بعد أربع 4 سنوات من الصراع المنهك.. هل اقتربت سوريا من الحل؟!

الخميس 15/يناير/2015 - 06:59 م
طباعة بعد أربع 4 سنوات
 
الجميع متفائلون بنهاية الصراع  المسلح في سوريا في 2015، مع انهماك الجميع  لأربع سنوات في  حرب دموية ادت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين ، في أكبر كارثة إنسانية في الألفية الجديدة.

مبادرات إنهاء الصراع:

مبادرات إنهاء الصراع:
2015   بدأ بالعديد من المقترحات لحل النزاع السوري، إذ يواصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا استكمال اقتراحه القاضي بـ "تجميد القتال في حلب"، الذي أيّدته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من خلال التشاور مع الأطراف المختلفة، بما فيها النظام السوري وأطراف المعارضة السياسية والمسلحة الرئيسة، ومع الجهات الفاعلة الخارجية المعنيّة. 
وستستضيف روسيا محادثات رسمية، أطلق عليها لقب "موسكو-1"، بين نظام الأسد ووفد موسّع من المعارضة في نهاية هذا الشهر. 
وبات محسومًا أن الحكومة السورية ستلبي الدعوة لمؤتمر "موسكو"، فهي رغم يقينها بأفق أي مسار سياسي حالي، إلا أنها لا تريد إحراج حليفها الروسي، لإحراج قد يأتي من الطرف المقابل، في ظل رفض "«الائتلاف" السوري المعارض الحضور بعد تشكيل هيئته القيادية الجديدة، ورفض الرئيس السابق للائتلاف أحمد معاذ الخطيب الحضور أيضاً، رغم زيارته الأخيرة للعاصمة الروسية.
"هيئة التنسيق"، بدورها، تحسم أمر مشاركتها خلال اجتماع مكتبها التنفيذي السبت المقبل، مع تأكيد مصادرها أنّ "حجم الاعتذارات" قد يؤثر في قرارها. وقال القيادي البارز في "الهيئة" هيثم مناع: "وجهنا إلى الخارجية الروسية عدداً من الأسئلة المتعلقة بمعايير إنجاح لقاء موسكو، وننتظر الإجابة عنها لبناء وجهة نظر مشتركة"ـ مضيفا أن "التمثيل السوري ليس وازناً من جهة المعارضة، ويجب دعوة مجموعة أوسع من أطياف المعارضة".
و اتفق العديد من ائتلافات المعارضة على خطّة مشتركة للمرحلة الانتقالية في سورية، تستند إلى إطار ديبلوماسي تشارك فيه كل الجهات الفاعلة الخارجية الرئيسة، ولا سيما إيران، والتي كانت المعارضة تصرّ على استبعادها في السابق بسبب ما تعتبره دورها العسكري المباشر في دعم نظام الأسد.
وفي 22 يناير الجاري، وفي الذكرى الأولى لانعقاد مؤتمر "جنيف " تجمع القاهرة مجموعات معارضة سورية، على رأسها "الائتلاف السوري" و"هيئة التنسيق" بحثاً عن الخروج بوثيقة سياسية وخريطة طريق تتوافق عليها أطياف المعارضة (خريطة طريق تتحدث عن هيئة انتقالية، وتوكل إلى المجتمع الدولي مهمة طرد المتطرفين الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة والنظام على حد سواء).

المعلم: متفائلون:

المعلم: متفائلون:
الموقف الرسمي من الحكومة السورية يؤكد علي التفاؤل  ببداية الخروج من الأزمة ووضع لمسات النهاية لها، عبر حل سياسي،  نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السورية وليد المعلم ، كشف عن وجود "مؤشرات إيجابية" تعكس وجود تغييرات في الرأي العام الدولي لأهمية التعاون مع سورية لمحاربة الإرهاب، معتبراً أن عام 2015 سوف يكون عام بداية الخروج من الأزمة.
وفي عرض سياسي شامل قدمه خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، لفت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى أن ما قاله الرئيس بشار الأسد منذ بداية الأحداث في سوريا بأن الإرهاب سيرتد على داعميه، يحصل بالفعل وخير دليل على ذلك ما تشهده فرنسا حالياً وبعض المناطق في العديد من دول العالم ما يؤكد أن الإرهاب بدأ يرتد على داعميه.
وبحسب بيان لرئاسة مجلس الوزراء، شدد المعلم على أهمية وجود تعاون دولي حقيقي مع سوريا لمحاربة الإرهاب، كاشفاً عن وجود مؤشرات إيجابية تعكس وجود تغييرات في الرأي العام الدولي لأهمية التعاون مع سوريا لمحاربة الإرهاب.
وأكد المعلم أن عام 2015 سوف يكون عام بداية الخروج من الأزمة السورية باتجاه عودة الأمن والأمان إلى ربوع سوريا.

