الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" في باريس.. وأصابع الاتهام موجهة لـ"داعش"

الأربعاء 07/يناير/2015 - 05:59 م
طباعة الهجوم على مجلة شارلي
 
لقي 12 شخصا بينهم شرطيان، مصرعهم في هجوم استهدف مقر مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة وسط العاصمة الفرنسية باريس الأربعاء. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: إن الهجوم "إرهابي بالتأكيد".
وقالت الشرطة الفرنسية: إن مسلَّحَين اقتحما المقر وفتحا نيران أسلحتهما على من فيه، ما أدى أيضا إلى إصابة 10 أشخاص بجروح.
وأفاد مصدر مطلع على تفاصيل التحقيق، بأن رجلين يحملان كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ اقتحما مقر المجلة الساعة:11.30 صباحا بتوقيت باريس (1:30 بتوقيت غرينتش)، وحصل تبادل لإطلاق النار مع عناصر من الشرطة.
وتمكن المسلحان من الفرار من موقع الهجوم بعد أن أصابا شرطيا بالرصاص وصدما أحد المارة بسيارة. 
ونقل مصدر في الشرطة عن شهود عيان قولهم: إن المهاجمين هتفا "انتقمنا للرسول". وفي تسجيل فيديو للهجوم التقطه رجل لجأ إلى سطح مبنى المجلة خلال الهجوم، يسمع رجل يهتف "الله أكبر الله أكبر" بين عدة عيارات نارية.

حالة طوارئ في باريس

حالة طوارئ في باريس
أعلنت السلطات الفرنسية حالة الإنذار القصوى في المنطقة الباريسية عقب الهجوم، فيما من المقرر أن تعقد الحكومة الفرنسية اجتماعا طارئا في قصر الإليزيه لمناقشة الهجوم وتداعياته.
وزار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند موقع الهجوم، ووصف الهجوم على "شارلي إيبدو" بأنه "عمل على قدر استثنائي من الوحشية"، قائلا إنه "اعتداء إرهابي بالتأكيد".
وفي تعليق له على تلك الأحداث، قال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس: إن فرنسا لم يسبق لها أن واجهت تهديداً إرهابياً أكبر مما تواجهه الآن.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الأوضاع في المنطقة المحيطة بمقر "شارلي إيبدو" عقب الهجوم:.

إدانة أمريكية وبريطانية

إدانة أمريكية وبريطانية
وفي سياق ردود الفعل الدولية، دان البيت الأبيض الأربعاء "بأشد العبارات" الهجوم على مقر المجلة الفرنسية.
وقال المتحدث جوش إرنست لشبكة "أم أس أن بي سي": إن كل البيت الأبيض يتضامن مع عائلات "الذين قتلوا وجرحوا في هذا الهجوم".
وفي بريطانيا، ندد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالهجوم "الشنيع"، وعبر عن تضامنه مع فرنسا.
وقال كاميرون على حسابه على تويتر: إن "الجرائم التي ارتكبت في باريس شنيعة. ونحن نقف إلى جانب الشعب الفرنسي في معركته ضد الإرهاب ومن أجل الدفاع عن حرية الصحافة".

هل الهجوم كان ردا على الكاريكاتير المسيء لداعش؟

هل الهجوم كان ردا
يذكر أنه من ثلاثة أشهر تقريبا نشرت مجله "تشارلي إيبدو" كاريكاتير يسخر من تنظيم "الدوله الإسلاميه في العراق والشام"، اعتبره البعض أنه يتضمن "إساءة" للرسول محمد، مما أثار حالة من الغضب في عدد من الدول الإسلامية.
تزامن الكاريكاتير، الذي نشرته الصحيفة الفرنسية على غلاف عددها الصادر في الأول من أكتوبر الماضي، مع احتفالات المسلمين بـ"عيد الأضحى"، ومع إعلان التنظيم "المتشدد"، المعروف باسم "داعش" عن قطع رأس رهينه بريطاني آخر، كما هدد بقتل رهينة أمريكي.
وكان يُظهر الكاريكاتير، الذي نشرته المجلة تحت عنوان: ماذا لو عاد محمد... رجلاً ملثماً، في إشارة إلى مسلحي "داعش"، يضع سكيناً على رقبة آخر يجثو على ركبتيه، على وشك أن يذبحه، وبينما يقول الضحية لجلاده: "أنا النبي أيها الغبي"، فيرد الآخر: "اخرس يا كافر." 
فلو كان تنظيم "الدولة الإسلامية داعش" يريد الرد على المجلة لما انتظر كل هذا الوقت؟ ورغم ذلك السؤال الذي يدور في الأذهان إلا أن الكثير من المحللين السياسيين والباحثين في الحركات الإسلامية يشيرون بأصابع الاتهام لهذا التنظيم بأنه مرتكب هذه الجريمة.
وأعاد ذلك الكاريكاتير إلى الأذهان أزمة الرسوم التي نشرتها نفس المجلة في أيلول 2012، والتي أثارت موجة احتجاجات في العديد من الدول الإسلامية، تخللتها أعمال عنف؛ مما دفع الحكومة الفرنسية إلى إغلاق مقار بعثاتها الدبلوماسية في نحو 20 دوله إسلاميه. ورغم ذلك لم يتقدم أحد للهجوم على مقر الجريدة وقتل العاملين بها! 

الهجوم على مجلة شارلي
بل تم اتخاذ بعض الإجراءات من النقابات والأحزاب في الكثير من الدول الإسلامية، دون إراقة للدماء فقد أصدر العديد من النقابات والأحزاب السياسية في مصر، وفي دول إسلاميه أخرى، بيانات أدانت فيها ما نشرته المجلة الفرنسية، على غلاف عددها في الأول من أكتوبر الماضي، كما اتهمها البعض بـ"السعي إلى استفزاز مشاعر المسلمين."
وبينما قالت نقابه الصحفيين في مصر، في بيان إذاعة تلفزيون "النيل" وقت الحدث: إن "هذه المجلة تعمل من خلال لوبي صهيوني قبيح، يحاول إفساد فرحة جموع المسلمين بعيد الأضحى المبارك"، دعت نقابة المحامين إلى "ضرورة الرد على هذا الانتهاك"، دون أن توضح طبيعة الرد.
وبغض النظر عن توجه الجريدة وأصحابها فلا أحد يقبل أن تراق دماء الأبرياء في الشوارع، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هناك قنوات قانونية لمقاضاة الجريدة لم يتخذها أحد المسلمين في الدول الإسلامية أو في فرنسا نفسها. مما يضع علامات استفهام كثير حول استهداف الجريدة والهجوم عليها من ناحية، ومن ناحية أخرى استثارة الجريدة برسومها وكتاباتها مشاعر المسلمين كافة وليس فقط الدواعش.
فهل تشهد أوروبا في الفترة القادمة هجمات إرهابية أم أن الأمر سوف يقتصر على هذا الهجوم؟

شارك