هل يشكل التحالف الكردي الشيعي "طوق النجاة" لإنقاذ الموصل من "داعش"؟!

الثلاثاء 13/يناير/2015 - 08:36 م
طباعة هل يشكل التحالف الكردي
 
اسامه النجيفي
اسامه النجيفي
شكل إعلان  نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي عقب لقاءه  رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني  الترتيبات  حول  تحرير محافظة نينوى من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية " داعش "العديد من التساؤلات حول إمكانية التنسيق بالفعل بين "الأكراد" السنة  والحكومة العراقية " الشيعية " في ظل الصعود المتنامى  لـ"داعش" وضعف الدور الحكومي للدولة العراقية في تحرير المناطق التى تسيطر عليها داعش، وهل سيعنى ذلك المزيد من السيطرة على المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والحكومة  ومحافظة نينوي وحاضرتها الموصل نموذج على ذلك؟ 
وكشف أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقى عن اجتماعه  مع مسعود بارزاني  رئيس إقليم كردستان الذى بحث عدة  أمور سياسية وأمنية ابرزها شرح وضع الجبهات المحيطة بمحافظة نينوى وبخاصة بعد زيارات ميدانية قام بها النجيفي على مدى يومين واحتياجات معسكر تحرير نينوي والقوات المرابطة من الحشد الوطني المكون من ابناء العشائر والمتطوعين 
برزاني
برزاني
 وأشار إلى أن الرئيس برزاني وافق على الدعم الكامل لهذه القوات ومساعدتها لتحقيق أهدافها وهي ذات الأهداف الوطنية التي نشترك بها معًا، وأنه تم بحث الأمور المتعلقة بالحساسية التي يمكن أن تنشأ بين مكونات محافظة نينوي على خلفية اشتراك بعض العناصر المنتمية لهذه العشيرة أو تلك في الأعمال الاجرامية التي نفذها تنظيم داعش، وتم الاتفاق على أن جرائم أي فرد هي جرائم شخصية يحاسب عليها ويقدم للقضاء ولا تنسحب جريمته على العشيرة أو المكون الذي ينتمي إليه ومنع وعدم السماح بأية عمليات انتقامية يمكن أن تحدث أثناء عمليات التحرير أو بعدها .
  وشدد على أنه تم التنسيق المتواصل بين متطوعي الحشد الوطني والقوات العسكرية وقوات البيشمركة بإشراف وتنسيق وتعاون مع الحكومة المحلية في محافظة نينوي عبر المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة  وأن رئيس حكومة اقليم كردستان تعهد  بدعم كامل غير محدود لعملية تحرير نينوى ومساعدة القوات الموجودة من شرطة وجيش وقوات حشد وطني وصولا لإتمام التحرير الناجز والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي"
 هذا التعاون بين الحكومة العراقية "الشيعية " وحكومة كردستان العراق "السنية " بدأ ينمو بشكل كبير  بعد سقوط نظام "صدام"، والتي شهدت تنسيقاً وتحالفاً بين الآن تفكر خارج الصندوق "العراقي" خاصة وأن   "أربيل" أصبحت تنظر لنفسها كمركز ثقل سياسي واقتصادي مستقل في الجوار الإقليمي، مع ضعف المركز في بغداد.  
 وعلى النقيض من قوات "المالكي"  الشيعية التي انسحبت من ميادين القتال أمام داعش قابلها صمود  لقوات البشمرجة الكُردية بدأتها من  مدينة كركوك  وتوسعت في مناطق متنازع عليها مع  حكومة بغداد  مع العلم  أن الموقف الكُردي الرسمي  لازال يؤكد على أن  هناك تنسيقاً جارياً بين بغداد وحكومة كردستان لمواجهة "داعش"، وأن وجود البشمرجة في كركوك هو لمجرد حفظ الأمن ليس إلا، غير أن الحقائق على الأرض تشير إلى غير ذلك. 

الصراع بين المالكي والأكراد..