المبعوث الأممي:

المبعوث الأممي:
يرى المبعوث الأممي  إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ، أنه لابد من التوصل الي اتفاق بين الاطراف المعنية بالصراع السوري لإنهاء الأزمة التي تهدد الوضع في منطقة الشرق الاوسط والعالم.
ويقول دي ميستورا، "هناك اتفاق على ضرورة التوصل إلى حل للصراع في سوريا خلال العام الحالي"، مشيراً إلى "وجود مباحثات مكثفة بين الحكومة السورية والمعارضة لوقف القتال في حلب"، مضيفا "أنه يأمل أن تكون حلب "بادرة حسن نية" تسهل التوصل إلى اتفاق سياسي في باقي المناطق السورية.
وللكن المبعوث الدولي يري أن "انعدام الثقة" بين أطراف النزاع السوري يزيد من صعوبة الأزمة، والمطلوب هو القيام بـ"الخطوة الأولى"، مشيراً إلى أن هناك "وفداً جديداً سيذهب إلى دمشق لبحث المبادرة حول حلب من جديد".
واعتبر دي ميستورا، أن الأزمة السورية "هي الأسوأ في العالم منذ الحرب العالمية الثانية"، مضيفاً أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" باتوا على "بعد 20 ميلاً من حلب"، ومشيراً إلى أنه "يجب ألا يكون هناك أي أجنبي في سوريا".
ويضيف دي ميستورا أن سوريا "عادت خلال الأزمة 40 سنة إلى الوراء، وهي تعيش أسوأ وضع اقتصادي بعد الصومال، كما أن الصراع أدى لمقتل آلاف السوريين وانتشار الأمراض وتهدم المدارس"، معتبراً "الوضع الإنساني في سوريا وصمة عار على جبين الإنسانية، والعالم كله مسؤول عنها"، ومشيراً إلى أن الهجمات الأخيرة في باريس "هي إحدى نتائج الصراع في سوريا".

عقبات امام المصالحة:

عقبات امام المصالحة:
تواجه المساعي لإنهاء الأزمة السورية العديد من العقبات، التي تهدد الجهود المبذولة من قبل الأطراف الإقليمية والدولية، لوضع اسس  قوية ومتينة لحل السوري، رغم تفاؤل المراقبون في إنهاء الأزمة خلال 2015.
وفي مقدمة هذه العقبات المعارضة والجماعات المسلحة ، فالأزمة السورية تواجه العديد من العقبات أولها تعدد أوجه المعارضة السورية سواء المعارضة السلمية "المعتدلة" والتي تتمثل في معارضة الخارج" الائتلاف السوري" أو معارضة الداخل "هيئة التنسيق" أو العديد من أوجه الائتلافات والأحزاب السورية المعارضة في الداخلة والخارج ومنها "مجموعة قرطبة".
بالإضافة الي المعارضة المعتدلة في الداخل والخارج، هناك الجماعات المسلحة والتي تدار من الخارج السوري واغلب اعضائها ومقاتليها ليسوا سوريين إحدى أهم معضلات الحل، فهي وان كانت عقبة امام انهاء الزمة ربما تكون المحرك الأول في انهاء الصراع، عبر اعتراف اغلب الدول الاوربية ان الصراع السوري أدى إلى ارتفاع وتيرة التطرف والتشدد في العالم، ويهدد الامن القومي لهذه الدولة بعودة المشاركين والمنغمسين في الجماعات المسلحة كتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وجبهة النصرة "فرع تنظيم القاعدة بسوريا"، و الجماعات المسلحة الأخرى، كأحرار الشام، والجبهة الاسلامية، والجيش الحر الذي تلاشى في الجماعات المتشددة والمتطرفة، ليكون العالم أمام معارضة مسلحة متطرفة ومعارضة سلمية مفتتة ومتنازعة فيما بينها. وتشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب من 50ألف مقاتل في الجماعات المسلحة أغلبها من خارج الدولة السورية.

النفوذ الإقليمي:

النفوذ الإقليمي:
يعتبر التنافس الإيراني- السعودي "الخليجي"  من أهم العقبات التي  تواجه حل الأزمة السورية وإنهاء الصراع، فالجانبان بكل ما يحملانه من خلاف ايدلوجية وعقائدية وعرقية ، يكون دائما بينهم "حرب باردة" لا تنتهي، لذلك التوصل الي نقطة تفاهم بين الجانبين سوف تؤدي الي المساهمة الفاعلة في انهاء الصراع في سوريا وعددا من بؤر النزاع بالمنطقة العربية كاليمن ولبنان والعراق.
وهناك الجانب التركي الذي بحث دائما عن النفوذ في الداخل السوري والعراقي، لذلك يعتبر جزء من تعقيدات المشهد السوري، ويبقي مصر ذات الدور المقبول من اغلب الاطراف الاساسية في الصراع السوري وهم السوريين انفسهم من مختلف توجهاتهم السورية نظرا للدور التاريخي الذي تلعبه مصر مع اقليمها الشمالي، وهو الدور الذي اصبح اكبر قوة وتاثيرا مع سقوط حكم جماعة الاخوان، ويعول العرب علي القاهرة في حسم الصراع وانهائه خلال 2015.

