية في الصومال- لا زال يحيط به الغموض، خاصة بعد مزيد من التفجيرات انتقاما لزعيمها أحمد عبدي غودني الذي قتل في غارة أمريكية في سبتمبر الماضي وهو ما يطرح المزيد من التساولات حول مستقبلها داخل الصومال، وهل ستنجح في الاستمرار أم لا؟
 ويؤكد فارح آدم المتخصص في شئون الحركات الإسلامية المسلحة، أن حركة الشباب تواجه مصيراً غامضاً، بعد الحملة العسكرية الحكومية المشتركة مع القوات الإفريقية، خصوصاً بعد رحيل زعيمها غودني، وأن موسم الانشقاقات سيندلع في داخلها، والتي كانت أصلاً مشتعلة بين القيادات، التي تتولى شئون الحركة، سياسياً وعسكرياً. 
وشدد على أن التأثير العسكري والسياسي والميداني لحركة الشباب المجاهدين في الصومال، بعد الضربة الأمريكية الموجعة لها، سيقل، وذلك مع صعود جماعات مسلحة إرهابية في العالم العربي، مثل داعش، التي تضع قواعدها في أكثر من دولة في بلاد الرافدين والشام.
عبدالصمد محمد أحمد
عبدالصمد محمد أحمد
واعتبر عبدالصمد محمد أحمد المحلل الأمني الصومالي أن حركة الشباب تقف حاليا على شفا حافة الهاوية بسبب اجتماع ثلاثة عوامل وصفها بالقاتلة: أولها مقتل زعيمها الروحي في الغارة الأمريكية حيث يشكل رحيله ضربة مؤلمة، وخسارة استراتيجية من العيار الثقيل يصعب على الحركة إيجاد بديل له، فضلا عن الاختراق الأمني الخطير في الدائرة الأمنية الضيقة المحيطة بأحمدي غودني، الذي تمكن من الإفلات في السنوات الماضية والاختباء عن أعين المخابرات الصومالية والأمريكية.
ويتمثل العامل الثاني في تراجع الحركة الميداني وخسارتها معاقل استراتيجية تقع وسط وجنوب الصومال خلال الأسبوعين الماضيين جراء إطلاق قوات التحالف حملة عسكرية على معاقل الحركة المتبقية تحت سيطرتها، وأن العامل الثالث يتلخص في تمكن الأجهزة الأمنية الحكومية من تفكيك شبكات أمنية في مقديشو العاصمة وغيرها، وإلقاء القبض على عناصر مطلوبة.
 على الجانب الآخر لا زالت حركة الشباب المجاهدين تتمتع بالقوة التنظيمية، وبالحفاظ على التسلسل الهرمي للإدارة، وبالتبعية المطلقة للأمير الذي هو وحده من يدير الملفات الحساسة مثل الإعلام، والأمن، والعمليات النوعية، ومن خلال هذا التماسك الداخلي استطاعت الحركة أن تتوسع عسكريا، وأن تسيطر على تسع مناطق حيوية من الجنوب من أصل ثماني عشرة منطقة من جمهورية الصومال، على الرغم من أنها فقدت سيطرتها على مناطق صومالية واسعة، لكنها ما زالت تسجل حضورا في الساحة الصومالية، ولا شك أنه ما زال لديها القدرة على تنفيذ عمليات وإشعال تفجيرات تستهدف أعداءها. 

شارك