المالكي
المالكي
حكومة بغداد السابقة  برئاسة "المالكي"، حاولت الحد من نفوذ قوات البشمرجة وقامت يوم 14يونيه الماضي، بقصف قاعدة لقوات البشمرجة في جنوب كركوك، تاركة 6 قتلى و25 مصاباً،  لتعتذر بجملة "نيران صديقة"، رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني  لم يصمت  واتهم المالكى  بالسعي إلى «كسر هيبة الأكراد»، وهدد باتخاذ «موقف غير متوقع»، في حال استمراره في نهجه تجاه الإقليم،  ليرد  المالكي  باتهام الأكراد بتهريب النفط إلى تركيا عبر أنبوب سري.
وهنا تطفو على السطح "كعكة " النفط  ومن  يتولى تصديره إلى تركيا،  فالمالكى يصر على إدراج التصدير  ضمن مشروع الموازنة الاتحادية،  وقام بإرسال الموازنة إلى البرلمان لإقرارها وسط اعتراضات حكومة الإقليم التي اتهمته بقطع رواتب موظفيها كإجراء عقابي.
 وشدد مسعود بارزاني    رئيس إقليم كردستان البارزاني   على إن العراق يمر بمرحلة قلقة، جراء تراجع الفيديرالية والعيش المشترك، ولم يتبق للشراكة معنى، وخلافاتنا مع بغداد لا تتعلق بالنفط ولا بالموازنة، بل تتعدى ذلك، وهي السعي إلى تحطيم هيبة الشعب الكردي، و أن حكومة بغداد تريد مصادرة قرارنا والتعامل معنا حالنا حال أي محافظة بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب الكردي غير مستعد للتنازل عن قراره للآخرين
هل يشكل التحالف الكردي
وحذر حكومة المالي قائلاً: «إذا استمرت على هذا النهج، فإننا سنرد بطريقة لا تتوقعها، فلتنتظر إن كنا سنتمكن من ذلك أم لا، نحن لم نتعلم العيش تحت الظلم ومشكلة هذه العقلية هي النظر إلى الكردي كمواطن من الدرجة الثانية، في حين أنه لعب دوراً كبيراً في تثبيت حقوق كل المكونات في الدستور، الذي تم تعطيله ولذلك يجب مواصلة الحوار مع بغداد، لأننا لا نستطيع العيش معاً بهذه الطريقة.
ورد رئيس الوزراء العراقي  نورى المالكى بانتقادات شديدة لحكومة إقليم كردستان  قائلا " لا يمكن السكوت عن أي حركة استغلت الظروف وتمددت وبصراحة لا يمكن أن نسكت عن هذا، لا يمكن أن نسكت أن تكون أربيل مقرا لعمليات داعش والبعث والقاعدة والإرهابيين وأنا أدعو من يتحدثون عن الشراكة ورئاسة الجمهورية والخارجية والشراكة في العمل الوطني " أوقفوا غرف العمليات هذه " وسيخسرون وسيخسر مضيفهم أيضا لأنه لم يقدم نموذجا للشراكة الوطنية".

داعش والأكراد وحكومة العبادي:

العبادي
العبادي
حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى الجديد لم يدخل في صراع مع الأكراد بل تعهد بحل الخلافات مع إقليم كردستان  وأن حكومته ملتزمة بحل جميع الخلافات العالقة مع حكومة أقليم كردستان  وعلى رأسها تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي بشأن كركوك، وصرف موازنة إقليم كردستان العراق، وحسم موضوع تصدير نفطه، ودفع رواتب قوات البشمركة ودعم تسليحها بل وبقاء  الوزير الكردي هوشيار زيباري عميد الوزراء في حكومة العبادى وأصبح نائباً لرئيس الوزراء.
 وأعتبر مثنى أمين رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني في البرلمان العراقي إن الأكراد  يهدفون من خلال مطالبهم لتحقيق العدالة والتوازن في الحكومة الجديدة و أن تحقيق هذه الشروط سيؤهل الأكراد لبناء شراكات جديدة مع بغداد ويضمن حقوقهم، لأنهم عانوا من الإقصاء والتهميش في ظل الحكومات السابقة و أن الحقائب الوزارية التي حصل عليها الأكراد أقل من استحقاقهم داخل البرلمان والمقدر بحوالي 20%.
هل يشكل التحالف الكردي
وبعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة في شمال وشرق وغرب العراق بينها مدينة الموصل 350 كلم شمال بغداد  ومدينة تكريت 160 كلم شمال بغداد   قررت حكومة إقليم كردستان  بسط سيطرتها  على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى رأسها مدينة كركوك  240 كلم شمال بغداد وتمنح كردستان فرصة ذهبية لدخول المدينة تحت دعوى "حفظ الأمن"، و"التنسيق مع الجيش العراقي".،  مما  مما يعني أن كركوك ستظل تحت سلطة كردستان لوقت طويل،  مع كفاءة البشمرجة  وترحيب السكان المحليين الناقمين على  الحكومات الشيعية والخائفين من "داعش"، وتمادى  رئيس إقليم كردستان العراقى  مسعود بارزاني  في طموحه  بطلب من البرلمان المحلي الاستعداد لتنظيم استفتاء على الانفصال عن العراق   
 المطالبة باستقلال الإقليم الكردي لم تمنع حكومته من استقبال 200 الف لاجيء سنى بعد اجتياح المدن والمناطق السنية ولم تمنع قوات البشمرجة من التنسيق والتعاون مع قوات الحكومة العراقية واستعادت قرى كانت بأيدي  "داعش " شمال غربي الموصل 400 كم شمال بغداد، ومناطق عدة في محور زمار- عين زالة، بالإضافة إلى بلدتي مخمور والكوير في محافظة نينوي  و  4 قرى غرب آربيل وهي حسن الشام وسيوديان وبحرة وجسر الخازر، وتقع في منطقة الحمدانية الواقعة شرق مدينة الموصل 350 كيلومتراً شمال بغداد وهي قرى مسيحية  ومنطقة ربيعة شمالي غربي مدينة الموصل، 400 كم شمالي بغداد  وقرى العذبة وعيونات والدولعة المحيطة بناحية ربيعة شمال غربي الموصل بالاضافة  الى سنجار ومناطق جلولاء في الموصل  
ولكن يبقى السؤال: هل  تراجع  القومية الكردية مواقفها حيال اللاجئين السنة في كردستان وهل ستساهم بشكل عملي في استعادة محافظة نينوى وحاضرتها "الموصل"؟! هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة. 

شارك