"النور" والانتخابات البرلمانية والخوف من الإخوان
الجمعة 09/يناير/2015 - 06:43 م
طباعة


يعتبر حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية أول الأحزاب المصرية التي اتخذت استعدادها الكامل لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، فقد جاب محافظات مصر في غفلة من باقي الأحزاب المدنية من ناحية، ومن ناحية أخرى انشغال الأحزاب المنتمية للتيار الإسلامي بحربها مع الدولة لصالح تحالفها مع الإخوان، فقد قام الحزب بالتقرب للجماهير وخاصة في المناطق الفقيرة، متخذا نفس الآليات التي كانت تمارسها جماعة الإخوان والحزب الوطني المنحل، من إقامة معارض خيرية للسلع الغذائية والملابس والتقرب لهذه المناطق ببعض المساعدات "بطاطين وملابس شتوية، مخفضة الثمن أو بدون" وكذلك عمل فصول تقوية، وغيرها من الممارسات الاجتماعية، في غياب تام للأحزاب المدنية من ناحية ومن ناحية اخرى انشغال باقي احزاب التيار الاسلامي في حربها مع الدولة بسبب تحالفها مع جماعة الإخوان.
إلا أن هناك بعض المشكلات في التصاريح التي يطلقها قيادات الحزب والدعوة معا قد تؤثر في نيل حزب النور الاكثرية التي يحلم بها، وأن يكون بديلا عن حزب "الحرية والعدالة" في البرلمان القادم، وآخر هذه التصريحات دعوة قيادات "الدعوة السياسية" للرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوبة بسبب زيارته للكنيسة وتهنئة الأقباط بأعيادهم، مما ترك أثره السييء على الحزب لدى العامة، قبل النشطاء والسياسيين.
إشادة حزب النور بتحديد موعد للانتخابات:

شعبان عبدالعليم
وفي محاولة منه "حزب النور" لتهدئة الموقف مع الدولة فقد أشاد حزب النور بتحديد اللجنة العليا للانتخابات موعد الانتخابات البرلمانية، معتبرًا أن هذه الخطوة استكمال لخارطة الطريق التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في 3 يوليو 2013، وقال الدكتور شعبان عبدالعليم، الأمين العام المساعد لحزب النور، في تصريحات صحفية: «إن هذه الخطوة مؤشر جيد لاستكمال بناء المؤسسات، وإنها خطوة هامة قبل المؤتمر الاقتصادي العالمي الذى سيعقد بالقاهرة في مارس المقبل".
وأضاف عبدالعليم: إن مصر تسير الآن في الطريق الصحيح نحو خارطة الطريق التي ستنتهى بالانتخابات البرلمانية، مؤكدا أن إجراء الانتخابات يثبت مصداقية الدولة وحرصها على وجود برلمان يعبر عن الشعب المصري وعن ثورتيْ يناير ويونيه، وأن العملية الانتخابية دخلت مرحلة الحسم بعد إعلان جدول العملية الانتخابية للمصريين بالخارج، ويبقى إعلان موعد تقديم طلبات الترشح، وأشار الأمين العام المساعد لحزب النور إلى أن الحزب لن يتراجع عن المشاركة في الانتخابات، مؤكدًا أن أمانات المحافظات تعمل ليل نهار من أجل تجهيز الأسماء واختيار الأشخاص القادرين على خوض الانتخابات.
وأوضح الدكتور شعبان عبدالعليم أن الأمانات جمعت بالفعل الأسماء المرشحة من القرى والمدن وقامت بمراجعتها ورفعتها للهيئة العليا للحزب بالقاهرة من أجل الاختيار من بينها، مؤكدا أن الحزب لن ينافس على كل المقاعد.
وهذا التصريح يتطابق مع تصريح حزب الحرية والعدالة قبيل الانتخابات البرلمانية السابقة وما حدث حال الترشح كان عكس التصريح تماما فهل يسير حزب النور السلفي على خُطى الحرية والعدالة؟

