استجابة متأخرة لتحذيرات السيسي.. هل يفيق الغرب من دعم الإرهاب ضمنيًا ومحاربته في العلن؟!!
الأحد 11/يناير/2015 - 10:53 م
طباعة


لا تزال ردود الفعل الغاضبة جراء العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا مؤخرًا هي المسيطر الأول على وكالات الأنباء والصحف، ما بين متابعة للمظاهرات الحاشدة التي دعا لها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وبين الخطوات التصعيدية التي تشرع عدد من البلدات الغربية اتخاذها، وما سيتبعه من قيود على حرية التنقل داخل القارة العجوز، في الوقت الذى بدأت فيه الصحف الأمريكية في اتباع سياسة جديدة تشير إلى ضرورة أن تتواصل الادارة الأمريكية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والاستفادة من الخبرة المصرية في مكافحة الإرهاب.
وكانت باريس قد شهدت عصر اليوم مسيرة تاريخية شارك بها العديد من قادة العالم وحضرها أكثر من مليوني ونصف المليون شخص، في سابقة لم تعرفها فرنسا في تاريخها، للتنديد بالإرهاب الذي ضرب قلب عاصمتها باريس الأسبوع الجاري وخلف 17 قتيلًا من أبنائها، وانطلقت المسيرة من ساحة الجمهورية بالدائرة الـ11 وكان من المفروض أن يسير المشاركون على طول شارع فولتير للوصول إلى ساحة "الأمة"، إلا أنها تحولت إلى تجمع غير مسبوق بسبب امتلاء المسار الذي كان محددًا لها عن آخره بالمتظاهرين.

ويرى الخبراء أن المسيرة كانت استثنائية المقاييس بسبب الجماهير التي حضرتها وبُعدها العالمي، حيث حضر عدد من زعماء الدول يتقدمهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، العاهل الأردني عبد الله الثاني والأميرة رانيا.
وبالرغم من المسيرة التاريخية، إلا أن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اعترف بوجود "ثغرات" في الاستخبارات الفرنسية، بالنظر إلى عدد الضحايا الذين قُتلوا في الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا هذا الأسبوع. وأكد فالس خلال مقابلة مع قناة "بي إف إم" الفرنسية ارتكاب "أخطاء" في الاستعدادات لمراقبة الأشخاص الذين يُشتبه في احتمال ارتكابهم اعتداءات، مشيرًا إلى أن سقوط 17 قتيلًا في فرنسا خلال ثلاثة أيام يؤكد وجود "أخطاء" في الاستعدادات لمراقبة الأشخاص الذين يشتبه في احتمال ارتكابهم اعتداءات.
شدد فالس على ضرورة متابعة من يتوجهون إلى العراق وسوريا حيث يتدربون على الإرهاب ويعود بعضهم، إلا انه اكد في الوقت نفسه على أن السلطات تقوم بـالاستجواب والاعتقال كما أقرت قانونين لمكافحة الإرهاب.

يأتي ذلك في الوقت الذى انتشرت فيه عدوى التعرض لهجمات إرهابية جديدة في الولايات المتحدة وليس أوروبا فحسب، وهو ما عبرت عنه تصريحات وزير العدل الأمريكي إريك هولدر، والتي أكد فيها على أن الولايات المتحدة قلقة بشأن شن إسلاميين متشددين يستلهمون فكر تنظيم القاعدة والتنظيمات المرتبطة به هجمات فردية في الولايات المتحدة، وهو ما كان سببا لعقد اجتماعا مع نظرائه الأوروبيين في باريس اليوم لبحث سبل منع التطرف.
أضاف هولدر لشبكة تلفزيون" سي.بي.إس" أن انهيار الهيكل الأساسي لتنظيم القاعدة قلص أو أنهى قدرة الجماعة على شن هجمات على غرار هجمات 11 سبتمبر" لكنه أشار إلى أن جماعات مرتبطة بالقاعدة مثل القاعدة في جزيرة العرب تحاول نشر فكرة تنفيذ هجمات أصغر، مضيفا بقوله " أعتقد أن احتمال تنفيذ هجمات من هذا النوع قائم في الولايات المتحدة، بصراحة هذه مسألة تؤرقني لقلقي من أن يقرر شخص او مجموعة صغيرة من الأشخاص الحصول على أسلحة بمفردهم ليفعلوا ما رأيناه في فرنسا."

شدد هولدر على أن السلطات لم تحدد بعد ما اذا كان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب او جماعة مثل الدولة الإسلامية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا هي المسئولة عن هجمات باريس.
على الجانب الآخر بدأت لهجة الصحف الغربية وخاصة الأمريكية تأخذ منحنىً جديدا في التعامل مع محاربة الارهاب والتجربة المصرية بشكل خاص، وهو ما عبرت عنه صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية والتي أوضحت أن حجم الخطر الذي يواجه السيسي ليس بالهين فهو يدرك جيدا أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة علمانية أو أنها تعمل من أجل الصالح العام، لذا فحكومته قامت بزج عدد كبير من الجماعة في السجون وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسي، مشير ة إلى أن ارئيس السيسي يغامر بحياته ضد معارضة داخلية وخارجية، على العكس الرئيس الأمريكي أوباما الذي يتجمل أمام بضع من الأحزاب الصديقة، وأن السيسي اتجه هذا العام في مسار الإصلاح الإسلامي، وأن خطابه الذي ألقاه بجامعة الأزهر يجب قراءته، والنظر كذلك لزيارته لقداس عيد الميلاد.

اعتبرت الصحيفة أن رئيس الولايات المتحدة لا يجرؤ على الاعتراف بأن عددا كبيرا من ''الناس'' سيواصلون السعي من أجل إلحاق الضرر بكل من يرفضون الخضوع لإرادة الله، أينما وجدوا، وأن أوباما لا يستطيع أن يزعم بنجاح المنفذين الذي نصبوا أنفسهم مطبقين للتعاليم الإسلامية المتطرفة يتفهمون أن لا حق لهم في فرض '' نموذجهم للعدالة '' داخل الأراضي الأمريكية والأراضي المتحالفة معها.
شددت الصحيفة بقولها " على عكس أوباما، اقتنص السيسي فرصة لتحقيق العظمة، ونحن بحاجة إلى الانضمام إليه، والوقوف من أجل الحرية، ورفض الهمجية".
وحتى كتابة هذه السطور لا تزال الدعوات المؤيدة لمكافحة الإرهاب عبر مظلة دولية تتزايد، وهو ما سبق وأن طالب به عبد الفتاح السيسي، وسط توقعات بدعوة أوباما قريبا لعقد قمة دولية لمكافحة الإرهاب برعاية أمريكية.