الصراع الأمريكي الروسي:

الصراع الأمريكي الروسي:
يعتبر  النفوذ الأمريكي الروسي من أهم العوامل التي تساهم في إنهاء الصراع السوري، فالأمريكان يريدون رحيل الأسد، وفقا للرؤية الخليجية السابقة والروية التركية الحالية والتي كان تمثل وجهة نظر جماعة الاخوان والتي دعا أحد أعضائها وهو الرئيس المعزول محمد مرسي للجهاد في سوريا، رغم اهمية دمشق الأمني السياسية للقاهرة.
فيما يعتبر النفوذ الروسي المدعوم  من ايران والتيارات الناصرية بالمنطقة يمثل الطرف الدولي الاقي الان في انهاء الصراع سلميا وذات قبول من عدد من الاطراف الاقليمية، والنظام السوري باعتبار موسكو الحليق القوي لدمشق.
فقد انتهى نحو عام من التعاون الديبلوماسي في شأن سورية بفشل محادثات السلام في "جنيف- 2" في فبراير الماضي، ولم يترك أي فرصة للديبلوماسية المشتركة. 
فأمريكا تريد سقوط الاسد ولكن تتخوف من تمدد تنظيم "داعش" والجماعات المتطرفة، رغم انها بدأت ببرنامج تدريب 15 ألف مقاتل في 3 سنوات وهو ما يعني 140 مقاتل في الشهر وهو رقم يبدو للمتابعين والعسكريين لا يعني شئيا في ظل الاعداد التي الكبيرة التي تنضم لتنظيمات الجهادية والجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، وهو يعني انه حل سطول من امد الأزمة والصراع السوري، ومزيدا من استنزاف القدرات العربية بشكل عام.
فيما تري روسيا ان الحل هو الحل السياسي، وهو الموقف المدعوم من قبل مصر والتي تري انه لا مستقبل لسوريا في وجود الجماعات المسلحة وسقوط الدولة السورية، فانه اذا سقطت فانه سكون الشرق الاوسط والعالم أمام جحيم حرب العصابات وعدم الاستقرار ربما على الأقل لعقد كامل.

مستقبل الحل:

مستقبل الحل:
يبدو أن الوضع السوري، مشهد يصعب التنبؤ بانتهائه، رغم التفاؤل من قبل الأطراف المختلفة وفي ظل السعي إلا أن التوصل إلى تفاهم أوسع في شأن سورية ممكناً إلا اذا أسفرت الحملة العسكرية المستمرة ضد تنظيم "داعش" عن إضعافه بصورة ملحوظة في قاعدته الرئيسة في العراق.
وتوقف الدعم الاكمل للجماعات المسلحة، مع نجاح التوصل لمفاوضات السلمية بدعم الاطراف الإقليمية والدولية.
الأطراف الإقليمية بدأت انها منهمكة في صراع استمر 4 سنوات، وقد يستمر مثلها، فإيران تواجه أزمة تراجع أسعار النفط وهي التي تحارب لـ4 سنوات في اكثر من ببؤرة وملف، بالإضافة إلى الجانب النووي بما يشير إلى أن استمرار الأزمة سوف ينعكس على إدارة المحافظين والمتشددين في السلطة الإيرانية ويهز من مكانة ووجود الحرس الثوري الايراني لصالح الاصلاحيين والجماعات المعتدلة وفي الحكم، أي أن طهران بحاجة إلى إنهاء الصراع ليس في سوريا فقط ولكن في العراق ايضا ولبنان واليمن، لأن فاتورة النفوذ والتمدد انعكست سلبيا علي الحالة الاقتصادية الايرانية .
السعودية وجدت بعد تجربة الـ4 سنوات وتجربة صعود الإخوان الحكم، وسقوط العراق في 2003، "عقد من زمان في بناء دولة جديدة مهدد بالسقوط في أي لحظة"، وتكلف الصراع أيضًا مع تراجع البترول في حاجة إلى التقاط الأنفاس فوضعت الملف في يد الدولة المصرية لإنهائه.
تبقي الأطراف الدولية هي التي تحدد مصير وسيناريوهات إنهاء الصراع او استمراره، وفقا لمصالحها في المنطقة، لذلك سيطرة الجمهوريين في امريكا قد تدعم الي انهاء الصراع ، مع حالة التخبط لإدارة الرئيس باراك أوباما للمنطقة.. فهل سيكون عام 2015 عام بداية الخروج من الصراع السوري وعودة الاستقرار للبلد المنهك أم سوف يستمر نزيف الدم في حرب الجميع خاسر فيها ؟!

شارك