صلاح عبد المعبود
من جانبه.. قال صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور: نحن على أتم الاستعداد للانتخابات البرلمانية، مؤكدا أن تحديد الموعد خطوة جيدة لاستكمال على ما تم الاتفاق عليه في خارطة الطريق، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي يسعى إلى بناء المؤسسات في ظل ما تراه مصر من إرهاب. وأشار عبد المعبود إلى أن حزب النور يضع يده مع الجميع لاستكمال كل مؤسسات الدولة تشريعية وتنفيذية.
عدم الكشف عن أسماء المرشحين:

يونس مخيون
في سياق متصل أكد الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، أن قيادة الحزب كانت تتوقع إجراء انتخابات مجلس النواب في نفس التوقيتات التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات أمس. وأشار يونس مخيون، في بيان لحزب النور، إلى أن الحزب أجرى استعداداته للانتخابات البرلمانية منذ فترة، حيث انتهت المجمعات الانتخابية في كل المحافظات من اختيار معظم مرشحى الحزب على مستوى الدوائر الفردية، وعلى وشك استكمال باقي الأسماء وبصدد استكمال القوائم، ورفض يونس مخيون، الكشف عن هوية مرشحيه، منوهًا إلى أن الحزب يفضل حاليًا عدم الكشف عن هوية مرشحيه للانتخابات البرلمانية، ويؤجل هذا الإعلان الرسمي إلى فتح باب الترشح للانتخابات، مشيرًا إلى أن الحزب يكثف في الوقت الحالي من حركته التنظيمية الداخلية وفي الدوائر الانتخابية، استعدادًا لهذا الاستحقاق الانتخابي الأهم في خارطة الطريق، حتى تكون الترشيحات جاهزة، والدفع بها حال الإعلان عن فتح باب الترشح.
ورغم السرية الكاملة التي تحيط بأسماء المرشحين على قائمة حزب النور الا ان هناك تسريبات تؤكد على ان قوائم المرشحين بها قيادات سابقة بالحزب الوطني الديموقراطي ليس هذا فقط بل برلمانيين أمثال "عبد المنعم راغب ضيف الله" المقرب لشريف الهواري مسؤول الدعوة السلفية في العامرية وبرج العرب بالإسكندرية۔
الخوف من الإخوان:

وفي ظل استعدادات الحزب للحصول على أغلبية برلمانية في الانتخابات القادمة والسعي بكل جهده لتحقيق هذه الأغلبية بضمه الكثير من قيادات وشخصيات الحزب الوطني التي مازال لها تأثير اجتماعي في المناطق الفقيرة والعشوائية، إلا أن الحزب يخشى من الإخوان المسلمين ومدى تأثيرهم على الأصوات الانتخابية حيث أعلن حزب النور أن أعضاء جماعة الإخوان سيحاولون إسقاط مرشحيه في انتخابات مجلس النواب القادمة، وذلك بالتصويت لمنافسيه دون النظر إلى أفكارهم السياسية أو الدينية.
وقال نادر بكار، مساعد رئيس الحزب، على الصفحة الرسمية للحزب: «ما يدور الآن في ذهن الجماعة هو (كيف يسقط النور) في الانتخابات»، موضحاً أن سر هذا العداء هو تصدى الحزب لأفكار الجماعة، ومشاركته في خارطة المستقبل.
وأضاف أن الجماعة وأعضاءها يتعرضون لضغوط نفسية، لأن انتخابات النواب القادمة ستشهد للمرة الأولى تمثيل حزب آخر غير الجماعة للتيار الإسلامي، لافتاً إلى أن هناك قوى ودولا ليس من مصلحتها استمرار حزب النور ممثلاً وحيداً للتيار، مؤكداً أن الأخيرة كانت تريد أن ينزلق الحزب في العنف حتى يكون هذا خيار جميع الإسلاميين. من ناحية أخرى، طالب الدكتور طارق السهري، رئيس الهيئة العليا للحزب، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتأجيل إجراء أي تعديل وزاري أو تغيير للمحافظين حالياً، إذ إن البلاد تشهد تغيير العديد من القيادات مع بقاء الأوضاع كما هي، خاصة أن الدولة مقبلة على إجراء انتخابات تشريعية.